السبت، 29 يونيو 2013

هل الكعبة اهم عند الله من الانسان ؟ ...طيب مرسي اهم ؟ ..

اوعي تقدّس شيخ او قسيس..اوعي تقدس فرد او رئيس..انا مش بقدس مسجد ولا كتاب من ورق..مش بقدس واقتل شيعي مثلاً عشان رسول عليه الصلاة والسلام او صحابي ولا عشان ام المؤمنين "رضي الله عنهم وارضاهم جميعاً" ...رغم غيرتي عليهم وحبي ليهم ومعرفتي بأخلاقهم وقيمهم..بس مقتلش إنسان عشان قال كلمة علي انسان زيه ..اذا كان الله سبحانه وتعالي بيختلفو عليه ....

انا قبلتي وجه الله فقط...النبي يجعل المعبد قرباناً ..والكاهن هو من يجعل الانسان قرباناً من اجل معبده وكتابه ولحيته وشخصياته الدينية ...

الانسان اهم من اي شريعة ..اهم من اي خلاف سياسي ..اهم من اي إمام ..واي مذهب ...قدسو الانسانية فقط ...لان احياء الانسانية هي اسمي معاني الدين ...مش محتاج اتكلم علي اهمية خُلق المسلم في القرآن والسنة ...وفي احاديث كتير بتأكد ان الشرائع والعبادات كلها بالنسبة للاخلاق والمعاملات مع البني ادمين اللي حواليك حتي لو كانو كفار او يهود اهم بكثير واسمي بكثير من اي عبادة او شريعة ..تفتكرو اللي دخل علي النبي "ص" وقال عليه من اهل الجنة وفي الاخر كان عشان لا ينام وهو يحمل تجاه احد كره او حسد رغم انه كان بيصلي عادي زي اي حد ...وما جاء الدين إلا لنشر الحب والرحمة والاستقامة ...وليس للتكبيل والتشريع والخ ...
مش معني كدا اني بقلل من الشريعة والعبادات ..لا علي الإطلاق ..لا يكتمل الايمان بدونها ...

ولكن بإختصار ...

هو محدش سمع ان الكعبه هدمها الحجاج قائد جيش معاوية و صلب الزبير علي الباب و حرق مكه و كفئ بذالك انه اصبح والي العراق و قتل مئات منهم !!!..وهدمة علي يد القرامطه و سرق الحجر الأسود ثم دمر و اعيد علي يد الفاطمين الشيعه....الشيعة واخدين بالكم انتو !!! ..ده غير عشرات المرات الي هدمت بسبب ظواهر طبيعيه و الجدال بتاع ملوك آل سعود حول مكان إبراهيم !!! ....

الكعبه حجارة لسنا وثنين نعبد حجاره لكنها مقدسة لأنه مكانها رمز يرمز لبيت لله !!! ..
الشاهد اللي عايز اقوله ان الكعبة نفسها حُرمتها بالنسبة للمسلم او الانسان عموماً ولا حاجة ...
دم المسلم اشد حرمة عند الله من الكعبة ...ما بالك بقي بفرد او جماعة ..ما بالك برئيس ...اوعي تقتل او تتقتل عشانه ..اوعي تفتكر انك لو قتلت عشانه كدا انتا بتدافع عن دينك ...

لا للدم ..احنا مسلمين ..بنعبد الله فقط ..مبنعبدش دقن ولا جلابية ..ولا رئيس ولا مرشد ..ولا مسجد ولا حجر ولا كتاب ولا صحابي ولا رسول ..

لا إله إلا الله ..

الجمعة، 28 يونيو 2013

امشي عدل يحتار عدوّك فيك ..

ليس من عادتي ان اتحدث في السياسية في مدونتي ، ولكني كنت جالس كعادتي اتصفح الفيس بوك ، فوجدت حديث للرسول محمد عليه الصلاة والسلام عن صفات المُنافق  " آيَةُ الْمُنَافِقِ ثَلَاثٌ : إِذَا حَدَّثَ كَذَبَ , وَإِذَا وَعَدَ أَخْلَفَ , وَإِذَا اؤْتُمِنَ خَانَ " ...

