الاثنين، 8 سبتمبر 2014

قصص قصيرة مُملة ..



اتذكر حين دخل رجل "قرية" عن طريق الصدفة ، طريقها وَعِر لا يفضل الناس المُضي فيه ، فلا يعلم احد بوجودها :

في زمانٍ ما ، ومكانٍ ما ...كان اهل قرية تدعي أشتون إذا ارادوا الذهاب إلي احدي المدن الكبري المُطلة علي المحيط الاطلنطي ، يُخير المسافرون منهم بين طريقين ، احداهما قصير وملييء بالمخاطر ووعر والاخر طويل وآمن .. فظلّ الناس يسردون الاساطير حول خطورة الخوض في هذا الطريق القصير الوعر ، ويفضلون  الطريق الاخر الطويل ، وعندما قرر احد الشبان الشجعان او البائسين ان يخوض في هذا الطريق الوعر بدلاً من هذا الطويل الآمن ، كنوع من الاستكشاف والتبيّن من صحة تلك الاساطير التي يسردها الناس او بدافع اليأس وفقدان الشهية للحياة ، قرر خوض مغامرة ، وبقلبٍ شجاع مَشي الشاب في ذلك الطريق غير مكترثاً بما سيلاقيه ...وبعد ان تخطي الكثير من الصعاب والمخاطر ، فوجيء بوجود قرية غريبة في منتصف الطريق...وعندما قرر ان يدخلها ، ..لمح بريق ونسيم جميل جداً من بعيد ..ولاحظ عند باب القرية وجود حبل طويل يربط ما بين دفتي الباب ...مُعلّقً فيه الكثير من الاحذية ..استقبلته احدي الفتيات فقالت له اخلع حذائك واهلاً بك في قريتنا ...
وعندما سأل الفتاة عن سر عدم إرتداء اهل القرية احذيتهم وبدلاً من ذلك - تعليقها علي بوابة القرية ..قالت له ان قريتنا تدعي سبكتر وهي اجمل وانظف قرية بالعالم كله ..


وبعد عدة ايام قضاها في القرية - قرر هذا الشاب ان يعيش مع اهل القرية فترة من الزمن ، فوجد ان اهلها طيبون ، لا يخطئون ، لا يغضبون ، دائماً في سلام وود وحب ، كل ما في القرية نظيف وجميل ومُنظّم ، قرية بلا مشاكل ، بلا ماضي ولا حاضر ، كأنها فجوة زمنية في حلم جميل ... او قطعة من الجنة .. ..

صادف هذا الشاب اثناء مدة بقاءه في القرية احد الشعراء المشهورين - وكان قد قرأ احد قصائدهم من قبل واعجبته ، فتعرف الشاب عليه وقال له كيف علمت بهذا المكان ؟ ، لابد ان هذا المكان هو سر إختفاءك وتوقفك عن كتابة الشعر ، قال له الشاعر انا مثلك قررت ان اخوض المغامرة واستكشف ما وراء هذا الطريق ...وصادفني وجود مثل تلك القرية فمكثت فيها مدة طويلة..هي اجمل مكان علي الإطلاق ، لا يمكن ان تجد مكان افضل منه ..هذا المكان هو ملهم قصيدتي الجديدة التي اكتبها ..وانا اعشقه واود البقاء فيه للابد ...
فقال له الشاب هلا ألقيت عليَّ بعض الابيات من القصيدة الجديدة التي تكتبها الآن ؟ ...فقال له الشاعر : لكنها لن تكتمل بعد ولا احبذ ان القي الاشعار الغير مكتملة ....فأصر الشاب ..فوافق الشاعر واخذ يلقي عليه بعض الابيات وكانت كالآتي : 

- الورود حمراء ، السماء زرقاء
- السُكّر مذاقه حلو ، مثلك تماماً يا حلو

فقال الشاب اهذا كل شيء ؟  ، قال الشاعر نعم هي لن تكتمل بعد ...قال له الشاب قل لي منذ متي وانت تكتب هذه القصيدة الغير مكتملة ..قال له 5 سنوات ..فقال الشاب ..5 سنوات في 4 ابيات رديئة !! ..
فقال له الشاعر غاضباً ، لهذا السبب لا احبذ ان القي علي احد قصائدي الغير مكتملة ...

وعندما هبط الليل ، بدأ اهل القرية بالاحتفال ، وشاركهم الشاب ..إلا انه وجد علي وجوههم الباسمة والضاحكة بعض الفتور والبرود ..وحضرت في باله ابيات الشاعر ..

وبعدها قرر الشاب المُضي في طريقه ، والبحث عن ذاته في مكان آخر ..فقال لأهل القرية بكل أدب ..انا راحل فأعذروني ..
الطريف ان اهل القرية لم يكونوا يعلمون مرادف كلمة "الرحيل" ، فعندما شرح لهم معني الكلمة ..قالو له "انت اول شخص يرحل من قريتنا " ..

فقال له الشاعر : لابد انك خاسر كبير وستندم علي رحيلك ، فلن تجد قرية مثلها ابداً ...

لماذا رحل الشاب بعد سماع قصيدة الشاعر ؟ ....
هية الجنة ليه مبتصنعش شاعر ؟

___________________________________________________


كنت مرة جالس اتفرج علي فيلم ايام الطفولة كعادتي ، واسمع حديث امي واختي عن الاشياء التي طالما يتحدثون عنها وكانت لا تثير إهتمامي علي الإطلاق - وهي سيرة الدراسة والطلاب المتفوقين وما إلي ذلك ..

ما كان يثير حيرتي - اني لم اعرف معني لكلمة "طالب متفوق" ! - ازاي يكون متفوق ؟ - هل المتفوق بالنسبة إليكم اللي بيجيب مجموع عالي في كل المواد ؟ ..هو بالطبع كذلك ..الدرجات هي مقياس التفوق "وهذه هي المعايير" ....

والذي كان بيثير الاسئلة الوجودية داخلي - هو كيف للمتفوق ان يحصل علي أعلي الدرجات في جميع المواد - كيف له ان يحصل علي أعلي درجة في مادة الرسم - وأعلي درجة في مادة العلوم - والحساب - والفيزياء - وحتي العربي والانجليزي ..

إذاً أين ميوله ؟ ...أين موهبته ..كيف له ان يكون رسام وطبيب وفيزيائي ومدرس ومحاسب واديب ومترجم ؟ ...ما هذه العبقرية ؟ ، لابد انه فَذ ...

الإنسان الطبيعي المفروض انه يكون عنده شغف تجاه شيء مُعين منذ الطفولة - مثلاً : احمد بيحب الرسم وموهوب فيه - ومحمد بيحب الحساب وموهوب فيه - وعلي بيحيب اللغة العربية وموهوب فيها ..

وبالتالي احمد سوف يدرس الفنون الجميلة ويصبح فنان - ومحمد هندسة او علوم - وعلي آداب او إعلام او اياً كان ...

او من الممكن ان يكون لدي احمد شغف في عدة اشياء مختلفة ويمارسها مع بعضها ...او من الممكن ان يترك احمد الدراسة المنهجية ويسلك الطريق الصعب ..بممارسته لما يحب مثلاً عن طريق التعليم الذاتي او عن طريق الانترنت مثلاً ...

ولكن ما كان يحدث ان المتفوق هذا كان يستطيع ان يحصل علي اعلي الدرجات في شتي المجالات ...
ثم بطبيعة الحال عندما يكبر يدخل كلية الهندسة او الطب ! ..طبعاً لانه مش عايز يكون مهندس او طبيب ولكن لانه جاب مجموع عالي ..

فكنت بقول لنفسي "لابد ان هذا النظام التعليمي في ازهي عصور التخلف والرجعية ! ..كيف لشخص واحد ان يحصل علي اعلي الدرجات في كل المواد !! - لابد انه آلة - لابد انه يذاكر كثيراً - لا اعتقد انه ذكي او موهوب - هو فقط يذاكر ويحفظ كثيراً"..

لماذا لا يدخل او يتجه إلي اي مجال تنفع فيه تلك القدرات التي يملكها من الحفظ والمذاكرة ؟ ، ممكن ان يصبح معلم او دكتور جامعة ...

اما بالنسبة إليّ - ما كان يميّزني اني لم اكن احب المذاكرة وانما فقط الفهم والتطبيق ..ولكن واجهت المشاكل مع هذه الطريقة إبتدائاً من الإعدادية ، لانها كانت بالطبع تحتاج إلي المذاكرة والحفظ الكثير ..إلي جانب انشغالي بالافلام الجنسية بالطبع ...

اتذكر اني كنت ممن يُطَلق عليهم "طالب متفوق" وكان فخ للاسف وقعت فيه ، حيث اصبحت مطالباً امام الجميع بالتفوق " اقصد المذاكرة والحفظ" وهو ما لا اطيقه ... حتي وصلت إلي المرحلة الثانوية فقررت ألا اكون كذلك - لاني ادركت حقيقة ومعني تلك الكلمة  ..وبالطبع هذا القرار لم يعجب أهلي فدخلت في صراعات ليس لها اول من آخر ...

لم يكن بمقدوري ان اقول لهم "اصل انا مش عايز ابقي متفوق ، مش عايز اذاكر - مش عايز احفظ - مش عايز ابقي مهندس او دكتور خاصةً بعد الانطباع الذي تركته لديهم وهو اني صاحب مخ نضيف وذكي من صغري ..

وكانت ببساطة حجتهم اقوي "لماذا لا تستغل "دماغك" في المذاكرة او لكي تصبح طبيب او مهندس ؟ ...

ماعلينا - نرجع لموضوعنا : بعد ما استمعت للمحادثة بين اختي وامي حين قالت اختي لأمي : هل تعلمين "ان الطالب المتفوق "احمد " الذي حدثتك عنه قبلاً - قام بكتابة موضوع تعبير اثار إعجاب الجميع - وقالت عنه أبلة نجيّة انه ولد متميز وصاحب اسلوب ادبي فذ - يستحق ان يحصل علي شهادة تقدير ..لقد سمعت الموضوع الذي كتبه يا أمي - لقد استخدم بعض المفردات التي يستخدمها الادباء والشعراء - كم هو عظيم هذا الولد يا امي ..وعندما بدأت اختي بإلقاء بعض الكلمات والاسلوب الذي اسموه بالفذ علي مسامعنا - لم اتعجب كثيراً - فقد اعتدت علي مثل تلك الكلمات في الكتب وكنت بدوري اكتب مثلها ....بالطبع ردت امي علي اختي : ياريت ابني كان كدا ...

وقتها عرفت ان فرصة اي "مُبدع" عربي في النجاح اسهل بكثير عن اي مُبدع آخر في العالم ...

لن اخوض في تفاصيل ...

_______________________________________________

 كنت اعتدت علي الكتابة منذ صغري ، لا اعلم لماذا ، ولكن كلما وقعت ورقة في يدي ، اظل اكتب فيها ما يخطر ببالي ، والغريب اني لم اكن اريد ولو للحظة واحدة ان اصبح "كاتباً" - وحتي الآن ...انا فقط شخص اعتاد ان يكتب افكاره واحاسيسه ...ربما لحزن ورثته من احد والديه ..او وحدة لم اجد لها بديل  ، فقط شعورك بأنك غير قادر علي التواصل مع الاخرين رغم انك "شخص" إجتماعي بالنسبة لكثير من الناس كفيلة بأن تجعلك تكتب ...

لا اذكر اني يوماً بحت لأحد بما اشعر  ...إلا مرات قليلة وبعدها ندمت ...وهذا كان اكبر دافع لي لكي اكتب ..

بمناسبة ابلة نجية ،في مرة من المرات - كلفتنا ابلة نجية بأن نكتب قصة قصيرة من تأليفنا - اثارت تلك الفكرة إعجابي - واردت ان اثبت اني ايضاً ذو مهارات ادبية - وانني لا اقل شيئاً عن هذا الفتي الذي تحدثت عنه امي واختي ...

من الطبيعي ان تحكم عليًّ في مثل هذا الموقف بالغيرة ؟ ، لماذا اصلاً اثبت لأحد اي شيء ؟ ، ولكن هكذا تربينا نحن العرب ...علي الغيرة من زملاء الفصل ...وهكذا علمتني مدرستي ...

اخذت اكتب واكتب طوال الليل - افكر واجتهد - واسترجع بعض المفردات التي كنت قد سمعتها من التلفاز بوجه عام - ومن افلام الكارتون بوجه خاص - تعبت كثيراً - لا اذكر اني تعبت في شيء طوال الدراسة في حياتي سوي مرتين ...
كانت إحداهم هي التي اقصصها عليكم الآن واخري عندما كنت في الثانوية العامة واخبرني استاذي العزيز استاذ علم النفس والفلسفة ان الوزارة افتعلت خطأ ما لطلاب العلمي الذين يدرسون علم النفس بدلاً من الاحصاء - وبسبب هذا الخطأ لن يكون لك سوي يوم واحد لتذاكر فيه منهج علم النفس كله - وانا كنت احب علم النفس والفلسفة جداً ، واردت ان احصل علي الدرجة النهائية فيه - وبالطبع حصلت عليها "في الثانوية العامة - وبمذاكرة يوم واحد او "نصف يوم علي ما اعتقد" ..فقد كانت مادتي المفضلة  ..

غير كدا مكنتش بتعب نفسي ابداً - وكنت بخلص من السنة الدراسية وامتحن "بالفهلوة - والفهم" وبدون حفظ او مذاكرة ...

المهم اني تعبت في كتابة القصة وملئت الكراسة كلها بتلك القصة التي كلفتنا إياها أبلة نجيّة - وبعد ذلك اخذت الكراسة تاني يوم وذهبت إلي المدرسة وانا متشوّق لكي اعرض قصتي علي ابلة نجية ..
ولكن ما حدث انها لم تقرئها بتمعن - بل انها لم تقرئها اصلاً "علي ما اعتقد" ....ونظرت بإستخفاف إلي الكراسة - وصححتها بشكل مستهتر وكأنها ليست القصة التي امضيت فيها ساعات طويلة بالنسبة لطفل في مثل سني ، وإنما إحدي الواجبات الدراسية المملة إيّاها - وبنظرات غير مبالية - قالت "ليه بتطول كدا ؟ انتا مليت الكراسة كلها ، اختصر بعد كدا " ..علمت وقتها اني كتبت قصة رديئة ..وكانت المرة الاولي التي اشعر فيها بتلك الفكرة الجديدة "وهي ان العالم لا يبالي بك علي الإطلاق" ...تجاهل ساعات من التعب والكتابة هي البداية فقط ...ادركت عدت اشياء وقتها ...

كلما تذكرت ذلك الموقف ، تذكرت الشاب الذي ترك الجنة عندما سمع الشاعر الذي امضي 5 سنوات ليكتب "الورود حمراء والسماء زرقاء" ....وافتكر كلماتي التي كتبتها " المبدع العربي عنده دايماً احسن فرصة في النجاح "...




وأسئل نفسي ما هو الدافع للإبداع ؟.. هل هو فقط التعبير عن ما بداخلك ؟ ، ام مجرد محاولات لنشر رؤية ما او فلسفة ما ؟ او تغيير عادة إجتماعية ما ..
ثم اضفت بعض الكلمات علي مقولتي: "المبدع العربي عنده دايماً احسن فرصة في النجاح واوحش فرصة في الفشل" ...
ما بين الشغف والإيمان بالفن والثقافة - التعقيدات التي نضفيها علي حياتنا بسبب شعورنا بالملل ...
والآلام والصراعات التي هي حِكر علينا وملازمة لنا  ...كفيلة بصناعة اعظم مبدعين ...

