الاثنين، 8 سبتمبر 2014

قصص قصيرة مُملة ..



اتذكر حين دخل رجل "قرية" عن طريق الصدفة ، طريقها وَعِر لا يفضل الناس المُضي فيه ، فلا يعلم احد بوجودها :

في زمانٍ ما ، ومكانٍ ما ...كان اهل قرية تدعي أشتون إذا ارادوا الذهاب إلي احدي المدن الكبري المُطلة علي المحيط الاطلنطي ، يُخير المسافرون منهم بين طريقين ، احداهما قصير وملييء بالمخاطر ووعر والاخر طويل وآمن .. فظلّ الناس يسردون الاساطير حول خطورة الخوض في هذا الطريق القصير الوعر ، ويفضلون  الطريق الاخر الطويل ، وعندما قرر احد الشبان الشجعان او البائسين ان يخوض في هذا الطريق الوعر بدلاً من هذا الطويل الآمن ، كنوع من الاستكشاف والتبيّن من صحة تلك الاساطير التي يسردها الناس او بدافع اليأس وفقدان الشهية للحياة ، قرر خوض مغامرة ، وبقلبٍ شجاع مَشي الشاب في ذلك الطريق غير مكترثاً بما سيلاقيه ...وبعد ان تخطي الكثير من الصعاب والمخاطر ، فوجيء بوجود قرية غريبة في منتصف الطريق...وعندما قرر ان يدخلها ، ..لمح بريق ونسيم جميل جداً من بعيد ..ولاحظ عند باب القرية وجود حبل طويل يربط ما بين دفتي الباب ...مُعلّقً فيه الكثير من الاحذية ..استقبلته احدي الفتيات فقالت له اخلع حذائك واهلاً بك في قريتنا ...
وعندما سأل الفتاة عن سر عدم إرتداء اهل القرية احذيتهم وبدلاً من ذلك - تعليقها علي بوابة القرية ..قالت له ان قريتنا تدعي سبكتر وهي اجمل وانظف قرية بالعالم كله ..


وبعد عدة ايام قضاها في القرية - قرر هذا الشاب ان يعيش مع اهل القرية فترة من الزمن ، فوجد ان اهلها طيبون ، لا يخطئون ، لا يغضبون ، دائماً في سلام وود وحب ، كل ما في القرية نظيف وجميل ومُنظّم ، قرية بلا مشاكل ، بلا ماضي ولا حاضر ، كأنها فجوة زمنية في حلم جميل ... او قطعة من الجنة .. ..

صادف هذا الشاب اثناء مدة بقاءه في القرية احد الشعراء المشهورين - وكان قد قرأ احد قصائدهم من قبل واعجبته ، فتعرف الشاب عليه وقال له كيف علمت بهذا المكان ؟ ، لابد ان هذا المكان هو سر إختفاءك وتوقفك عن كتابة الشعر ، قال له الشاعر انا مثلك قررت ان اخوض المغامرة واستكشف ما وراء هذا الطريق ...وصادفني وجود مثل تلك القرية فمكثت فيها مدة طويلة..هي اجمل مكان علي الإطلاق ، لا يمكن ان تجد مكان افضل منه ..هذا المكان هو ملهم قصيدتي الجديدة التي اكتبها ..وانا اعشقه واود البقاء فيه للابد ...
فقال له الشاب هلا ألقيت عليَّ بعض الابيات من القصيدة الجديدة التي تكتبها الآن ؟ ...فقال له الشاعر : لكنها لن تكتمل بعد ولا احبذ ان القي الاشعار الغير مكتملة ....فأصر الشاب ..فوافق الشاعر واخذ يلقي عليه بعض الابيات وكانت كالآتي : 

- الورود حمراء ، السماء زرقاء
- السُكّر مذاقه حلو ، مثلك تماماً يا حلو

فقال الشاب اهذا كل شيء ؟  ، قال الشاعر نعم هي لن تكتمل بعد ...قال له الشاب قل لي منذ متي وانت تكتب هذه القصيدة الغير مكتملة ..قال له 5 سنوات ..فقال الشاب ..5 سنوات في 4 ابيات رديئة !! ..
فقال له الشاعر غاضباً ، لهذا السبب لا احبذ ان القي علي احد قصائدي الغير مكتملة ...

وعندما هبط الليل ، بدأ اهل القرية بالاحتفال ، وشاركهم الشاب ..إلا انه وجد علي وجوههم الباسمة والضاحكة بعض الفتور والبرود ..وحضرت في باله ابيات الشاعر ..

وبعدها قرر الشاب المُضي في طريقه ، والبحث عن ذاته في مكان آخر ..فقال لأهل القرية بكل أدب ..انا راحل فأعذروني ..
الطريف ان اهل القرية لم يكونوا يعلمون مرادف كلمة "الرحيل" ، فعندما شرح لهم معني الكلمة ..قالو له "انت اول شخص يرحل من قريتنا " ..

فقال له الشاعر : لابد انك خاسر كبير وستندم علي رحيلك ، فلن تجد قرية مثلها ابداً ...

لماذا رحل الشاب بعد سماع قصيدة الشاعر ؟ ....
هية الجنة ليه مبتصنعش شاعر ؟

___________________________________________________


كنت مرة جالس اتفرج علي فيلم ايام الطفولة كعادتي ، واسمع حديث امي واختي عن الاشياء التي طالما يتحدثون عنها وكانت لا تثير إهتمامي علي الإطلاق - وهي سيرة الدراسة والطلاب المتفوقين وما إلي ذلك ..

ما كان يثير حيرتي - اني لم اعرف معني لكلمة "طالب متفوق" ! - ازاي يكون متفوق ؟ - هل المتفوق بالنسبة إليكم اللي بيجيب مجموع عالي في كل المواد ؟ ..هو بالطبع كذلك ..الدرجات هي مقياس التفوق "وهذه هي المعايير" ....

والذي كان بيثير الاسئلة الوجودية داخلي - هو كيف للمتفوق ان يحصل علي أعلي الدرجات في جميع المواد - كيف له ان يحصل علي أعلي درجة في مادة الرسم - وأعلي درجة في مادة العلوم - والحساب - والفيزياء - وحتي العربي والانجليزي ..

إذاً أين ميوله ؟ ...أين موهبته ..كيف له ان يكون رسام وطبيب وفيزيائي ومدرس ومحاسب واديب ومترجم ؟ ...ما هذه العبقرية ؟ ، لابد انه فَذ ...

الإنسان الطبيعي المفروض انه يكون عنده شغف تجاه شيء مُعين منذ الطفولة - مثلاً : احمد بيحب الرسم وموهوب فيه - ومحمد بيحب الحساب وموهوب فيه - وعلي بيحيب اللغة العربية وموهوب فيها ..

وبالتالي احمد سوف يدرس الفنون الجميلة ويصبح فنان - ومحمد هندسة او علوم - وعلي آداب او إعلام او اياً كان ...

او من الممكن ان يكون لدي احمد شغف في عدة اشياء مختلفة ويمارسها مع بعضها ...او من الممكن ان يترك احمد الدراسة المنهجية ويسلك الطريق الصعب ..بممارسته لما يحب مثلاً عن طريق التعليم الذاتي او عن طريق الانترنت مثلاً ...

ولكن ما كان يحدث ان المتفوق هذا كان يستطيع ان يحصل علي اعلي الدرجات في شتي المجالات ...
ثم بطبيعة الحال عندما يكبر يدخل كلية الهندسة او الطب ! ..طبعاً لانه مش عايز يكون مهندس او طبيب ولكن لانه جاب مجموع عالي ..

فكنت بقول لنفسي "لابد ان هذا النظام التعليمي في ازهي عصور التخلف والرجعية ! ..كيف لشخص واحد ان يحصل علي اعلي الدرجات في كل المواد !! - لابد انه آلة - لابد انه يذاكر كثيراً - لا اعتقد انه ذكي او موهوب - هو فقط يذاكر ويحفظ كثيراً"..

لماذا لا يدخل او يتجه إلي اي مجال تنفع فيه تلك القدرات التي يملكها من الحفظ والمذاكرة ؟ ، ممكن ان يصبح معلم او دكتور جامعة ...

اما بالنسبة إليّ - ما كان يميّزني اني لم اكن احب المذاكرة وانما فقط الفهم والتطبيق ..ولكن واجهت المشاكل مع هذه الطريقة إبتدائاً من الإعدادية ، لانها كانت بالطبع تحتاج إلي المذاكرة والحفظ الكثير ..إلي جانب انشغالي بالافلام الجنسية بالطبع ...

اتذكر اني كنت ممن يُطَلق عليهم "طالب متفوق" وكان فخ للاسف وقعت فيه ، حيث اصبحت مطالباً امام الجميع بالتفوق " اقصد المذاكرة والحفظ" وهو ما لا اطيقه ... حتي وصلت إلي المرحلة الثانوية فقررت ألا اكون كذلك - لاني ادركت حقيقة ومعني تلك الكلمة  ..وبالطبع هذا القرار لم يعجب أهلي فدخلت في صراعات ليس لها اول من آخر ...

لم يكن بمقدوري ان اقول لهم "اصل انا مش عايز ابقي متفوق ، مش عايز اذاكر - مش عايز احفظ - مش عايز ابقي مهندس او دكتور خاصةً بعد الانطباع الذي تركته لديهم وهو اني صاحب مخ نضيف وذكي من صغري ..

وكانت ببساطة حجتهم اقوي "لماذا لا تستغل "دماغك" في المذاكرة او لكي تصبح طبيب او مهندس ؟ ...

ماعلينا - نرجع لموضوعنا : بعد ما استمعت للمحادثة بين اختي وامي حين قالت اختي لأمي : هل تعلمين "ان الطالب المتفوق "احمد " الذي حدثتك عنه قبلاً - قام بكتابة موضوع تعبير اثار إعجاب الجميع - وقالت عنه أبلة نجيّة انه ولد متميز وصاحب اسلوب ادبي فذ - يستحق ان يحصل علي شهادة تقدير ..لقد سمعت الموضوع الذي كتبه يا أمي - لقد استخدم بعض المفردات التي يستخدمها الادباء والشعراء - كم هو عظيم هذا الولد يا امي ..وعندما بدأت اختي بإلقاء بعض الكلمات والاسلوب الذي اسموه بالفذ علي مسامعنا - لم اتعجب كثيراً - فقد اعتدت علي مثل تلك الكلمات في الكتب وكنت بدوري اكتب مثلها ....بالطبع ردت امي علي اختي : ياريت ابني كان كدا ...

وقتها عرفت ان فرصة اي "مُبدع" عربي في النجاح اسهل بكثير عن اي مُبدع آخر في العالم ...

لن اخوض في تفاصيل ...

_______________________________________________

 كنت اعتدت علي الكتابة منذ صغري ، لا اعلم لماذا ، ولكن كلما وقعت ورقة في يدي ، اظل اكتب فيها ما يخطر ببالي ، والغريب اني لم اكن اريد ولو للحظة واحدة ان اصبح "كاتباً" - وحتي الآن ...انا فقط شخص اعتاد ان يكتب افكاره واحاسيسه ...ربما لحزن ورثته من احد والديه ..او وحدة لم اجد لها بديل  ، فقط شعورك بأنك غير قادر علي التواصل مع الاخرين رغم انك "شخص" إجتماعي بالنسبة لكثير من الناس كفيلة بأن تجعلك تكتب ...

لا اذكر اني يوماً بحت لأحد بما اشعر  ...إلا مرات قليلة وبعدها ندمت ...وهذا كان اكبر دافع لي لكي اكتب ..

بمناسبة ابلة نجية ،في مرة من المرات - كلفتنا ابلة نجية بأن نكتب قصة قصيرة من تأليفنا - اثارت تلك الفكرة إعجابي - واردت ان اثبت اني ايضاً ذو مهارات ادبية - وانني لا اقل شيئاً عن هذا الفتي الذي تحدثت عنه امي واختي ...

من الطبيعي ان تحكم عليًّ في مثل هذا الموقف بالغيرة ؟ ، لماذا اصلاً اثبت لأحد اي شيء ؟ ، ولكن هكذا تربينا نحن العرب ...علي الغيرة من زملاء الفصل ...وهكذا علمتني مدرستي ...

اخذت اكتب واكتب طوال الليل - افكر واجتهد - واسترجع بعض المفردات التي كنت قد سمعتها من التلفاز بوجه عام - ومن افلام الكارتون بوجه خاص - تعبت كثيراً - لا اذكر اني تعبت في شيء طوال الدراسة في حياتي سوي مرتين ...
كانت إحداهم هي التي اقصصها عليكم الآن واخري عندما كنت في الثانوية العامة واخبرني استاذي العزيز استاذ علم النفس والفلسفة ان الوزارة افتعلت خطأ ما لطلاب العلمي الذين يدرسون علم النفس بدلاً من الاحصاء - وبسبب هذا الخطأ لن يكون لك سوي يوم واحد لتذاكر فيه منهج علم النفس كله - وانا كنت احب علم النفس والفلسفة جداً ، واردت ان احصل علي الدرجة النهائية فيه - وبالطبع حصلت عليها "في الثانوية العامة - وبمذاكرة يوم واحد او "نصف يوم علي ما اعتقد" ..فقد كانت مادتي المفضلة  ..

غير كدا مكنتش بتعب نفسي ابداً - وكنت بخلص من السنة الدراسية وامتحن "بالفهلوة - والفهم" وبدون حفظ او مذاكرة ...

