السبت، 23 مارس 2013

إياكم وال PainKillers

  • إياكم والمُسكنات مبدئياً انا مش دكتور جاي اتكلم في مُسكنات كيميائة وطبية الموضوع ملوش علاقة بالطب انا بنصح نفسي قبل اي حد ، لان ثقافة المسكنات طغت.
  •  عمرك فكرت انك المفروض بدل متاخد مُسكن كان لازم تحس بالوجع دا لسبب مُعيّن ، هبسطهالك ، انا اعتقد ان المفروض عليك كإنسان بدل متسكن الالم اللي حاسس بيه تحس بيه وتتألِم ، لان دا هو الغرض من الالم ؛ انك تحس بيه وتوظفه لمصلحتك.
  • المُسكنات اللي اقصدها ، بقت ثقافة مجتمعات ، زي مثلا لما تحس بفراغ عاطفي تقوم تاخد مُسكن اسمه الصحوبية ، انا مش متخيل نفسي كبنت ابقي مكشوفة للكل زي حتة الكيكة وكل الدبان بيحوم حوالية وبيحاول يصطادني والطف واحد في طريقة صيدُه واكثرهم إقناعناً اقوم اديلو نفسي ، ومش متخيل نفسي شاب سيس كل همي ازاي اصطاد إنسانة ، ولانك مشفتهاش إنسانة وقررت تشوفها كآلة جنسية ، فكل تفكيرك انك تعجب صُحابك وتتفشخر ب"المُزة" اللي في ايدك ، كل اللي بيحركك شهوتك ، الاحسن انك تكبر شوية او بمعني اخر تسترجل شوية مش تشكيك في ذكورتك لا انتا دكر بس للتشكيك في رجولتك ، المشكلة ان النوعين اللي اتكلمت عليهم دول بيضحكو علينا وعلي نفسهم بإسم الحب ، وبيشوّهو اسمي المُسميات ، مفرقوش حاجة عن اللي عايزين يمارسو التديّن بشكل خاطيء بإسم الدين وبيفرضوه علينا بشكل او باّخر فتظن ان هو دا الدين وهو دا الحُب ، عشان كدة اكتر سؤال بيتسإل دلوقتي ، هو الحب موجود ؟
  •  أو انك تحس بشهوة جنسية وتروح تقوم بعملية فيسيولوجية مثلها مثل الرياضة تسمي العط بمعني انك تنام مع واحدة مفيش بينكو اي احساس روحاني او عاطفي زي الحيوان بالظبط حتي محترمتش اّدميتك..
  • او انك تبقي مخنوق ومش طايق نفسك ومُكتئب وتقوم تلجأ للمُسكن المشهور اللي هو المخدرات 
  • او انك تمرض وتحس بألم جسدي وتروح تاخد مُسكن للالام


  • انا كنت فاكر اني باخد بعض المُسكنات اللي بتخليني اقدر استمر في حياتي ..زي الكُتب والمزيكا والقراّن والصلاة والرياضة والفن ، بس اكتشفت ان دول مش مُسكنات ، دول علاج ، رغم اختلافي علي تصنيف المزيكا ، هل هي نفس تأثير المُخدرات بيخليك تهرب من الواقع وبيخلي الوقت يعدي بسرعة ، فبالتالي هو مُسكن مش علاج ، ولا هو علاج روحاني ؛
  • نفس الكلام ينطبق علي الفن هل هو وهم الهروب من رعب الوجود ولا هو علاج روحاني عن طريق الجمال والإحساس ؛
    بحُكم خبرتي القليلة في القراّن إلا انه فيه سحر للودان والقلب والوجدان والروح ، طيب اصحاب الدينانات الاخري يعملو ايه دلوقتي ؟ عادي يقرو كُتبهم السماوية لو محسوش بحاجة من دي يقرو القراّن مفيهاش حاجة يعني .
  • عماتاً لو عايزين نوصل للجمال الروحاني كلها طرق واحدة بتوصلنا لحقيقة واحدة الله سبحانه وتعالي هو الجميل يحب الجمال ، ممكن الفن الجميل والمزيكا الجميلة توصلنا لله .

    بيقولك من لزم الاستغفار جعل الله له من كل ضيق مخرجا ومن كل هم فرجا ورزقه من حيث لا يحتسب واضح انه علاج ، مش مُسكن .

