دلوقتي بقي فيه منظورين تقدر تبص بيهم للعالم بتاعك ، منظور الوالدين او اغلب الجيل السابق اللي غالباً واقعي جداً ومادي جداً وقاسي وجامد وأناني.. ومنظور الشاب الحالم المنعزل عن الواقع بشوية اغاني وروايات فاكر الدنيا فيلم سينما او رواية وهو السوبر هيرو بطل الفيلم او الرواية - فاكر انه هيقدر يغيّر الافكار السلبية الرجعية بتاعة الجيل اللي قبله - وفاكر انه هيقدر يتغلب هو وصحابه الضايعين التايهين اللي زيه بأفكارهم المثالية علي الفقر والجهل والتخلف والانانية وعدم الإنسانية اللي طغت في العالم ..
ميعرفش ان العالم مبقاش فيه أخلاق وبيحكمه الماديات ، عالم الفهلوة ، عالم سريع قصيّر ، العلاقات فيه سريعة وقصيرة ، السعادة فيه سريعة وقصيرة ، الرحلة فيه سريعة وقصيّرة ..وبالتالي الفايدة في الآخر = "ولا حاجة".. زي ما هتدخل العالم في لحظة هتخرج منه في لحظة ..
دلوقتي تقدر تقول : اصبح فيه منظور بيبُص للواقع زي ما هوة ، قصاد منظور تاني بيبُص للواقع كما ينبغي ان يكون ..
ولأن "الواقع" في الحقبة اول وآخر قانون فيه بينص علي ان "المادة هي إله الكون الحقيقي" او بمعني ادق "القطعة الورقية اللي إسمها فلوس هي الإله الحاكم الآمر الناهي ومن يمتلكها يصبح إلهاً" ..
دا معناه حاجة واحدة انك من غيرها مش هتعرف تعيش ولا تاكل ولا تشرب ولا تتجوز ولا تخلف ولا تموت ولا تندفن دفنة كريمة حتي ...وبيها هتقدر تستقوي وتطغي وتبغي وتفسد في الارض وتظلم متتحاسبش "لو عايز" ...
ولأن الناس دلوقتي عايشين بقانون الغابة - اصبح الضعيف ملوش مكان - والضعيف هنا مش مقصود بيها ضعيف جسمانياً...
لأ - للأسف "مادياً" ...يعني "فقير" ...
فلو كنت شاب حالم لسة فيك من الانسانية اللي كرمك بيها "الله" - بترفض الكذب والنفاق اللي بتشوفه علي التلفزيون - عندك عقل بيفكر بشكل مُستقل - بيحكم علي الامور من منطلق إنساني - عندك وعي بالأكاذيب اللي بتتمررلك يومياً عن طريق وسائل الإعلام ..مش مقتنع ان المادة المفروض تتحكم في مصيرك ..
ساعتها هتحصلك مشاكل كتير في حياتك.- ومنها :
هيحصل خلاف علي خططك المستقبلية ، لأن أغلبية اللي بيفكرو بالطريقة الحالمة دي خططهم بتكون مُتجردة من كيفية توفير "المادة" لأنفسهم - الماديات مش بتشغل تفكيرهم - ملهاش حيّز كبير من التفكير في عقولهم - علي الاقل بيحاولو يكونو بني آدمين لو كان زمنهم بيفرض عليهم انهم يعيشو زي الحيوانات ..
كل اللي نفسك فيه انك تحقق حلمك او هدفك المثالي ، او تحقق الحالة اللي لما بتغمض عينيك بتشوف نفسك عليها ..نفسك تعمل اللي عايز تعمله بدون ما الفلوس تشغل تفكيرك وتغيّر منك ..هتلاقي نفسك :
لو بتحب المزيكا هيبقي حلمك انك تبقي مزيكاتي مش قرداتي مبيّن شعر صدره عشان الكام جنيه اللي هيجولك بعد الحفلة..
لو بتحب تكتب هتكون لسان حق ليه اهداف سامية مش بتبيع شهوة للناس من خلال كُتب تزيدهم شهوانية وتغيّب عقولهم عشان الكام جنيه اللي هتاخده من مبيعات الكُتب ..
لو بتحب السينما - المسرح - الرياضة - العلوم - اي حاجة هتعملها هتكون عشان هدف اسمي وارقي مش عشان شوية عملات ورقية ..
ساعتها هتبتدي تتخيل نفسك فارس هيغيّر العالم المادي - لمكان تاني احلي روحاني واخلاقي ..بس ساعتها للأسف هتبص علي جيوبك هتلاقيها فاضية ..ومعدتك هتلاقيها جعانة .. وللأسف دي نظرة غير واقعية منك - هي نظرة مش خاطئة - ولكن حالمة ومثالية زيادة عن اللزوم ، خططت لمستقبلك بدون ما تسأل نفسك "انا هعيش ازاي من غير مادة في عالم مادي ؟" ..
