ليه بنكتئب ؟
قضيت وقت كبير اليومين اللي فاتو دول في كاّبة وفقدت الرغبة لاي حاجة..
في الاول افتكرت اني عشان محققتش اللي نفسي فيه ..كنت حاطط اهداف وبحاول اوصلها بأي طريقة في الوقت الحالي وعلي المدي القريب ..انا دايماً بحلم زي اي “بني ادم” ، وانا بستخدم كلمة بني
ادم عشان بالنسبالي الشخص اللي عايش من غير هدف او حلم يسعي وراه ويحققه فهو مش بني ادم ، علي الاقل دا من وجهة نظري ومعاييري الشخصية يعني ..
- حققت اول هدف ليا علي المدي القريب ولولا الله سبحانه وتعالي مكنتش
حققته..هو انعم عليا بتحقيق الهدف دا ..كل طاقتي
وتركيزي كان موجه للحلم دا..كل دعائي في كل صلاة كان موجه للحلم
دا….استخدمت كل الوسائل العلمية والروحانية مع الاجتهاد وممكن نقول “الحظ”
لاني مؤمن بيه جدا ..وفعلا حققته..
هنا كانت صدمة ..بعد اول هدف حققته موصلتش للسعادة اللي كنت متخيلها
..وموصلتش للي انا كنت المفروض احسه ..والوهم اللي كنت معيش نفسي فيه وانا
بقعد بالساعات واسرح واحلم احلام يقظة ومتخيل نفسي وانا املك اول حلم ليا
في حياتي
فرحت كام يوم واكتشفت اني غير سعيد ..قلت لنفسي دا بيحصل عشان الهدف
التاني متحققش ..اه انا حققت اول هدف وحلم ليا في حياتي ..بس ناقصني الهدف
الاهم
..انا كنت بضحك علي نفسي..اعتقد ان تحقيق الهدف التاني هيكون مصيره
الاهمال زي الهدف الاول بالظبط ..اعتقد اني هرجع اكتئب ..واعتقد ان الهدف
التاني دا ميستحقش مني الاهمال والكاّبة اللي هعيشه فيه ..لانه حلم جميل من
لحم ودم
ولو كنت وصلتله واهملته انا مكنتش هسامح نفسي…
المحور هنا كله في الطاقة
الكون دا كله طاقة ..انتا نفسك بتطلع طاقة وكل حاجة حواليك بتطلع طاقة
كفاية انك تنزل الشارع وتشوف كمية التلوّث البصري اللي بتشوفه في الشارع المصري ..دا غير التلوّث البيئي.. …
كقاية انك تفتح التليفزيون وتشوف اخبار بلدك او تتعامل مع الجهل الطاغي علي عقول اغلب اهل بلدك
فعلا كس ام الشارع المصري بكل تفاصيله…
هو السبب الرئيسي للاكتئاب..
الطاقة اتلوثت ..فقررت اني ابعد عن الناس واحس بشوية امان في غرفتي ومخرجش منها
وابعد عني اي طاقة سلبية ممكن تمسّني..قفلت كل مواقع التواصل الاجتماعي
لانهم اكبر مصدر للطاقة السلبية ..كفاية الكلام اللي بتقراه عليه
خدت دش ..عملت حاجات كانت بتفرحني زمان ..سمعت مزيكا مسمعتهاش من زمان ..بتدخلني علي زكريات حلوة…فكّتني من مين بيفكر في ايه ..
….
بعد يومين ..نزلت الشارع ..قعدت علي قهوة بلدي في شارع شامبليون في احدي
ضواحي وسط البلد…جبت رواية عشان اقراها ..شوية مزيكا وشوية نيكوتين ..
وحسيت اني اسعد انسان في الكون ..
وقدرت ارجع تاني بقي لاحلامي وخيالي وشغلي وحياتي
لازم يكون ليك قسط من الراحة..راحة من نوع خاص..راحة من الناس والدنيا..
تقدر تعرف نفسك فيه اكتر وترتاح من الدوشة اللي انتا عايش فيها وعدم
النظام والزحمة والاحداث الكتير اللي بتحصل في حياتك
…وتفرغ الطاقة السلبية اللي بتكتسبها طول الطريق عشان تقدّر تكمل
عيش بمزاجك واسرح في ملكوتك الخاص وانسي الدنيا والهموم..اسرح في
الفن والجمال ..افتكر انك متخلقتش عشان تخدم مصالح معينة او عشان مهام معين
انتا عايش هنا عشان سبب ..حاول تعرفه بنفسك