امضيت الكثير من الوقت اتذمر من جلستي علي هذا الكرسي ، في غرفتي المظلمة ، والعن حياتي التي قضيتها ما بين الكتب والمزيكا والافلام في واقعي الافتراضي ، وفي حياة إلكترونية ميتة علي مواقع التواصل الاجتماعي ، وبين قهاوي المحروسة وحفلاتها الموسيقية ..والاوبرا ودور عرض السينما .. فأقول لنفسي لابد ان هناك حياة خارج غرفتي بعيداً عن هذا الكرسي ، لابد ان هناك شيئاً اهم خارج غرفتي ، قد يثير اهتمامي ، لابد ان اهدم قوقعتي التي بنيتها ، لابد ان هنالك شيئاً ما بإنتظاري ، ربما كانت فتاة جميلة ذو شعر احمر بإنتظار حبيب ، او اوركسترا ما بإنتظار مايسترو ، او ثورة بإنتظار قائدها او مغامرة بإنتظار بطلها ....
ولكن ما حدث خلال هذه الايام ، وبعد ان امضيت اياماً طويلة محاولاً الابتعاد عن قوقعتي ، ومحاولاً إيجاد حياة ذات قيمة خارج طاحونة "العمل الروتيني" ، ليس إلا "خواء" يضاف علي حصيلة مشوار طويل من الفشل ! ، حتي انتابني الشعور بأني افتقدت قوقعتي ! ، وللمرة الاولي ..فأشعر وكأنها افضل ما يمكنني الحصول عليه في هذه الدنيا ...
كان ينبغي علي ان ارجع للاسباب الاولي لبناء قوقعتي ، وهو اني لا اجد في هذا العالم ما يثير اهتمامي او ما يشعرني بالسعادة ..وللاسف ..
كم اعشق غرفتي المظلمة ، كم اعشق هذا الكرسي الاسود ، وجلستي المنحنية متقوقعاً عليه ، كم اعشق حياتي في هذا الواقع الافتراضي والالكتروني ، كم اعشق نفسي كما هي بدون تغيير مني ..
اشعر بالامان في سريري ، منتشياً بإكتئابي ، ممتلئاً بالماضي والاحزان ، كم افتقد الشعور بالوحدة ! ..