المهم اني تعبت في كتابة القصة وملئت الكراسة كلها بتلك القصة التي كلفتنا إياها أبلة نجيّة - وبعد ذلك اخذت الكراسة تاني يوم وذهبت إلي المدرسة وانا متشوّق لكي اعرض قصتي علي ابلة نجية ..
ولكن ما حدث انها لم تقرئها بتمعن - بل انها لم تقرئها اصلاً "علي ما اعتقد" ....ونظرت بإستخفاف إلي الكراسة - وصححتها بشكل مستهتر وكأنها ليست القصة التي امضيت فيها ساعات طويلة بالنسبة لطفل في مثل سني ، وإنما إحدي الواجبات الدراسية المملة إيّاها - وبنظرات غير مبالية - قالت "ليه بتطول كدا ؟ انتا مليت الكراسة كلها ، اختصر بعد كدا " ..علمت وقتها اني كتبت قصة رديئة ..وكانت المرة الاولي التي اشعر فيها بتلك الفكرة الجديدة "وهي ان العالم لا يبالي بك علي الإطلاق" ...تجاهل ساعات من التعب والكتابة هي البداية فقط ...ادركت عدت اشياء وقتها ...

كلما تذكرت ذلك الموقف ، تذكرت الشاب الذي ترك الجنة عندما سمع الشاعر الذي امضي 5 سنوات ليكتب "الورود حمراء والسماء زرقاء" ....وافتكر كلماتي التي كتبتها " المبدع العربي عنده دايماً احسن فرصة في النجاح "...




وأسئل نفسي ما هو الدافع للإبداع ؟.. هل هو فقط التعبير عن ما بداخلك ؟ ، ام مجرد محاولات لنشر رؤية ما او فلسفة ما ؟ او تغيير عادة إجتماعية ما ..
ثم اضفت بعض الكلمات علي مقولتي: "المبدع العربي عنده دايماً احسن فرصة في النجاح واوحش فرصة في الفشل" ...
ما بين الشغف والإيمان بالفن والثقافة - التعقيدات التي نضفيها علي حياتنا بسبب شعورنا بالملل ...
والآلام والصراعات التي هي حِكر علينا وملازمة لنا  ...كفيلة بصناعة اعظم مبدعين ...

بس محدش عارف ميزة "البلاد" الغير مستقرة والمليانة مشاكل ...



______________________


الأحد، 19 يناير 2014

وهم تغيير العالم ..

دلوقتي بقي فيه منظورين تقدر تبص بيهم للعالم بتاعك ، منظور الوالدين او اغلب الجيل السابق اللي غالباً واقعي جداً ومادي جداً وقاسي وجامد وأناني.. ومنظور الشاب الحالم المنعزل عن الواقع بشوية اغاني وروايات فاكر الدنيا فيلم سينما او رواية وهو السوبر هيرو بطل الفيلم او الرواية - فاكر انه هيقدر يغيّر الافكار السلبية الرجعية بتاعة الجيل اللي قبله - وفاكر انه هيقدر يتغلب هو وصحابه الضايعين التايهين اللي زيه بأفكارهم المثالية علي الفقر والجهل والتخلف والانانية وعدم الإنسانية اللي طغت في العالم ..

ميعرفش ان العالم مبقاش فيه أخلاق وبيحكمه الماديات ، عالم الفهلوة ، عالم سريع قصيّر ، العلاقات فيه سريعة وقصيرة ، السعادة فيه سريعة وقصيرة ، الرحلة فيه سريعة وقصيّرة ..وبالتالي الفايدة في الآخر = "ولا حاجة".. زي ما هتدخل العالم في لحظة هتخرج منه في لحظة ..

دلوقتي تقدر تقول : اصبح فيه منظور بيبُص للواقع زي ما هوة ، قصاد منظور تاني بيبُص للواقع كما ينبغي ان يكون ..

ولأن "الواقع" في الحقبة اول وآخر قانون فيه بينص علي ان "المادة هي إله الكون الحقيقي" او بمعني ادق "القطعة الورقية اللي إسمها فلوس هي الإله الحاكم الآمر الناهي ومن يمتلكها يصبح إلهاً" ..

دا معناه حاجة واحدة انك من غيرها مش هتعرف تعيش ولا تاكل ولا تشرب ولا تتجوز ولا تخلف ولا تموت ولا تندفن دفنة كريمة حتي ...وبيها هتقدر تستقوي وتطغي وتبغي وتفسد في الارض وتظلم متتحاسبش "لو عايز" ...
ولأن الناس دلوقتي عايشين بقانون الغابة - اصبح الضعيف ملوش مكان - والضعيف هنا مش مقصود بيها ضعيف جسمانياً...

لأ - للأسف "مادياً" ...يعني "فقير" ...

فلو كنت شاب حالم لسة فيك من الانسانية اللي كرمك بيها "الله" - بترفض الكذب والنفاق اللي بتشوفه علي التلفزيون - عندك عقل بيفكر بشكل مُستقل - بيحكم علي الامور من منطلق إنساني - عندك وعي بالأكاذيب اللي بتتمررلك يومياً عن طريق وسائل الإعلام ..مش مقتنع ان المادة المفروض تتحكم في مصيرك ..

ساعتها هتحصلك مشاكل كتير في حياتك.- ومنها :

هيحصل خلاف علي خططك المستقبلية ، لأن أغلبية اللي بيفكرو بالطريقة الحالمة دي خططهم بتكون مُتجردة من كيفية توفير "المادة" لأنفسهم - الماديات مش بتشغل تفكيرهم - ملهاش حيّز كبير من التفكير في عقولهم - علي الاقل بيحاولو يكونو بني آدمين لو كان زمنهم بيفرض عليهم انهم يعيشو زي الحيوانات ..

كل اللي نفسك فيه انك تحقق حلمك او هدفك المثالي ، او تحقق الحالة اللي لما بتغمض عينيك بتشوف نفسك عليها ..نفسك تعمل اللي عايز تعمله بدون ما الفلوس تشغل تفكيرك وتغيّر منك ..هتلاقي نفسك :

لو بتحب المزيكا هيبقي حلمك انك تبقي مزيكاتي مش قرداتي مبيّن شعر صدره عشان الكام جنيه اللي هيجولك بعد الحفلة..
لو بتحب تكتب هتكون لسان حق ليه اهداف سامية مش بتبيع شهوة للناس من خلال كُتب تزيدهم شهوانية وتغيّب عقولهم عشان الكام جنيه اللي هتاخده من مبيعات الكُتب   ..
لو بتحب السينما - المسرح - الرياضة - العلوم - اي حاجة هتعملها هتكون عشان هدف اسمي وارقي مش عشان شوية عملات ورقية ..

ساعتها هتبتدي تتخيل نفسك فارس هيغيّر العالم المادي - لمكان تاني احلي روحاني واخلاقي ..بس ساعتها للأسف هتبص علي جيوبك هتلاقيها فاضية ..ومعدتك هتلاقيها جعانة .. وللأسف دي نظرة غير واقعية منك - هي نظرة مش خاطئة - ولكن حالمة ومثالية زيادة عن اللزوم ، خططت لمستقبلك بدون ما تسأل نفسك "انا هعيش ازاي من غير مادة في عالم مادي ؟" ..

فهتيجي المُشكلة الاكبر وهي انك عايز تغيّر العالم بدون ما تخدع نفسك ولا تخدع اللي حواليك ، نفسك في حلول تتماشي مع الواقع ، حلول عملية مش مثالية - مش شوية احلام ولا اوهام - نفسك فعلاً تقلل الافكار المادية اللي بتحكمها "ورقة الفلوس" وتسبتدلها بأفكار أخلاقية اكتر وروحانية وثقافية وفنية والخ ..وهتبتدي تقنع نفسك انك مش هتستسلم وهتغيّر وهتعمل وتسوي ...

بس وسط واقع حقيقته انه فعلاً زي ما الجيل السابق بيتعامل معاه : مادي وقاسي وجامد - منظور والديك هينتصر علي منظورك في الآخر - وكل الافكار الثورية والاخلاقية - والدينية حتّي .. اللي مليتها جواك دي وتعبت في تحصيلها من كُتب وافلام عظيمة - وخبرات ناس عاشت عظيمة - في زمن اقدم من زمنك - مرو بتجارب قاسية شبه تجاربك ..

كل الافكار والمعايير والمعتقدات اللي مليتها جواك دي - هتقدر تعمل بيها حاجتين حالياً - يا تعمل مدونة او كتاب او فيلم او اغنية تخدع بيهم واحد زيك اتخدع بشوية الافكار الثورية الحالمة المثالية - وتحمسه وتسخنه علي مفيش - يا تتخلص منها - وتبتدي تدوّر علي مكان ليك جوا "القطيع" تقدر تعيش فيه خروف تاكل وتشرب وتتكاثر وتموت - او تكون فيه زي الترس في المكنة ..

انا يائس جداً ..ومش بحاول انشر اليأس او اهدم أحلامكم ..ولكن من الامانة انك متخدعش اللي حواليك..الحل انكم تواكبو التيار لحد ما تقدرو تبنو ارضية مُستقلة عن التيار..الحل انكم تحاولو تخدعو المنظومة زي ما خدعتكم ..تكونو فكرة او ستارة تواكب عصر الخلاعة ومن وراها تحققو اهدافكم ..تتماشو مع المنظومة بس اوعو تتحولو للي هية عايزاكم تتحولو له..

انا اه لازلت بخسر في كل المعارك اللي بدخل فيها مع المنظومة المادية دي ..بس دا لاني اكتشفت اني مادي شهواني ومستحيل هتغلب عليها طول ما انا في الحالة دي..حاولو تتغلبو علي الحيوان اللي جواكم ...انا انكشفت قدام نفسي ..وعرفت اني احقر من البني آدم اللي بيحاول يكون مثالي بشوية كلمات بدون افعال ...

اوعدكم اني مش هخرج من العالم دا غير لو مُنتصر علي المنظومة المادية دي ولو بفكرة صغيّرة ..

الجمعة، 17 يناير 2014

دليل الشاب المصري للتعايش مع الواقع المصري ..ما بعد التخرج ..

قررت ان اكتب عدة ملاحظات ونصائح للشباب المصري المثقف والمتعلم في الحقبة العمرية ما بين سن المراهقة وقبل الولوج إلي الحياة العملية المُستقلة وذلك للتسهيل علي كل مواطن ومواطنة مصرية - ممارسة الإستسلام للواقع المصري الاليم والبائس بعد التخرّج ..



فإن كنت تريد ان تتعايش في يسر و سلام في ظل المحروسة بلدك "مصر" او في ظل بلد عربي مسلم - فعليك ان تتبع هذه الإرشادات والنصائح والملاحظات وتحفظها جيداً لانها ستكون واقية لك من مجهود السباحة ضد التيار :

- أن تكون وطني درجة أولي - ان ترضي بما قسمه الله عليك في هذا الوطن - وان تتقبله وتتعايش معاه - لا تحاول التغيير - لا تنادي بحقوقك - فقط إمشي مع القطيع وأتبع السبيل المحتوم - لا تنظم المظاهرات ولا الإضرابات - لا تعبر عن ما بداخلك - وإلا اصبحت منبوذاً داخل هذه البقعة المحروسة - فيطلق عليك مسئولي الدولة اشنع التسميات - كالإرهابي مثلاً ! ...عليك ان تتحلي بالصبر الكامل والفهم الحسن للمؤامرات الدولية والاقليمية التي تحاول ان تنال من بلدك مصر - وان تنعم بالعيش والحرية والكرامة الانسانية علي القدر التي تسمح به حكومتك الجليلية وليس كما تراه انت من منظورك ...

- كن عنصرياً .. لا تسمح لأصحاب الجنسيات والعرق والدين الآخر ان ينعموا بحياة كريمة علي أرض وطنك ، لانهم فاسدون بطبعهم ودون إختيار منهم - كما انهم لا يمتلكون البراعة والمهارة الكافية لكي يولدوا مصريون مثلك او مسلمونَ مثلك - لانك بالطبع كافحت من اجل ان تُولد مصري مسلم- فالجنسية المصرية او الامريكية او الالمانية هي مهارة مُكتسبة بالنسبة لشعوب تلك الاوطان - ليس فقط ذلك بل عليك ان تثبت وطنيتك اكثر وتنعت كل من تسول له نفسه بأن يمتلك جنسية غير جنسية بلدك وديانة غير الديانة الرسمية لبلدك - وعليك ان تلصق بهم صفات مصاحبة لكل التُهم المتعلقة بزعزة الامن والاستقرار خاصتةً أهل سوريا وفلسطين - ولا مانع من ان تنادي علي السوري او الفلسطيني  بجنسيته ، بدلاً من أسمه او لقبه وتعامله معاملة سيئة وتقول في خاطرك جملة "ماليتو البلد"..كما انك إذا رأيت سورياً او فلسطينياً لاجئاً - في الشارع  فقط أشر إليه وسيقوم اخوتك المتحمسون بالباقي ...

- كن طبقياً ..لا تسمح لأي فلاح او سرسجي او متسول او فقير بتلويث البيئة الجميلة التي حولك ، حاول ان تبقيه بعيداً عنك علي قدر المستطاع ، بعيداً حتي عن الاماكن التي سوف تقضي فيها لحظاتك السعيدة و"خروجاتك" - كما ان ذلك ينطبق ايضاً علي الاماكن العامة التي هي ملك للشعب - فلا تسمح مثلاً بدخول فلاح إلي الاوبرا او المسارح إلا إن كان متخفياً في لباس العولمة من بدلة وجرافتة وما إلي ذلك ...ولا مانع ايضاً من إطلاق بعض النكات علي البسطاء والغلابة و اصحاب الحرف البسيطة وتحميلهم ما لا يطيقون من تكاليف ظاهرية  - فجميع من علي وجه هذه البقعة المقدسة المحروسة "مصر" يعرف ان سبب التلوث البيئي والضوضائي والبصري ناتج من هؤلاء الملاعين الفقراء والبسطاء ..وانا شخصياً انزعج جداً من هؤلاء المواطنين - حيث اني اجد الشارع دائماً مزدحم بهم ..

