الأحد، 27 أكتوبر 2013

صاحبتي ...

حد سأل نفسه ، لما يعوز يخرج مع البنت اللي بيحبها ممكن يقول لأهله ايه ؟ ..

عندنا مشكلة كبيرة في التسميات ..ولكن فيه مُشكلة جاي اتكلم عنها مخصوص لها علاقة بالتسميات سيجدها البعض تافهة رغم انها مُشكلة بنواجهها في حياتنا اليومية ...

وهي : ايه التسمية الصحيحة في مجتمعاتنا ل "علاقة الحُب بين اي كائنين ذكر وانثي خلقهم ربنا " ؟ ..اقصد يعني ان لما ذكر يحب انثي ..حتي لو مفيش بينهم اي حاجة رسمية ..ساعتها نسميهم ايه ؟ ..

بغض النظر عن اللي هيجي دلوقتي يقول اترضاها لاختك ، لامك ، لخالتك ..فأنا حابب اني متكلمش من المنظور دا حالياً لاني فسرته قبل كدا ..ولكن هتكلم من منظور آخر وبُعد آخر ممكن يكون مُضحك شوية لدي البعض ، وهيفتكرو كلامي هنا غرضه السخرية ..


- فيه فكرة دايماً بتطرح نفسها وهي ان  : "اي مجتمع بيوظف او بيسمي اي إطار له دَخل بالعلاقات تحت تسميات وشروط وقيود مجتمعية ..


- مثلاً بإختصار وبدون تعريف علمي او تطويل : علاقة ذكر بذكر تربطهم بعض الاشياء المشتركة كانت إسمها صديق ..وانثي بأنثي كانت صديقة ..وبعض المجتمعات حتي سمّت واعترفت بعلاقة ما بين ذكر وأنثي تربطهم بعض الاشياء المشتركة بدون إرتباط عاطفي او حب او جنس وفي إطار مُعيّن سموها بردو صداقة ...زي ما هنا بنقول عليها "زميل ، زميلة" اللي غالباً أغلب افراد مجتمعنا مش بيسمحو بيها غير في إطار الشغل..وفي الاخر هية إسمها صداقة بس بنهرب بردو من التسمية دي..

عندنا مشاكل كتير مع التسميات ...

اما اللي انا جاي اتكلم فيه النهاردة هو  "لما ذكر بيرتبط بأنثي إرتباط عاطفي قائم علي علاقة حُب" ، بالتالي في اي مجتمع متحضر اوجدو للعلاقة دي تسمية واقرو بيها واحترموها ، لا قالو عليها عيب ولا حرام ...وبالتالي لو الذكر والانثي دول مرتبطين رسمياً سموهم "مخطوبين " ، لو عُقد قرانهم "سموهم متزوجين" ..ولو هما مجرد بيحبو بعض بدون اي رسميات فهما هناك سموهم "جريل فريند ، وبوي فريند" ..

وهي دي النقطة اللي جاي اتكلم فيها النهاردة "الجيرل فيريند والبوي فريند" ..

ليه احنا معندناش في اوساط مجتمعية كثيرة فكرة الجيرل فريند والبوي فريند رغم انها فارضة نفسها بالقوة..ولكن بعض الناس بتستعيبها ، وبعضهم بيشوفوها علاقة سيس ..وبعضهم بيقولو عليها حرام وعيب ...

اصل اغلب ال Couples دلوقتي مش زي زمان ، زمان الاكثرية ممكن كانو حابين يتسلو او كان فيه فكرة موجودة اسمها التسلية وانك تضحك علي بنت وتجرها للرذيلة ... ..اما دلوقتي الموضوع اختلف .. في نسبة كبيرة من الشباب مش متضطر يتسلي ولا يضحكو علي بنات الناس ، لان الشاب دلوقتي المثقف الواعي عارف انه ممكن يدخل في علاقة اسمها casual من غير إرتباط رسمي والبنت تبقي عارفة كدا "علاقة قائمة علي التسلية إرتضاها الطرفين" عادي جداً بتحصل ...فبالتالي علاقة الحُب  هتكون في طريقها للنجاح اليومين الجايين دول من رأيي ، خاصةً لما نفهم فكرة العلاقة ال casual دي كويس .. وانا شخصياً اعرف كذا ذكر وانثي ارتبطو ببعض رسمياً عن حب بعد علاقة حُب غير رسمية دامت طويلاً ...

