في يوم من الايام توجهت الي الجامعة "غصباً " لاناقش بعض الامور الخاصة بالتخرّج مع الدكاترة والمُعيدين ، فأنا لا احب الذهاب الي الجامعة لانها بالنسبة لي مضيّعة للوقت في ما يسمي "وهم التعليم" ، فقط اذهب بغرض التسلية عند الشعور بالملل لأقابل بعض الاصدقاء ونضحك ونقلش سوياً ، بالاضافة الي اني اجد من مناقشات الدكاترة ما لا يعجبني ، فأنا اكره تلك النظرة وذلك الإيحاء الذي دائماً ما يمررونه إليّ وهو ان مستقبلي بيد الدرجات التي يعطونها إليّ ونجاحي الدنيوي يَكْمُن في تلك الورقة المسماه بالشهادة وفي ذلك الإمتحان الورقي الزائف.
ركنت سيارتي وتوجهت الي الباب لاقابل الكثير من الاصدقاء الذين لم ارهم من فترة كبيرة ، وفَرحت كثيراً بذلك ، ولكن حدث شيءٌ ما تسبب لي ببعض الضجر ، هنالك شلة من الاصدقاء تجدهم في كل جامعة إن لم يكن اغلب افراد جامعتك علي نفس شاكلتهم ! ، اولئك الذين يبّدون علي نفس الحال طوال فترة الجامعة واعتقد انهم سيظلون علي حالهم هذا الي آخر حياتهم ! ، يظلون يفكرون طوال سنين الجامعة في إمتحان اخر العام ، وفي اخر عام "عام التخرج او البكالريوس" يتبدل ذلك بالتفكير في التخرّج ، ثم الإنتظار لوظيفة ما يبيعون فيها اوقاتهم ومجهودهم من اجل المُرتب "كترس في مكنة".
ومن ثَمّ انتظاراً لتلك العروسة ثم الاولاد ، حتي اذا ماتو استيقظو ! ، اتمني ألا يحدث ذلك لهم وان يفيقو من حالة النوم التي يعيشونها ، المشكلة فيهم انهم لا يفكرون في اي نوع من انواع تطوير الذات ، لا يملكون اي موهبة وإن امتلكوها فهم يهدرونها ركضاً وراء وهم التعليم والمستقبل والعمل الوظيفي ظناً منهم ان الموهبة او العمل الإبداعي يتعارض مع دراستهم او وظيفتهم المستقبلية وحاتهم الزوجية ، هم لا يقدّرون اي نوع من انواع الفنون او الثقافة او حتي العلم الحقيقي النافع ، ولا يسمحون ولا يشجعون احداً علي اظهار موهبته او شغفه ، ينبذون مهوبته بطريقتهم الساخرة تجاهلاً لما تمثله الموهبة للشخص الموهوب ، يعيشون نفس اليوم مراراً وتكراراً ، لا يملّون من ما يفعلونه وهم مجبرون ، كنوع من عدم الإختيار والإستسلام والإتجراف وراء ما تختاره لهم الحياة وظروفها ، حتي كلامهم كله يقع في نفس النطاق التافه اذا سمحتم لي بأن أُطلق عليه ذلك ، حياتهم نمطية ، يدافعون عن نمطيتهم ببعض الكلمات مثل "هذه سنة الحياة" و "ماعسانا ان نفعل غير ذلك" و "كفاك عيشاً في عالم موازي وانزل الي ارض الواقع" ، اعلم ان الواقع ليس مثل الروايات التي اقرأها ولا مثل الافلام "اللي لحست دماغي" ، ولكن لا بأس بأن تكون حالماً او ان تملك قليلاً من الجرأة وتحاول ان تغيّر حياتك او تخطط لمستقبل خارج الإطار المسمي بسنة الحياة وان تختار ما يُلائمك ويُلائم ثقافتك وطبيعتك ، ليس لانك تريد الإختلاف او كسر ما يسمونه بسنة الحياة ولكن لأنك تشعر بأن حياتك لها قيمة ، وانك لا تريد ان تهدرها في تفاهات الامور والسعي وراء الماديات وعبادة التكنولوجيا ، وتعلم جيداً ان الإنسان لا يمكن ان يُحكم بقوانين ، فالإنسان قادر علي ان يغيّر الواقع الذي لا يعجبه وقادر ان يغيّر مسار التاريخ ان كان يملك الحلم والشجاعة ، وانه جاء الي الدُنيا في مرحلة إنتقالية الي حياة أخري ، وان خلاصته الفكرية والعلمية مع عمله في الدُنيا هو ما قد ينفع البشرية بعد رحيله إن كان سليماً ويؤهله الي الحياة الآخرة ، وانه جاء ليكتشف نفسه في رحلة الدُنيا ، وأن ما بداخل قلب الإنسان هو ما يكشف معدنه ومكنونه .