- كن قومياً صميماً - إياك وإياك ان تنتقد اي معالم او مظاهر سلبيةً والعياذ بالله للأمة المصرية وخاصتاً قلب وحمي ودرع الوطن الغالي "الجيش المصري" العظيم الابي الشجاع - وان كنت تتسائل ما الذي يفعله الجيش المصري من تدخل في الحياة السياسية من اكثر من 60 عاماً ؟ ، فلابد ان تكون الإجابة هي "الحماية" ولعب دور الاب علي شعب مصر المدلل اللي مش عارف مصلحته ..كما انه المؤسسة الوحيدة الباقية بعد مؤامرة 25 يناير التي لعبها  شباب 6 ابليس والثوار  ..

- ماذا عن نزعتك الدينية ؟ ، ألا تغار علي دينك ؟ ، علي نبيّك الحبيب ؟ ، علي شيوخك العلماء الافاضل ؟ ، ألا تنزل الشوارع وتصرخ وتقتل وتسحل من يسيئون لنبيّك الكريم ؟ ..اعذروني لا استطيع ان اتحدث اكثر عن الدين فذلك شأن جليل ..ومن إختصاص الشيوخ والعلماء فقط او كام واحد حفظ حديث ..

- أن تعتبر المرأة مجرد غشاء بكارة وخدامة - وتعترف بأن اكبر حقوقها هي المطبخ - ذلك فيه تصالح كبير مع المجتمع المصري المتديّن  - وإلا اصبحت بينهم ديوثاً لا تمتلك النخوة - فقضية شائكة مثل تلك يمكنني تلخيصها في عدة سطور  :
فمثلاً لو كان لديكِ صفات "الانثي" فلابد ان تستغفري طوال الوقت عن هذا الذنب وبدون سبب ، فقط لأنكِ موجودة في مكان ما فيه رجال او تمشين في الشارع وسط الرجال او حتي تمارسين حقوقك العادية والبسيطة - اما إن كان لديك صفات الرجل مع مزيج عميق من المبررات الذكورية مثل " شرقي - عربي - مسلم" فلا ينبغي ان يكون لك رؤية مخالفة عن المرأة وحقوقها والعياذ بالله - وإلا ستنهال عليك الاتهامات والاحكام بداية من اهلك - حتي افراد المجتمع كله - فيتهموك بأنك تحاول ان تبدل دينهم وتنشر فيهم الافكار الفاسدة واللا أخلاقية الخاصة بدول الغرب - ودائماً ينظر الفرد العربي علي ان من كان له وجهة نظر مخالفة فهو "متغربن - مِتْأًمرِك" او علماني متحرر وحتي وان حاولت ان تقنعهم بآراءك من منظور "ديني" له بعض الدلائل الدينية ولكن مختلف عن العادات والتقاليد المُسَلَّم بها في يومنا هذا ، وإياكي ان تنادي بحقوقك او تنظمين مسيرة ضد التحرش حتي لا تنقلب هي الاخري إلي إحدي حالات التحرش الجماعي - والسبب بالطبع معروف وجاهز وهو "أيه اللي نزلهم من بيتهم اصلاً"..ان كنت تظن أني لا قدر الله أميل إلي اللعب بالجنس الآخر واحاول كما قال نيتشه متفلسفاً : " أن مخترعي حركات حقوق المرأة هم من الرجال الذين يحاولون تسهيل الوصول إلي المرأة تحت غطاء "حرية المرأة وحقوقها" ، بالمعني الدارج وبدون فلسفة يعني - أني احاول الوصول إلي "حتة الحلوي" التي يجب ان تبقي مغطاه - فأنت مُخطيء - انا فقط احاول ان أُذكرك بأن المرأة في بلادنا ناقصة عقل ودين وبترقص في إستفتاءات الدستور - ناهيك عن أن معظم من نزلو الاستفتاء علي دستور مصر 2014 هن من النساء ..ولكن ! لحظة ، ألم يكن اغلب جماهير الجنرال السيسي من النساء ؟ هل تقصد ان ناقصات العقل والدين لهم الحق في الانتخاب ؟ ...

- وفي ظل الحريات التي ينعم بها الفنان المصري لابد ان اوجه تحية لكل المتخصصون في هذا المجال - اللي معاهم كارنيه النقابة بس طبعاً - فلنسمع احلي تحية إلي المواطن الناجح درجة أولي "السُبكي" وكل اتباعه من المشخصاتية والمهرجين اصحاب اعلي ايرادات في شباك التذاكر وهو المقياس الاول والاخير للفنان طبعاً..
تحية إلي المجددون اوكا واورتيجا - تحية إلي كل مطربين الواوا اح وتوامر هذا الوطن - تحية إلي مثقفي البلد المجسدين للواقع المصري بكل حذافيره في روائعهم الفنية المتحررة والتي تهدف إلي تجسيد الواقع وليست تهدف إلي بيع شهواتك المكبوتة بالطبع ..وإلي الكُتّاب الناجحين اصحاب الاساطير الادبية المصرية الخالصة علي غير مثيل - وليسقط كل المشككون الحاسدون واعداء النجاح...فالفن تجارة وبيزنس ليس إلا "يا مبتديء" ..

وتحية خاصة وحارة وكبيرة للمواطن المصري الذي يقوم بدور الرقيب عليك في سينماك ممارساً مهام الأب او الإله او حتي دور المونتير المساعد بحماس شديد ويحذف من اي عمل فني شاء - المشاهد التي يعتبرها غير لائقة بعيون واسماع الشعب المصري المتدين بالفطرة واللي غالباً هيلجأ للانترنت لمشاهدة ما تم حذفه فقط ليمارس نفس الدور علي اسرته ..

 واخيراً عزيزي الشاب المصري حاول ان تكون نسخة من باقي أخوتك المصريين وإلا !! ..
_________

والآن اترككم مع الفاسد البذيء جورج كارلين - مجرد عمود لمقالي المُمل - ملوش علاقة بالكلام اللي قرتوه : 
شكراً انتهي المقال ..


الأربعاء، 15 يناير 2014

فضفضة (2) ...


المخ نعمة ونقمة ، اه والله يا سمكة القرش  ، عارفة انا بقالي كتير مفضفضتلكيش ، وانا مش اول واحد يتكلم معاكي ، من ساعة لما قعد ذكريا يحكيلك عن ان سمك القرش في نعمة لانه معندهوش الجزء المسئول عن إفراز السيترونين في المخ ، لذلك انتي عُمرِك ما هتكتئبي ابداً يا سمكة القرش ...بس المُشكلة ما طلعتش في السيترونين بس ..دي طلعت في الوعي والادراك وسط البيئة الملوثة اللي عايشين فيها ..وفيه هواجز وخواطر ابتدت تظهر مؤخراً ، بتقولي يا سمكة القرش ان الحياة نفسها اصبحت عبيء ومُشكلة ...ارجوكي متقوليش عليا سلبي وبفكر في الموت ..ولكن فعلاً انا بفضل الموت عن الحياة ..زائد انها هتكون اقوي واقسي تجربة امر بيها  ..بدل التجارب الخطيرة والمملة اللي بدخل فيها اليومين دول ...الحياة محتاجة قسوة شديدة ..محتاجة واحد قاسي ..اقسي من صاحبي ..يعني من يوم واحد بس ظهرت مُشكلة ومش لاقيلها حل ..غير القسوة ..........

دلوقتي الستات اللي في سن الاربعين والخمسين مبيعملوش حاجة غير انهم يتفرجو علي ال CBC والحياة ويطبخو ويمسحو ..دي مش نظرة عنصرية ..وفي الاخر هما بيساعدونا ومشكورين ..بس كل اللي عايز اقوله انهم مفكروش يقرو الدستور ..والرجالة بتوع الخمسين بردو قاعدين مش بيعملو حاجة غير انهم يلعبو طاولة او يروحو الشغل ويتفرجو علي نفس القنوات ويجيبو الجرايد ...وهما الصنفين دول هما اللي كانو موجودين في الشارع بكثرة ونازلين يصوتو بنعم لدستور العسكر ودولة مُبارك اللي هما شخصياً عانو منها ...واللي هما شخصياً قرروا يسكتو سنين طويلة وميفتحوش بقهم ويسيبو البيادة علي ادمغتهم ..المُشكلة انهم ما كانوش يحلمو بحاجة زي إنتخابات الرئاسة او استفتاءات الدستور لولا شبابنا اللي ماتو ..لكن هما مكفهمش انهم يمثلو علينا دور الواصي ، لأ هدمو كل اللي تعبنا فيه بعلامة واحدة ..واسلوب تفكير قادر انه يهد اي إنجاز في خلال لحظات ..

مش بس كدا يا سمكة القرش ! تخيلي دول وقفو يرقصو في الشوارع ! ...

اما المُشكلة الرئيسية بقي ..فهي ان الناس اللي بتكلم عليها دي ..لهم دور كبير في حياتنا ولهم افضال علينا..
يظلو آباءنا وامهاتنا ومعلمينا وبنحبهم ونكن لهم الاحترام والوقار والتقدير لدورهم اللي قدموه في الحياة وسط التحديات دي كلها...
ساعتها نتصرف ازاي يا سمكة القرش ؟ ..فهميني ؟ ..شوفتي بقي اننا محتاجين قسوة ؟ ...محتاجين نكون اقسي من كدا ...ونبتدي نهاجمهم ...نبتدي نقولهم خلاص انتو ملكوش مكان بينا ..ومش محتاجين نصايحكم ..احنا استقلينا بذواتنا..احنا اللي هنستلم البلد بقي...انتو بتأخرونا بإنتقادتكم واساليب تفكيركم المخزية وسلبيتكم اللانهائية..

بس الكلام دا كلو محتاج قسوة ...محتاج قلب قاسي ..واحنا قلوبنا مش قاسية ...احنا جيل طري...عشان كدا مظلومين في الحقبة اللي احنا فيها دي ...طب نعمل ايه يا سمكة القرش ؟ ...نعمل ايه بس ؟ ...

لا انتي هتردي عليا ولا انا عُمري هبقي قاسي ...

السبت، 11 يناير 2014

لا شيء لأقدمه البتة .. اسفار تكوين البلوغ والبراءة ..


(1)

اليوم ننتشي وغداً ننتشي وبعد الغد ننتشي ايضاً ...يبدو انها سنة الانتشاء واللذة ..

(2)


كانت تلبس نظارة شيطانية حمراء ، تبدو كعاهرة مُثيرة ...لتظل تغذي الاطفال بمفاهيم خاطئة عن الحب والخطيئة ..

(3)

سيكون هناك عناوين رئيسية في الصحف ، حتي العصابات الكبيرة ، التي تقوم بالرهانات في المصارعة والباعة الجائلون ، سيستمعون بإحترام وإنصات ، كيف دُمر منزلي الكبير البائس ..

(4)

لقد بدا كأن هذه الخطة تشغلني طوال حياتي وخاصة خلال شهور السنة الشتوية ...
الآن وانا عُمري اثنان وعشرون عاماً ، محاطاً بماضي وألم سن البلوغ والبراءة ...ودوار جراهام جرين الممزوج من الاكتئاب الهوسي والدماء الملوثة بتلك الاشياء ..

(5)

عالمي ينتهي في 28-6 سنة 4212 ...

(6)

انا بقرأ ، اطلعي برة اوضتي لو سمحتِ ...

(7)

يعني انا مش هحاول اكون كائن لطيف بيصطنع التعاطف مع المرأة في المجتمع المصري "او الشرقي عامةً" واقول كل شوية يا جماعة : انا عضو في نادي الرفق بالنسوان ، وافضل اكتب عن تحرر المرأة عشان اكون جاذب للسيدات وابتدي اتاجر بالإنتهاكات اللي بتحصل ضد حقوق المرأة ، وآخد الليكات ووراها نمر التليفونات ..

- دا حتي نيتشة قالها : ان كل اللي بيتاجرو بقضايا المرأة وكل اللي اسسو حركات من شأنها تحرر المرأة والفيمينست وغيره ، كانو "رجالة" عايزين طريقة اسهل في عصرهم يقدرو يحصلو بيها علي المرآة ..وبشكل آمن ، وتحت غطاء المنظمات والمؤسسات والحركات الحقوقية ...يعني تخيّل كدا معايا ان اللي اسس اكبر منظمة للدفاع عن حقوق المرأة ، كانو مجموعة من الرجال اللي غرضهم غير شريف وهو "التظبيط" ..

وعشان كدا انا مش هستخدم اي كرت من دا ، ومش هكون مخادع ...انسو كل دا ...

انا جاي اندد بحاجة واحدة بتُنتهك علي مرآي ومسمع كل واحد فينا فكّر في يوم يركب مواصلات في البلد دي ، او للاسف معندوش وسيلة تانية يمارس بيها معيشته ومشاويره غير المواصلات وخاصتاً الموكروباز ، وكأن عفن المواصلات بقي فرض علي كل مواطن مصري لمجرد انه اتولد في البلد دي ..