المُشكلة هنا بقي اننا معندناش تسمية للعلاقة بين الذكر والانثي القائمة علي ارتباط عاطفي قائم علي الحُب ارتضاه الطرفين ...
والمُشكلة الاكبر اننا مينفعش نعدي الموضوع كدا ونتغاضي عنه لانه اصبح واقع ..
وهنا هنواجه مشكلة كبيرة ..

بفرض انا دلوقتي بحب بنت هرتبط بيها رسمياً ، وحبيت اقول لعيلتي اني خارج مع البنت اللي بحبها وهما عارفينها وعارفين اهلها ..واهل البنت بردو عارفنّي ، والعلاقي دي محترمة ...بس ملهاش صفة رسمية ..ساعتها اقولهم ايه ؟ ...اقولهم خارج مع صاحبتي ؟ ..طبعاً دا لا يجوز ...لان عادتاً البنت مش بترضي يتقال عليها في مجتمعنا " صاحبتي ، البت بتاعتي ، اللي ماشي معاها" ..لان التسميات دي كلها سفيهة إلي حداً ما ، وبتسفّه العلاقة الروحية الراقية القائمة علي الحُب ..

بعض الافراد اللي بيحبو بعض وبينهم علاقة ولكن غير رسمية ..بيلجئو لإستخدام "خطيبتي او مثلاً تسمية اخري زي "احنا قاريتن فاتحتنا" ..مبدئياً خطيبتي دي لا تجوز علي الاطلاق في الحالة دي وهتحطك في مشاكل مُحرجة هتكلم عنها لاحقاً ..
ولذلك احنا محتاجين لما يكون فيه علاقة بين اي ذكر وانثي حبو بعض في المجتمع دا ، اننا نُقر ونعترف بالعلاقة دي ونجد لها تسمية صحيحة تليق بالطرفين ومتسفهش ولا تقلل من اي طرف فيها ...

شكلكو مش فاهمين انا برمي لأيه ، ولذلك هبسطهالكم :

يعني من الاخر انا عايز زي ما دول الغرب اقرو ان انتا ممكن تكون وسط عيلتك ، صحابك ، شغلك ، في مكان رسمي او غير رسمي ، مع ناس علاقتك بيهم سطحية او رسمية او حميمة ..في الاخر والاول تقدر تقول يا جماعة اعرفكم ب " my girlfriends " ...وهما يحترمو دا جداً ويقدروه ومفيش اي حَرج  ..بمعني انا داخل علاقة مع البنت دي وبحاول اخليها تنجح ، هتساعدوني ، ولا هتقرفوني في عيشتي ؟ ...

احنا كمان محتاجين نقول بالفُم المليان حاجة زي دي وتق وسط عيلتك او صحابك او اياً كان تقول :
 يا جماعة اعرفكم علي "وهنا نجد تسمية مُناسبة زي جيرلفريند " عشان منضطرش نهرب من تسمية زي "صاحبتي ، صاحبي" ...وترجع تقول عليها خطيبتي ..ويجي شخص زنخ يقولك ايه دا انتو اتخطبطو امتي ؟ ..فيتفهم في الاخر من منظورهم الضيق انها البنت اللي انتا ماشي معاها ، ولا مرافقها ، ولا مصاحبها ...

المُشكلة مُشكلة تسميات  ...والموضوع اصبح مُحرج .محتاج يتسن ويُقر بيه في مجتمعاتنا ، بحيث ميبقاش في حَرج لما تُشير علي الشخص "اللي بتحبه"  ...

إلا لو المجتمع مستعد يقضيها بنفس الوتيرة الساذجة بتاعة احنا مجتمع شرقي ومش هينفع نقر بحاجة زي دي ، لأ نخليها سر ..

نسيت اقول ان المجتمع فعلياً هيبتدي يرفض فكرة الشاب اللي بيضحك علي بنت او البنت اللي دايرة علي حل شعرها لما فعلاً يقر بالعلاقة دي كنوع من التأديب للطرفين والإلتزام والمسئولية تجاه بعض ..بدل ما احنا بنشجع دلوقتي علي إفشال العلاقة دي ...

شكراً ...

للتوثيق 4 ...وهم الخدمة العسكرية ..

انا عايز اقول كلمة في زوري من زمان ، وبأجلها من وقت للتاني ..عشان عارف انها مش هتتفهم صح وسط العراك السياسي اللي بيحصل ، وعارف انها هتتفهم عكس ما انا عايز احطها في مكانها الصحيح ..