منذ صغري اردت ان اعرف من هو المُنافق الذي كان يتحدث عنه الرسول ولم اكن استوعب كلام الرسول عن المنافق ، ففي مُجتمعنا المنافق هو مثلاً من يصلي ويشاهد مواقع اباحية ، او هي من تلبس الحجاب مع السكيني ..وغيرهم مِن مَن نسميهم في مجتمعنا بالمنافقين مجازاً ، ولكني لم اري علاقة بينهم وبين كلام الرسول عن اجتماع الثلاث صفات تلك "الكذب وإخلاف الوعد والخيانة ، لم اكن افهم كلام الرسول عن المنافقين والي من يشير ..

اذاً من هو المُنافق في عهد الرسول ؟ ...بحثت في جوجل ووجدت تلك الاجابة : المراد بالمنافقين هم الذين يتظاهرون بالإسلام وهم على غير الإسلام، يدعون أنهم مسلمون وهم في الباطن يكفرون بالله ويكذبون الرسول عليه الصلاة والسلام، هؤلاء هم المنافقون سموا منافقين؛ لأنهم أظهروا الإسلام وأبطنوا الكفر كما في قوله عز وجل: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ * يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلا أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ * فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ} أي شك وريب {فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضًا وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ}

لا اعلم كثيراً عن ماهيتهم ولست مقتنع بتلك الطريقة في البحث عن المعلومات ، اقصد عن طريق جوجل ، ولكن واضح جداً ان المنافق في التاريخ الاسلامي وفي عهد الرسول هو من يظهر الاسلام وهو في باطنه الكفر ..


ما هو الكفر ؟ ...الكفر هو العناد والجحود بالحقيقة ، من يجحد ويترك الحق عمداً فهو كافر ، من يريد الدُنيا وملذاتها من سلطة ونعيم واموال علي حساب دينه وعلي غير ما احل الله فهو كافر ..وهو عادتاً ما يعلنها صراحة دون خداع ..
اما المنافق هو من يتظاهر بأي دين والحقيقة ان في قلبه شرك بالله ، شرك بالله بمعني انه اشرك الدنيا مع الله ، اشرك السلطة والجاه والسلطان مع الله ، ولهذا كان لابد ان يشدد الله في عقابه للمنافقين في قوله "ان المنافقين في الدرك الاسفل من النار ولن تجد لهم نصيراً"

خلينا ندخل في الموضوع :


لا اتهم اي تيار سياسي بالنفاق ، السياسة كلها نفاق ، السياسة نجاسة "مقولة من الرئيس المصري الموقر محمد مرسي العياط" ...
السياسة خداع ونفاق وكذب..جميع التيارات السياسية تكذب وتخدع من اجل الكراسي ..ولذلك لا اريد ان اتهم احد بالنفاق "هما فيهم اللي مكفيهم" ..

كل ما احاول ان الفت انتباهكم اليه هو حديث الرسول صلي الله عليه وسلم "
إِذَا حَدَّثَ كَذَبَ , وَإِذَا وَعَدَ أَخْلَفَ , وَإِذَا اؤْتُمِنَ خَانَ" ...
هل يتعارض الحديث مع من في السلطة الآن ؟ ..
بلي ...ولكن اعذروني هذا ليس اتهام للاخوان المسلمين بالنفاق ، لا اتهم احد من اخواني ممن ينتمون الي تلك الجماعة بالنفاق ، كل من اقصدهم هم رؤسائكم وقياداتكم ، من يجلسون علي الكراسي الآن ، من بيدهم السُلطة ، من يعتقدون ان اللّمون صنع لهم إراده شعبية ، هذا الكذب والخداع والنفاق بوجه عام موثق بالافعال والشواهد التاريخية والمقاطع.. تلك الوعود التي خالفتها الجماعة ايضاً موثقة بالشواهد ، وانتم يا مؤيدون تنزلون يوماً بعد يوم فتَقْتلون وتُقتلون من اجلهم ، وهم في كراسيهم يحصدون ثمار دمائكم الطاهرة ...
 دعوني اسأل "كم من المرات كذب علينا مرسي وجماعته ؟ وكم من وعدٍ اخلفه ؟ وكم من مرةٍ ائتمنه شعبه ومعارضته وخانهم ؟..لا احتاج الي ان اثبت لكم او اجادلكم في تلك الحقائق فقط ابحثو بأنفسكم عن الحقيقة ...