انا عايز اقول لكل راجل بيركب الموكروباز ، لا تحزن علي حالك ، انتا احسن من غيرك ، خاصتاً لو كنت مميز عن غيرك في البلد دي بكلمة "ذكورة" ، يعني شوف قد ايه الانثي المصرية بتتهان في مجتمعنا ...

مثلاً : مش متخيل ان يشاء القدر واتولد انثي في مكان زي مصر واسمع ال 3 كلمات دول لما اركب الموكروباز : يا "أنِسّة" ، يا "أبلة" ، يا "عروسة" ..

يعني مش كفاية الانثي في البلد دي بتركب المكروباز وتتهان وتتعاكس ويتحرشو بيها ! ، لأ دي كمان بتسمع 3 كلمات وقعها علي الاذن غير آدمي ، و نغمة النشاذ اللي بتتقال بيها ال 3 كلمات دول كفيلة انها تهدد نفسية اي انثي علي وجه المحروسة ..

لكن الله يا نسوان وطننا ...
___________________

(8)

هواية قراءة ال Conversations السابقة واللطيفة ...

(9)

حان الآن موعد آذان "الشاي الخفيف سكر زيادة بالنعناع" ...

(10)

عامةً انا فقدت الاحساس بالوقت ، وفقدت الفضول لما أريد الحصول عليه ، وفقدت الحماس للاشياء والاشخاص ، واستبدلت الشعور بالإستمتاع لشعور آخر اشبه بسد الخانات ..وكل اللي بيحركني دلوقتي محاولات للنجاة ، وقريباً هفقد المُحرِك دا ، ليتبقي لي جسد بلا روح ..ما علينا يعني ..

(11)

لي صديقة علي احدي شبكات التواصل الاجتماعي وهي "موديل" بس لسة من الهواة .. مصرية الجنسية ..متصورة حوالي 100 صورة مختلفة عن بعضهم ، ونزلتهم كلهم في البوم واحد ، كل صورة فيهم بلبس مختلف عن الصورة اللي قبلها..يعني حوالي 100 outfit مختلفين عن بعض ..وكل صورة من دول مفهمش قطعة من لبسها شبه التانية ، ولا تسريحة شعر متكررة ..

يعني لو حسبنا بمعدل 3 قطع لكل outfit ..فهي لبست حوالي 300 قطعة مختلفة ، وعملت حوالي 100 تسريحة شعر مختلفة ..

المهم اني مكنتش عارف اول الالبوم فين واخره فين ، وكمان مكنش عندي الوقت او الفضول اني اعرف هما كام صورة ..ولكن حبيت احسم الموضوع دا ، لان عيني كل شوية بتيجي علي الالبوم دا اثناء تجوالي المعتاد علي شبكات التواصل الاجتماعي بتاعتي ...
روحت ضارب عدد الصفوف في عدد الاعمدة عشان اعرف هما كام صورة ...وطلعو زي ما قولت حوالي 100 صورة ...

هوة الحقيقة انا كنت بشكك في قدرات اي بنت مصرية زمان ، وكنت بقول ان المرأة بوجه عام مش تبقدر تعمل اللي الراجل بيعمله ، بس اكتشفت ان المهام الصعبة دايماً المرأة هية اللي بتقوم بيها ...

الصراحة اللي بيشكك في قدرات اي إمرأة يستحق يتشكك في قدراته العقلية ..يعني انا شخصياً كمواطن عربي بتصنف كراجل شرقي ذكوري مهيمن ..مقدرش اعمل اللي هية عملته دا ابداً ...حتي لو كنت في مكان بيتفرض عليا اعمل فيه كدا ..

يعني مثلاً انا مش متخيل نفسي في سجن نازي وهما قرر يعذبوني ومطلوب مني اقيس 300 قطعة ملابس ، ساعتها انا هقولهم لأ موتوني احسن ! ...او مثلاً اكون شغال في مكان يتطلب مني فيه اني اغيّر 100 تسريحة شعر !! ..

مش معقولة يا جماعة ! ..
اعتقد ان دا هيكون اسوأ إمتحان بالنسبالي ! ..

العملية دي اشبه بأني افضي "بركة سباحة كاملة" بمعلقة صغيرة ...او اني اتسلق قمة جبال زي الهيمالايا وانا لابس شبشب مثلاً ...

المهم بقي اني مش منتشي وانا بكتب الكلام دا دلوقتي ! - علي حسب علمي ! ، وكمان مش جايلي نوم .. واكيد كنت فايق طوال الفترة اللي عدت دي او الشهر الكامل اللي كنت بحاول ادرك كمية الملابس والصور وتسريحات الشعر اللي اتاخدت من ساعة ما هية رفعت الالبوم لحد ما ادركت حاجة زي اللي انا بكتبهالكم دي ...

اقوم انا بقي لما اعوز انام ومش عارف ، افضل اعد قطع الملابس اللي في الالبوم ، مضروبين في عدد تسريحات الشعر ..

يلا ما علينا ، المهم متخافوش علي المرأة المصرية يا جماعة ! ...

___________

(12)

صراع جوايا ما بين كائن شهواني مادي يحاول التعايش والحصول علي اكثر فأكثر وما بين كائن بيحاول يكون إنساني رغم حيوانيته ، واللي مزعلني ان الكائن التاني دايماً ينتصر ...

(13)

انا بنزعج نيك من طبقة مُعيّنة من المُحافظين اصبحت تملأ الفيس بوك ، واخدين مظهر المثقفين الجُدد علي هيئة ولاد الناس البرجوازيين ، اللي مقتنعين ان السكيني او السلسة دا عيب للرجالة ، رغم ان انا شخصياً مش بلبسهم ، واللي مقتنعة ان كلمة "فشخ" مينفعش تقولها واحدة بنت او السجارة مينفعش تشربها البنت رغم بردو انا مش بحبذ الحاجتين دول في الانوثة عامةً...واللي كلهم بيشتركو في حاجة واحدة ألا وهي "الكتابة باللغة الانجليزية" لانها اشيّك ..

استنو اعيد علي مسامعكم السطر الاخير :
الكتابة والتحدّث باللغة الانجليزية ! في بلد شرقي عربي ومن ابناء مصريين عرب لغتهم الام هي العربية الفصحي او المصرية العامة ..حد حاسس بعدم التناغم والتناسق في الجُملة ؟ ..

يا جماعة لغتنا راحت فين بس عايز افهم ؟ ..بغض النظر عن اللغة لاننا بقينا مزيج عميق من الثقافات الغربية ..

النوع دا من المحافظين بغض النظر عن اللغة ، غالباً تقدر تقفشهم عن طريق انهم بيكونو بروفايلاتهم مغرقاها كلمات إبراهيم الفقي واوهام التنمية البشرية وصباح الخير يوم مُشرق جميل تعيس ناجح ..اللي فاكرين نفسهم بالشكل دا أخلاقيين وبيملئو ادمغتنا بأكاذيب اتعلموها وبيرددوها زي البغبغانات ..

مش عايز اكون قاسي في حكمي عليهم او المفروض محكمش عليهم اصلاً ..بس هما الحقيقة بيفكروني بسياق حالة التدين الغير ممنطقة بعد وفاة عزيز لك ، اللي هية غالباً نفس سياق إعلان حبك لعاهرة وقت وصولك للنشوة معها ، كنوع من المنيكة المُجردة ..

يعني انتي يا ستي من الاخر تخينة وزعلانة من شكلِك ، خسّي ..
وانتا متضايق انك رفيّع وقلّة ، روح الجيم وابني عضلات ..

فمتجيش انتا يامحافظ يا بتاع التنمية البشرية يا أخلاقي تقعد تقولهم الجمال الداخلي اهم واسمع صوت همسك الباطن ، واكتم نفسك 10 ثواني لما تسمع كلام مُزعج عن شكلك او وزنك ..

رغم اني مؤمن بالنظريات المُشابهة ، ومؤمن ان الجمال الداخلي اهم من الخارجي ، وبنزعج جداً من الشخصيات المهتمة اكتر بالماديات والشكليات ..

بس انا عندي دايماً قيم اهم من قيم ..وبحط اولوية لقيم اهم زي "الانسانية - الحرية - الخ" ..

انا مش بحاول اكون شاب بايظ او شاب بيحاول يكون بايظ او شاب بايظ بيحاول يدافع عن بوظانه ، ولكن بحاول اجرد كل مفاهيمي من الشوائب التي تشوب القيم الاساسية حتي لو كانت في نظر البعض اخلاقية ودينية ..

يعني اللي عايز اقوله من البوست دا كله ان من القيم الاساسية والمجردة بالنسبالي ، هي "الحرية" المُطلقة ..

يعني انتا حُر ، تلبس سكيني ولا سلسلة ، او تشربي سجارة ولا تقولي فشخ ..
انتي حُرة ، وكل واحد ومعاييره الخاصة بيه ..
وكل واحد يعمل اللي هو عايزه بدون ما يا يضر اللي حواليه ..

وبردو كل واحد في الآخر هيتحمل نتيجة أخطاءه ..

يا جماعة قدسو الحريات ارجوكم ...وسيبو الناس في حالها ...ليهم رب يحكم عليهم ويحاسبهم ..وارجو ان محدش يحكم عليا ويقولي : اني بتكلم بنرجسية ..انا بعتذر لو حد خد إنطباع زي دا عني ..

واسمحولي انتهك المُزعجين دول ولو لمرة بالمصادرة علي حرياتهم ..في المُقابل ..لاني لست بني ادم افضل منهم علي الاطلاق ..
________________________________________________

(14)

ليا واحد صاحبي عنده "أب" هو بيعتبره راجل "رخم" وغاوي يرخم عليه ...وواحدة تانية صاحبتي عندها "أُم" بتعتبرها ست نكدية ورخمة وغاوية ترخم وتنكد عليها عيشتها ...

المهم سألت صاحبي الاول : انتا اخر مرة اديت ابوك من وقتك امتي ؟ ..

فكر كتير ! ، ومفهمش السؤال ..

سألته نفس السؤال بس بصيغة مختلفة : لو حسبنا عدد ساعات الاسبوع اللي فات كلها سايحة علي بعض في قالب واحد ، هل تقدر تطلعلي من القالب دا عدد الساعات اللي اديتها منهم لأبوك ؟ ...

مفهمش بردو وقالي "ما هو بياخد من ساعات الاسبوع بتاعي براخمته كام ساعة كدا" ...

طبعاً السؤال بنفس الصيغة اتكرر للصديقة اللي بتشكو من امها ...

فقالت بطلنا نتكلم مع بعض من ساعة ما كنت أحكيلها حاجة وتروح تقولها لبابا او متخبيش السر ...

المهم عزيزي الشاب المصري ـ عزيزتي الشابة المصرية ، بغض النظر عن رخامة الوالدين ومشاكلهم وإنتقادتهم وحشريتهم اللي مبتخلصش ، لما يكون عندك نعمة إسمها "أب" او "أُم" ... متقعدش تشكو ..لانها مش عند ناس كتير ...وغالباً مش هتحس بيها غير لما تبعد عن ابوك او امك عن طريق الموت او عن طريق انك تبعد عن بيتك وتنخرط بالواقع المصري المشؤوم فترة كبيرة ...وساعتها هتعرف ازاي "وجع الدماغ" بتاع الام والاب احلي كتير وطعمه زي العسل واحسن من اي حاجة تانية هتعرفها بعدين ...

تاني حاجة إحرص علي انك تدي ولو ساعة واحدة اسبوعياً !!! ...وانا مش ببالغ وانا بقول اسبوعياً ...
لاني عارف ان فيه ناس مش بتدي اهلها اكتر من 5 او 10 دقايق في اليوم كله "واللي غالباً بيكونو وقت الغدا" ...

صدقني جزء كبير جداً من المشاكل اللي انتا مش عارفلها سبب بينكم هتتحل ، لان المُشكلة اصلاً جاية من فجوة كبيرة بينكم ، لما الفجوة دي شيئاً فشيئاً تختفي هتلاقي المشاكل بردو بتختفي ..وهيظهر مكانها الثقة والتفاهُم ...

للاسف الاباء والامهات الشرقيين "مزعجين بحبهم الزايد" ، يا تستقل بذاتك وتبقي قدها ، يا تجد صيغة تفاهم بينكم ...

انا مش بحب اكون في دور الناصح لحد ، خاصتاً لو كان عندي نفس العيب ...ولكن الامانة تقتضي يا جماعة

__________

(15)

- خاصة .. مش خاصتا .... عامة ... مش عامتا ... التنوين فوق التاء المربوطة .. مافيش تاء متبوعة ب أ عليها تنوين
-صح كلامك ، شكراً جزيلاً
___________

(16)

- انا : هو دا قانون جديد حضرتك ولا ايه ؟ ..
- الظابط : حضرتك داخل عكس يعني انا حقي اسحب رخصك وتاخدها من النيابة ..يإما تصالُح ب 40 جنيه مع القانون ..ادفع 40 جنيه وخد وصل ومفيش مخالفات ..

-واحدة ست كبيرة راكبة عربية بورش موجهة كلامها للظابط : جدع يا باشا ، الله ينوّر
- انا : بصة بقرف للست ورجعت اكلم الظابط ..

- انا للظابط : طيب انا اول مرة اعرف ان فيه حاجة إسمها 40 جنيه تصالح مع القانون..انا عمري ما سمعت عن حاجة زي دي ..وبعدين الوصل مكتوب فيه غرامة كلبش !..ازاي مكتوب كلبش وانتا بتقولي اني داخل عكس ..انا بقول نمشي قانوني بردو ..حضرتك اتفضل اتخذ الاجراء القانوني انا مش هدفع 40 جنيه ! ...يكش تاخد الرُخص علي القسم..
- الظابط ليا : خلاص بلاش ، انا هسحب الرخص وتروح النيابة تاخدها من هناك ..