عماتاً انا لقيت وسيلة اعبر بيها عن اللي عايز اقوله ..بس محتاج من اللي هيقرأ الكلام دا انه يعمل الكام خطوة دول :
اولها انه ينسي الصراع السياسي الحادث حالياً ، ينسي حتي الثورة ...ينسي السيسي ورابعة ..ينسي جو نظريات المؤامرة ..

يعتبر كل دا محصلش ..يعتبر ويحط في دماغه بس اني مواطن مصري عادي جداً ...شاء القدر انه يخلص جامعة ويتخصي عليه فيما يسمي بالخدمة العسكرية ..

وانا بقي رايح اقدم الخدمة العسكرية اول حاجة هفكر فيها واللي دايماً كانت اتقالتلي واتربيت عليها من وانا صغيّر ..ان الجيش للرجالة ، الجيش هيعلمك الرجولة ، الجيش إلتزام ، الجيش ادب ..

طبعاً انا هكون متحمس جداً لحاجات زي دي ، وعايز ادخل الجيش ، عشان اخدم بلدي اللي عمرها ما خدمتني ، واديها من عرقي ودمي رغم ان هية عمرها ما ادتني ، بس طبعاً مش هنحسبها بالطريقة دي ، دي في الاخر بلدي وانا بموت في ترابها ومستعد اضحي عشانها ..

وعشان كدا انا فخور اني جندي هيؤدي خدمته العسكرية ويدافع عن تراب البلد ..وطبعاً هكون متحمس عشان اتعلم الرجولة والالتزام اللي كلموني عنهم طول الوقت ...قال يعني انا محتاج حد يعلمني الحاجات دي ، وقال ايه كمان انا محتاج مؤسسة تعلمني الالتزام والرجولة ..

ماعلينا ..

بتبتدي تقدم ورقك وتشوف حالك وتمشي في إجراءات الجيش ..

اول حاجة بتلاقيها ان انتا لا بتخدم بلدك ولا بلدك بتخدمك علي الاطلاق ...
تاني حاجة بتلاقيها انك لا بتتعلم نظام وإلتزام ولا اصلاً فيه نظام وإلتزام في المؤسسة دي..بالعكس انتا بتتفشخ في بيروقراطية وإهمال وغباء إداري إلي اقصي درجة ..

بتتعامل بأسلوب شبه غير آدمي ملوش علاقة علي فكرة بتربية ولا إلتزام ورجولة ..هو له علاقة ان الموظف ولا الصول اللي في المعسكر طلعان دين امه في كوم اختام واوراق لازم يخلصها قبل ما يمشي ...

وتاني حاجة انك بتتعلم كويس يعني إيه جهل وتعريص وعشوائية وعدم نظام وفساد ..بتتعلم يعني ايه احنا في بلد في سنة 2013 ولسة منعرفش حاجة عن اي نظام إداري حديث بيستخدم والعياذ بالله اي انظمة لها علاقة بالتكونولجيا الادراية الحديثة ولا اي حاجة من الكُفر وقلة الادب دي ..

وانتا هناك لسة مدخلتش حتي الجيش ، كل دا بتخلص ورقك بس ..هتفهم المعني الحرفي لكلمة بيروقراطية وتخلف عقلي وإداري ...

وبتلعن وتسب اليوم اللي ابوك دخل فيه علي امك عشان جابك في بلد زي دي ..وبتلعن ابوك ذات نفسه عشان ضحك عليك بكام كلمة وسمعك كام اغنية ونشيد وطني ..

رايح هناك زي ما تكون راسم علي وشك علم مصر ، وبتحلم بأحداث حرب اكتوبر ..وشايف فيلم الطريق إلي إيلات في مُخيلتك ..

بتتخليل انك هتكون جزء من منظومة "خير اجناد الارض" ، وفي الاخر هتعرف انك جزء من منظومة "تسلم الايادي" ..

هتشم ريحة الزعيم المعرص جمال عبد الناصر في كل مكان هتكون فيه وانتا جوا ...وللاسف الريحة دي مش هتيجي علي هوا اي بني آدم "حُر" ومش عبد ..

مش بس كدا دا انتا هتمر حرفياً " بأسوأ تجربة في حياتك " ..
وهتضطر تاخد معاك ورقة مكتوب فيها اسماء الناس اللي بتحبهم ، واهدافك وافكارك" ..عشان انتا عارف انك داخل مكان هينسوك فيه اسمك وهيحولوك فيه لآلة متبرمجة ..

هتحس بالوحشة والضعف مش لانك مش راجل ، ومش لانك مش مجتهد ولا ملتزم ..لأ ..لانك مش موافق انك تكون جزء من الفساد اللي جوا المنظومة دي ..ولانك يعيني عندك شوية وعي زيادة قارفينك في عيشتك ..

وتفضل تبص في وشوش الناس ، التعيسة ، البائسة ، اللي شبعت خرا ..لا حول ليهم ولا قوة وتسأل نفسك "هو حد بيخدم بلده ووشه عامل كدا ؟ "..

حتي اكتر حاجة انتا كنت فخور بيها في بلدك ، طلعت كدب ..طلعت اكبر منظومة فاسدة في بلدك ..طلعت منظومة عشوائية ماشية بالبركة ..ماشية بالتعريص زيها زي اي حاجة في البلد ..طلعت فساد في فساد ..

ابعدوني عن اي معركة سياسية ارجوكم ..ولكن الابعاد هنا تمس المنظومة الفاسدة ذات نفسها ..

____

عفواً خدمتي العسكرية ، طلعتي وهم زي اي وهم من افلام هوليود اللي عشت فيها ...

عشت في اوهامِك وسط خيالات لا تمس الحقيقة ..

والواقع اقبح ....

الجمعة، 4 أكتوبر 2013

للتوثيق (3) :- 30 يوم من العُزلة ..

تعرضت خلال هذه السنة للكثير من المشاكل والضغوطات النفسية ، قادتني إلي تغيرات فكرية وجسدية عميقة ، اعتقد ان ما يميّز العبد لله ، انه لا يستسلم بسهولة ..

ولذلك وبعد نفاذ كل الخيارات وكل المحاولات للنجاة من تلك الازمات والاضطرابات النفسية ، مع ملاحظة استمرار تغيّر حالتي بوجه عام للاسوء ، لم يتبقي لي سوي ان اطبق علي نفسي "نظام او حمية ما" ..

هي ليست حمية غذائية ، وانما هي عبارة عن نظام روتيني عبثي يمكنني تشكيله يومياً علي حسب مزاجي ، ولكنه يتضمن إطار روتيني لا يمكن الخروج عنه ..

مثلاً : يتضمن اليوم الواحد خلال هذا الشهر علي عدة اوامر او انظمة لابد تنفيذها ، ولا يهم متي يتم تنفيذها او كيف يتم تنفيذها وانما المهم ان تُنفّذ..وهذا ما يجعل الامر روتيني وعبثي في نفس الوقت ..

الحقيقة انها ليست المرة الاولي التي اطبق فيها علي نفسي حمية من هذا النوع ، من يرجع للارشيف بالمدونة إلي شهر مارس 2013 ..سيجد مقال بتاريخ الاتنين 18 مارس يسمي "فلسفة الاكتئاب" ، وسيعلم اني طبقت ذلك النظام علي نفسي قبلاً ...
كان تفسيري وقتها لحالة الاكتئاب التي اعيشها اني اتعبت نفسي كثيراً واجهدتها في محاولاتي البائسة لتحقيق ما أريده ، ساعياً بجِد إلي الوصول إلي ما ارتضيته لنفسي كفنان ...إذ كان عليًّ ان آخذ قسط من الراحة بسبب تعرضي للطاقة الملوثة والسلبية التي كنت في إختلاط شبه دائم بها ، وتعرضي لعدة انماط بشرية هدّامة منهم  "كارهي النجاح والإختلاف حتي وان كان الإختلاف فكري ليس إلا ، والمدافعين عن المنظومة بكل سلبياتها والنمط المعيشي الذي لا يرضي طموحي ورسالتي ، وبالطبع الآلات البشرية التي كانت تنتقدني وتحاول هدمي وزرع اليأس بداخلي"...
فقررت ساعتها ان اعزل نفسي عن كل شيء وعنهم بالتأكيد ..وابتعدت عن مواقع التواصل الاجتماعي - حتي التلفاز والراديو ...وكأني اعيش في قوقعة منعزلة عن العالم هذا ..وقتها قد قررت ان اعيش تلك الحالة لمدة اسبوع فقط ...وكانت عبارة عن إنعزال تام عن الواقع - والسباحة في الخيال والاوهام الجميلة ..

وبعد اسبوع شعرت بتحسن شديد ، بعد ان غطست في الروايات وكتب الفلسفة والتراث والصوفية والتاريخ الروماني وغيرها من الكتب التي تثير فضولي - والمزيكا والسينما بالطبع  - وبعض التمشيات في شوارع مصر القديمة ...