فهتيجي المُشكلة الاكبر وهي انك عايز تغيّر العالم بدون ما تخدع نفسك ولا تخدع اللي حواليك ، نفسك في حلول تتماشي مع الواقع ، حلول عملية مش مثالية - مش شوية احلام ولا اوهام - نفسك فعلاً تقلل الافكار المادية اللي بتحكمها "ورقة الفلوس" وتسبتدلها بأفكار أخلاقية اكتر وروحانية وثقافية وفنية والخ ..وهتبتدي تقنع نفسك انك مش هتستسلم وهتغيّر وهتعمل وتسوي ...
بس وسط واقع حقيقته انه فعلاً زي ما الجيل السابق بيتعامل معاه : مادي وقاسي وجامد - منظور والديك هينتصر علي منظورك في الآخر - وكل الافكار الثورية والاخلاقية - والدينية حتّي .. اللي مليتها جواك دي وتعبت في تحصيلها من كُتب وافلام عظيمة - وخبرات ناس عاشت عظيمة - في زمن اقدم من زمنك - مرو بتجارب قاسية شبه تجاربك ..
كل الافكار والمعايير والمعتقدات اللي مليتها جواك دي - هتقدر تعمل بيها حاجتين حالياً - يا تعمل مدونة او كتاب او فيلم او اغنية تخدع بيهم واحد زيك اتخدع بشوية الافكار الثورية الحالمة المثالية - وتحمسه وتسخنه علي مفيش - يا تتخلص منها - وتبتدي تدوّر علي مكان ليك جوا "القطيع" تقدر تعيش فيه خروف تاكل وتشرب وتتكاثر وتموت - او تكون فيه زي الترس في المكنة ..
انا يائس جداً ..ومش بحاول انشر اليأس او اهدم أحلامكم ..ولكن من الامانة انك متخدعش اللي حواليك..الحل انكم تواكبو التيار لحد ما تقدرو تبنو ارضية مُستقلة عن التيار..الحل انكم تحاولو تخدعو المنظومة زي ما خدعتكم ..تكونو فكرة او ستارة تواكب عصر الخلاعة ومن وراها تحققو اهدافكم ..تتماشو مع المنظومة بس اوعو تتحولو للي هية عايزاكم تتحولو له..
انا اه لازلت بخسر في كل المعارك اللي بدخل فيها مع المنظومة المادية دي ..بس دا لاني اكتشفت اني مادي شهواني ومستحيل هتغلب عليها طول ما انا في الحالة دي..حاولو تتغلبو علي الحيوان اللي جواكم ...انا انكشفت قدام نفسي ..وعرفت اني احقر من البني آدم اللي بيحاول يكون مثالي بشوية كلمات بدون افعال ...
اوعدكم اني مش هخرج من العالم دا غير لو مُنتصر علي المنظومة المادية دي ولو بفكرة صغيّرة ..
ميعرفش ان العالم مبقاش فيه أخلاق وبيحكمه الماديات ، عالم الفهلوة ، عالم سريع قصيّر ، العلاقات فيه سريعة وقصيرة ، السعادة فيه سريعة وقصيرة ، الرحلة فيه سريعة وقصيّرة ..وبالتالي الفايدة في الآخر = "ولا حاجة".. زي ما هتدخل العالم في لحظة هتخرج منه في لحظة ..
دلوقتي تقدر تقول : اصبح فيه منظور بيبُص للواقع زي ما هوة ، قصاد منظور تاني بيبُص للواقع كما ينبغي ان يكون ..
ولأن "الواقع" في الحقبة اول وآخر قانون فيه بينص علي ان "المادة هي إله الكون الحقيقي" او بمعني ادق "القطعة الورقية اللي إسمها فلوس هي الإله الحاكم الآمر الناهي ومن يمتلكها يصبح إلهاً" ..
دا معناه حاجة واحدة انك من غيرها مش هتعرف تعيش ولا تاكل ولا تشرب ولا تتجوز ولا تخلف ولا تموت ولا تندفن دفنة كريمة حتي ...وبيها هتقدر تستقوي وتطغي وتبغي وتفسد في الارض وتظلم متتحاسبش "لو عايز" ...
ولأن الناس دلوقتي عايشين بقانون الغابة - اصبح الضعيف ملوش مكان - والضعيف هنا مش مقصود بيها ضعيف جسمانياً...
لأ - للأسف "مادياً" ...يعني "فقير" ...
فلو كنت شاب حالم لسة فيك من الانسانية اللي كرمك بيها "الله" - بترفض الكذب والنفاق اللي بتشوفه علي التلفزيون - عندك عقل بيفكر بشكل مُستقل - بيحكم علي الامور من منطلق إنساني - عندك وعي بالأكاذيب اللي بتتمررلك يومياً عن طريق وسائل الإعلام ..مش مقتنع ان المادة المفروض تتحكم في مصيرك ..