عندما سُئل الرسول : المؤمن يزني وهو مؤمن ؟ ..قال بلي - المؤمن يسرق وهو مؤمن ؟ ..قال بلي - المؤمن يكذب وهو مؤمن ؟ ..قال لا ...وسُئل ايضاً : ايكون المؤمن جباناً ؟ ..قال نعم ..بخيلاً ؟ ..قال نعم ..كاذباً ؟ ..قال لا ..

طالما نادينا في الميادين والشوارع ، طالما هتفنا ان من السلطة الآن هم تُجّار دين لا اكثر ، تجار دين يتظاهرون بالاسلام ويبطنون الشرك بالله ، شرك من اجل السلطة والجاه والسلطان واغلبية كراسي واهداف سياسية ..
هل تعرفون المثل الشعبي "امشي عدل يحتار عدوّك فيك" ..
ان كانت المعارضة هي العدو وهي البُعبع الشرير وهي الكافرة التي تريد هدم الاسلام ..فلماذا تكذبون وتخلفون الوعود ، لماذا تتركون لهم فرصة لكي يبارزنوكم ...لماذا لا "تمشي عدل حتي تحتار المعارضة فيك" ..ان حققتم جميع مطالب الثورة وانعشتم الاقتصاد ، وحللتم المشاكل السياسية ، فهل سيقدر ان ينطق احد المعارضين ولو بنصف كلمة ؟ ..وهذا حدث في بداية حكم مرسي ..جميعنا ايدناه ..ولم يكن للمعارضين سوي اصوات ضعيفة لا يؤيدها إلا القليل من الفلول والمطبلاتية وغيرهم ..وكنا جميعاً كشعب نسخر من هؤلاء ..والآن انظر الي هؤلاء الفلول المنافقين ايضاً "ازاي اتمرعو" واصبحو يعيشون ادوار الثوار والاحرار ..اصبحو لهم كلمة مسموعة وتأييد من الشارع ..وانتم يا "جماعة الاخوان" فقط المسئولين عن ذلك بسبب نظامكم الهش ...

هل تعلمون شيئاً ، كلما احترت ، كلما وصلت الي نقطة النهاية ولم اجد حلاً للمشاكل التي تحدث ، انظر الي التلفاز ، وانتظر المشهد الذي طالما كان يسعدني ويبث فيّ الامل ، وهو ميدان التحرير ممتليء ومكتظ بالشعب ، فعندما اري ميدان التحرير يتحدث ، اصمت واستمع ...

التحرير دايماً علي حق ، الحق هيرجع بالميدان ..

الاثنين، 24 يونيو 2013

رفقاً بي ..

اكتب لكم وانا ملييء بالحزن والضيق يصاحبه شعور قوي بالوحدة ، اشعر وكأنني اكتفيت بهذا القدر من المعاناة ، اشعر وكأن لا حل اخر سوي الموت ، ليس عندي ادني فكرة عن ما سيحدث لي بعد الموت ، ولكني اشعر بأن اي مكان اخر غير الذي انا فيه الآن سيكون اكثر رفقاً بي من ها هنا ، لابد من وجود راحة علي هذا ظهر هذا الكوكب التعيس ، ما يقلقني اني احيا حياة مليئة بالنعم التي انعم بها الله عليّ ، فأشعر كأنني مُجرد شاب تافه مُصاب بالاكتئاب ...