- نفس الست الكبيرة لسة موجودة : يا باشا الله الله ، تحيا مصر ام الدنيا ، هو دا الكلام
- انا للست : يا ست انتي خليكي في حالك بقي ! ..

- انا للظابط : انا معنديش مانع في اللي قولته ومش هدفع 40 جنيه ومش هتصالح مع القانون..
- الظابط : طيب يلا تروح النيابة وتدفع 1200 جنيه الغرامة القانونية عشان دخلت عكس وبعدين تاخد رخصك من قسم النزهة ..

- انا : طيب انا بقول اتصالح مع القانون  ومصر ام الدنيا زي ما الست اللي هناك دي بتقول "بوكر فيس"..
- الظابط : هات 40 جنيه ..

- انا : ادي ال 40 جنيه اهم ..واحنا اسفين للإزعاج يافندم " مع إبتسامة اكثر سذاجة وإذبهلالاً من إبتسامة العسكري اللي سحب الرخص" ..
- الظابط : وادي الوصل واتفضل الرخص ..

-- نفس الست بنت المرا : هوا دا بقي ، مفيش حد فوق القانون ، تسلم ايدك يا باشااااااا ، الله عليكي يا مصر وعلي ولادك ...
- يا ست انتي شمتانة في أهلي كدا ليه ! ، يخربيت غتاتة أهلك انتي واقفة تتفرجي عليا ليه يعني ؟ ..

_________

(16)

محدثاً نفسي : حسني انتا متأكد ان مصر دولة ذُكرت في القرآن ؟ ..وحتي لو ذُكرت ..ما اصل الخمرة ذُكرت في القرآن .. وابو لهب وفرعون ذُكرو في القرآن .. ..اكيد هية ضمن الحاجات اللي ربنا بيحذرنا منها في القرآن ..وبعدين هية يوم ما ذُكرت في القرآن افتكر معايا ايه اللي حصل !.. دول سجنو يوسف يا حُسني ..وجريو ورا موسي لحد البحر يا حُسني..دي البلد اللي اتبهدل فيها الانبياء اللي مكانوش بيغلطو ولو غلطة واحدة يا حُسني ... انفد بجلدك يا حسني ..وبالنسبة لآية ادخلو مصر ان شاء الله آمنين ، اكيد ITS A TRAP لكل الناس اللي ربنا عايز يعاقبها ، يدخلهم البلد دي ويخليهم يلعنو اليوم اللي اتولدو فيه..متنساش بردو انك كائن شهواني.. واذنبت كتير ..واكيد ربنا بيعاقبك علي ذنوبك دي ..يابني انا عارف مصلحتك اكتر منك ..انا ضميرك اللي صحي يا حُسني ..

اهرب يا حسني اهرب ..


______

(17)

من الحاجات اللي توصلت ليها كمان ..

انك لما تعوز تحط PLAN تمشي عليها او جدول زمني لأي حاجة عايز تحققها في حياتك مستقبلاً..

لازم تعمل حساب للعلوقية ..

يعني تبقي عارف ان فيه وقت هتتعولق فيه وتعمل حسابه كويس ..وتبقي حاطط PLAN تانية في كيفية التعامل مع علوقيتك قبل ما تطفح عليك وتبوّظلك كل اللي انتا اجتهدت فيه.. يعني من الاخر وانتا بتكتب جدولك وبتحدد الفترة الزمنية اللي هتحقق فيها شيء معيّن ، لازم تيجي في نص الجدول وتكتب ازاي تقدر تواجهه علوقيّتك بشتي الطرق والمكينات الحديثة

______

(18)

بقيت احس اننا عايشين في واقع افتراضي ، وكل واحد فينا عايش بالشخصية الحقيقية اللي جواه علي النت بس ..خايف يطلعها برا في الواقع الحقيقي ..لحسن المجتمع يرفضها .. عشان كدا احنا مُختلفين في الحقيقة مش علي النت ...

______

(19)

وانا دماغي خدت وضع دفاعي بتحميني وتعزلني فيه عن الواقع ، ودمي مليان دخان ازرق ، وقلبي مستريح في مكانه ، ورئتيني منتشيين بالسموم ..الوضع من السوء للشعور بالتحسن النسبي ، بحيث لا يمكن مراوغة وطأة الشعور بالغربة والحيرة والضياع ..بننام في القهوة ونعيط في الشارع ونرتاح في خيالنا ونتناك في حياتنا ...كلها اشياء جميلة ، بعيداً عن خراء عمرو سلامة وفهمه للسعادة وما شابهه ..الحياة اصغر واجمل من كل أمانيها ..والخوف طريق ملوش عازة ..الافضل ان انظر إلي المرآة فأري وجهي مطمئن ..ونفسي في نشوة وعزلة لا نهائية..ما أقصر العمر حتى نضيعه في البضان ..
_________

(20)

الآن اُفضّل ان ابقي نائماً ، انسي الله والآلام وغزّة ووطني .. اشعر بالخزي ..فقط انتشي ...اصبح صديقي بعيد عني بروحي النرجسية الملوّثة وروحه المتغطرسة المُرهقة ..فأزداد وحدة علي وحدتي ..تغذّي احزاني كتاباتي ..

___________

(21)




يا جماعة اقسملكم بالله انا طول الفترة اللي فاتت بحاول اثبتلكم حاجة ، ومحدش مقتنع بيها ..والحاجة اللي بحاول اثبتها دي انتو وانا شخصياً واقعين فيها ، بس خايفين نواجهها ..ومش صادقين مع انفسنا ومش عايزين نعترف بيها....ألا وهي ان احنا و90 % من الناس اللي عايشين معانا في البلد دي ملحدين تماماً ، وال 10 % الباقيين ..فيه 5 % منهم إيجونيستيك ...وباقي ال 5 % دول هما اللي بيتقال عليهم "إلا من رحم ربي" ...

احنا عايشين وسط ناس حافظة تدين ظاهري شكلي لكن باطنهم اللي انا معرفوش بس بستدل عليه من سلوكهم بيثبتلي كل يوم انهم "ملاحدة" عقيدةً وسلوكاً وفكراً ...

مش بس كدا ، دا فيه ناس متعرفش ان فيه يوم قيامة ..ومفيش ثواب وعقاب ..ومقتنعة انها لابد تحصل علي افضل حاجة ممكن تحصل عليها في الدنيا طالما عايشة..ولو علي حساب دماء ناس تانية ملهاش ذنب ..ولو علي حساب آخرتهم ...ولو علي حساب انهم يكونو إنتهازيين وانانيين وغير آدميين ..

اقسملكم بالله ان عقيدة معظم الشعب المصري دا هي "إِنْ هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا نَحْنُ بِمَبْعُوثِينَ" ...

احنا زومبيز يا جماعة والله ..انا مش مُنتشي اوي ..مش بهزي ..

احنا فعلياً اتربينا نكون زومبيز من واحنا صغيرين وشربنا العقيدة دي من ايام الثانوية العامة لما كانت ماما تقولك ذاكر محدش هينفعك وخليك اناني واحسن من كل صحابك..احنا شربنا حُب الدنيا شُرب ..شربنا حُب النفس ..شربنا حُب المال ! .. 

محدش يزايد ويكلمني عن تدين واخلاق وعلم ووطنية لو سمحتم ..وسيبوني اهزي زي ما انا عايز بعد كدا ..
___

وشكراً ..


الأحد، 29 ديسمبر 2013

التغيير ..


امضيت الكثير من الوقت اتذمر من جلستي علي هذا الكرسي ، في غرفتي المظلمة ، والعن حياتي التي قضيتها ما بين الكتب والمزيكا والافلام في واقعي الافتراضي ، وفي حياة إلكترونية ميتة علي مواقع التواصل الاجتماعي ، وبين قهاوي المحروسة وحفلاتها الموسيقية ..والاوبرا ودور عرض السينما .. فأقول لنفسي لابد ان هناك حياة خارج غرفتي بعيداً عن هذا الكرسي ، لابد ان هناك شيئاً اهم خارج غرفتي ، قد يثير اهتمامي ، لابد ان اهدم قوقعتي التي بنيتها ، لابد ان هنالك شيئاً ما بإنتظاري ، ربما كانت فتاة جميلة ذو شعر احمر بإنتظار حبيب ، او اوركسترا ما بإنتظار مايسترو ، او ثورة بإنتظار قائدها او مغامرة بإنتظار بطلها ....

ولكن ما حدث خلال هذه الايام ، وبعد ان امضيت اياماً طويلة محاولاً الابتعاد عن قوقعتي ، ومحاولاً إيجاد حياة ذات قيمة خارج طاحونة "العمل الروتيني" ، ليس إلا "خواء" يضاف علي حصيلة مشوار طويل من الفشل ! ، حتي انتابني الشعور بأني افتقدت قوقعتي  ! ، وللمرة الاولي ..فأشعر وكأنها افضل ما يمكنني الحصول عليه في هذه الدنيا ...

كان ينبغي علي ان ارجع للاسباب الاولي لبناء قوقعتي ، وهو اني لا اجد في هذا العالم ما يثير اهتمامي او ما يشعرني بالسعادة ..وللاسف ..

كم اعشق غرفتي المظلمة ، كم اعشق هذا الكرسي الاسود ، وجلستي المنحنية متقوقعاً عليه ، كم اعشق حياتي في هذا الواقع الافتراضي والالكتروني ، كم اعشق نفسي كما هي بدون تغيير مني ..

اشعر بالامان في سريري ، منتشياً بإكتئابي ، ممتلئاً بالماضي والاحزان ، كم افتقد الشعور بالوحدة ! ..

الثلاثاء، 19 نوفمبر 2013

مجرد فلسفة ..

دي مش "محاولة ما قبل منتصف الليل لنشر الإحباط واليأس" ولكن دي مجرد فلسفة انا عايش بيها وحابب اني اشاركم بيها...الكلام اللي هكتبه دا مش هيعجب نوعين من الاشخاص اولهم "المُتدين"  ..ومش هيعجب بردو اي شخص من نوعية "إنهض ، وكن إيجابي وإشرب اللبن عشان تبقي قوي والخ " ...ومش هيعجب بردو البنت اللي مستنية العريس اللي هيغيّر حياتها ..

- وفي نفس الوقت هو ليس الغرض منه نشر الإحباط بالعكس دا هيكون حافز قوي جداً انك تغيّر وتتغيّر وتبني وتقوم علي حيلك ..ونبطل نكون مجتمعات متخلفة وكسلانة ..ونحاول نلحق بالدول اللي سبقانا بسنين ضوئية ...بس كمّل المقال للآخر وهتفهم انا عايز اقول ايه ...

- اللي هقوله دا لازم تبرمج عقلك عليه بحيث انه يترجمه علي أنه واقع ولابد انه يتقبّله..كمجرد حقيقة مُجردة او واقع ..لابد انه يستسلم ليها ..وميعافرش كتير في محاولة لإثبات عكس الحقيقة دي ..عشان ميكسركش او بالمعني الدارج "ميحطمش آمالك" ..ودي الطريقة اللي المفروض عقلك يتعامل بيها مع أغلب الحقايق الصادمة والقاسية ...وممكن بعد ما تعرّف عقلك بعض الحقايق دي تقولو يروح ينام او يعيش في اوهامه تاني ..بس تبقي معرّفه الحقيقة قبلها ...

- ايه لازمة المقدمة دي ؟ ، لأن احنا جيل مظلوم جداً أتربي علي أفلام وأغاني بتتاجر بأحلامنا ..وحياته كانت غير واقعية بالمرة ..ومش هنسميها رفاهية زايدة ..ولكن هنسميها انماط معيشية أدت ان حياتنا تكون إفتراضية ولا تمس الواقع بصلة ..سببها هو التكنولوجيا اللي سهلّت علينا كل حاجة ..واللي ساعد علي كدا تُجار الاحلام واللي بيتغذو عليها من الرأسماليين اصحاب المليارات ..بس مش دا موضوعنا !

- من الحقايق اللي حابب اتناقش فيها النهاردة ..هية حقيقة لها علاقة بكدبة شهيرة اتقالت لمعظمنا واتربينا عليها ..وأغلبها منتشر علي الفيس بوك في شكل كلمات وجمل معينة دارجة جداً ..اللي اتقالتلي زمان قبل ما تكون علي الفيس بوك من بعض الاهل والاقارب والاصدقاء الاكبر مني سناً   ..كانت سبب كبير في إني افقد جزء من إيماني ..وكانت سبب اكبر في إثارة تساؤلات وجودية عديدة جوايا ..

الكلمات اللي بتكلم عنها هي اللي زي "لا تيأس فلك رب يبدلك مكان الفرح سرور " . ..او ربنا مخبيلك الجميل ..او ربنا هيبدلك فرح وسرور ..او ربنا عمره ما يخيّب املك ..والكلام الجميل دا كله ..

انا مش جاي انفي الكلام دا طبعاً ، وياريت تسمعني للآخر  ..

- إعترف كدا امتي "ال Expectations بتاعتك قابلت ال reality ؟ " ..

- أغلبنا بيخاف يقُر بحقيقة زي دي وهي ان احنا لوحدنا ، عايشين بإختيارتنا بجانب أقدار لا شأن لنا بها ..عشان لو أقر بحاجة زي دي ..ساعتها .هيتحطم جواه جزء كبير من آماله ..

النمط الفكري دا كان سبب في إنك تقعد تستني وتستني ان حاجة تتغيّر ..ظناً منّك ان في قِوَيَ اكبر منّك بتخطط وتسهر الليالي عشان تساعد "كائن" إسمه انتا ..

-فاكر ان في حاجة هتتغيّر ، فاكر ان في حد هيغيّرلك ..
فاكر انك وانتا قاعد مكانك علي كرسي الكنبة ولا السرير في حاجة "جميلة" مستنياك ..

بُص من الاخر كدا ، حطها رقم واحد في حياتك ..الحياة Solid وصعبة وقاسية علي طول الخط ..وهتفضل كدا لحد ما تموت ..

اومال امتي هيكون ليك exciting moments في حياتك زي ما بيقولو ؟ ..او امتي هتكون "سعيد" ؟ ..

- انا أجزملك ان مفيش حاجة إسمها سعادة في الحياة اللي هنا شئت ام ابيت ..وياريت متقولش "علي فكرة انا سعيد" ..لانك مش عارف معني الكلمة دي علي الإطلاق ...حتي لفظة السعادة او سعداء مذكرتش في القرآن غير لما "الله سبحانه وتعالي" اتكلم علي حال عباده المؤمنين في الجنة ..

ولكن انا اقدر اقولك ازاي يكونلك في الدُنيا بعض ال exciting moments او اللحظات الحميمة والسعيدة والجميلة اللي تبسطك والخ ...

وهي انك تنتزع الحق دا بالقوة ، بذكائك ، بمهارتك ، و بالإجتهاد ...بطرق كتير اوي ..وكل واحد وطريقته..وكل فنان وخدعته واسلوبه في الحياة  ..من الآخر تظبط انتا نفسك بنفسك ..لازم يكونلك اسلوب حياة متميّز ..

يعني تجتهد وتسعي انك يكون ليك خطة معينة او حياة معينة هتعيشها ..وتمشي في الطريق دا لحد ما توصله وتحققه ..

حتي لو علي المدي القريب قررت انك دلوقتي حالاً تغيّر من بكرة بدل ما هتفضل قاعد علي الاب توب طول اليوم ..لأ هتقوم بإتصالاتك تظبط خروجة حلوة ..او تقابل حد بتحبه ..او تعمل حاجة حلوة ..الخ ..

يعني لازم من الآخر خطة و"action" وشوية صبر ..

تاني حاجة لازم تشيلها من دماغك " ان فيه حاجة هتتغيّر ، وان فيه حد سهران بقي بيدبرلك حاجة فشيخة هتبسطك " وانك مستني اما تيجي الحاجة دي..دي تمسحها تماماً وتستبدلها بأن الحياة "بنت وسخة ، غير عادلة ، صعبة " ..

وقصادها انا هكون "إيجابي ، قوي ، هرضي باللي مقسوملي او بمعني ادق "بإختياراتي وعواقبها" ..هغيّر ..وهتغيّر ..هنتزع حقي ..هنتزع لحظاتي السعيدة بنفسي ..هنبسط ..وهظبط نفسي ..هكون زي ما انا شايف نفسي في مخيلتي ..هعيش الحياة اللي بحلم بيها ..

ومعنديش وقت اضيعه في كلام نصابي التنمية البشرية ، وكلام تُجار الدين ، وكلام صاحبتي ميرفت اللي بتحط صور مكتوب فيها "عريسك القادم هشقلبلِك حياتِك " .. واكثر لحظات الانثي سعادة لما حد يحط الخاتم في ....

اسف في صُباعِك

__

اما الفقرة دي بقي لميرفت واصحابها :

 بُصي بقي ما اهو انتي تقولي لميرفت ..من الآخر "يا تختاري " ..يا تستني بابا وماما يختارو - والمجتمع يختار - ولو مختارتيش اي حاجة ...دا هو في حد ذاته إختيار - اختيار اسمه "إنِك ارتضيتي لنفسك ما إختارته لِك الظروف" ..

اختاري انِك تغيّري ..إختاري انك يكون ليكي كيان ..اختاري انك متكونيش اقصي طموحاتك عريس ..إختاري انك تختاري عريسك مش عشان شقة وعربية ..مش عشان الماديات ..

___

نسيبنا من ميرفت وصحابها ونرجع لموضوعنا وخلاصة القول : غيّر واتغيّر ... متتصدمش لو عرفت انك لوحدك في الكون دا ...اه حط أملك في ربنا لما تكون ماشي وفقاً لخطة ..لما تقع تدعيه ..ولما تفشل تدعيه انه يوقفك علي رجلك تاني ..في حاجة صعبة وجهتك لازم هتحتاجله..ولكن متعتمدش علي كلام زي "ربنا هيعملك وربنا هيسويلك" ..ممكن توسّع مفهومك لله سبحانه وتعالي عن كدا كمان ..رغم ان دا مش مفهوم خاطيء ..ولكن في عبادة أرقي من دي شوية قايمة علي الحُب لمجرد الحُب وليس المصلحة..أعرف عنها بنفسك انا مش واعظ ديني ..

انا فتحت موضوع زي دا لاني بسمع كلام  ناس تقولك "ياعم دي مصر مذكروة في القرآن ، عمرها ما هتقع ، ياعم دي مصر بلد كبيرة ربنا مش هيسبها ابداً " والكلمات اللي زي دي اللي جابتنا ورا وخلتنا كلنا متواكلين ..رغم ان بحالنا دا أُجزم بنسبة 100 % اننا بنحفر مقبرة كبيرة لينا إسمها "مصر" ..وهتسحبنا كُلنا واحد ورا التاني جواها ...






الأحد، 27 أكتوبر 2013

صاحبتي ...

حد سأل نفسه ، لما يعوز يخرج مع البنت اللي بيحبها ممكن يقول لأهله ايه ؟ ..

عندنا مشكلة كبيرة في التسميات ..ولكن فيه مُشكلة جاي اتكلم عنها مخصوص لها علاقة بالتسميات سيجدها البعض تافهة رغم انها مُشكلة بنواجهها في حياتنا اليومية ...

وهي : ايه التسمية الصحيحة في مجتمعاتنا ل "علاقة الحُب بين اي كائنين ذكر وانثي خلقهم ربنا " ؟ ..اقصد يعني ان لما ذكر يحب انثي ..حتي لو مفيش بينهم اي حاجة رسمية ..ساعتها نسميهم ايه ؟ ..

بغض النظر عن اللي هيجي دلوقتي يقول اترضاها لاختك ، لامك ، لخالتك ..فأنا حابب اني متكلمش من المنظور دا حالياً لاني فسرته قبل كدا ..ولكن هتكلم من منظور آخر وبُعد آخر ممكن يكون مُضحك شوية لدي البعض ، وهيفتكرو كلامي هنا غرضه السخرية ..


- فيه فكرة دايماً بتطرح نفسها وهي ان  : "اي مجتمع بيوظف او بيسمي اي إطار له دَخل بالعلاقات تحت تسميات وشروط وقيود مجتمعية ..


- مثلاً بإختصار وبدون تعريف علمي او تطويل : علاقة ذكر بذكر تربطهم بعض الاشياء المشتركة كانت إسمها صديق ..وانثي بأنثي كانت صديقة ..وبعض المجتمعات حتي سمّت واعترفت بعلاقة ما بين ذكر وأنثي تربطهم بعض الاشياء المشتركة بدون إرتباط عاطفي او حب او جنس وفي إطار مُعيّن سموها بردو صداقة ...زي ما هنا بنقول عليها "زميل ، زميلة" اللي غالباً أغلب افراد مجتمعنا مش بيسمحو بيها غير في إطار الشغل..وفي الاخر هية إسمها صداقة بس بنهرب بردو من التسمية دي..

عندنا مشاكل كتير مع التسميات ...

اما اللي انا جاي اتكلم فيه النهاردة هو  "لما ذكر بيرتبط بأنثي إرتباط عاطفي قائم علي علاقة حُب" ، بالتالي في اي مجتمع متحضر اوجدو للعلاقة دي تسمية واقرو بيها واحترموها ، لا قالو عليها عيب ولا حرام ...وبالتالي لو الذكر والانثي دول مرتبطين رسمياً سموهم "مخطوبين " ، لو عُقد قرانهم "سموهم متزوجين" ..ولو هما مجرد بيحبو بعض بدون اي رسميات فهما هناك سموهم "جريل فريند ، وبوي فريند" ..

وهي دي النقطة اللي جاي اتكلم فيها النهاردة "الجيرل فيريند والبوي فريند" ..

ليه احنا معندناش في اوساط مجتمعية كثيرة فكرة الجيرل فريند والبوي فريند رغم انها فارضة نفسها بالقوة..ولكن بعض الناس بتستعيبها ، وبعضهم بيشوفوها علاقة سيس ..وبعضهم بيقولو عليها حرام وعيب ...

اصل اغلب ال Couples دلوقتي مش زي زمان ، زمان الاكثرية ممكن كانو حابين يتسلو او كان فيه فكرة موجودة اسمها التسلية وانك تضحك علي بنت وتجرها للرذيلة ... ..اما دلوقتي الموضوع اختلف .. في نسبة كبيرة من الشباب مش متضطر يتسلي ولا يضحكو علي بنات الناس ، لان الشاب دلوقتي المثقف الواعي عارف انه ممكن يدخل في علاقة اسمها casual من غير إرتباط رسمي والبنت تبقي عارفة كدا "علاقة قائمة علي التسلية إرتضاها الطرفين" عادي جداً بتحصل ...فبالتالي علاقة الحُب  هتكون في طريقها للنجاح اليومين الجايين دول من رأيي ، خاصةً لما نفهم فكرة العلاقة ال casual دي كويس .. وانا شخصياً اعرف كذا ذكر وانثي ارتبطو ببعض رسمياً عن حب بعد علاقة حُب غير رسمية دامت طويلاً ...

المُشكلة هنا بقي اننا معندناش تسمية للعلاقة بين الذكر والانثي القائمة علي ارتباط عاطفي قائم علي الحُب ارتضاه الطرفين ...
والمُشكلة الاكبر اننا مينفعش نعدي الموضوع كدا ونتغاضي عنه لانه اصبح واقع ..
وهنا هنواجه مشكلة كبيرة ..

بفرض انا دلوقتي بحب بنت هرتبط بيها رسمياً ، وحبيت اقول لعيلتي اني خارج مع البنت اللي بحبها وهما عارفينها وعارفين اهلها ..واهل البنت بردو عارفنّي ، والعلاقي دي محترمة ...بس ملهاش صفة رسمية ..ساعتها اقولهم ايه ؟ ...اقولهم خارج مع صاحبتي ؟ ..طبعاً دا لا يجوز ...لان عادتاً البنت مش بترضي يتقال عليها في مجتمعنا " صاحبتي ، البت بتاعتي ، اللي ماشي معاها" ..لان التسميات دي كلها سفيهة إلي حداً ما ، وبتسفّه العلاقة الروحية الراقية القائمة علي الحُب ..

بعض الافراد اللي بيحبو بعض وبينهم علاقة ولكن غير رسمية ..بيلجئو لإستخدام "خطيبتي او مثلاً تسمية اخري زي "احنا قاريتن فاتحتنا" ..مبدئياً خطيبتي دي لا تجوز علي الاطلاق في الحالة دي وهتحطك في مشاكل مُحرجة هتكلم عنها لاحقاً ..
ولذلك احنا محتاجين لما يكون فيه علاقة بين اي ذكر وانثي حبو بعض في المجتمع دا ، اننا نُقر ونعترف بالعلاقة دي ونجد لها تسمية صحيحة تليق بالطرفين ومتسفهش ولا تقلل من اي طرف فيها ...

شكلكو مش فاهمين انا برمي لأيه ، ولذلك هبسطهالكم :

يعني من الاخر انا عايز زي ما دول الغرب اقرو ان انتا ممكن تكون وسط عيلتك ، صحابك ، شغلك ، في مكان رسمي او غير رسمي ، مع ناس علاقتك بيهم سطحية او رسمية او حميمة ..في الاخر والاول تقدر تقول يا جماعة اعرفكم ب " my girlfriends " ...وهما يحترمو دا جداً ويقدروه ومفيش اي حَرج  ..بمعني انا داخل علاقة مع البنت دي وبحاول اخليها تنجح ، هتساعدوني ، ولا هتقرفوني في عيشتي ؟ ...

احنا كمان محتاجين نقول بالفُم المليان حاجة زي دي وتق وسط عيلتك او صحابك او اياً كان تقول :
 يا جماعة اعرفكم علي "وهنا نجد تسمية مُناسبة زي جيرلفريند " عشان منضطرش نهرب من تسمية زي "صاحبتي ، صاحبي" ...وترجع تقول عليها خطيبتي ..ويجي شخص زنخ يقولك ايه دا انتو اتخطبطو امتي ؟ ..فيتفهم في الاخر من منظورهم الضيق انها البنت اللي انتا ماشي معاها ، ولا مرافقها ، ولا مصاحبها ...

المُشكلة مُشكلة تسميات  ...والموضوع اصبح مُحرج .محتاج يتسن ويُقر بيه في مجتمعاتنا ، بحيث ميبقاش في حَرج لما تُشير علي الشخص "اللي بتحبه"  ...

إلا لو المجتمع مستعد يقضيها بنفس الوتيرة الساذجة بتاعة احنا مجتمع شرقي ومش هينفع نقر بحاجة زي دي ، لأ نخليها سر ..

نسيت اقول ان المجتمع فعلياً هيبتدي يرفض فكرة الشاب اللي بيضحك علي بنت او البنت اللي دايرة علي حل شعرها لما فعلاً يقر بالعلاقة دي كنوع من التأديب للطرفين والإلتزام والمسئولية تجاه بعض ..بدل ما احنا بنشجع دلوقتي علي إفشال العلاقة دي ...

شكراً ...

للتوثيق 4 ...وهم الخدمة العسكرية ..

انا عايز اقول كلمة في زوري من زمان ، وبأجلها من وقت للتاني ..عشان عارف انها مش هتتفهم صح وسط العراك السياسي اللي بيحصل ، وعارف انها هتتفهم عكس ما انا عايز احطها في مكانها الصحيح ..

عماتاً انا لقيت وسيلة اعبر بيها عن اللي عايز اقوله ..بس محتاج من اللي هيقرأ الكلام دا انه يعمل الكام خطوة دول :
اولها انه ينسي الصراع السياسي الحادث حالياً ، ينسي حتي الثورة ...ينسي السيسي ورابعة ..ينسي جو نظريات المؤامرة ..

يعتبر كل دا محصلش ..يعتبر ويحط في دماغه بس اني مواطن مصري عادي جداً ...شاء القدر انه يخلص جامعة ويتخصي عليه فيما يسمي بالخدمة العسكرية ..

وانا بقي رايح اقدم الخدمة العسكرية اول حاجة هفكر فيها واللي دايماً كانت اتقالتلي واتربيت عليها من وانا صغيّر ..ان الجيش للرجالة ، الجيش هيعلمك الرجولة ، الجيش إلتزام ، الجيش ادب ..

طبعاً انا هكون متحمس جداً لحاجات زي دي ، وعايز ادخل الجيش ، عشان اخدم بلدي اللي عمرها ما خدمتني ، واديها من عرقي ودمي رغم ان هية عمرها ما ادتني ، بس طبعاً مش هنحسبها بالطريقة دي ، دي في الاخر بلدي وانا بموت في ترابها ومستعد اضحي عشانها ..

وعشان كدا انا فخور اني جندي هيؤدي خدمته العسكرية ويدافع عن تراب البلد ..وطبعاً هكون متحمس عشان اتعلم الرجولة والالتزام اللي كلموني عنهم طول الوقت ...قال يعني انا محتاج حد يعلمني الحاجات دي ، وقال ايه كمان انا محتاج مؤسسة تعلمني الالتزام والرجولة ..

ماعلينا ..

بتبتدي تقدم ورقك وتشوف حالك وتمشي في إجراءات الجيش ..

اول حاجة بتلاقيها ان انتا لا بتخدم بلدك ولا بلدك بتخدمك علي الاطلاق ...
تاني حاجة بتلاقيها انك لا بتتعلم نظام وإلتزام ولا اصلاً فيه نظام وإلتزام في المؤسسة دي..بالعكس انتا بتتفشخ في بيروقراطية وإهمال وغباء إداري إلي اقصي درجة ..

بتتعامل بأسلوب شبه غير آدمي ملوش علاقة علي فكرة بتربية ولا إلتزام ورجولة ..هو له علاقة ان الموظف ولا الصول اللي في المعسكر طلعان دين امه في كوم اختام واوراق لازم يخلصها قبل ما يمشي ...

وتاني حاجة انك بتتعلم كويس يعني إيه جهل وتعريص وعشوائية وعدم نظام وفساد ..بتتعلم يعني ايه احنا في بلد في سنة 2013 ولسة منعرفش حاجة عن اي نظام إداري حديث بيستخدم والعياذ بالله اي انظمة لها علاقة بالتكونولجيا الادراية الحديثة ولا اي حاجة من الكُفر وقلة الادب دي ..

وانتا هناك لسة مدخلتش حتي الجيش ، كل دا بتخلص ورقك بس ..هتفهم المعني الحرفي لكلمة بيروقراطية وتخلف عقلي وإداري ...

وبتلعن وتسب اليوم اللي ابوك دخل فيه علي امك عشان جابك في بلد زي دي ..وبتلعن ابوك ذات نفسه عشان ضحك عليك بكام كلمة وسمعك كام اغنية ونشيد وطني ..

رايح هناك زي ما تكون راسم علي وشك علم مصر ، وبتحلم بأحداث حرب اكتوبر ..وشايف فيلم الطريق إلي إيلات في مُخيلتك ..

بتتخليل انك هتكون جزء من منظومة "خير اجناد الارض" ، وفي الاخر هتعرف انك جزء من منظومة "تسلم الايادي" ..

هتشم ريحة الزعيم المعرص جمال عبد الناصر في كل مكان هتكون فيه وانتا جوا ...وللاسف الريحة دي مش هتيجي علي هوا اي بني آدم "حُر" ومش عبد ..

مش بس كدا دا انتا هتمر حرفياً " بأسوأ تجربة في حياتك " ..
وهتضطر تاخد معاك ورقة مكتوب فيها اسماء الناس اللي بتحبهم ، واهدافك وافكارك" ..عشان انتا عارف انك داخل مكان هينسوك فيه اسمك وهيحولوك فيه لآلة متبرمجة ..

هتحس بالوحشة والضعف مش لانك مش راجل ، ومش لانك مش مجتهد ولا ملتزم ..لأ ..لانك مش موافق انك تكون جزء من الفساد اللي جوا المنظومة دي ..ولانك يعيني عندك شوية وعي زيادة قارفينك في عيشتك ..

وتفضل تبص في وشوش الناس ، التعيسة ، البائسة ، اللي شبعت خرا ..لا حول ليهم ولا قوة وتسأل نفسك "هو حد بيخدم بلده ووشه عامل كدا ؟ "..

حتي اكتر حاجة انتا كنت فخور بيها في بلدك ، طلعت كدب ..طلعت اكبر منظومة فاسدة في بلدك ..طلعت منظومة عشوائية ماشية بالبركة ..ماشية بالتعريص زيها زي اي حاجة في البلد ..طلعت فساد في فساد ..

ابعدوني عن اي معركة سياسية ارجوكم ..ولكن الابعاد هنا تمس المنظومة الفاسدة ذات نفسها ..

____

عفواً خدمتي العسكرية ، طلعتي وهم زي اي وهم من افلام هوليود اللي عشت فيها ...

عشت في اوهامِك وسط خيالات لا تمس الحقيقة ..

والواقع اقبح ....

الجمعة، 4 أكتوبر 2013

للتوثيق (3) :- 30 يوم من العُزلة ..

تعرضت خلال هذه السنة للكثير من المشاكل والضغوطات النفسية ، قادتني إلي تغيرات فكرية وجسدية عميقة ، اعتقد ان ما يميّز العبد لله ، انه لا يستسلم بسهولة ..

ولذلك وبعد نفاذ كل الخيارات وكل المحاولات للنجاة من تلك الازمات والاضطرابات النفسية ، مع ملاحظة استمرار تغيّر حالتي بوجه عام للاسوء ، لم يتبقي لي سوي ان اطبق علي نفسي "نظام او حمية ما" ..

هي ليست حمية غذائية ، وانما هي عبارة عن نظام روتيني عبثي يمكنني تشكيله يومياً علي حسب مزاجي ، ولكنه يتضمن إطار روتيني لا يمكن الخروج عنه ..

مثلاً : يتضمن اليوم الواحد خلال هذا الشهر علي عدة اوامر او انظمة لابد تنفيذها ، ولا يهم متي يتم تنفيذها او كيف يتم تنفيذها وانما المهم ان تُنفّذ..وهذا ما يجعل الامر روتيني وعبثي في نفس الوقت ..

الحقيقة انها ليست المرة الاولي التي اطبق فيها علي نفسي حمية من هذا النوع ، من يرجع للارشيف بالمدونة إلي شهر مارس 2013 ..سيجد مقال بتاريخ الاتنين 18 مارس يسمي "فلسفة الاكتئاب" ، وسيعلم اني طبقت ذلك النظام علي نفسي قبلاً ...
كان تفسيري وقتها لحالة الاكتئاب التي اعيشها اني اتعبت نفسي كثيراً واجهدتها في محاولاتي البائسة لتحقيق ما أريده ، ساعياً بجِد إلي الوصول إلي ما ارتضيته لنفسي كفنان ...إذ كان عليًّ ان آخذ قسط من الراحة بسبب تعرضي للطاقة الملوثة والسلبية التي كنت في إختلاط شبه دائم بها ، وتعرضي لعدة انماط بشرية هدّامة منهم  "كارهي النجاح والإختلاف حتي وان كان الإختلاف فكري ليس إلا ، والمدافعين عن المنظومة بكل سلبياتها والنمط المعيشي الذي لا يرضي طموحي ورسالتي ، وبالطبع الآلات البشرية التي كانت تنتقدني وتحاول هدمي وزرع اليأس بداخلي"...
فقررت ساعتها ان اعزل نفسي عن كل شيء وعنهم بالتأكيد ..وابتعدت عن مواقع التواصل الاجتماعي - حتي التلفاز والراديو ...وكأني اعيش في قوقعة منعزلة عن العالم هذا ..وقتها قد قررت ان اعيش تلك الحالة لمدة اسبوع فقط ...وكانت عبارة عن إنعزال تام عن الواقع - والسباحة في الخيال والاوهام الجميلة ..

وبعد اسبوع شعرت بتحسن شديد ، بعد ان غطست في الروايات وكتب الفلسفة والتراث والصوفية والتاريخ الروماني وغيرها من الكتب التي تثير فضولي - والمزيكا والسينما بالطبع  - وبعض التمشيات في شوارع مصر القديمة ...

ولكن المصيبة التي حلّت عليًّ ان كل تلك الاشياء اصبحت معتادة بعد هذا الاسبوع من الانعزال ، وكنت لا ادرك ذلك ، فبعد هذا الاسبوع اصبحت اغوص في الروايات وكتب الفلسفة والمزيكا ومغيبات العقل كلها بشكل شبه يومي !! ...
وبعد عام من الضغوطات ، تراكمت المشاكل والاضرابات النفسية - وانا هارب من الواقع لا اوجهه - وفجأة كان عليًّ ان اواجه كل ما تركته وراء ظهري - بدلاً من الهروب عنه بالروايات والمزيكا وغيره من الاشياء تلك ...مما تسبب لي في أزمة نفسية ، ومادية ، وجسدية ..

يتحتم علي الآن ان اواجه جميع مشاكلي وازماتي واضراباتي ولا اهرب منها ...
وبعد ان اصبح واقعي خيالاً خلال تلك الاشهر التي قضيتها بعد هذا الاسبوع من العزلة ...

اصبح مُلزماً عليًّ الآن ان انخرط في الواقع ، ان اكون اكثر واقعية ، ان اعالج المشاكل التي تركتها وتراكمت عليّ ، ان انتبه لما فاتني ، وها انا احاول الآن ان اعيش 30 يوم اخرون من العزلة ..ولكن العزلة هنا ليست عزلة عن الواقع كما فعلت قبلاً ..وانما عزلة عن الخيال ..

قررت ان اعيش 30 يوم في عزلة عن الاصدقاء ومواقع التواصل الاجتماعي والروايات والكتابة الشبه يومية - بينما احاول الآن ان اعيش في خدمة كل الواجبات الروتينية التي هي بالطبع بالنسبة لي غير مقنعة ومقيدة ، والتي طالما كنت اتهرب من تأديتها وكان عليًّ ان اتمّها خلال هذا العام ولكني تركتها تتراكم...المصالح الحكومية ، والتجنيد وما إلي ذلك من تلك الاشياء التي يجب إتمامها "كعبد" للمنظومة الفاشية تلك ...


يمكنك تسمية ذلك "فوز بجولة جديدة لصالح المنظومة والمجتمع والواقع العفن" الذي انا في حالة حرب شبه دائمة معه ..ولكني اعتقد انه مُعسكر ليس إلا ...لإعادة تأهيلي كي استطيع مواجهة الواقع العفن هذا ...
احاول الآن اكتساب بعض المهارات المهنية والتعليمية وغيرها التي تسمح لي بالولوج إلي عالم الماديات هذا ولكن دون التأثر به ، ودخولي سوق العمل فقط من اجل مساعدتي في تحقيق اهداف تخدم رسالتي وتخدم فنّي ، وذلك بعد التعثّر المادي الذي اواجهه الآن ...واحاول حالياً ان اجد فرصة عمل روتينية إنتهازية ، وان اترك العمل بالفن مؤقتاً ..كما اني حاولت الابتعاد عن الكتابة والتدوين خلال هذا الشهر ، ولكني فشلت ..

كنت اتمني في هذه اللحظات ان اجد شخص بجانبي يخفف عني قليلاً ولكني اعلم جيداً ان ذلك سيكون مصدر تعاسة بالنسبة له وعليَّ ان اخوض معركتي وحيداً وان التحف بالصلابة والقوة ...

علي اية حال لا بأس بذلك كله ...فلابد للفنان الذي اتخد عمله في الفن ، من اجل الفن ، وللفن فقط وليس سعياً وراء الكسب ..
لابد له في مصر ان يكدح ويطلع تلاتة دين ام اللي جبوه ! ..

واللهم اعنا علي الازمات النفسية المُقبلة ...وخلصنا من هذه الازمة النفسية الحالية والتعثرات المادية ...

________

الصورة المُدرجة  الفنان الكاريكاتيري "أنديل" ...

وقفة مع الاشياء ...