ساعتها هتحصلك مشاكل كتير في حياتك.- ومنها :
هيحصل خلاف علي خططك المستقبلية ، لأن أغلبية اللي بيفكرو بالطريقة الحالمة دي خططهم بتكون مُتجردة من كيفية توفير "المادة" لأنفسهم - الماديات مش بتشغل تفكيرهم - ملهاش حيّز كبير من التفكير في عقولهم - علي الاقل بيحاولو يكونو بني آدمين لو كان زمنهم بيفرض عليهم انهم يعيشو زي الحيوانات ..كل اللي نفسك فيه انك تحقق حلمك او هدفك المثالي ، او تحقق الحالة اللي لما بتغمض عينيك بتشوف نفسك عليها ..نفسك تعمل اللي عايز تعمله بدون ما الفلوس تشغل تفكيرك وتغيّر منك ..هتلاقي نفسك :
لو بتحب المزيكا هيبقي حلمك انك تبقي مزيكاتي مش قرداتي مبيّن شعر صدره عشان الكام جنيه اللي هيجولك بعد الحفلة..
لو بتحب تكتب هتكون لسان حق ليه اهداف سامية مش بتبيع شهوة للناس من خلال كُتب تزيدهم شهوانية وتغيّب عقولهم عشان الكام جنيه اللي هتاخده من مبيعات الكُتب ..
لو بتحب السينما - المسرح - الرياضة - العلوم - اي حاجة هتعملها هتكون عشان هدف اسمي وارقي مش عشان شوية عملات ورقية ..
ساعتها هتبتدي تتخيل نفسك فارس هيغيّر العالم المادي - لمكان تاني احلي روحاني واخلاقي ..بس ساعتها للأسف هتبص علي جيوبك هتلاقيها فاضية ..ومعدتك هتلاقيها جعانة .. وللأسف دي نظرة غير واقعية منك - هي نظرة مش خاطئة - ولكن حالمة ومثالية زيادة عن اللزوم ، خططت لمستقبلك بدون ما تسأل نفسك "انا هعيش ازاي من غير مادة في عالم مادي ؟" ..
فهتيجي المُشكلة الاكبر وهي انك عايز تغيّر العالم بدون ما تخدع نفسك ولا تخدع اللي حواليك ، نفسك في حلول تتماشي مع الواقع ، حلول عملية مش مثالية - مش شوية احلام ولا اوهام - نفسك فعلاً تقلل الافكار المادية اللي بتحكمها "ورقة الفلوس" وتسبتدلها بأفكار أخلاقية اكتر وروحانية وثقافية وفنية والخ ..وهتبتدي تقنع نفسك انك مش هتستسلم وهتغيّر وهتعمل وتسوي ...
بس وسط واقع حقيقته انه فعلاً زي ما الجيل السابق بيتعامل معاه : مادي وقاسي وجامد - منظور والديك هينتصر علي منظورك في الآخر - وكل الافكار الثورية والاخلاقية - والدينية حتّي .. اللي مليتها جواك دي وتعبت في تحصيلها من كُتب وافلام عظيمة - وخبرات ناس عاشت عظيمة - في زمن اقدم من زمنك - مرو بتجارب قاسية شبه تجاربك ..
كل الافكار والمعايير والمعتقدات اللي مليتها جواك دي - هتقدر تعمل بيها حاجتين حالياً - يا تعمل مدونة او كتاب او فيلم او اغنية تخدع بيهم واحد زيك اتخدع بشوية الافكار الثورية الحالمة المثالية - وتحمسه وتسخنه علي مفيش - يا تتخلص منها - وتبتدي تدوّر علي مكان ليك جوا "القطيع" تقدر تعيش فيه خروف تاكل وتشرب وتتكاثر وتموت - او تكون فيه زي الترس في المكنة ..
انا يائس جداً ..ومش بحاول انشر اليأس او اهدم أحلامكم ..ولكن من الامانة انك متخدعش اللي حواليك..الحل انكم تواكبو التيار لحد ما تقدرو تبنو ارضية مُستقلة عن التيار..الحل انكم تحاولو تخدعو المنظومة زي ما خدعتكم ..تكونو فكرة او ستارة تواكب عصر الخلاعة ومن وراها تحققو اهدافكم ..تتماشو مع المنظومة بس اوعو تتحولو للي هية عايزاكم تتحولو له..
انا اه لازلت بخسر في كل المعارك اللي بدخل فيها مع المنظومة المادية دي ..بس دا لاني اكتشفت اني مادي شهواني ومستحيل هتغلب عليها طول ما انا في الحالة دي..حاولو تتغلبو علي الحيوان اللي جواكم ...انا انكشفت قدام نفسي ..وعرفت اني احقر من البني آدم اللي بيحاول يكون مثالي بشوية كلمات بدون افعال ...
اوعدكم اني مش هخرج من العالم دا غير لو مُنتصر علي المنظومة المادية دي ولو بفكرة صغيّرة ..