ولكن المصيبة التي حلّت عليًّ ان كل تلك الاشياء اصبحت معتادة بعد هذا الاسبوع من الانعزال ، وكنت لا ادرك ذلك ، فبعد هذا الاسبوع اصبحت اغوص في الروايات وكتب الفلسفة والمزيكا ومغيبات العقل كلها بشكل شبه يومي !! ...
وبعد عام من الضغوطات ، تراكمت المشاكل والاضرابات النفسية - وانا هارب من الواقع لا اوجهه - وفجأة كان عليًّ ان اواجه كل ما تركته وراء ظهري - بدلاً من الهروب عنه بالروايات والمزيكا وغيره من الاشياء تلك ...مما تسبب لي في أزمة نفسية ، ومادية ، وجسدية ..

يتحتم علي الآن ان اواجه جميع مشاكلي وازماتي واضراباتي ولا اهرب منها ...
وبعد ان اصبح واقعي خيالاً خلال تلك الاشهر التي قضيتها بعد هذا الاسبوع من العزلة ...

اصبح مُلزماً عليًّ الآن ان انخرط في الواقع ، ان اكون اكثر واقعية ، ان اعالج المشاكل التي تركتها وتراكمت عليّ ، ان انتبه لما فاتني ، وها انا احاول الآن ان اعيش 30 يوم اخرون من العزلة ..ولكن العزلة هنا ليست عزلة عن الواقع كما فعلت قبلاً ..وانما عزلة عن الخيال ..

قررت ان اعيش 30 يوم في عزلة عن الاصدقاء ومواقع التواصل الاجتماعي والروايات والكتابة الشبه يومية - بينما احاول الآن ان اعيش في خدمة كل الواجبات الروتينية التي هي بالطبع بالنسبة لي غير مقنعة ومقيدة ، والتي طالما كنت اتهرب من تأديتها وكان عليًّ ان اتمّها خلال هذا العام ولكني تركتها تتراكم...المصالح الحكومية ، والتجنيد وما إلي ذلك من تلك الاشياء التي يجب إتمامها "كعبد" للمنظومة الفاشية تلك ...


يمكنك تسمية ذلك "فوز بجولة جديدة لصالح المنظومة والمجتمع والواقع العفن" الذي انا في حالة حرب شبه دائمة معه ..ولكني اعتقد انه مُعسكر ليس إلا ...لإعادة تأهيلي كي استطيع مواجهة الواقع العفن هذا ...
احاول الآن اكتساب بعض المهارات المهنية والتعليمية وغيرها التي تسمح لي بالولوج إلي عالم الماديات هذا ولكن دون التأثر به ، ودخولي سوق العمل فقط من اجل مساعدتي في تحقيق اهداف تخدم رسالتي وتخدم فنّي ، وذلك بعد التعثّر المادي الذي اواجهه الآن ...واحاول حالياً ان اجد فرصة عمل روتينية إنتهازية ، وان اترك العمل بالفن مؤقتاً ..كما اني حاولت الابتعاد عن الكتابة والتدوين خلال هذا الشهر ، ولكني فشلت ..

كنت اتمني في هذه اللحظات ان اجد شخص بجانبي يخفف عني قليلاً ولكني اعلم جيداً ان ذلك سيكون مصدر تعاسة بالنسبة له وعليَّ ان اخوض معركتي وحيداً وان التحف بالصلابة والقوة ...

علي اية حال لا بأس بذلك كله ...فلابد للفنان الذي اتخد عمله في الفن ، من اجل الفن ، وللفن فقط وليس سعياً وراء الكسب ..
لابد له في مصر ان يكدح ويطلع تلاتة دين ام اللي جبوه ! ..

واللهم اعنا علي الازمات النفسية المُقبلة ...وخلصنا من هذه الازمة النفسية الحالية والتعثرات المادية ...

________

الصورة المُدرجة  الفنان الكاريكاتيري "أنديل" ...

وقفة مع الاشياء ...

علمتني وحدتي ان "العالم لا يهتم لأحد " ..
علمني إكتئابي ان "لا اهتم للعالم " ..
علمني حُزني ان اكتب ..
علمتني اللحظات السعيدة ان إغتنمها في افضل صورة فهي غير باقية ، قليلاً ما تأتي ، سريعاً ما تختفي ..
علمتني امي ان اعيش في ذُعر ..
علمتني المصالح الحكومية ان "نهاية هذه البلد لن تكون سعيدة علي الإطلاق وان القادم اسود غامق "
علمتني مدرستي ان اكون غبي ..
علمتني جامعتي ان اكون اغبي ..
علمني وطني ان الوطنية هي اقبح الصفات ..
علمني فنّي ان احيا او احاول"البقاء حياً" ...

