الجمعة، 17 يناير 2014

دليل الشاب المصري للتعايش مع الواقع المصري ..ما بعد التخرج ..

قررت ان اكتب عدة ملاحظات ونصائح للشباب المصري المثقف والمتعلم في الحقبة العمرية ما بين سن المراهقة وقبل الولوج إلي الحياة العملية المُستقلة وذلك للتسهيل علي كل مواطن ومواطنة مصرية - ممارسة الإستسلام للواقع المصري الاليم والبائس بعد التخرّج ..



فإن كنت تريد ان تتعايش في يسر و سلام في ظل المحروسة بلدك "مصر" او في ظل بلد عربي مسلم - فعليك ان تتبع هذه الإرشادات والنصائح والملاحظات وتحفظها جيداً لانها ستكون واقية لك من مجهود السباحة ضد التيار :

- أن تكون وطني درجة أولي - ان ترضي بما قسمه الله عليك في هذا الوطن - وان تتقبله وتتعايش معاه - لا تحاول التغيير - لا تنادي بحقوقك - فقط إمشي مع القطيع وأتبع السبيل المحتوم - لا تنظم المظاهرات ولا الإضرابات - لا تعبر عن ما بداخلك - وإلا اصبحت منبوذاً داخل هذه البقعة المحروسة - فيطلق عليك مسئولي الدولة اشنع التسميات - كالإرهابي مثلاً ! ...عليك ان تتحلي بالصبر الكامل والفهم الحسن للمؤامرات الدولية والاقليمية التي تحاول ان تنال من بلدك مصر - وان تنعم بالعيش والحرية والكرامة الانسانية علي القدر التي تسمح به حكومتك الجليلية وليس كما تراه انت من منظورك ...

- كن عنصرياً .. لا تسمح لأصحاب الجنسيات والعرق والدين الآخر ان ينعموا بحياة كريمة علي أرض وطنك ، لانهم فاسدون بطبعهم ودون إختيار منهم - كما انهم لا يمتلكون البراعة والمهارة الكافية لكي يولدوا مصريون مثلك او مسلمونَ مثلك - لانك بالطبع كافحت من اجل ان تُولد مصري مسلم- فالجنسية المصرية او الامريكية او الالمانية هي مهارة مُكتسبة بالنسبة لشعوب تلك الاوطان - ليس فقط ذلك بل عليك ان تثبت وطنيتك اكثر وتنعت كل من تسول له نفسه بأن يمتلك جنسية غير جنسية بلدك وديانة غير الديانة الرسمية لبلدك - وعليك ان تلصق بهم صفات مصاحبة لكل التُهم المتعلقة بزعزة الامن والاستقرار خاصتةً أهل سوريا وفلسطين - ولا مانع من ان تنادي علي السوري او الفلسطيني  بجنسيته ، بدلاً من أسمه او لقبه وتعامله معاملة سيئة وتقول في خاطرك جملة "ماليتو البلد"..كما انك إذا رأيت سورياً او فلسطينياً لاجئاً - في الشارع  فقط أشر إليه وسيقوم اخوتك المتحمسون بالباقي ...

- كن طبقياً ..لا تسمح لأي فلاح او سرسجي او متسول او فقير بتلويث البيئة الجميلة التي حولك ، حاول ان تبقيه بعيداً عنك علي قدر المستطاع ، بعيداً حتي عن الاماكن التي سوف تقضي فيها لحظاتك السعيدة و"خروجاتك" - كما ان ذلك ينطبق ايضاً علي الاماكن العامة التي هي ملك للشعب - فلا تسمح مثلاً بدخول فلاح إلي الاوبرا او المسارح إلا إن كان متخفياً في لباس العولمة من بدلة وجرافتة وما إلي ذلك ...ولا مانع ايضاً من إطلاق بعض النكات علي البسطاء والغلابة و اصحاب الحرف البسيطة وتحميلهم ما لا يطيقون من تكاليف ظاهرية  - فجميع من علي وجه هذه البقعة المقدسة المحروسة "مصر" يعرف ان سبب التلوث البيئي والضوضائي والبصري ناتج من هؤلاء الملاعين الفقراء والبسطاء ..وانا شخصياً انزعج جداً من هؤلاء المواطنين - حيث اني اجد الشارع دائماً مزدحم بهم ..

- كن قومياً صميماً - إياك وإياك ان تنتقد اي معالم او مظاهر سلبيةً والعياذ بالله للأمة المصرية وخاصتاً قلب وحمي ودرع الوطن الغالي "الجيش المصري" العظيم الابي الشجاع - وان كنت تتسائل ما الذي يفعله الجيش المصري من تدخل في الحياة السياسية من اكثر من 60 عاماً ؟ ، فلابد ان تكون الإجابة هي "الحماية" ولعب دور الاب علي شعب مصر المدلل اللي مش عارف مصلحته ..كما انه المؤسسة الوحيدة الباقية بعد مؤامرة 25 يناير التي لعبها  شباب 6 ابليس والثوار  ..