بس محدش عارف ميزة "البلاد" الغير مستقرة والمليانة مشاكل ...



______________________


الأحد، 19 يناير 2014

وهم تغيير العالم ..

دلوقتي بقي فيه منظورين تقدر تبص بيهم للعالم بتاعك ، منظور الوالدين او اغلب الجيل السابق اللي غالباً واقعي جداً ومادي جداً وقاسي وجامد وأناني.. ومنظور الشاب الحالم المنعزل عن الواقع بشوية اغاني وروايات فاكر الدنيا فيلم سينما او رواية وهو السوبر هيرو بطل الفيلم او الرواية - فاكر انه هيقدر يغيّر الافكار السلبية الرجعية بتاعة الجيل اللي قبله - وفاكر انه هيقدر يتغلب هو وصحابه الضايعين التايهين اللي زيه بأفكارهم المثالية علي الفقر والجهل والتخلف والانانية وعدم الإنسانية اللي طغت في العالم ..

ميعرفش ان العالم مبقاش فيه أخلاق وبيحكمه الماديات ، عالم الفهلوة ، عالم سريع قصيّر ، العلاقات فيه سريعة وقصيرة ، السعادة فيه سريعة وقصيرة ، الرحلة فيه سريعة وقصيّرة ..وبالتالي الفايدة في الآخر = "ولا حاجة".. زي ما هتدخل العالم في لحظة هتخرج منه في لحظة ..

دلوقتي تقدر تقول : اصبح فيه منظور بيبُص للواقع زي ما هوة ، قصاد منظور تاني بيبُص للواقع كما ينبغي ان يكون ..

ولأن "الواقع" في الحقبة اول وآخر قانون فيه بينص علي ان "المادة هي إله الكون الحقيقي" او بمعني ادق "القطعة الورقية اللي إسمها فلوس هي الإله الحاكم الآمر الناهي ومن يمتلكها يصبح إلهاً" ..

دا معناه حاجة واحدة انك من غيرها مش هتعرف تعيش ولا تاكل ولا تشرب ولا تتجوز ولا تخلف ولا تموت ولا تندفن دفنة كريمة حتي ...وبيها هتقدر تستقوي وتطغي وتبغي وتفسد في الارض وتظلم متتحاسبش "لو عايز" ...
ولأن الناس دلوقتي عايشين بقانون الغابة - اصبح الضعيف ملوش مكان - والضعيف هنا مش مقصود بيها ضعيف جسمانياً...

لأ - للأسف "مادياً" ...يعني "فقير" ...

فلو كنت شاب حالم لسة فيك من الانسانية اللي كرمك بيها "الله" - بترفض الكذب والنفاق اللي بتشوفه علي التلفزيون - عندك عقل بيفكر بشكل مُستقل - بيحكم علي الامور من منطلق إنساني - عندك وعي بالأكاذيب اللي بتتمررلك يومياً عن طريق وسائل الإعلام ..مش مقتنع ان المادة المفروض تتحكم في مصيرك ..

ساعتها هتحصلك مشاكل كتير في حياتك.- ومنها :

هيحصل خلاف علي خططك المستقبلية ، لأن أغلبية اللي بيفكرو بالطريقة الحالمة دي خططهم بتكون مُتجردة من كيفية توفير "المادة" لأنفسهم - الماديات مش بتشغل تفكيرهم - ملهاش حيّز كبير من التفكير في عقولهم - علي الاقل بيحاولو يكونو بني آدمين لو كان زمنهم بيفرض عليهم انهم يعيشو زي الحيوانات ..

كل اللي نفسك فيه انك تحقق حلمك او هدفك المثالي ، او تحقق الحالة اللي لما بتغمض عينيك بتشوف نفسك عليها ..نفسك تعمل اللي عايز تعمله بدون ما الفلوس تشغل تفكيرك وتغيّر منك ..هتلاقي نفسك :

لو بتحب المزيكا هيبقي حلمك انك تبقي مزيكاتي مش قرداتي مبيّن شعر صدره عشان الكام جنيه اللي هيجولك بعد الحفلة..
لو بتحب تكتب هتكون لسان حق ليه اهداف سامية مش بتبيع شهوة للناس من خلال كُتب تزيدهم شهوانية وتغيّب عقولهم عشان الكام جنيه اللي هتاخده من مبيعات الكُتب   ..
لو بتحب السينما - المسرح - الرياضة - العلوم - اي حاجة هتعملها هتكون عشان هدف اسمي وارقي مش عشان شوية عملات ورقية ..

ساعتها هتبتدي تتخيل نفسك فارس هيغيّر العالم المادي - لمكان تاني احلي روحاني واخلاقي ..بس ساعتها للأسف هتبص علي جيوبك هتلاقيها فاضية ..ومعدتك هتلاقيها جعانة .. وللأسف دي نظرة غير واقعية منك - هي نظرة مش خاطئة - ولكن حالمة ومثالية زيادة عن اللزوم ، خططت لمستقبلك بدون ما تسأل نفسك "انا هعيش ازاي من غير مادة في عالم مادي ؟" ..

فهتيجي المُشكلة الاكبر وهي انك عايز تغيّر العالم بدون ما تخدع نفسك ولا تخدع اللي حواليك ، نفسك في حلول تتماشي مع الواقع ، حلول عملية مش مثالية - مش شوية احلام ولا اوهام - نفسك فعلاً تقلل الافكار المادية اللي بتحكمها "ورقة الفلوس" وتسبتدلها بأفكار أخلاقية اكتر وروحانية وثقافية وفنية والخ ..وهتبتدي تقنع نفسك انك مش هتستسلم وهتغيّر وهتعمل وتسوي ...

بس وسط واقع حقيقته انه فعلاً زي ما الجيل السابق بيتعامل معاه : مادي وقاسي وجامد - منظور والديك هينتصر علي منظورك في الآخر - وكل الافكار الثورية والاخلاقية - والدينية حتّي .. اللي مليتها جواك دي وتعبت في تحصيلها من كُتب وافلام عظيمة - وخبرات ناس عاشت عظيمة - في زمن اقدم من زمنك - مرو بتجارب قاسية شبه تجاربك ..

كل الافكار والمعايير والمعتقدات اللي مليتها جواك دي - هتقدر تعمل بيها حاجتين حالياً - يا تعمل مدونة او كتاب او فيلم او اغنية تخدع بيهم واحد زيك اتخدع بشوية الافكار الثورية الحالمة المثالية - وتحمسه وتسخنه علي مفيش - يا تتخلص منها - وتبتدي تدوّر علي مكان ليك جوا "القطيع" تقدر تعيش فيه خروف تاكل وتشرب وتتكاثر وتموت - او تكون فيه زي الترس في المكنة ..

انا يائس جداً ..ومش بحاول انشر اليأس او اهدم أحلامكم ..ولكن من الامانة انك متخدعش اللي حواليك..الحل انكم تواكبو التيار لحد ما تقدرو تبنو ارضية مُستقلة عن التيار..الحل انكم تحاولو تخدعو المنظومة زي ما خدعتكم ..تكونو فكرة او ستارة تواكب عصر الخلاعة ومن وراها تحققو اهدافكم ..تتماشو مع المنظومة بس اوعو تتحولو للي هية عايزاكم تتحولو له..

انا اه لازلت بخسر في كل المعارك اللي بدخل فيها مع المنظومة المادية دي ..بس دا لاني اكتشفت اني مادي شهواني ومستحيل هتغلب عليها طول ما انا في الحالة دي..حاولو تتغلبو علي الحيوان اللي جواكم ...انا انكشفت قدام نفسي ..وعرفت اني احقر من البني آدم اللي بيحاول يكون مثالي بشوية كلمات بدون افعال ...