ومن ثَمّ انتظاراً لتلك العروسة ثم الاولاد ، حتي اذا ماتو استيقظو ! ، اتمني ألا يحدث ذلك لهم وان يفيقو من حالة النوم التي يعيشونها ، المشكلة فيهم انهم لا يفكرون في اي نوع من انواع تطوير الذات ، لا يملكون اي موهبة وإن امتلكوها فهم يهدرونها ركضاً وراء وهم التعليم والمستقبل والعمل الوظيفي ظناً منهم ان الموهبة او العمل الإبداعي يتعارض مع دراستهم او وظيفتهم المستقبلية وحاتهم الزوجية ، هم لا يقدّرون اي نوع من انواع الفنون او الثقافة او حتي العلم الحقيقي النافع ، ولا يسمحون ولا يشجعون احداً علي اظهار موهبته او شغفه ، ينبذون مهوبته بطريقتهم الساخرة تجاهلاً لما تمثله الموهبة للشخص الموهوب ، يعيشون نفس اليوم مراراً وتكراراً ، لا يملّون من ما يفعلونه وهم مجبرون ، كنوع من عدم الإختيار والإستسلام والإتجراف وراء ما تختاره لهم الحياة وظروفها ، حتي كلامهم كله يقع في نفس النطاق التافه اذا سمحتم لي بأن أُطلق عليه ذلك ، حياتهم نمطية ، يدافعون عن نمطيتهم ببعض الكلمات مثل "هذه سنة الحياة" و "ماعسانا ان نفعل غير ذلك" و "كفاك عيشاً في عالم موازي وانزل الي ارض الواقع" ، اعلم ان الواقع ليس مثل الروايات التي اقرأها ولا مثل الافلام "اللي لحست دماغي" ، ولكن لا بأس بأن تكون حالماً او ان تملك قليلاً من الجرأة وتحاول ان تغيّر حياتك او تخطط لمستقبل خارج الإطار المسمي بسنة الحياة وان تختار ما يُلائمك ويُلائم ثقافتك وطبيعتك ، ليس لانك تريد الإختلاف او كسر ما يسمونه بسنة الحياة ولكن لأنك تشعر بأن حياتك لها قيمة ، وانك لا تريد ان تهدرها في تفاهات الامور والسعي وراء الماديات وعبادة التكنولوجيا ، وتعلم جيداً ان الإنسان لا يمكن ان يُحكم بقوانين ، فالإنسان قادر علي ان يغيّر الواقع الذي لا يعجبه وقادر ان يغيّر مسار التاريخ ان كان يملك الحلم والشجاعة ، وانه جاء الي الدُنيا في مرحلة إنتقالية الي حياة أخري ، وان خلاصته الفكرية والعلمية مع عمله في الدُنيا هو ما قد ينفع البشرية بعد رحيله إن كان سليماً ويؤهله الي الحياة الآخرة ، وانه جاء ليكتشف نفسه في رحلة الدُنيا ، وأن ما بداخل قلب الإنسان هو ما يكشف معدنه ومكنونه .