الاثنين، 18 مارس 2013

فلسفة الإكتئاب

ليه بنكتئب ؟
قضيت وقت كبير اليومين اللي فاتو دول في كاّبة وفقدت الرغبة لاي حاجة..
في الاول افتكرت اني عشان محققتش اللي نفسي فيه ..كنت حاطط اهداف وبحاول اوصلها بأي طريقة في الوقت الحالي وعلي المدي القريب ..انا دايماً بحلم زي اي “بني ادم” ، وانا بستخدم كلمة بني ادم عشان بالنسبالي الشخص اللي عايش من غير هدف او حلم يسعي وراه ويحققه فهو مش بني ادم ، علي الاقل دا من وجهة نظري ومعاييري الشخصية يعني ..
- حققت اول هدف ليا علي المدي القريب ولولا الله سبحانه وتعالي مكنتش حققته..هو انعم عليا بتحقيق الهدف دا ..كل طاقتي وتركيزي كان موجه للحلم دا..كل دعائي في كل صلاة كان موجه للحلم دا….استخدمت كل الوسائل العلمية والروحانية مع الاجتهاد وممكن نقول “الحظ” لاني مؤمن بيه جدا ..وفعلا حققته..
هنا كانت صدمة ..بعد اول هدف حققته موصلتش للسعادة اللي كنت متخيلها ..وموصلتش للي انا كنت المفروض احسه ..والوهم اللي كنت معيش نفسي فيه وانا بقعد بالساعات واسرح واحلم احلام يقظة ومتخيل نفسي وانا املك اول حلم ليا في حياتي
فرحت كام يوم واكتشفت اني غير سعيد ..قلت لنفسي دا بيحصل عشان الهدف التاني متحققش ..اه انا حققت اول هدف وحلم ليا في حياتي ..بس ناقصني الهدف الاهم
..انا كنت بضحك علي نفسي..اعتقد ان تحقيق الهدف التاني هيكون مصيره الاهمال زي الهدف الاول بالظبط ..اعتقد اني هرجع اكتئب ..واعتقد ان الهدف التاني دا ميستحقش مني الاهمال والكاّبة اللي هعيشه فيه ..لانه حلم جميل من لحم ودم
ولو كنت وصلتله واهملته انا مكنتش هسامح نفسي…
المحور هنا كله في الطاقة
الكون دا كله طاقة ..انتا نفسك بتطلع طاقة وكل حاجة حواليك بتطلع طاقة
كفاية انك تنزل الشارع وتشوف كمية التلوّث البصري اللي بتشوفه في الشارع المصري ..دا غير التلوّث البيئي.. …
كقاية انك تفتح التليفزيون وتشوف اخبار بلدك او تتعامل مع الجهل الطاغي علي عقول اغلب اهل بلدك
فعلا كس ام الشارع المصري بكل تفاصيله…
هو السبب الرئيسي للاكتئاب..
الطاقة اتلوثت ..فقررت اني ابعد عن الناس واحس بشوية امان في غرفتي ومخرجش منها
وابعد عني اي طاقة سلبية ممكن تمسّني..قفلت كل مواقع التواصل الاجتماعي لانهم اكبر مصدر للطاقة السلبية ..كفاية الكلام اللي بتقراه عليه
خدت دش ..عملت حاجات كانت بتفرحني زمان ..سمعت مزيكا مسمعتهاش من زمان ..بتدخلني علي زكريات حلوة…فكّتني من مين بيفكر في ايه ..
….
بعد يومين ..نزلت الشارع ..قعدت علي قهوة بلدي في شارع شامبليون في احدي ضواحي وسط البلد…جبت رواية عشان اقراها ..شوية مزيكا وشوية نيكوتين ..
وحسيت اني اسعد انسان في الكون ..

وقدرت ارجع تاني بقي لاحلامي وخيالي وشغلي وحياتي
لازم يكون ليك قسط من الراحة..راحة من نوع خاص..راحة من الناس والدنيا.. تقدر تعرف نفسك فيه اكتر وترتاح من الدوشة اللي انتا عايش فيها وعدم النظام والزحمة والاحداث الكتير اللي بتحصل في حياتك
…وتفرغ الطاقة السلبية اللي بتكتسبها طول الطريق عشان تقدّر تكمل

عيش بمزاجك واسرح في ملكوتك الخاص وانسي الدنيا والهموم..اسرح في الفن والجمال ..افتكر انك متخلقتش عشان تخدم مصالح معينة او عشان مهام معين
انتا عايش هنا عشان سبب ..حاول تعرفه بنفسك

الله عز وجل مش موجود

فلسفة وجود اله  ! ..