اوعدكم اني مش هخرج من العالم دا غير لو مُنتصر علي المنظومة المادية دي ولو بفكرة صغيّرة ..

الجمعة، 17 يناير 2014

دليل الشاب المصري للتعايش مع الواقع المصري ..ما بعد التخرج ..

قررت ان اكتب عدة ملاحظات ونصائح للشباب المصري المثقف والمتعلم في الحقبة العمرية ما بين سن المراهقة وقبل الولوج إلي الحياة العملية المُستقلة وذلك للتسهيل علي كل مواطن ومواطنة مصرية - ممارسة الإستسلام للواقع المصري الاليم والبائس بعد التخرّج ..



فإن كنت تريد ان تتعايش في يسر و سلام في ظل المحروسة بلدك "مصر" او في ظل بلد عربي مسلم - فعليك ان تتبع هذه الإرشادات والنصائح والملاحظات وتحفظها جيداً لانها ستكون واقية لك من مجهود السباحة ضد التيار :

- أن تكون وطني درجة أولي - ان ترضي بما قسمه الله عليك في هذا الوطن - وان تتقبله وتتعايش معاه - لا تحاول التغيير - لا تنادي بحقوقك - فقط إمشي مع القطيع وأتبع السبيل المحتوم - لا تنظم المظاهرات ولا الإضرابات - لا تعبر عن ما بداخلك - وإلا اصبحت منبوذاً داخل هذه البقعة المحروسة - فيطلق عليك مسئولي الدولة اشنع التسميات - كالإرهابي مثلاً ! ...عليك ان تتحلي بالصبر الكامل والفهم الحسن للمؤامرات الدولية والاقليمية التي تحاول ان تنال من بلدك مصر - وان تنعم بالعيش والحرية والكرامة الانسانية علي القدر التي تسمح به حكومتك الجليلية وليس كما تراه انت من منظورك ...

- كن عنصرياً .. لا تسمح لأصحاب الجنسيات والعرق والدين الآخر ان ينعموا بحياة كريمة علي أرض وطنك ، لانهم فاسدون بطبعهم ودون إختيار منهم - كما انهم لا يمتلكون البراعة والمهارة الكافية لكي يولدوا مصريون مثلك او مسلمونَ مثلك - لانك بالطبع كافحت من اجل ان تُولد مصري مسلم- فالجنسية المصرية او الامريكية او الالمانية هي مهارة مُكتسبة بالنسبة لشعوب تلك الاوطان - ليس فقط ذلك بل عليك ان تثبت وطنيتك اكثر وتنعت كل من تسول له نفسه بأن يمتلك جنسية غير جنسية بلدك وديانة غير الديانة الرسمية لبلدك - وعليك ان تلصق بهم صفات مصاحبة لكل التُهم المتعلقة بزعزة الامن والاستقرار خاصتةً أهل سوريا وفلسطين - ولا مانع من ان تنادي علي السوري او الفلسطيني  بجنسيته ، بدلاً من أسمه او لقبه وتعامله معاملة سيئة وتقول في خاطرك جملة "ماليتو البلد"..كما انك إذا رأيت سورياً او فلسطينياً لاجئاً - في الشارع  فقط أشر إليه وسيقوم اخوتك المتحمسون بالباقي ...

- كن طبقياً ..لا تسمح لأي فلاح او سرسجي او متسول او فقير بتلويث البيئة الجميلة التي حولك ، حاول ان تبقيه بعيداً عنك علي قدر المستطاع ، بعيداً حتي عن الاماكن التي سوف تقضي فيها لحظاتك السعيدة و"خروجاتك" - كما ان ذلك ينطبق ايضاً علي الاماكن العامة التي هي ملك للشعب - فلا تسمح مثلاً بدخول فلاح إلي الاوبرا او المسارح إلا إن كان متخفياً في لباس العولمة من بدلة وجرافتة وما إلي ذلك ...ولا مانع ايضاً من إطلاق بعض النكات علي البسطاء والغلابة و اصحاب الحرف البسيطة وتحميلهم ما لا يطيقون من تكاليف ظاهرية  - فجميع من علي وجه هذه البقعة المقدسة المحروسة "مصر" يعرف ان سبب التلوث البيئي والضوضائي والبصري ناتج من هؤلاء الملاعين الفقراء والبسطاء ..وانا شخصياً انزعج جداً من هؤلاء المواطنين - حيث اني اجد الشارع دائماً مزدحم بهم ..

- كن قومياً صميماً - إياك وإياك ان تنتقد اي معالم او مظاهر سلبيةً والعياذ بالله للأمة المصرية وخاصتاً قلب وحمي ودرع الوطن الغالي "الجيش المصري" العظيم الابي الشجاع - وان كنت تتسائل ما الذي يفعله الجيش المصري من تدخل في الحياة السياسية من اكثر من 60 عاماً ؟ ، فلابد ان تكون الإجابة هي "الحماية" ولعب دور الاب علي شعب مصر المدلل اللي مش عارف مصلحته ..كما انه المؤسسة الوحيدة الباقية بعد مؤامرة 25 يناير التي لعبها  شباب 6 ابليس والثوار  ..

- ماذا عن نزعتك الدينية ؟ ، ألا تغار علي دينك ؟ ، علي نبيّك الحبيب ؟ ، علي شيوخك العلماء الافاضل ؟ ، ألا تنزل الشوارع وتصرخ وتقتل وتسحل من يسيئون لنبيّك الكريم ؟ ..اعذروني لا استطيع ان اتحدث اكثر عن الدين فذلك شأن جليل ..ومن إختصاص الشيوخ والعلماء فقط او كام واحد حفظ حديث ..

- أن تعتبر المرأة مجرد غشاء بكارة وخدامة - وتعترف بأن اكبر حقوقها هي المطبخ - ذلك فيه تصالح كبير مع المجتمع المصري المتديّن  - وإلا اصبحت بينهم ديوثاً لا تمتلك النخوة - فقضية شائكة مثل تلك يمكنني تلخيصها في عدة سطور  :
فمثلاً لو كان لديكِ صفات "الانثي" فلابد ان تستغفري طوال الوقت عن هذا الذنب وبدون سبب ، فقط لأنكِ موجودة في مكان ما فيه رجال او تمشين في الشارع وسط الرجال او حتي تمارسين حقوقك العادية والبسيطة - اما إن كان لديك صفات الرجل مع مزيج عميق من المبررات الذكورية مثل " شرقي - عربي - مسلم" فلا ينبغي ان يكون لك رؤية مخالفة عن المرأة وحقوقها والعياذ بالله - وإلا ستنهال عليك الاتهامات والاحكام بداية من اهلك - حتي افراد المجتمع كله - فيتهموك بأنك تحاول ان تبدل دينهم وتنشر فيهم الافكار الفاسدة واللا أخلاقية الخاصة بدول الغرب - ودائماً ينظر الفرد العربي علي ان من كان له وجهة نظر مخالفة فهو "متغربن - مِتْأًمرِك" او علماني متحرر وحتي وان حاولت ان تقنعهم بآراءك من منظور "ديني" له بعض الدلائل الدينية ولكن مختلف عن العادات والتقاليد المُسَلَّم بها في يومنا هذا ، وإياكي ان تنادي بحقوقك او تنظمين مسيرة ضد التحرش حتي لا تنقلب هي الاخري إلي إحدي حالات التحرش الجماعي - والسبب بالطبع معروف وجاهز وهو "أيه اللي نزلهم من بيتهم اصلاً"..ان كنت تظن أني لا قدر الله أميل إلي اللعب بالجنس الآخر واحاول كما قال نيتشه متفلسفاً : " أن مخترعي حركات حقوق المرأة هم من الرجال الذين يحاولون تسهيل الوصول إلي المرأة تحت غطاء "حرية المرأة وحقوقها" ، بالمعني الدارج وبدون فلسفة يعني - أني احاول الوصول إلي "حتة الحلوي" التي يجب ان تبقي مغطاه - فأنت مُخطيء - انا فقط احاول ان أُذكرك بأن المرأة في بلادنا ناقصة عقل ودين وبترقص في إستفتاءات الدستور - ناهيك عن أن معظم من نزلو الاستفتاء علي دستور مصر 2014 هن من النساء ..ولكن ! لحظة ، ألم يكن اغلب جماهير الجنرال السيسي من النساء ؟ هل تقصد ان ناقصات العقل والدين لهم الحق في الانتخاب ؟ ...