ما سبب لي الضجر ليس ان حوالي خمسة او اكثر من اولئك الاصدقاء النمطيين "عملو عليا حفلة" فقد كنت علي المسرح في ذلك اليوم ، لا اقولها وانا عبوس او "متضايق" ، لا تعني لي السخرية الكثير ! بل علي العكس دائماً ما نسخر من بعضنا البعض ، وكنت اسخر من نمطيتهم تلك في تحدي وضحك وفي احساس بروح الصداقة ، ولكن تلك المرة لم تكن مجرد سخرية فكل ما رأيته منهم هو محاولة للتقليل من شأن ما اهتم به ، قد تظنني حساساً ولكني لست كذلك في تلك المواقف التي لا تعني شيء سوي المزاح ولكن فقط دعني اشرح لك الموقف .
عندما حدث بيننا صدام من حوالي شهر او شهرين بسبب بعض الافكار التي اؤمن بها ، حاولو ان يتحدثو اليّ كنوع من النصيحة "ياحسني انتا ماشي غلط" لم اهتم لاني اعلم جيداً ابعاد الموضوع وبالعكس علي غير عادتي قلت لنفسي لما لا تناقشهم في تلك الافكار التي لا يستوعبونها ؟ ، وانا اقول "لا يستوعبونها" ليس فقط لقلة ثقافتهم ورداءة اهتماماتهم ولكن لانهم لا يريدون ان "يحاولو الإقتناع" بغير ما وجدو آباءهم واُماتهم عليه ، وبعد مناقشة جادة تلبيتاً لرغبتهم ، كان معظم منطقي علي ما اعتقد ، وكنت احاول الدفاع عن أفكاري علي غير العادة لم يستطع منهم احداً اقناعي او حتي إقناع نفسه "بأني علي ضلال او خطاً" ، هي فقط سفسطة جدلية ودفاع عن اسلوب حياة واسلوب تفكير نمطي مُتوارث ، وعدم المحاولة بتقبّل الافكار المختلفة .
اعلم ذلك جيداً فذلك النوع من الاشخاص هو فقط لا يريد ان يقتنع او حتي يتقبّل أسلوب حياة مختلف عنه وطريقة تفكير او مباديء مختلفة عن التي يؤمن بها ولكن هو يعلم انه يتوجب عليه الدفاع عن نمطيته وألا يسمح لإحد بمحاولة كسر نمطيته او التفكير بطريقة مُختلفة ، تارة بالمناقشة الفكرية والجدل وتارة عند اليأس بالسخرية والاستخفاف ؛
من المنظور النفسي فإن العقل الاواعي يدرك جيداً ان عملية التفكير المُجرد والحر وإعادة برمجة المخ وصياغة بعض المباديء والافكار الخاصة به تحتاج الي مجهود كبير ، ولان العقل يحاول إيجاد ابسط الطرق واقصرها فإنه يلتزم بالكسل ولا يسمح لذلك الشخص الكسول بأن يبني افكاره بنفسه او حتي بمحاولة التفكير بشكل نقدي وإعادة اختيار معاييره ومبادئه ، فينبذ العملية كاملة ويبقي علي تلك المباديء والافكار المتوارثة التي تلقاها من ثقافة المجتمع او من التلفاز .
وبعد سخرية وإلقاء النكات مثل "خذنا معك إلي عالم الإلحاد يا حسني" اعطنا من بركاتك يا إله الفن ، واستمرت السخرية تتمدد إلي ضحكات وقهقهات .