انا بحب اشك في كل حاجة لان الشك بيوّلد يقين وايمان اكبر،  شكيت في الدين اكتر من مرة وشكيت في سبب وجودنا وافترضت اننا اتخلقنا عبث ، واننا جينا الي هذه الدُنيا مُجبرين رغم انوفنا ، وان مكنش في ترتيب مسبق بينا وبين الله لحمل الحرية والارادة التي وهبها لنا ، كلها كانت فرضيات ووجدت اجاباتها لاحقاً بنور الهي ، بس الحاجة الوحيدة اللي كانت برة كل الشك هي فكرة عدم وجود اله ، لاني عمري مفكرت في حاجة زي دي ابداً ، ممكن اكفر واتمرد علي افعاله جهلاً مني به وبسبب عدم قربي له وعدم علمي بصفاته وحكمته وتدبيره ، لكن لا يمكنني انكاره  ، كنت مُدرك انه سبحانه برة الشك وان فكرة وجوده سبحانه ملهاش علاقة بالشك او العقل ، لها علاقة بالقلب ، القلب مبيفكرش والعقل مبيحسش ، يكفي ان تترك سفسطة الجدل والفلسفة العقلية والمنطق والهوي والعناد ، وتتبع فطرتك ، يكفي انك تتدبر في السيمفونية الكونية التي خلقها ، يكفي انك تشوف التناغم في خلقه ، مستحيل يكون دا كلُه صدفه ، من حقك تكفُر او تؤمن بالله لانه سبحانه اداك الارادة الحُرة ، عايز تضل او تتبع النور انتا حُر ، دا الاعجاز في خلق الانسان ، انه روحه منفوخ فيها من روح الله ، وعنده ارادة حرة ، زي ما تكون ارادة اله ، لكن انتا ازاي تجحد وتنكر اثاره اللي كل يوم بنشوفها حوالينا بس مش بنتفكّر ولا نتأمّل فيها ، ولا بناخد بالنا منها ،
بمناسبة اثاره بلاش نُدخل في الجدال المشهور والاسئلة اللي زي "ليه الظلم والعذاب موجود اذا كان الله موجود؟" ! ممكن اكتب موضوع خاص في الاشياء دي لاحقاً ، مع انك لو تفكرت هتلاقي الاجابة بنفسك ، انا بتكلم في نقطة تانية

طول عمري كنت ماشي بفلسفة الاحتمال والمحال ، ان دايما فيه احتمال لكل شيء في الوجود وان المُحال معدوم وان مفيش شيء مطلق او بمعني اخر مفيش مستحيل ولو طبقنا الفلسفة دي علي الاشياء الغيبية اللي احنا مؤمنين بيها من غير ما نشوفها هنلاقي نفسنا بنحتمل ان الله سبحانه وتعالي مش موجود وبالتالي هنفرض ان الكون موجود بذاته والوجود ملوش محرّك او خالق ودي كانت فلسفة انا مش مؤمن بيها بتقول “بما ان العدم معدوم اذن فالوجود ايضاً موجود” لكن انا بميل اكتر لفلسفة ارسطو اللي بتقول السبب الاول والمحرك الاول للوجود” بمعني وجوب السبب الاول او المحرّك ، ودا بيخلينا نروح بتفكيرنا انه من الضروري يكون في خالق للوجود او مُحرك له ، وبالتالي لو فرضت عدم وجود اله انتا كدة خليت فكرة الاله تقع تحت فلسفة او قانون ودا لا يصح منطقياً لان الله ليس موجود وايضا ليس معدوم ولا يقع تحت قانون ولا محكوم لانه هو السبب او الحقيقة الوحيدة في الوجود سبحانه بيحرك ويدبّر وبيخلق القوانين والاحكام ، الله قائم بذاته لا يخضع لقوانين فلسفية ولا كونية ولا يحكمه شيء وهو وحده سبحانه المُطلق الوحيد في الكون اللي بيوّجد وبيعدّم ولا يُوجد ولا يُعدم …
عزيزي الملحد دي مش دعوة للإيمان بالله لانك حر دي مجرد دعوة للشك في شكك …او انك تبص لفرضياتك ونظرياتك بشكل مختلف

حلمت حلم جميل ..