- وفي ظل الحريات التي ينعم بها الفنان المصري لابد ان اوجه تحية لكل المتخصصون في هذا المجال - اللي معاهم كارنيه النقابة بس طبعاً - فلنسمع احلي تحية إلي المواطن الناجح درجة أولي "السُبكي" وكل اتباعه من المشخصاتية والمهرجين اصحاب اعلي ايرادات في شباك التذاكر وهو المقياس الاول والاخير للفنان طبعاً..
تحية إلي المجددون اوكا واورتيجا - تحية إلي كل مطربين الواوا اح وتوامر هذا الوطن - تحية إلي مثقفي البلد المجسدين للواقع المصري بكل حذافيره في روائعهم الفنية المتحررة والتي تهدف إلي تجسيد الواقع وليست تهدف إلي بيع شهواتك المكبوتة بالطبع ..وإلي الكُتّاب الناجحين اصحاب الاساطير الادبية المصرية الخالصة علي غير مثيل - وليسقط كل المشككون الحاسدون واعداء النجاح...فالفن تجارة وبيزنس ليس إلا "يا مبتديء" ..

وتحية خاصة وحارة وكبيرة للمواطن المصري الذي يقوم بدور الرقيب عليك في سينماك ممارساً مهام الأب او الإله او حتي دور المونتير المساعد بحماس شديد ويحذف من اي عمل فني شاء - المشاهد التي يعتبرها غير لائقة بعيون واسماع الشعب المصري المتدين بالفطرة واللي غالباً هيلجأ للانترنت لمشاهدة ما تم حذفه فقط ليمارس نفس الدور علي اسرته ..

 واخيراً عزيزي الشاب المصري حاول ان تكون نسخة من باقي أخوتك المصريين وإلا !! ..
_________

والآن اترككم مع الفاسد البذيء جورج كارلين - مجرد عمود لمقالي المُمل - ملوش علاقة بالكلام اللي قرتوه : 
شكراً انتهي المقال ..


الأربعاء، 15 يناير 2014

فضفضة (2) ...


المخ نعمة ونقمة ، اه والله يا سمكة القرش  ، عارفة انا بقالي كتير مفضفضتلكيش ، وانا مش اول واحد يتكلم معاكي ، من ساعة لما قعد ذكريا يحكيلك عن ان سمك القرش في نعمة لانه معندهوش الجزء المسئول عن إفراز السيترونين في المخ ، لذلك انتي عُمرِك ما هتكتئبي ابداً يا سمكة القرش ...بس المُشكلة ما طلعتش في السيترونين بس ..دي طلعت في الوعي والادراك وسط البيئة الملوثة اللي عايشين فيها ..وفيه هواجز وخواطر ابتدت تظهر مؤخراً ، بتقولي يا سمكة القرش ان الحياة نفسها اصبحت عبيء ومُشكلة ...ارجوكي متقوليش عليا سلبي وبفكر في الموت ..ولكن فعلاً انا بفضل الموت عن الحياة ..زائد انها هتكون اقوي واقسي تجربة امر بيها  ..بدل التجارب الخطيرة والمملة اللي بدخل فيها اليومين دول ...الحياة محتاجة قسوة شديدة ..محتاجة واحد قاسي ..اقسي من صاحبي ..يعني من يوم واحد بس ظهرت مُشكلة ومش لاقيلها حل ..غير القسوة ..........

دلوقتي الستات اللي في سن الاربعين والخمسين مبيعملوش حاجة غير انهم يتفرجو علي ال CBC والحياة ويطبخو ويمسحو ..دي مش نظرة عنصرية ..وفي الاخر هما بيساعدونا ومشكورين ..بس كل اللي عايز اقوله انهم مفكروش يقرو الدستور ..والرجالة بتوع الخمسين بردو قاعدين مش بيعملو حاجة غير انهم يلعبو طاولة او يروحو الشغل ويتفرجو علي نفس القنوات ويجيبو الجرايد ...وهما الصنفين دول هما اللي كانو موجودين في الشارع بكثرة ونازلين يصوتو بنعم لدستور العسكر ودولة مُبارك اللي هما شخصياً عانو منها ...واللي هما شخصياً قرروا يسكتو سنين طويلة وميفتحوش بقهم ويسيبو البيادة علي ادمغتهم ..المُشكلة انهم ما كانوش يحلمو بحاجة زي إنتخابات الرئاسة او استفتاءات الدستور لولا شبابنا اللي ماتو ..لكن هما مكفهمش انهم يمثلو علينا دور الواصي ، لأ هدمو كل اللي تعبنا فيه بعلامة واحدة ..واسلوب تفكير قادر انه يهد اي إنجاز في خلال لحظات ..

مش بس كدا يا سمكة القرش ! تخيلي دول وقفو يرقصو في الشوارع ! ...

اما المُشكلة الرئيسية بقي ..فهي ان الناس اللي بتكلم عليها دي ..لهم دور كبير في حياتنا ولهم افضال علينا..
يظلو آباءنا وامهاتنا ومعلمينا وبنحبهم ونكن لهم الاحترام والوقار والتقدير لدورهم اللي قدموه في الحياة وسط التحديات دي كلها...
ساعتها نتصرف ازاي يا سمكة القرش ؟ ..فهميني ؟ ..شوفتي بقي اننا محتاجين قسوة ؟ ...محتاجين نكون اقسي من كدا ...ونبتدي نهاجمهم ...نبتدي نقولهم خلاص انتو ملكوش مكان بينا ..ومش محتاجين نصايحكم ..احنا استقلينا بذواتنا..احنا اللي هنستلم البلد بقي...انتو بتأخرونا بإنتقادتكم واساليب تفكيركم المخزية وسلبيتكم اللانهائية..

بس الكلام دا كلو محتاج قسوة ...محتاج قلب قاسي ..واحنا قلوبنا مش قاسية ...احنا جيل طري...عشان كدا مظلومين في الحقبة اللي احنا فيها دي ...طب نعمل ايه يا سمكة القرش ؟ ...نعمل ايه بس ؟ ...

لا انتي هتردي عليا ولا انا عُمري هبقي قاسي ...

السبت، 11 يناير 2014

لا شيء لأقدمه البتة .. اسفار تكوين البلوغ والبراءة ..


(1)

اليوم ننتشي وغداً ننتشي وبعد الغد ننتشي ايضاً ...يبدو انها سنة الانتشاء واللذة ..

(2)


كانت تلبس نظارة شيطانية حمراء ، تبدو كعاهرة مُثيرة ...لتظل تغذي الاطفال بمفاهيم خاطئة عن الحب والخطيئة ..

(3)

سيكون هناك عناوين رئيسية في الصحف ، حتي العصابات الكبيرة ، التي تقوم بالرهانات في المصارعة والباعة الجائلون ، سيستمعون بإحترام وإنصات ، كيف دُمر منزلي الكبير البائس ..