ولكن معاناتي اصعب بكثير ...معاناتي وجودية ان جاز التعبير ، كل ما اريده هو فهم الاشياء ، كل ما احاول الوصول له هو تحقيق الذات ، ابحث عن معاني ذات عمق ، بل ابحث عن العمق نفسه في ظل الشكليات الطاغية والماديات ، ولكن يبدو ان الثمن غالياً جداً ، فكأن الدُنيا كُلها قررت ان تقف ضدي ..

اليس من حقي ان اخطأ ؟ ..اليس من حقي ان اختار طريقي حتي وإن كان طريق ضلال ؟ ..لماذا تظلون تتدخلون في حياتي وفي عقلي وتفكيري وقراراتي وتنعتوني بالعاصي والمذنب والباحث عن الضلال ..

ما العمل في ظل تلك الوحدة الشديدة ، اكتفيت بالاوامر والنواهي التي طالما احاطط بي ، تحولت حياتي الي سجن وانا فيه مُكبل بسلاسل مغلولة من الاوامر والنواهي والنصائح والنقاشات الجدلية ، اكتفيت من كل من ينعتني بالمتطرف والشاذ فكرياً والمُنافق والمُلحد والمجنون وغيرهم ، اكتفيت بكل من يحاول ان يثبت اني علي خطأ ، ما بالكم بي ؟ ، لماذا اضايقكم هكذا ؟ ، انا لا اهتم بالخطأ والصواب علي الاطلاق ..

اصحبت كل يوم في كابوس ..اقصد حرفياً ...لا انام إلا وانا احلم بالكوابيس ..لا ابالغ ..فأنا علي هذا الحال لمدة تزيد عن ستة اشهر ..لا ابالغ علي الاطلاق ولا اقصد ذلك بالمعني الضمني ..بل هي حقيقة تحدث كل يوم..كل ليلة وانا نائم احلم بكابوس ..كل ليلة !! انا اعني ما اقول ...

اشعر بالكره الشديد تجاه كل المعايير والمباديء الدينية والاخلاقية ..اشعر بكبت شديد لا استطيع ان اوصفه ...اشعر برفض لاي اله او نبي ..اشعر بأني مسجون في دوامة انا مُرغم فيها عن امري ، لابد ان ادراكي عن الاله خاطئ ، ادراكي عن الاله هو نتيجة لكل من حولي ، اكتسبته منهم ...
 ازداد وحدة يوم بعد يوم ولكن لا بديل عنها فهي نعم الصديقة في هذا الدرب ...

الي كل من يهمه الامر ويشعر بمعاناتي..."لم لا تتركوني وشأني ؟ ، ارجوكم رفقاً بي" ..

السبت، 22 يونيو 2013

اعيش في الصحرا يعني ؟

نفسي اسأل عن الكائنات اللي ملهاش وجود في حياتي - وبكتشف فجأة انهم مراقبني من بعيد - شغلهم الشاغل "انا بعمل ايه؟" - "ليه بقرا كتب ؟ " "وايه المزيكا اللي بسمعها دي وبسمعها ليه ؟ " ...
مش عاجبهم شكلي ولا طريقتي في الكلام ..دايما بيوصفوني اني مش طبيعي  !!!...
المشكلة ان الناس دي لما بحتاجلها مش بلاقيها ...مع اني ليا حق عندهم..من حقي يكونو موجودين في حياتي واحس بوجودهم ويقفو جنبي..بس مبسمعش عنهم غير لما بيتكلمو عني من ورايا...كل همهم ازاي يتدخلو في تفاصيل حياتي...وازاي يمارسو عليا اي نوع من انواع انتهاك الخصوصية او التسلّط...غير كدة هما ملهمش وجود في حياتي خالص ..ولا فكرو يظهرو ولا يقربو مني ..ولما بقرب منهم بيكونو مشغولين ..مشغولين بأيه ؟ ..بجمع الفلوس ..مشغولين بمشاغل الحياة ..وكأنه مُبرر قوي ..ولهم عذرهم ..بس انا شايفه شيء حقير جداً انك تنشغل عن الناس اللي لها عندك حق بالتقرّب والتوّدد وقضاء الوقت معاهم عشان شوية "فلوس"...ما احقر الفلوس ...
هما بس هاممهم حاجة واحدة "ازاي يدخلوني دايرتهم اللي ماشيين فيها ومش عارفين هي هتوصلهم فين في الاخر ولما بحاول اخرج منها وابقي نفسي ...بيتهموني اني مش طبيعي ..مش زي الناس ..عايش في الوهم ..وكلام كتير مش مفيد خالص  ..
وبعدين مالها مازيكتي ؟ ..علي الاقل انا سمحت لنفسي اني ادور علي مزيكا تناسبني ..ومزيكا تلمس قلبي واحسها بجد ..مش بسمع اللي بيسمعوه وخلاص ..وبعدين ليه دايما مركزين في شكليات !؟ ..وليه اصلا تخليني زيك ولا نسخة منك ومن عيشتك ومن حياتك وحلمك وطموحك ..دايما رابطين النجاح بيهم....