الشعب المصري والعربي عادتاً ما يترك كل شيء ويعطي انتباهُه للتسميات والشكليات والمظاهر ، ربما كانت آراءي الدينية والدنيوية متطرفة قليلاً ولكنها لم تصل إلي مرحلة الإلحاد ، فهي في مرحلة تشكيل ليس أكثر ، ولم انكر في حياتي وجود الله قط ! ، ذلك الاسم لمدونتي "اله الفن" هو إشارة لله ، اله الفن والجمال البديع الجميل هكذا رؤيتي وعلاقتي بالله ، فكل إنسان حُر يدرك حريته ويدرك ان الله جعل له بصمة مختلفة عن جميع الخلق ، يعلم ان له علاقة مختلفة مع ربه لا يشاركه بها احد ولا يعلمها احد .
سبب التسمية اخترته خصيصاً كنوع من الفلترة لجمهور المدُونة ، حتي أُبعد عن تلك المُدونة كل من يهتم بالشكليات ، فإذا لم يعجبه الإسم يقول جملته الشهيرة "انتا مُلحد او كافر" ويظن اني ازعم او اطلق علي نفسي "إله الفن" فيترك المُدونة "في حالها" وهو المطلوب ، فالمواضيع التي اكتب فيها وتدور برأسي ليست لهذه العقول .
ما اسهل التكفير ! .
سبب التسمية اخترته خصيصاً كنوع من الفلترة لجمهور المدُونة ، حتي أُبعد عن تلك المُدونة كل من يهتم بالشكليات ، فإذا لم يعجبه الإسم يقول جملته الشهيرة "انتا مُلحد او كافر" ويظن اني ازعم او اطلق علي نفسي "إله الفن" فيترك المُدونة "في حالها" وهو المطلوب ، فالمواضيع التي اكتب فيها وتدور برأسي ليست لهذه العقول .
ما اسهل التكفير ! .
اما عن الجمهور او القاريء الذي استهدفه بتلك الكتابات المتواضعة ! والتي لا تمثل سوي بعض الآراء والتجارب الشخصية وبعض الافكار التي تدور برأسي ، هو المُفكّر الحر فهو لا يهتم بتسميات او معتقدات ، يدخل المُدونة يقرأ ما يعجبه ويرمي ما لا يعجبه ، تفكيره النقدي علمه ذلك ، طالما حاولت ان أُبعد عنّي الشخصيات "اللي دماغها ضيقة" ؛
ولكني لم اعمل حساب لسخرية الساخرين الذين تحدثت عنهم ! ربما استطعت التخلص منهم وابعادهم عن مدونتي ومواقع التواصل الإجتماعي خاصتي ولكني لم استطع التخلص منهم في الحياة الواقعية ومن سخريتهم الغير موضوعية ، وذلك ما سبب لي الضجر ، بالاضافة الي الاحساس او الضمير الذي يحدثك قائلاً "امتي بقي هعدي المرحلة دي " واصبح في مكان يحترم حرية التعبير عن الرأي والخصوصية ويقدر الثقافة حتي لو كانت مثل ثقافتي الضئيلة .
ناهيك عن ان تجد بعض اصدقائك او جيرانك الذين يقطنون بجانبك يسخرن ايضاً ، فكلما رآك احدهم في الشارع جلس يصرخ مازحاً ببعض الكلمات التي اكتبها في سخرية ونوع من التحفيل علي بعض المواضيع الجدلية التي كتبتها او اثرتها علي المدونة او علي البروفايل .
من لا يفعل شيء ولو صغير في حياته لا يجد غير السخرية مِنْ مَنْ يحاول ان "يفعل شيء ولو بسيط" ، وينتقد من يفكر بطريقة مختلفة او يبني آراءه وافكاره بنفسه ولو عَلِمَ كم المجهود العقلي المبذول "مكنش اتريّق" .
صباحكم زالفل ..
من لا يفعل شيء ولو صغير في حياته لا يجد غير السخرية مِنْ مَنْ يحاول ان "يفعل شيء ولو بسيط" ، وينتقد من يفكر بطريقة مختلفة او يبني آراءه وافكاره بنفسه ولو عَلِمَ كم المجهود العقلي المبذول "مكنش اتريّق" .
صباحكم زالفل ..