(4)

لقد بدا كأن هذه الخطة تشغلني طوال حياتي وخاصة خلال شهور السنة الشتوية ...
الآن وانا عُمري اثنان وعشرون عاماً ، محاطاً بماضي وألم سن البلوغ والبراءة ...ودوار جراهام جرين الممزوج من الاكتئاب الهوسي والدماء الملوثة بتلك الاشياء ..

(5)

عالمي ينتهي في 28-6 سنة 4212 ...

(6)

انا بقرأ ، اطلعي برة اوضتي لو سمحتِ ...

(7)

يعني انا مش هحاول اكون كائن لطيف بيصطنع التعاطف مع المرأة في المجتمع المصري "او الشرقي عامةً" واقول كل شوية يا جماعة : انا عضو في نادي الرفق بالنسوان ، وافضل اكتب عن تحرر المرأة عشان اكون جاذب للسيدات وابتدي اتاجر بالإنتهاكات اللي بتحصل ضد حقوق المرأة ، وآخد الليكات ووراها نمر التليفونات ..

- دا حتي نيتشة قالها : ان كل اللي بيتاجرو بقضايا المرأة وكل اللي اسسو حركات من شأنها تحرر المرأة والفيمينست وغيره ، كانو "رجالة" عايزين طريقة اسهل في عصرهم يقدرو يحصلو بيها علي المرآة ..وبشكل آمن ، وتحت غطاء المنظمات والمؤسسات والحركات الحقوقية ...يعني تخيّل كدا معايا ان اللي اسس اكبر منظمة للدفاع عن حقوق المرأة ، كانو مجموعة من الرجال اللي غرضهم غير شريف وهو "التظبيط" ..

وعشان كدا انا مش هستخدم اي كرت من دا ، ومش هكون مخادع ...انسو كل دا ...

انا جاي اندد بحاجة واحدة بتُنتهك علي مرآي ومسمع كل واحد فينا فكّر في يوم يركب مواصلات في البلد دي ، او للاسف معندوش وسيلة تانية يمارس بيها معيشته ومشاويره غير المواصلات وخاصتاً الموكروباز ، وكأن عفن المواصلات بقي فرض علي كل مواطن مصري لمجرد انه اتولد في البلد دي ..

انا عايز اقول لكل راجل بيركب الموكروباز ، لا تحزن علي حالك ، انتا احسن من غيرك ، خاصتاً لو كنت مميز عن غيرك في البلد دي بكلمة "ذكورة" ، يعني شوف قد ايه الانثي المصرية بتتهان في مجتمعنا ...

مثلاً : مش متخيل ان يشاء القدر واتولد انثي في مكان زي مصر واسمع ال 3 كلمات دول لما اركب الموكروباز : يا "أنِسّة" ، يا "أبلة" ، يا "عروسة" ..

يعني مش كفاية الانثي في البلد دي بتركب المكروباز وتتهان وتتعاكس ويتحرشو بيها ! ، لأ دي كمان بتسمع 3 كلمات وقعها علي الاذن غير آدمي ، و نغمة النشاذ اللي بتتقال بيها ال 3 كلمات دول كفيلة انها تهدد نفسية اي انثي علي وجه المحروسة ..

لكن الله يا نسوان وطننا ...
___________________

(8)

هواية قراءة ال Conversations السابقة واللطيفة ...

(9)

حان الآن موعد آذان "الشاي الخفيف سكر زيادة بالنعناع" ...

(10)

عامةً انا فقدت الاحساس بالوقت ، وفقدت الفضول لما أريد الحصول عليه ، وفقدت الحماس للاشياء والاشخاص ، واستبدلت الشعور بالإستمتاع لشعور آخر اشبه بسد الخانات ..وكل اللي بيحركني دلوقتي محاولات للنجاة ، وقريباً هفقد المُحرِك دا ، ليتبقي لي جسد بلا روح ..ما علينا يعني ..

(11)

لي صديقة علي احدي شبكات التواصل الاجتماعي وهي "موديل" بس لسة من الهواة .. مصرية الجنسية ..متصورة حوالي 100 صورة مختلفة عن بعضهم ، ونزلتهم كلهم في البوم واحد ، كل صورة فيهم بلبس مختلف عن الصورة اللي قبلها..يعني حوالي 100 outfit مختلفين عن بعض ..وكل صورة من دول مفهمش قطعة من لبسها شبه التانية ، ولا تسريحة شعر متكررة ..

يعني لو حسبنا بمعدل 3 قطع لكل outfit ..فهي لبست حوالي 300 قطعة مختلفة ، وعملت حوالي 100 تسريحة شعر مختلفة ..

المهم اني مكنتش عارف اول الالبوم فين واخره فين ، وكمان مكنش عندي الوقت او الفضول اني اعرف هما كام صورة ..ولكن حبيت احسم الموضوع دا ، لان عيني كل شوية بتيجي علي الالبوم دا اثناء تجوالي المعتاد علي شبكات التواصل الاجتماعي بتاعتي ...
روحت ضارب عدد الصفوف في عدد الاعمدة عشان اعرف هما كام صورة ...وطلعو زي ما قولت حوالي 100 صورة ...

هوة الحقيقة انا كنت بشكك في قدرات اي بنت مصرية زمان ، وكنت بقول ان المرأة بوجه عام مش تبقدر تعمل اللي الراجل بيعمله ، بس اكتشفت ان المهام الصعبة دايماً المرأة هية اللي بتقوم بيها ...

الصراحة اللي بيشكك في قدرات اي إمرأة يستحق يتشكك في قدراته العقلية ..يعني انا شخصياً كمواطن عربي بتصنف كراجل شرقي ذكوري مهيمن ..مقدرش اعمل اللي هية عملته دا ابداً ...حتي لو كنت في مكان بيتفرض عليا اعمل فيه كدا ..

يعني مثلاً انا مش متخيل نفسي في سجن نازي وهما قرر يعذبوني ومطلوب مني اقيس 300 قطعة ملابس ، ساعتها انا هقولهم لأ موتوني احسن ! ...او مثلاً اكون شغال في مكان يتطلب مني فيه اني اغيّر 100 تسريحة شعر !! ..

مش معقولة يا جماعة ! ..
اعتقد ان دا هيكون اسوأ إمتحان بالنسبالي ! ..

العملية دي اشبه بأني افضي "بركة سباحة كاملة" بمعلقة صغيرة ...او اني اتسلق قمة جبال زي الهيمالايا وانا لابس شبشب مثلاً ...

المهم بقي اني مش منتشي وانا بكتب الكلام دا دلوقتي ! - علي حسب علمي ! ، وكمان مش جايلي نوم .. واكيد كنت فايق طوال الفترة اللي عدت دي او الشهر الكامل اللي كنت بحاول ادرك كمية الملابس والصور وتسريحات الشعر اللي اتاخدت من ساعة ما هية رفعت الالبوم لحد ما ادركت حاجة زي اللي انا بكتبهالكم دي ...

اقوم انا بقي لما اعوز انام ومش عارف ، افضل اعد قطع الملابس اللي في الالبوم ، مضروبين في عدد تسريحات الشعر ..

يلا ما علينا ، المهم متخافوش علي المرأة المصرية يا جماعة ! ...

___________

(12)

صراع جوايا ما بين كائن شهواني مادي يحاول التعايش والحصول علي اكثر فأكثر وما بين كائن بيحاول يكون إنساني رغم حيوانيته ، واللي مزعلني ان الكائن التاني دايماً ينتصر ...

(13)

انا بنزعج نيك من طبقة مُعيّنة من المُحافظين اصبحت تملأ الفيس بوك ، واخدين مظهر المثقفين الجُدد علي هيئة ولاد الناس البرجوازيين ، اللي مقتنعين ان السكيني او السلسة دا عيب للرجالة ، رغم ان انا شخصياً مش بلبسهم ، واللي مقتنعة ان كلمة "فشخ" مينفعش تقولها واحدة بنت او السجارة مينفعش تشربها البنت رغم بردو انا مش بحبذ الحاجتين دول في الانوثة عامةً...واللي كلهم بيشتركو في حاجة واحدة ألا وهي "الكتابة باللغة الانجليزية" لانها اشيّك ..