- ماذا عن نزعتك الدينية ؟ ، ألا تغار علي دينك ؟ ، علي نبيّك الحبيب ؟ ، علي شيوخك العلماء الافاضل ؟ ، ألا تنزل الشوارع وتصرخ وتقتل وتسحل من يسيئون لنبيّك الكريم ؟ ..اعذروني لا استطيع ان اتحدث اكثر عن الدين فذلك شأن جليل ..ومن إختصاص الشيوخ والعلماء فقط او كام واحد حفظ حديث ..

- أن تعتبر المرأة مجرد غشاء بكارة وخدامة - وتعترف بأن اكبر حقوقها هي المطبخ - ذلك فيه تصالح كبير مع المجتمع المصري المتديّن  - وإلا اصبحت بينهم ديوثاً لا تمتلك النخوة - فقضية شائكة مثل تلك يمكنني تلخيصها في عدة سطور  :
فمثلاً لو كان لديكِ صفات "الانثي" فلابد ان تستغفري طوال الوقت عن هذا الذنب وبدون سبب ، فقط لأنكِ موجودة في مكان ما فيه رجال او تمشين في الشارع وسط الرجال او حتي تمارسين حقوقك العادية والبسيطة - اما إن كان لديك صفات الرجل مع مزيج عميق من المبررات الذكورية مثل " شرقي - عربي - مسلم" فلا ينبغي ان يكون لك رؤية مخالفة عن المرأة وحقوقها والعياذ بالله - وإلا ستنهال عليك الاتهامات والاحكام بداية من اهلك - حتي افراد المجتمع كله - فيتهموك بأنك تحاول ان تبدل دينهم وتنشر فيهم الافكار الفاسدة واللا أخلاقية الخاصة بدول الغرب - ودائماً ينظر الفرد العربي علي ان من كان له وجهة نظر مخالفة فهو "متغربن - مِتْأًمرِك" او علماني متحرر وحتي وان حاولت ان تقنعهم بآراءك من منظور "ديني" له بعض الدلائل الدينية ولكن مختلف عن العادات والتقاليد المُسَلَّم بها في يومنا هذا ، وإياكي ان تنادي بحقوقك او تنظمين مسيرة ضد التحرش حتي لا تنقلب هي الاخري إلي إحدي حالات التحرش الجماعي - والسبب بالطبع معروف وجاهز وهو "أيه اللي نزلهم من بيتهم اصلاً"..ان كنت تظن أني لا قدر الله أميل إلي اللعب بالجنس الآخر واحاول كما قال نيتشه متفلسفاً : " أن مخترعي حركات حقوق المرأة هم من الرجال الذين يحاولون تسهيل الوصول إلي المرأة تحت غطاء "حرية المرأة وحقوقها" ، بالمعني الدارج وبدون فلسفة يعني - أني احاول الوصول إلي "حتة الحلوي" التي يجب ان تبقي مغطاه - فأنت مُخطيء - انا فقط احاول ان أُذكرك بأن المرأة في بلادنا ناقصة عقل ودين وبترقص في إستفتاءات الدستور - ناهيك عن أن معظم من نزلو الاستفتاء علي دستور مصر 2014 هن من النساء ..ولكن ! لحظة ، ألم يكن اغلب جماهير الجنرال السيسي من النساء ؟ هل تقصد ان ناقصات العقل والدين لهم الحق في الانتخاب ؟ ...

- وفي ظل الحريات التي ينعم بها الفنان المصري لابد ان اوجه تحية لكل المتخصصون في هذا المجال - اللي معاهم كارنيه النقابة بس طبعاً - فلنسمع احلي تحية إلي المواطن الناجح درجة أولي "السُبكي" وكل اتباعه من المشخصاتية والمهرجين اصحاب اعلي ايرادات في شباك التذاكر وهو المقياس الاول والاخير للفنان طبعاً..
تحية إلي المجددون اوكا واورتيجا - تحية إلي كل مطربين الواوا اح وتوامر هذا الوطن - تحية إلي مثقفي البلد المجسدين للواقع المصري بكل حذافيره في روائعهم الفنية المتحررة والتي تهدف إلي تجسيد الواقع وليست تهدف إلي بيع شهواتك المكبوتة بالطبع ..وإلي الكُتّاب الناجحين اصحاب الاساطير الادبية المصرية الخالصة علي غير مثيل - وليسقط كل المشككون الحاسدون واعداء النجاح...فالفن تجارة وبيزنس ليس إلا "يا مبتديء" ..

وتحية خاصة وحارة وكبيرة للمواطن المصري الذي يقوم بدور الرقيب عليك في سينماك ممارساً مهام الأب او الإله او حتي دور المونتير المساعد بحماس شديد ويحذف من اي عمل فني شاء - المشاهد التي يعتبرها غير لائقة بعيون واسماع الشعب المصري المتدين بالفطرة واللي غالباً هيلجأ للانترنت لمشاهدة ما تم حذفه فقط ليمارس نفس الدور علي اسرته ..

 واخيراً عزيزي الشاب المصري حاول ان تكون نسخة من باقي أخوتك المصريين وإلا !! ..
_________

والآن اترككم مع الفاسد البذيء جورج كارلين - مجرد عمود لمقالي المُمل - ملوش علاقة بالكلام اللي قرتوه : 
شكراً انتهي المقال ..


ليست هناك تعليقات: