الأحد، 29 ديسمبر 2013

التغيير ..


امضيت الكثير من الوقت اتذمر من جلستي علي هذا الكرسي ، في غرفتي المظلمة ، والعن حياتي التي قضيتها ما بين الكتب والمزيكا والافلام في واقعي الافتراضي ، وفي حياة إلكترونية ميتة علي مواقع التواصل الاجتماعي ، وبين قهاوي المحروسة وحفلاتها الموسيقية ..والاوبرا ودور عرض السينما .. فأقول لنفسي لابد ان هناك حياة خارج غرفتي بعيداً عن هذا الكرسي ، لابد ان هناك شيئاً اهم خارج غرفتي ، قد يثير اهتمامي ، لابد ان اهدم قوقعتي التي بنيتها ، لابد ان هنالك شيئاً ما بإنتظاري ، ربما كانت فتاة جميلة ذو شعر احمر بإنتظار حبيب ، او اوركسترا ما بإنتظار مايسترو ، او ثورة بإنتظار قائدها او مغامرة بإنتظار بطلها ....

ولكن ما حدث خلال هذه الايام ، وبعد ان امضيت اياماً طويلة محاولاً الابتعاد عن قوقعتي ، ومحاولاً إيجاد حياة ذات قيمة خارج طاحونة "العمل الروتيني" ، ليس إلا "خواء" يضاف علي حصيلة مشوار طويل من الفشل ! ، حتي انتابني الشعور بأني افتقدت قوقعتي  ! ، وللمرة الاولي ..فأشعر وكأنها افضل ما يمكنني الحصول عليه في هذه الدنيا ...

كان ينبغي علي ان ارجع للاسباب الاولي لبناء قوقعتي ، وهو اني لا اجد في هذا العالم ما يثير اهتمامي او ما يشعرني بالسعادة ..وللاسف ..

كم اعشق غرفتي المظلمة ، كم اعشق هذا الكرسي الاسود ، وجلستي المنحنية متقوقعاً عليه ، كم اعشق حياتي في هذا الواقع الافتراضي والالكتروني ، كم اعشق نفسي كما هي بدون تغيير مني ..

اشعر بالامان في سريري ، منتشياً بإكتئابي ، ممتلئاً بالماضي والاحزان ، كم افتقد الشعور بالوحدة ! ..

الثلاثاء، 19 نوفمبر 2013

مجرد فلسفة ..

دي مش "محاولة ما قبل منتصف الليل لنشر الإحباط واليأس" ولكن دي مجرد فلسفة انا عايش بيها وحابب اني اشاركم بيها...الكلام اللي هكتبه دا مش هيعجب نوعين من الاشخاص اولهم "المُتدين"  ..ومش هيعجب بردو اي شخص من نوعية "إنهض ، وكن إيجابي وإشرب اللبن عشان تبقي قوي والخ " ...ومش هيعجب بردو البنت اللي مستنية العريس اللي هيغيّر حياتها ..

- وفي نفس الوقت هو ليس الغرض منه نشر الإحباط بالعكس دا هيكون حافز قوي جداً انك تغيّر وتتغيّر وتبني وتقوم علي حيلك ..ونبطل نكون مجتمعات متخلفة وكسلانة ..ونحاول نلحق بالدول اللي سبقانا بسنين ضوئية ...بس كمّل المقال للآخر وهتفهم انا عايز اقول ايه ...

- اللي هقوله دا لازم تبرمج عقلك عليه بحيث انه يترجمه علي أنه واقع ولابد انه يتقبّله..كمجرد حقيقة مُجردة او واقع ..لابد انه يستسلم ليها ..وميعافرش كتير في محاولة لإثبات عكس الحقيقة دي ..عشان ميكسركش او بالمعني الدارج "ميحطمش آمالك" ..ودي الطريقة اللي المفروض عقلك يتعامل بيها مع أغلب الحقايق الصادمة والقاسية ...وممكن بعد ما تعرّف عقلك بعض الحقايق دي تقولو يروح ينام او يعيش في اوهامه تاني ..بس تبقي معرّفه الحقيقة قبلها ...