الفشل هيبقي اي حاجة عكس اللي بيعملوها ..حاجزين النجاح ليهم هما بس ومش هتوصلو غير بطريقتهم هما بس ..مينفعش توصل للنجاح غير لما تبقي زيهم ..مش يمكن انا شايفكو فشلة  ؟...الناس دي مش عايشة !؟ ..ومتعرفش يعني ايه حياة ..هما بس اللي بيحركهم شهوة ولا دافع او غريزة معينة معرفش انا بصراحة اصل انا بحس انهم هما اللي مش طبيعين ! !! ..
ولما تحاول تعيش وتستمتع بيحاتك بيتهموك بتهم كتيرة زي دماغك ضاربة ، تافه ، ملكش طموح ، عايش في واقع تاني ، عايش حياة خيالية ..

كمان مالها طريقة تفكيري ما انا كوّنت افكاري بنفسي ودا شيء افتخر بيه ، مش خروف ماشي وبعمل زي ما الناس بتعمل وخلاص ..عندي دماغي الحرة المُستقلة...
بإختصار شديد انا

وبعدين اصلا ليه متسيبوش الواحد في حاله ..اعيش في الصحرا يعني ؟

جولي ...

بعد ما يقارب العام من احلام اليقظة تكلمني عبر الهاتف وتقول "هل تحبني ؟" ..
-نعم
-منذ متي ؟
-منذ اول مرة قابلتك فيها
-هل كنت تعلم بوجوده ؟
-نعم
-تعالي الآن ان كنت تريدني
-الآن ؟
-نعم..
-هل انت متأكدة ؟
-نعم

واغلقت الهاتف ...

..تلك الفتاة التي طالما حلمت بها ، ذلك الحلم الذي وصفته قبل ب "حلم من لحم ودم" طالما اردت ان اعيش فيه ، هذه الرائحة التي كانت تميزها ، توكة الشعر التي لازلت احتفظ بها ، صوت النشاذ الجميل التي كانت تخرجه عند نطق بعض الكلمات الغير مفهومة او التي كانت تخاف ان تنطق بها لعدم ثقتها بنفسها ، تلك الطريقة المزعجة اثناء الحديث والنقاش وهي تهز رأسها كثيراً وتظل تلعب بشعرها المندسل ، طالما اردت ان اقول لها كفي عن ذلك ، هذا مزعج جداً ، كوني مُتزنة واحسني التصرف ، لا تكوني كالاطفال الصغار ، احلام اليقظة التي طالما مارسنا الحب فيها ..

وقفت امام الباب وانا متوتر وقلبي يدق بشدة ..
فتحت الباب ونادت علي اسمي وقالت لي :
-انزع ملابسك ـ انزع ملابسك كلها ..

ولكن هذا ما لم اكن اريده ، ما الفائدة من ذلك ان كان اليأس هو ما وراءه ، اردت قلبها وليس قلبها المنكسر ، هذا خارج المنافسة ، هذا لا يحتسب ..