استيقظت من اجمل الاحلام التي يمكن رؤيتها ..ما أجمل ان تملك جناحين ..كلما شعرت بالضجر وعدم السعادة وتقييد حريتك طرت كطائر حر من مكان الي مكان ..هكذا كان الحُلم الذي رأيته في منامي ..كنت مُتعب جداً واردت النوم ولكني اصبحت اخاف النوم لاني اجد صعوبة في الاستغراق في النوم ..لي اكثر من شهرين لم اذق طعم النوم بحق..اياً كان السبب ..سواء عدم القدرة في الاستغراق والانتشاء والاستمتاع بالنوم كما كنت من قبل او بسبب الاحلام المُزعجة التي تروادني يومياً بلا توقف رغم كل محاولاتي لمعالجة ذلك ....فقررت ان اطلب من ربي الرحيم ان يخلصني اليوم من الاحلام المزعجة ..وقررت ان احاول النوم ..بل وسألته وهو الرحمن ان يبدلني حلمٌ جميل يشعرني بالسعادة ..كانت علاقتي بربي في هذه اللحظة كطفل صغير لم تكن معقدة ولا تحتاج الي امور فقهية وفلسفية كالتي اخترعتها الرؤي الاهوتية وكهنة الاديان وسارقي دين الله ..ما أجمل تلك العلاقة ..
 وعندما نمت حلمت بأفضل الأحلام علي الاطلاق ..كنت اطير من مكان جميل الي مكان اجمل ..سأعجز مهما حاولت ان اصف لك الاماكن التي رزتها بعقلي في هذا الحُلم..ومما لا انساه اني رزت مكان لم اراه ولم اتخيله قط ..ولم اري له مثيل من قبل..صدقاً ولست ابالغ..مايدهشني اني لم اكن ادرك اني استطيع ان اتخيل مكان مثله "ألا يقولون ان الاحلام هي نتاج العقل الا واعي" ..كيف لعقلي ان يحلم بمثل هذا المكان الجميل الذي حلقت حوله بجناحاتي…
كأن الله اراد ان يُريني قصر من الجنة….وبرحمته ادركت من هذا الحلم الجميل ان افضل ما في الحياة واسمي اهدافها هي الحرية ..ذلك بأنني سألته قبل ان انام ، ان يبدلني حلم جميل بديل عن كوابيسي - فأختار هو سبحانه وتعالي ذلك الحلم - وكأنها اشارة منه اليَّ انا عبده - بأن أُكمل طريقي وان أرسم الحرية بخطواتي وألا ادع احداً قط يقيّدني …شعرت في ذلك الحُلم ان اقوي انسان وصاحب اقوي رسالة هو من يملك الحُرية في قلبه ..كان في هذا الحلم الكثيرين ممن يتّبعونني ..كنت كالقائد - الذي يطير بجناحيه ويحمل الحرية بين يديه وينشرها بين الناس - ولكن كان هنالك ايضاً الكثيرين ممن يتمنون ان اخلع عني جناحاتي ...عندما استيقظت احسست ان الحلم هو إنعكاس لواقعي الذي اعيشه الآن ..ولكني كنت في قمة الحرية والسعادة ..اطير بلا خوف ولا قلق ..

Hosny Ahmad

مصر مصرتني

اعجز عن تفسير التاقض الذي اشعر به في داخلي..تارة تجدني امسك مصحفاً وتارة تجدني امسك كأساً  ..نبهني الكثير من اصدقائي الي انه يجب عليّ ان احاول الاستقرار علي جهة  ..والثبات علي ضفة او طريق واحد ..ونعتني بعضهم بالتلوّن والتناقض والتذبذت والتردد ..وانا اثق فيهم فأنا أعلم مدي حُبهم لي..بعيداً عن اولئك المزايدين سواء من المتدينين المنافقين او من الفجرة التافهين اصحاب العقول التي تحركها الشهوة ..كلٌ منهم في محاولة ان ينال مني ويلتف حولي ليجدني علي الوجه الذي يعجبه ..وان وجدني علي وجه لا يعجبه- يظل ينتقدني..وكأني مصدر تسلية شخصية له - لماذا لا يرضي بي كما انا وحسب.. مع ذلك لم اعد اهتم لهم ..ولكني دائما كنت احاول ان افهم نفسي .. ولمَ هذا التناقض الذي بداخلي ؟..كنت اجلس اليوم في مقهي اشرب القهوة واقرأ احدي الروايات وكنت اراقب حركة المارة ..فوجدت فتاة كاملة الانوثة والاثارة ..فكنت ادقق في النظر اليها وهي تمشي بدلع ومرقعة وكأنها تتمايل مع الرياح محاولةً بنجاح مغازلة الناظرين ولفت الانتباه - بهذه الكات ووك ..فظللت انظر اليها من اسفل قدميها حتي اعلي رأسها ..عندما نظرت اليها من اسفل كانت مأنتمة مع عمرو دياب وكلما ارتفعت لقيتها مأنتمة مع عمرو خالد ..تناقض عجيب بين الانوثة ومحاولة اثارة الناظرين كالقطة الدلوعة وبين ما تلبسه علي رأسها من باب التدين وكدهوّن ..وهذا احدي اساليب التناقض الشديد...دعكم منها ، هذا ليس كل ما رأيت من تناقض ، فبعد ان مرّت تلك الفتاة المثيرة - فما لبثت في محاولة لان ابعد نظري عنها حتي فوجئت بفتاة اخري لم ولن ولع ولجلج اجد في رجولتها احداً قط ..اسف علي النظرة العنصرية تلك ..ولكن ما احاول لفت الانتباه له انها كانت لا تهتم بأنوثتها اطلاقاً ولا تراعيها بل كانت تفتقر الي النظافة الشخصية حتي ! - ونظافة الملبس ايضاً ..ما هذا التناقض الغريب في هذه البلد المحروس "مِصر" ! ..