استنو اعيد علي مسامعكم السطر الاخير :
الكتابة والتحدّث باللغة الانجليزية ! في بلد شرقي عربي ومن ابناء مصريين عرب لغتهم الام هي العربية الفصحي او المصرية العامة ..حد حاسس بعدم التناغم والتناسق في الجُملة ؟ ..

يا جماعة لغتنا راحت فين بس عايز افهم ؟ ..بغض النظر عن اللغة لاننا بقينا مزيج عميق من الثقافات الغربية ..

النوع دا من المحافظين بغض النظر عن اللغة ، غالباً تقدر تقفشهم عن طريق انهم بيكونو بروفايلاتهم مغرقاها كلمات إبراهيم الفقي واوهام التنمية البشرية وصباح الخير يوم مُشرق جميل تعيس ناجح ..اللي فاكرين نفسهم بالشكل دا أخلاقيين وبيملئو ادمغتنا بأكاذيب اتعلموها وبيرددوها زي البغبغانات ..

مش عايز اكون قاسي في حكمي عليهم او المفروض محكمش عليهم اصلاً ..بس هما الحقيقة بيفكروني بسياق حالة التدين الغير ممنطقة بعد وفاة عزيز لك ، اللي هية غالباً نفس سياق إعلان حبك لعاهرة وقت وصولك للنشوة معها ، كنوع من المنيكة المُجردة ..

يعني انتي يا ستي من الاخر تخينة وزعلانة من شكلِك ، خسّي ..
وانتا متضايق انك رفيّع وقلّة ، روح الجيم وابني عضلات ..

فمتجيش انتا يامحافظ يا بتاع التنمية البشرية يا أخلاقي تقعد تقولهم الجمال الداخلي اهم واسمع صوت همسك الباطن ، واكتم نفسك 10 ثواني لما تسمع كلام مُزعج عن شكلك او وزنك ..

رغم اني مؤمن بالنظريات المُشابهة ، ومؤمن ان الجمال الداخلي اهم من الخارجي ، وبنزعج جداً من الشخصيات المهتمة اكتر بالماديات والشكليات ..

بس انا عندي دايماً قيم اهم من قيم ..وبحط اولوية لقيم اهم زي "الانسانية - الحرية - الخ" ..

انا مش بحاول اكون شاب بايظ او شاب بيحاول يكون بايظ او شاب بايظ بيحاول يدافع عن بوظانه ، ولكن بحاول اجرد كل مفاهيمي من الشوائب التي تشوب القيم الاساسية حتي لو كانت في نظر البعض اخلاقية ودينية ..

يعني اللي عايز اقوله من البوست دا كله ان من القيم الاساسية والمجردة بالنسبالي ، هي "الحرية" المُطلقة ..

يعني انتا حُر ، تلبس سكيني ولا سلسلة ، او تشربي سجارة ولا تقولي فشخ ..
انتي حُرة ، وكل واحد ومعاييره الخاصة بيه ..
وكل واحد يعمل اللي هو عايزه بدون ما يا يضر اللي حواليه ..

وبردو كل واحد في الآخر هيتحمل نتيجة أخطاءه ..

يا جماعة قدسو الحريات ارجوكم ...وسيبو الناس في حالها ...ليهم رب يحكم عليهم ويحاسبهم ..وارجو ان محدش يحكم عليا ويقولي : اني بتكلم بنرجسية ..انا بعتذر لو حد خد إنطباع زي دا عني ..

واسمحولي انتهك المُزعجين دول ولو لمرة بالمصادرة علي حرياتهم ..في المُقابل ..لاني لست بني ادم افضل منهم علي الاطلاق ..
________________________________________________

(14)

ليا واحد صاحبي عنده "أب" هو بيعتبره راجل "رخم" وغاوي يرخم عليه ...وواحدة تانية صاحبتي عندها "أُم" بتعتبرها ست نكدية ورخمة وغاوية ترخم وتنكد عليها عيشتها ...

المهم سألت صاحبي الاول : انتا اخر مرة اديت ابوك من وقتك امتي ؟ ..

فكر كتير ! ، ومفهمش السؤال ..

سألته نفس السؤال بس بصيغة مختلفة : لو حسبنا عدد ساعات الاسبوع اللي فات كلها سايحة علي بعض في قالب واحد ، هل تقدر تطلعلي من القالب دا عدد الساعات اللي اديتها منهم لأبوك ؟ ...

مفهمش بردو وقالي "ما هو بياخد من ساعات الاسبوع بتاعي براخمته كام ساعة كدا" ...

طبعاً السؤال بنفس الصيغة اتكرر للصديقة اللي بتشكو من امها ...

فقالت بطلنا نتكلم مع بعض من ساعة ما كنت أحكيلها حاجة وتروح تقولها لبابا او متخبيش السر ...

المهم عزيزي الشاب المصري ـ عزيزتي الشابة المصرية ، بغض النظر عن رخامة الوالدين ومشاكلهم وإنتقادتهم وحشريتهم اللي مبتخلصش ، لما يكون عندك نعمة إسمها "أب" او "أُم" ... متقعدش تشكو ..لانها مش عند ناس كتير ...وغالباً مش هتحس بيها غير لما تبعد عن ابوك او امك عن طريق الموت او عن طريق انك تبعد عن بيتك وتنخرط بالواقع المصري المشؤوم فترة كبيرة ...وساعتها هتعرف ازاي "وجع الدماغ" بتاع الام والاب احلي كتير وطعمه زي العسل واحسن من اي حاجة تانية هتعرفها بعدين ...

تاني حاجة إحرص علي انك تدي ولو ساعة واحدة اسبوعياً !!! ...وانا مش ببالغ وانا بقول اسبوعياً ...
لاني عارف ان فيه ناس مش بتدي اهلها اكتر من 5 او 10 دقايق في اليوم كله "واللي غالباً بيكونو وقت الغدا" ...

صدقني جزء كبير جداً من المشاكل اللي انتا مش عارفلها سبب بينكم هتتحل ، لان المُشكلة اصلاً جاية من فجوة كبيرة بينكم ، لما الفجوة دي شيئاً فشيئاً تختفي هتلاقي المشاكل بردو بتختفي ..وهيظهر مكانها الثقة والتفاهُم ...

للاسف الاباء والامهات الشرقيين "مزعجين بحبهم الزايد" ، يا تستقل بذاتك وتبقي قدها ، يا تجد صيغة تفاهم بينكم ...

انا مش بحب اكون في دور الناصح لحد ، خاصتاً لو كان عندي نفس العيب ...ولكن الامانة تقتضي يا جماعة

__________

(15)

- خاصة .. مش خاصتا .... عامة ... مش عامتا ... التنوين فوق التاء المربوطة .. مافيش تاء متبوعة ب أ عليها تنوين
-صح كلامك ، شكراً جزيلاً
___________

(16)

- انا : هو دا قانون جديد حضرتك ولا ايه ؟ ..
- الظابط : حضرتك داخل عكس يعني انا حقي اسحب رخصك وتاخدها من النيابة ..يإما تصالُح ب 40 جنيه مع القانون ..ادفع 40 جنيه وخد وصل ومفيش مخالفات ..

-واحدة ست كبيرة راكبة عربية بورش موجهة كلامها للظابط : جدع يا باشا ، الله ينوّر
- انا : بصة بقرف للست ورجعت اكلم الظابط ..