إلي متي صمت الإله ؟ ..
لماذا لا يستجيب لندائاتي ؟ - لماذا لا يستجيب لصلواتي ؟ ..
 هل هو مشغول بعالم آخر خلقه في ستة أيام ؟ ..

كل هذا الالم ، كل هذه المعاناة ، كل هذا العذاب ...
عَلَى مَرْأىً وَمَسْمَعٍ مِنَ الإله ، وملائكته ، وشياطينه ..

ولا شيء ...سوي الصمت ..



الأربعاء، 2 أكتوبر 2013

مصر مصرتني - إعادة نشر - مختارات شهر مارس ..

اعجز عن تفسير التاقض الذي اشعر به في داخلي..تارة تجدني امسك مصحفاً وتارة تجدني امسك كأساً  ..نبهني الكثير من اصدقائي الي انه يجب عليّ ان احاول الاستقرار علي جهة  ..والثبات علي ضفة او طريق واحد ..ونعتني بعضهم بالتلوّن والتناقض والتذبذت والتردد ..وانا اثق فيهم فأنا أعلم مدي حُبهم لي..بعيداً عن اولئك المزايدين سواء من المتدينين المنافقين او من الفجرة التافهين اصحاب العقول التي تحركها الشهوة ..كلٌ منهم في محاولة ان ينال مني ويلتف حولي ليجدني علي الوجه الذي يعجبه ..وان وجدني علي وجه لا يعجبه- يظل ينتقدني..وكأني مصدر تسلية شخصية له - لماذا لا يرضي بي كما انا وحسب.. مع ذلك لم اعد اهتم لهم ..ولكني دائما كنت احاول ان افهم نفسي .. ولمَ هذا التناقض الذي بداخلي ؟..كنت اجلس اليوم في مقهي اشرب القهوة واقرأ احدي الروايات وكنت اراقب حركة المارة ..فوجدت فتاة كاملة الانوثة والاثارة ..فكنت ادقق في النظر اليها وهي تمشي بدلع ومرقعة وكأنها تتمايل مع الرياح محاولةً بنجاح مغازلة الناظرين ولفت الانتباه - بهذه الكات ووك ..فظللت انظر اليها من اسفل قدميها حتي اعلي رأسها ..عندما نظرت اليها من اسفل كانت مأنتمة مع عمرو دياب وكلما ارتفعت لقيتها مأنتمة مع عمرو خالد ..تناقض عجيب بين الانوثة ومحاولة اثارة الناظرين كالقطة الدلوعة وبين ما تلبسه علي رأسها من باب التدين وكدهوّن ..وهذا احدي اساليب التناقض الشديد...دعكم منها ، هذا ليس كل ما رأيت من تناقض ، فبعد ان مرّت تلك الفتاة المثيرة - فما لبثت في محاولة لان ابعد نظري عنها حتي فوجئت بفتاة اخري لم ولن ولع ولجلج اجد في رجولتها احداً قط ..اسف علي النظرة العنصرية تلك ..ولكن ما احاول لفت الانتباه له انها كانت لا تهتم بأنوثتها اطلاقاً ولا تراعيها بل كانت تفتقر الي النظافة الشخصية حتي ! - ونظافة الملبس ايضاً ..ما هذا التناقض الغريب في هذه البلد المحروس "مِصر" ! ..

بعدها قررت ان اذهب الي المنزل وسط ضجيج وعشوائية وازعاج كما اعتدت فظللت اسب والعن اليوم اللي جابني في البلد دي - بالاضافة طبعاً إلي اللون الذي لا اري سواه في شوارع القاهرة نهاراً - وهو اللون الاصفر الباهت - لا اعلم ما سببه - هل التراب ام العوادم وعدم النظافة البيئية والتلوث البصري ؟ - لا اعلم - كل ما اعلمه اني مُنذ ولدت وانا أري هذا اللون نهاراً - فهذا اللون مزعج بشدة بالنسبة إليّ..
وبعد عدة امتار وقد اقتربت من منزلي وجدت نسيم جميل - واحسست بالهدوء والسكينة - وقابلت الكثير من المعارف والاصحاب كبار السن وصغار السن ممن يذهبون الي الجامعة او الشغل وكانو كعادة المصريين يقابلونك بحميمية شديدة "ايه ياحُس - ! ازاك أحُسني ! ايه يا شقيق رايح فين؟" ..من الصعب ان يعاملك الناس هنا في مِصر بأسلوب "جاد" - ولكن هذه هي ميزة تلك البلد "العِشريّة" ...