عندما استيقظنا في الصباح ..
جلبت لي فنجان القهوة وابتسمت وقالت :

-انني اقدر ما فعلته لي ولكنك كما تري انني مثل كل الفتيات الاخريات تماماً ، فأنا اعرق ..واسعل ..لا يوجد شيء مختلف ..جسدي مثل اجسادهن ..له إفرازاته وفضلاته ..
انك لن تفتقدني ..ستفهم هذا فيما بعد ...

فنظرت بإستغراب فقالت : اغلق الباب وراءك عندما تخرج ..
ولم اراها بعد ذلك  ....

من فيلم "ثلاثة ألوان (الازرق)" ...ومن وحي تجربة شخصية ملموسة ...

الاثنين، 10 يونيو 2013

عشان مربتش دقنك !!! ...


بفرض ان الكلام اللي في الصورة المُدرجة دي حقيقي ...

طيب خلونا نفكر شوية ..اعلم ان فيه مدارس بتدعو لعدم التفكير في الامر الالهي "بفرض ان إعفاء اللحية اصلاً امر الهي ! " ... ولهم طبعاً رأي يُحترم رغم اني مش معاه ومش بعرف امشي في الدين بالطريقة دي "للاسف" يمكن عشان الناس ازكي مني شوية او أفْهَم مني..لكن انا مش بعرف امشي بطريقة "ان الامر الالهي او النبوي مش محتاج لتفكير" اي انه هو فقط مجرد خضوع واستسلام لله" ..مقولناش حاجة ونعم بالله ...بس اعتقد ان دا في الامر الالهي الصريح اللي مفيهوش تأوييل او إجتهادات ... النص الصريح من القرآن او السنة  ....

طيب مبدئياً الامر او النص الصريح من القرآن والسنة زي ايه ؟ ...
زي "لا تزنوا" ، "لا تشربوا الخمر" .."لا تسرقوا" ..الخ ...

كلها امور بتدعو للفطرة السليمة مش محتاجة لشيوخ او قساوسة او معرفة دينية قوية وعلم شرعي عشان تعرف انها امور خبيثة وضد فطرة الانسان وحياة الانسان لا تستقيم معها ..

لكن بالنسبة لموضوع "إعفاء اللحية" ؟ ...اعتقد انها وردت في حديث بيقول اعفوا اللحي وحفوا الشوارب ..
بفرض صحة الحديث وبفرض انه لغوياً "امر" ..وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فأنتهوا ..فهو بالتالي امر "إلهي" لا يجوز عصيانه ومن عصي الامر دا فهو يعتبر "عاصي او مُذنب" ..والعاصي والمذنب ان لم يستغفر فهو هيتعذب في جهنم...والنقطة دي مُهمة جداً وهرجعلها في آخر الموضوع ...

كما قال احد اعلام الفكر السلفي ان تربية اللحية هو "فرض صغير" اما الصلاة فهي "فرض كبير" ..لما كان بيحاول يشرح الموضوع دا للعامة او البسطاء ...

طيب ! ..خلينا ورا الدليل حيث يقودنا وفي الآخر هقول رأيي  ..

في الصورة فيه 6 اسباب وهي آراء دينية او ما يسمي بإجتهادات تعالو ناخد سبب سبب من دول بالراحة ونناقشه ..من حقنا نناقش الإجتهادات الدينية اعتقد ...

1- هو في الصورة بيقول "تغيير خلق الله تعالي" يعني اللي بيحلق دقنه هو مُغيّر لخلق الله مثلاً كأنه نوع من انواع عمليات التجميل او مخالفة للفطرة اللي الانسان بيتولد عليها ..
طيب ايه المنطقي هنا ؟ ..اشمعني الدقن ؟ ..ليه مش الشنب او الشعر ..ما الاتنين بينمو ..اشمعني لو الدقن اتحلقت فهي تغيير اما الشنب بيتحلق عادي جداً ! وكذلك في الشعر ...
الاجتهاد دا بالنسبالي مرفوض لانه فيه تناقض واضح وصريح ..