- انا للظابط : طيب انا اول مرة اعرف ان فيه حاجة إسمها 40 جنيه تصالح مع القانون..انا عمري ما سمعت عن حاجة زي دي ..وبعدين الوصل مكتوب فيه غرامة كلبش !..ازاي مكتوب كلبش وانتا بتقولي اني داخل عكس ..انا بقول نمشي قانوني بردو ..حضرتك اتفضل اتخذ الاجراء القانوني انا مش هدفع 40 جنيه ! ...يكش تاخد الرُخص علي القسم..
- الظابط ليا : خلاص بلاش ، انا هسحب الرخص وتروح النيابة تاخدها من هناك ..

- نفس الست الكبيرة لسة موجودة : يا باشا الله الله ، تحيا مصر ام الدنيا ، هو دا الكلام
- انا للست : يا ست انتي خليكي في حالك بقي ! ..

- انا للظابط : انا معنديش مانع في اللي قولته ومش هدفع 40 جنيه ومش هتصالح مع القانون..
- الظابط : طيب يلا تروح النيابة وتدفع 1200 جنيه الغرامة القانونية عشان دخلت عكس وبعدين تاخد رخصك من قسم النزهة ..

- انا : طيب انا بقول اتصالح مع القانون  ومصر ام الدنيا زي ما الست اللي هناك دي بتقول "بوكر فيس"..
- الظابط : هات 40 جنيه ..

- انا : ادي ال 40 جنيه اهم ..واحنا اسفين للإزعاج يافندم " مع إبتسامة اكثر سذاجة وإذبهلالاً من إبتسامة العسكري اللي سحب الرخص" ..
- الظابط : وادي الوصل واتفضل الرخص ..

-- نفس الست بنت المرا : هوا دا بقي ، مفيش حد فوق القانون ، تسلم ايدك يا باشااااااا ، الله عليكي يا مصر وعلي ولادك ...
- يا ست انتي شمتانة في أهلي كدا ليه ! ، يخربيت غتاتة أهلك انتي واقفة تتفرجي عليا ليه يعني ؟ ..

_________

(16)

محدثاً نفسي : حسني انتا متأكد ان مصر دولة ذُكرت في القرآن ؟ ..وحتي لو ذُكرت ..ما اصل الخمرة ذُكرت في القرآن .. وابو لهب وفرعون ذُكرو في القرآن .. ..اكيد هية ضمن الحاجات اللي ربنا بيحذرنا منها في القرآن ..وبعدين هية يوم ما ذُكرت في القرآن افتكر معايا ايه اللي حصل !.. دول سجنو يوسف يا حُسني ..وجريو ورا موسي لحد البحر يا حُسني..دي البلد اللي اتبهدل فيها الانبياء اللي مكانوش بيغلطو ولو غلطة واحدة يا حُسني ... انفد بجلدك يا حسني ..وبالنسبة لآية ادخلو مصر ان شاء الله آمنين ، اكيد ITS A TRAP لكل الناس اللي ربنا عايز يعاقبها ، يدخلهم البلد دي ويخليهم يلعنو اليوم اللي اتولدو فيه..متنساش بردو انك كائن شهواني.. واذنبت كتير ..واكيد ربنا بيعاقبك علي ذنوبك دي ..يابني انا عارف مصلحتك اكتر منك ..انا ضميرك اللي صحي يا حُسني ..

اهرب يا حسني اهرب ..


______

(17)

من الحاجات اللي توصلت ليها كمان ..

انك لما تعوز تحط PLAN تمشي عليها او جدول زمني لأي حاجة عايز تحققها في حياتك مستقبلاً..

لازم تعمل حساب للعلوقية ..

يعني تبقي عارف ان فيه وقت هتتعولق فيه وتعمل حسابه كويس ..وتبقي حاطط PLAN تانية في كيفية التعامل مع علوقيتك قبل ما تطفح عليك وتبوّظلك كل اللي انتا اجتهدت فيه.. يعني من الاخر وانتا بتكتب جدولك وبتحدد الفترة الزمنية اللي هتحقق فيها شيء معيّن ، لازم تيجي في نص الجدول وتكتب ازاي تقدر تواجهه علوقيّتك بشتي الطرق والمكينات الحديثة

______

(18)

بقيت احس اننا عايشين في واقع افتراضي ، وكل واحد فينا عايش بالشخصية الحقيقية اللي جواه علي النت بس ..خايف يطلعها برا في الواقع الحقيقي ..لحسن المجتمع يرفضها .. عشان كدا احنا مُختلفين في الحقيقة مش علي النت ...

______

(19)

وانا دماغي خدت وضع دفاعي بتحميني وتعزلني فيه عن الواقع ، ودمي مليان دخان ازرق ، وقلبي مستريح في مكانه ، ورئتيني منتشيين بالسموم ..الوضع من السوء للشعور بالتحسن النسبي ، بحيث لا يمكن مراوغة وطأة الشعور بالغربة والحيرة والضياع ..بننام في القهوة ونعيط في الشارع ونرتاح في خيالنا ونتناك في حياتنا ...كلها اشياء جميلة ، بعيداً عن خراء عمرو سلامة وفهمه للسعادة وما شابهه ..الحياة اصغر واجمل من كل أمانيها ..والخوف طريق ملوش عازة ..الافضل ان انظر إلي المرآة فأري وجهي مطمئن ..ونفسي في نشوة وعزلة لا نهائية..ما أقصر العمر حتى نضيعه في البضان ..
_________

(20)

الآن اُفضّل ان ابقي نائماً ، انسي الله والآلام وغزّة ووطني .. اشعر بالخزي ..فقط انتشي ...اصبح صديقي بعيد عني بروحي النرجسية الملوّثة وروحه المتغطرسة المُرهقة ..فأزداد وحدة علي وحدتي ..تغذّي احزاني كتاباتي ..

___________

(21)




يا جماعة اقسملكم بالله انا طول الفترة اللي فاتت بحاول اثبتلكم حاجة ، ومحدش مقتنع بيها ..والحاجة اللي بحاول اثبتها دي انتو وانا شخصياً واقعين فيها ، بس خايفين نواجهها ..ومش صادقين مع انفسنا ومش عايزين نعترف بيها....ألا وهي ان احنا و90 % من الناس اللي عايشين معانا في البلد دي ملحدين تماماً ، وال 10 % الباقيين ..فيه 5 % منهم إيجونيستيك ...وباقي ال 5 % دول هما اللي بيتقال عليهم "إلا من رحم ربي" ...

احنا عايشين وسط ناس حافظة تدين ظاهري شكلي لكن باطنهم اللي انا معرفوش بس بستدل عليه من سلوكهم بيثبتلي كل يوم انهم "ملاحدة" عقيدةً وسلوكاً وفكراً ...

مش بس كدا ، دا فيه ناس متعرفش ان فيه يوم قيامة ..ومفيش ثواب وعقاب ..ومقتنعة انها لابد تحصل علي افضل حاجة ممكن تحصل عليها في الدنيا طالما عايشة..ولو علي حساب دماء ناس تانية ملهاش ذنب ..ولو علي حساب آخرتهم ...ولو علي حساب انهم يكونو إنتهازيين وانانيين وغير آدميين ..

اقسملكم بالله ان عقيدة معظم الشعب المصري دا هي "إِنْ هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا نَحْنُ بِمَبْعُوثِينَ" ...

احنا زومبيز يا جماعة والله ..انا مش مُنتشي اوي ..مش بهزي ..

احنا فعلياً اتربينا نكون زومبيز من واحنا صغيرين وشربنا العقيدة دي من ايام الثانوية العامة لما كانت ماما تقولك ذاكر محدش هينفعك وخليك اناني واحسن من كل صحابك..احنا شربنا حُب الدنيا شُرب ..شربنا حُب النفس ..شربنا حُب المال ! .. 

محدش يزايد ويكلمني عن تدين واخلاق وعلم ووطنية لو سمحتم ..وسيبوني اهزي زي ما انا عايز بعد كدا ..
___

وشكراً ..