بعدها قررت ان اذهب الي المنزل وسط ضجيج وعشوائية وازعاج كما اعتدت فظللت اسب والعن اليوم اللي جابني في البلد دي - بالاضافة طبعاً إلي اللون الذي لا اري سواه في شوارع القاهرة نهاراً - وهو اللون الاصفر الباهت - لا اعلم ما سببه - هل التراب ام العوادم وعدم النظافة البيئية والتلوث البصري ؟ - لا اعلم - كل ما اعلمه اني مُنذ ولدت وانا أري هذا اللون نهاراً - فهذا اللون مزعج بشدة بالنسبة إليّ..
وبعد عدة امتار وقد اقتربت من منزلي وجدت نسيم جميل - واحسست بالهدوء والسكينة - وقابلت الكثير من المعارف والاصحاب كبار السن وصغار السن ممن يذهبون الي الجامعة او الشغل وكانو كعادة المصريين يقابلونك بحميمية شديدة "ايه ياحُس - ! ازاك أحُسني ! ايه يا شقيق رايح فين؟" ..من الصعب ان يعاملك الناس هنا في مِصر بأسلوب "جاد" - ولكن هذه هي ميزة تلك البلد "العِشريّة" ...

شعرت حينها بشعور غريب ...شعرت بدفيء وبرود ..ضجر وإستياء من البلد وسعادة في نفس الوقت وشوق وحُب لها ! ..ما هذا العبث ! ما هذا التناقض وكأن نفسي المتناقضة تحاول ان تجد لي مُبرر لتناقضي وتخبرني اني فقط اتأقلم مع طبيعة البلد المصرية ..واني مصري اصيل ..

- التناقض الذي بداخلي يعبّر عن عدم انتمائي لأي شيء غير هذه البلد..بحثي عن الحرية يحُثُ عليَّ بالتمرد علي كل الاشياء التي تحاول سرقة مصريتي مني ..انا مصري ..انا فقط انتمي لنفسي ..انتمي للبشرية والحياة ....ولمصر...شأني كشأن الكثر من شباب مصر ..يفكرون بحرية تامة - محاولين البحث عن الحرية في تلك البلد وفك القيود المجتمعية والدينية الغير صحيحة والغير مُقنعة بالنسبة لهم - ولذلك كثيراً ما يقعون في التناقض - الذي هو من سمات البلد - ومن سمات الشخصية المصرية" ..

الاحرار يولدون في هذه البلد ، يورثون الحرية فيها ويورّثونها لاجيالٍ لاحقة - حتي وإن لم يحصلو عليها - قرأت مقولة في معناها انه "ليس شرطاً ان تكون حراً حتي تحلم بالحرية - فأغلب كتابات المساجين عن الحرية"  ..

نحن ابناء هذه البلد ، نعيش من اجل مصريتنا - نحاول البحث عن الحرية التي طالما مارسنا الحُب معها في مخيلاتنا وافئدتنا ..

الثورة !

هذه مجرد بداية فحسب !

الثورة تتغذي وتستمد طاقتها من "مصريتنا" ...نحن شعب جيناته تعرف معني الثورة والحرية جيداً - ولذلك نبحث عن حريتنا منذ ولادتنا - نمارس الحرية المصحوبة بالتمرد والتناقض- في حُب مصر ...