علمتني وحدتي ان "العالم لا يهتم لأحد " ..
علمني إكتئابي ان "لا اهتم للعالم " ..
علمني حُزني ان اكتب ..
علمتني اللحظات السعيدة ان إغتنمها في افضل صورة فهي غير باقية ، قليلاً ما تأتي ، سريعاً ما تختفي ..
علمتني امي ان اعيش في ذُعر ..
علمتني المصالح الحكومية ان "نهاية هذه البلد لن تكون سعيدة علي الإطلاق وان القادم اسود غامق "
علمتني مدرستي ان اكون غبي ..
علمتني جامعتي ان اكون اغبي ..
علمني وطني ان الوطنية هي اقبح الصفات ..
علمني فنّي ان احيا او احاول"البقاء حياً" ...

إلي متي صمت الإله ؟ ..
لماذا لا يستجيب لندائاتي ؟ - لماذا لا يستجيب لصلواتي ؟ ..
 هل هو مشغول بعالم آخر خلقه في ستة أيام ؟ ..

كل هذا الالم ، كل هذه المعاناة ، كل هذا العذاب ...
عَلَى مَرْأىً وَمَسْمَعٍ مِنَ الإله ، وملائكته ، وشياطينه ..

ولا شيء ...سوي الصمت ..



الأربعاء، 2 أكتوبر 2013

مصر مصرتني - إعادة نشر - مختارات شهر مارس ..

اعجز عن تفسير التاقض الذي اشعر به في داخلي..تارة تجدني امسك مصحفاً وتارة تجدني امسك كأساً  ..نبهني الكثير من اصدقائي الي انه يجب عليّ ان احاول الاستقرار علي جهة  ..والثبات علي ضفة او طريق واحد ..ونعتني بعضهم بالتلوّن والتناقض والتذبذت والتردد ..وانا اثق فيهم فأنا أعلم مدي حُبهم لي..بعيداً عن اولئك المزايدين سواء من المتدينين المنافقين او من الفجرة التافهين اصحاب العقول التي تحركها الشهوة ..كلٌ منهم في محاولة ان ينال مني ويلتف حولي ليجدني علي الوجه الذي يعجبه ..وان وجدني علي وجه لا يعجبه- يظل ينتقدني..وكأني مصدر تسلية شخصية له - لماذا لا يرضي بي كما انا وحسب.. مع ذلك لم اعد اهتم لهم ..ولكني دائما كنت احاول ان افهم نفسي .. ولمَ هذا التناقض الذي بداخلي ؟..كنت اجلس اليوم في مقهي اشرب القهوة واقرأ احدي الروايات وكنت اراقب حركة المارة ..فوجدت فتاة كاملة الانوثة والاثارة ..فكنت ادقق في النظر اليها وهي تمشي بدلع ومرقعة وكأنها تتمايل مع الرياح محاولةً بنجاح مغازلة الناظرين ولفت الانتباه - بهذه الكات ووك ..فظللت انظر اليها من اسفل قدميها حتي اعلي رأسها ..عندما نظرت اليها من اسفل كانت مأنتمة مع عمرو دياب وكلما ارتفعت لقيتها مأنتمة مع عمرو خالد ..تناقض عجيب بين الانوثة ومحاولة اثارة الناظرين كالقطة الدلوعة وبين ما تلبسه علي رأسها من باب التدين وكدهوّن ..وهذا احدي اساليب التناقض الشديد...دعكم منها ، هذا ليس كل ما رأيت من تناقض ، فبعد ان مرّت تلك الفتاة المثيرة - فما لبثت في محاولة لان ابعد نظري عنها حتي فوجئت بفتاة اخري لم ولن ولع ولجلج اجد في رجولتها احداً قط ..اسف علي النظرة العنصرية تلك ..ولكن ما احاول لفت الانتباه له انها كانت لا تهتم بأنوثتها اطلاقاً ولا تراعيها بل كانت تفتقر الي النظافة الشخصية حتي ! - ونظافة الملبس ايضاً ..ما هذا التناقض الغريب في هذه البلد المحروس "مِصر" ! ..

بعدها قررت ان اذهب الي المنزل وسط ضجيج وعشوائية وازعاج كما اعتدت فظللت اسب والعن اليوم اللي جابني في البلد دي - بالاضافة طبعاً إلي اللون الذي لا اري سواه في شوارع القاهرة نهاراً - وهو اللون الاصفر الباهت - لا اعلم ما سببه - هل التراب ام العوادم وعدم النظافة البيئية والتلوث البصري ؟ - لا اعلم - كل ما اعلمه اني مُنذ ولدت وانا أري هذا اللون نهاراً - فهذا اللون مزعج بشدة بالنسبة إليّ..
وبعد عدة امتار وقد اقتربت من منزلي وجدت نسيم جميل - واحسست بالهدوء والسكينة - وقابلت الكثير من المعارف والاصحاب كبار السن وصغار السن ممن يذهبون الي الجامعة او الشغل وكانو كعادة المصريين يقابلونك بحميمية شديدة "ايه ياحُس - ! ازاك أحُسني ! ايه يا شقيق رايح فين؟" ..من الصعب ان يعاملك الناس هنا في مِصر بأسلوب "جاد" - ولكن هذه هي ميزة تلك البلد "العِشريّة" ...

شعرت حينها بشعور غريب ...شعرت بدفيء وبرود ..ضجر وإستياء من البلد وسعادة في نفس الوقت وشوق وحُب لها ! ..ما هذا العبث ! ما هذا التناقض وكأن نفسي المتناقضة تحاول ان تجد لي مُبرر لتناقضي وتخبرني اني فقط اتأقلم مع طبيعة البلد المصرية ..واني مصري اصيل ..

- التناقض الذي بداخلي يعبّر عن عدم انتمائي لأي شيء غير هذه البلد..بحثي عن الحرية يحُثُ عليَّ بالتمرد علي كل الاشياء التي تحاول سرقة مصريتي مني ..انا مصري ..انا فقط انتمي لنفسي ..انتمي للبشرية والحياة ....ولمصر...شأني كشأن الكثر من شباب مصر ..يفكرون بحرية تامة - محاولين البحث عن الحرية في تلك البلد وفك القيود المجتمعية والدينية الغير صحيحة والغير مُقنعة بالنسبة لهم - ولذلك كثيراً ما يقعون في التناقض - الذي هو من سمات البلد - ومن سمات الشخصية المصرية" ..

الاحرار يولدون في هذه البلد ، يورثون الحرية فيها ويورّثونها لاجيالٍ لاحقة - حتي وإن لم يحصلو عليها - قرأت مقولة في معناها انه "ليس شرطاً ان تكون حراً حتي تحلم بالحرية - فأغلب كتابات المساجين عن الحرية"  ..

نحن ابناء هذه البلد ، نعيش من اجل مصريتنا - نحاول البحث عن الحرية التي طالما مارسنا الحُب معها في مخيلاتنا وافئدتنا ..

الثورة !

هذه مجرد بداية فحسب !

الثورة تتغذي وتستمد طاقتها من "مصريتنا" ...نحن شعب جيناته تعرف معني الثورة والحرية جيداً - ولذلك نبحث عن حريتنا منذ ولادتنا - نمارس الحرية المصحوبة بالتمرد والتناقض- في حُب مصر ...


الثلاثاء، 1 أكتوبر 2013

ذهان مصاحب للحشيش لا مؤاخذة ..

يارب إبعدني عن الكتابة والتصوير ! ، عالجني من "الهوس بالفن" ، كرّهني في السينما ...تلك اشياء تغزّي حزني ، ترادف وحدتي   ، وانا الصراحة تعبان ..

انا تعبت من الحاجات اللي نفسي فيها وعمري ما هاخدها ، وانا مدرك كويس اني عمري ما هخدها ..
تعبت من الوحدة ...طريقي مُظلم وملييء بالوحدة ...وعشان كدا انا حابب اتغيّر !

سوف اكون نمطي ، وغير متحرر ، سوف اكون آلة - لا تشعر ولا تفكر ، سوف افعل كما يفعلون بالظبط ، سوف اعمل في احدي الشركات الكُبري ، بمرتب كبير ، سوف اكون مواطن صالح ، وطني ، نافع للمجتمع والناس ، ,وربما سأصبح يوماً ما "معرص كبير" ، طبعاً دا مستوي عالي يصعب الوصول إليه ، ومحتاج مثابرة وجِد وإلحاح شديد في إثبات تعريصك ، مش هقدر اوصله دلوقتي ، ولكن هحتاج لوقت ، بس ربنا هيكرم ..

اصل الفن دلوقتي مبيجبش همه... ربنا بتاع المجتهدين ، وانا قررت ابقي من المجتهدين ...

ربنا بيحب المعرصين ، والكدابين ، والغشاشين ، والمنافقين ، واصحاب الثروات ، والمنتفعين ، والانتهازيين ، والتافهين ..ولذلك هما "كبار واصحاب نفوذ وسلطة"  في هذه الدنيا..

وفي نفس الوقت بيشتم فيهم في قرآنه ..

ولكنه بيكره الصادقين ، والمتحررين ، واصحاب الرسالات...ولذلك هما معذبين في دنيته ، وملهمش قيمة ...

اكتر الناس اللي ربنا بيكرههم بقي هما المتحررين دول ، لان ربنا اصلاً ضد التحرر ، لازم يقيّدك ، هو عارف مصلحتك اكتر منك ، عارف انك لو أُطلق صراحك هتبعد عنه...

كمان هما السبب في الخراب ، هما اللي عايزين يغيّرو العالم ..شايفين كل حاجة سودا ...
وطبعاً دا بيبيّت المواطن البسيط زعلان ...واهم حاجة نفسية المواطن ...
هو اصلاً ربنا ضد الحرية ، ضد الثورة ..

بس ازاي ؟ ..

دا قرآنه كُله ثورة ! ..

دا عشان اعبده لازم اتحرر من كل القيود ، لازم مكنش عبد غير له ..

لازم انا غلطان ! ..

اه حقيقي انا غلطان ..

هو تقريباً مش مسئول عن كل العبث دا ..

هو مش مسئول عن اي حاجة بتحصل هنا ، هو بيتفرج علينا من بعيد ..في صمت ..

لا لا هو مش بيحب المعرصين ، والكدابين ، والغشاشين ، والمنافقين ..
ولا المنتفعين واصحاب الثروات والرأسمالين والتافهين ..انا كنت غلطان ..

الناس هية اللي بتحبهم ...وعشان كدا هما خلوهم في المقدمة دايماً ..

وقررو انهم يبقو في مؤخرتهم ، محشورين فيها ، لحد ما هيفطصو ..

طيب الناس ازاي تحب اللي بيستعبدوهم ، وبيسلبو اقل حقوقهم ؟ ..

اكيد مش الناس اللي تسببو في هذا العبث ...

اومال مين المسئول عن العبث وغياب العدل ...

اكيد انا ! ..

انا اللي دماغي تعبانة ..

انا اللي شايف العالم الجميل دا وحش ، وشايف الواقع اللطيف دا وحش ، وشايف المنظومة العالمية الجميلة دي وحشة ، التعليم زي الفُل ...وكمان الشغل ، الشغل هنا جميل ، مفيش اجمل من انك تشتغل عشان الفلوس ..
ولا الفن ! والوسط الفني ......دول فعلاً بيقدمو فن هادف ..حياة الانسان المعاصر جميلة يا جماعة ، مفيش احسن من انك تكون آلة ، او عبد للماديات ...او معرص كبير ..دي كلها مناصب حلوة بس انا مش واخد بالي ...

لأ - لابد ان انا السبب ، انا اللي ظلمت الناس ، وظلمت ربنا ..

يا جماعة ربنا والناس ملهمش غير بعض ...

ربنا بيقف جنبهم ، لما يحتاجوه ...

طب لما بحتاجه انا ؟ ..

بيسكت ..

ايوا بيسكت ..

محدش يستغرب من السكوت دا ! - دا اكبر دليل علي ألوهية ربنا ..

اصل الموضوع بسيط ، انا شخصياً ممكن ابقي إله ..

يعني هو الإله بيعمل ايه ؟ ..

عايز تبقي إله ، اقعد في مكان واختفي فيه ، واكتب كتاب ..قول للناس فيه عن جنتك ونارك وملايكتك ..
واقعد ساكت ...متعملش اي حاجة ...اتفرج علي العالم وهو بيتحرق ..

صحيح انا غلطت تاني ، العالم مش بيتحرق ، الناس هية اللي بتحرقه ، عشان المتدينين ميزعلوش مني بس ..

واه صحيح ، دا الناس مش هية اللي بتحرقه ، دا امثالي اللي عايزين يحرقوه بأفكاري المتحررة المتعفنة دي ..عشان المعرصين والانتهازيين والرأسماليين ميزعلوش مني هما كمان ..دول لهم دور كبير في المجتمع ولازم نحترمهم ..دول بيقدمو اللي انا معرفتش اقدمه انا وامثالي ... دول يا جماعة فاتحين بيوت - فاتحين شركات كُبري - وعِمالة وغيره - ومالين بفلوسهم البنوك - بينعشو الاقتصاد - دول ملهمي النجاح لكثير من الناس - دول مواطنين صالحين ووطنين ...مش يائسين وتعبانين زيي كدا ...

اما انا بقي هلبس الحرية اللي بدوّر عليها وبنادي بيها "في مؤخرتي"  ..واسكت ..معرفش ليه حسيت ان مؤخرة لايقة علي الفونت ال Bold اكتر من طيز ..

الفلوس هي الاله الحقيقي للكون - بس محدش عايز يعترف بكدا ...عشان خايفين نقول اننا بنعبد حتة ورقة ..زي الجاهلية بالظبط ما كانت بتعبد صنم ..

لكن ! ..

احنا بقي متعلمين ، ومثئفين ، ومفتحين ...