شعرت حينها بشعور غريب ...شعرت بدفيء وبرود ..ضجر وإستياء من البلد وسعادة في نفس الوقت وشوق وحُب لها ! ..ما هذا العبث ! ما هذا التناقض وكأن نفسي المتناقضة تحاول ان تجد لي مُبرر لتناقضي وتخبرني اني فقط اتأقلم مع طبيعة البلد المصرية ..واني مصري اصيل ..

- التناقض الذي بداخلي يعبّر عن عدم انتمائي لأي شيء غير هذه البلد..بحثي عن الحرية يحُثُ عليَّ بالتمرد علي كل الاشياء التي تحاول سرقة مصريتي مني ..انا مصري ..انا فقط انتمي لنفسي ..انتمي للبشرية والحياة ....ولمصر...شأني كشأن الكثر من شباب مصر ..يفكرون بحرية تامة - محاولين البحث عن الحرية في تلك البلد وفك القيود المجتمعية والدينية الغير صحيحة والغير مُقنعة بالنسبة لهم - ولذلك كثيراً ما يقعون في التناقض - الذي هو من سمات البلد - ومن سمات الشخصية المصرية" ..

الاحرار يولدون في هذه البلد ، يورثون الحرية فيها ويورّثونها لاجيالٍ لاحقة - حتي وإن لم يحصلو عليها - قرأت مقولة في معناها انه "ليس شرطاً ان تكون حراً حتي تحلم بالحرية - فأغلب كتابات المساجين عن الحرية"  ..

نحن ابناء هذه البلد ، نعيش من اجل مصريتنا - نحاول البحث عن الحرية التي طالما مارسنا الحُب معها في مخيلاتنا وافئدتنا ..

الثورة !

هذه مجرد بداية فحسب !

الثورة تتغذي وتستمد طاقتها من "مصريتنا" ...نحن شعب جيناته تعرف معني الثورة والحرية جيداً - ولذلك نبحث عن حريتنا منذ ولادتنا - نمارس الحرية المصحوبة بالتمرد والتناقض- في حُب مصر ...


الثلاثاء، 1 أكتوبر 2013

ذهان مصاحب للحشيش لا مؤاخذة ..

يارب إبعدني عن الكتابة والتصوير ! ، عالجني من "الهوس بالفن" ، كرّهني في السينما ...تلك اشياء تغزّي حزني ، ترادف وحدتي   ، وانا الصراحة تعبان ..

انا تعبت من الحاجات اللي نفسي فيها وعمري ما هاخدها ، وانا مدرك كويس اني عمري ما هخدها ..
تعبت من الوحدة ...طريقي مُظلم وملييء بالوحدة ...وعشان كدا انا حابب اتغيّر !

سوف اكون نمطي ، وغير متحرر ، سوف اكون آلة - لا تشعر ولا تفكر ، سوف افعل كما يفعلون بالظبط ، سوف اعمل في احدي الشركات الكُبري ، بمرتب كبير ، سوف اكون مواطن صالح ، وطني ، نافع للمجتمع والناس ، ,وربما سأصبح يوماً ما "معرص كبير" ، طبعاً دا مستوي عالي يصعب الوصول إليه ، ومحتاج مثابرة وجِد وإلحاح شديد في إثبات تعريصك ، مش هقدر اوصله دلوقتي ، ولكن هحتاج لوقت ، بس ربنا هيكرم ..

اصل الفن دلوقتي مبيجبش همه... ربنا بتاع المجتهدين ، وانا قررت ابقي من المجتهدين ...

ربنا بيحب المعرصين ، والكدابين ، والغشاشين ، والمنافقين ، واصحاب الثروات ، والمنتفعين ، والانتهازيين ، والتافهين ..ولذلك هما "كبار واصحاب نفوذ وسلطة"  في هذه الدنيا..

وفي نفس الوقت بيشتم فيهم في قرآنه ..

ولكنه بيكره الصادقين ، والمتحررين ، واصحاب الرسالات...ولذلك هما معذبين في دنيته ، وملهمش قيمة ...

اكتر الناس اللي ربنا بيكرههم بقي هما المتحررين دول ، لان ربنا اصلاً ضد التحرر ، لازم يقيّدك ، هو عارف مصلحتك اكتر منك ، عارف انك لو أُطلق صراحك هتبعد عنه...