2-مخالفة امره صلي الله عليه وسلّم ...بفرض صحة الحديث وصحة الظروف اللي اتقالت فيها..مع مراعاة التغيير الجذري بين الحاضر والماضي والعادات والتقاليد وما  يتناسب مع عُرف المجتمع الحديث ..وبمعرفة للاسباب اللي اتقالت فيها الحديث كما سمعت ان تربية الدقن "مُخالفة لليهود والنصاري" ..ماشي مفيش اي مُشكلة رغم التحّفظ علي نقاط كثيرة بس مش موضوعنا ...في الاخر بعد كل دا هنقول انه امر "نبوي" ..ماشي معاك مقولناش حاجة في دي ..

3-التشبه بالمجوس ...هو اصلاً في لسة مجوس ؟ ..حد شاف واحد مجوسي طول حياته ؟ ..هما بجد لسة موجودين ؟ ..ممكن يكونو منتشرين في شبه الجزيرة العربية زمان ..لكن دا ايه علاقته بالحاضر بتاعنا وواقعنا ؟..وبفرض ان المجوس مغرقين البلد ..طيب هل لو هما بقو يربوا دقنهم دلوقتي وبيقصوا شواربهم ..هل النص النبوي يختلف هنا ؟ ..هل هناك خلل ما في الامر النبوي ؟ ...

4-التشبه بالنساء ..بفرض ان واحد بيحلق لحيته ويسيب شنبه ..هل لازال ينطبق عليه انه مُتشبه بالنساء ..هو في ارجل من الشِنبة ؟ ...

5-المجاهرة بالمعصية والاصرار علي المعصية !؟ ..هنا بقي النقطة المهمة اللي كان لازم ارجعلها..المُجاهر بالمعصية والمُصر عليها ان لم يستغفر او ربنا سامحه وغفرله  فهو في النار ...

هنا بقي جينا للعمق دا ...سيبك من كل اللي فات ...
خليني اقول رأيي بحيادية وارجوكم اسمعوني من غير تكفيير وياريت محديش يقول عليا مُلحد : انتا مُتخيّل معايا ان في اله او نبي او دين عايزك تربي دقنك لو مربتش دقنك فأنت عاصي ولو فضلت علي المعصية دي هتدخل النار ..
متخيل معايا ان فيه دين بيأمر انسان لو مرباش دقنه فهو من العصاه وفي النار ..اي دين يدعو لامر زي دا ؟ ...هل الدين دا منطقي ؟ ..المُشكلة اصبحت كبيرة جداً ..الناس دي بتشككنا في ديننا ..بتخليك تحس ان فيه خلل في الدين..والدين مش المفروض يكون فيه خلل..اكيد الخلل في فهما للدين..انا شايف الموضوع كُله يتلخص في ان ممكن يكون دا هدي او شكل النبي والناس عادتاً تحب تتشبه بالنبي ..لانه احق الناس بالتشبه ..بس اي تشبه ؟ ..تشبه بالمظهر ؟ ..ولا بالخُلق الحسن اللي كان بيتميز بيه النبي عليه الصلاة والسلام..وبفرض اني عايز اتشبه بشكل النبي الخارجي ..ليه مكحلتش عيني ؟ ..اشمعني الدقن ..ليه ملبستش قنصوة زي النبي ...ارجوكم فكروا ..انا عارف اني كمان وقعت في تناقض وهو ان اللحية وردت فيها حديث سواء "صحيح او غير صحيح" و "فَهمنا له دَقيق او غير دقيق"  لكن الكُحل والقنصوة موردش فيهم حديث..بس
مُتخيل معايا ان دين القيم والاخلاق مثل التسامح والحب ونشر العدل وإعلاء كلمة الله ! ...يجي بعد كل دا يقولك انتا هتدخل النار وتفضل تتعذب سنين طويلة رغم انك ممكن تكون إنسان خُلقه حَسن عشان "زنيت" مثلا .. لا ..عشان "قتلت"..برضو لا ..عشان "سرقت" ..لا .."كدبت" حتي ..لأ ....

لأ هتتعذب ! ...عشان مربتش دقنك !