كمان هما السبب في الخراب ، هما اللي عايزين يغيّرو العالم ..شايفين كل حاجة سودا ...
وطبعاً دا بيبيّت المواطن البسيط زعلان ...واهم حاجة نفسية المواطن ...
هو اصلاً ربنا ضد الحرية ، ضد الثورة ..

بس ازاي ؟ ..

دا قرآنه كُله ثورة ! ..

دا عشان اعبده لازم اتحرر من كل القيود ، لازم مكنش عبد غير له ..

لازم انا غلطان ! ..

اه حقيقي انا غلطان ..

هو تقريباً مش مسئول عن كل العبث دا ..

هو مش مسئول عن اي حاجة بتحصل هنا ، هو بيتفرج علينا من بعيد ..في صمت ..

لا لا هو مش بيحب المعرصين ، والكدابين ، والغشاشين ، والمنافقين ..
ولا المنتفعين واصحاب الثروات والرأسمالين والتافهين ..انا كنت غلطان ..

الناس هية اللي بتحبهم ...وعشان كدا هما خلوهم في المقدمة دايماً ..

وقررو انهم يبقو في مؤخرتهم ، محشورين فيها ، لحد ما هيفطصو ..

طيب الناس ازاي تحب اللي بيستعبدوهم ، وبيسلبو اقل حقوقهم ؟ ..

اكيد مش الناس اللي تسببو في هذا العبث ...

اومال مين المسئول عن العبث وغياب العدل ...

اكيد انا ! ..

انا اللي دماغي تعبانة ..

انا اللي شايف العالم الجميل دا وحش ، وشايف الواقع اللطيف دا وحش ، وشايف المنظومة العالمية الجميلة دي وحشة ، التعليم زي الفُل ...وكمان الشغل ، الشغل هنا جميل ، مفيش اجمل من انك تشتغل عشان الفلوس ..
ولا الفن ! والوسط الفني ......دول فعلاً بيقدمو فن هادف ..حياة الانسان المعاصر جميلة يا جماعة ، مفيش احسن من انك تكون آلة ، او عبد للماديات ...او معرص كبير ..دي كلها مناصب حلوة بس انا مش واخد بالي ...

لأ - لابد ان انا السبب ، انا اللي ظلمت الناس ، وظلمت ربنا ..

يا جماعة ربنا والناس ملهمش غير بعض ...

ربنا بيقف جنبهم ، لما يحتاجوه ...

طب لما بحتاجه انا ؟ ..

بيسكت ..

ايوا بيسكت ..

محدش يستغرب من السكوت دا ! - دا اكبر دليل علي ألوهية ربنا ..

اصل الموضوع بسيط ، انا شخصياً ممكن ابقي إله ..

يعني هو الإله بيعمل ايه ؟ ..

عايز تبقي إله ، اقعد في مكان واختفي فيه ، واكتب كتاب ..قول للناس فيه عن جنتك ونارك وملايكتك ..
واقعد ساكت ...متعملش اي حاجة ...اتفرج علي العالم وهو بيتحرق ..

صحيح انا غلطت تاني ، العالم مش بيتحرق ، الناس هية اللي بتحرقه ، عشان المتدينين ميزعلوش مني بس ..

واه صحيح ، دا الناس مش هية اللي بتحرقه ، دا امثالي اللي عايزين يحرقوه بأفكاري المتحررة المتعفنة دي ..عشان المعرصين والانتهازيين والرأسماليين ميزعلوش مني هما كمان ..دول لهم دور كبير في المجتمع ولازم نحترمهم ..دول بيقدمو اللي انا معرفتش اقدمه انا وامثالي ... دول يا جماعة فاتحين بيوت - فاتحين شركات كُبري - وعِمالة وغيره - ومالين بفلوسهم البنوك - بينعشو الاقتصاد - دول ملهمي النجاح لكثير من الناس - دول مواطنين صالحين ووطنين ...مش يائسين وتعبانين زيي كدا ...

اما انا بقي هلبس الحرية اللي بدوّر عليها وبنادي بيها "في مؤخرتي"  ..واسكت ..معرفش ليه حسيت ان مؤخرة لايقة علي الفونت ال Bold اكتر من طيز ..

الفلوس هي الاله الحقيقي للكون - بس محدش عايز يعترف بكدا ...عشان خايفين نقول اننا بنعبد حتة ورقة ..زي الجاهلية بالظبط ما كانت بتعبد صنم ..

لكن ! ..

احنا بقي متعلمين ، ومثئفين ، ومفتحين ...