- ايه لازمة المقدمة دي ؟ ، لأن احنا جيل مظلوم جداً أتربي علي أفلام وأغاني بتتاجر بأحلامنا ..وحياته كانت غير واقعية بالمرة ..ومش هنسميها رفاهية زايدة ..ولكن هنسميها انماط معيشية أدت ان حياتنا تكون إفتراضية ولا تمس الواقع بصلة ..سببها هو التكنولوجيا اللي سهلّت علينا كل حاجة ..واللي ساعد علي كدا تُجار الاحلام واللي بيتغذو عليها من الرأسماليين اصحاب المليارات ..بس مش دا موضوعنا !

- من الحقايق اللي حابب اتناقش فيها النهاردة ..هية حقيقة لها علاقة بكدبة شهيرة اتقالت لمعظمنا واتربينا عليها ..وأغلبها منتشر علي الفيس بوك في شكل كلمات وجمل معينة دارجة جداً ..اللي اتقالتلي زمان قبل ما تكون علي الفيس بوك من بعض الاهل والاقارب والاصدقاء الاكبر مني سناً   ..كانت سبب كبير في إني افقد جزء من إيماني ..وكانت سبب اكبر في إثارة تساؤلات وجودية عديدة جوايا ..

الكلمات اللي بتكلم عنها هي اللي زي "لا تيأس فلك رب يبدلك مكان الفرح سرور " . ..او ربنا مخبيلك الجميل ..او ربنا هيبدلك فرح وسرور ..او ربنا عمره ما يخيّب املك ..والكلام الجميل دا كله ..

انا مش جاي انفي الكلام دا طبعاً ، وياريت تسمعني للآخر  ..

- إعترف كدا امتي "ال Expectations بتاعتك قابلت ال reality ؟ " ..

- أغلبنا بيخاف يقُر بحقيقة زي دي وهي ان احنا لوحدنا ، عايشين بإختيارتنا بجانب أقدار لا شأن لنا بها ..عشان لو أقر بحاجة زي دي ..ساعتها .هيتحطم جواه جزء كبير من آماله ..

النمط الفكري دا كان سبب في إنك تقعد تستني وتستني ان حاجة تتغيّر ..ظناً منّك ان في قِوَيَ اكبر منّك بتخطط وتسهر الليالي عشان تساعد "كائن" إسمه انتا ..

-فاكر ان في حاجة هتتغيّر ، فاكر ان في حد هيغيّرلك ..
فاكر انك وانتا قاعد مكانك علي كرسي الكنبة ولا السرير في حاجة "جميلة" مستنياك ..

بُص من الاخر كدا ، حطها رقم واحد في حياتك ..الحياة Solid وصعبة وقاسية علي طول الخط ..وهتفضل كدا لحد ما تموت ..

اومال امتي هيكون ليك exciting moments في حياتك زي ما بيقولو ؟ ..او امتي هتكون "سعيد" ؟ ..

- انا أجزملك ان مفيش حاجة إسمها سعادة في الحياة اللي هنا شئت ام ابيت ..وياريت متقولش "علي فكرة انا سعيد" ..لانك مش عارف معني الكلمة دي علي الإطلاق ...حتي لفظة السعادة او سعداء مذكرتش في القرآن غير لما "الله سبحانه وتعالي" اتكلم علي حال عباده المؤمنين في الجنة ..

ولكن انا اقدر اقولك ازاي يكونلك في الدُنيا بعض ال exciting moments او اللحظات الحميمة والسعيدة والجميلة اللي تبسطك والخ ...

وهي انك تنتزع الحق دا بالقوة ، بذكائك ، بمهارتك ، و بالإجتهاد ...بطرق كتير اوي ..وكل واحد وطريقته..وكل فنان وخدعته واسلوبه في الحياة  ..من الآخر تظبط انتا نفسك بنفسك ..لازم يكونلك اسلوب حياة متميّز ..

يعني تجتهد وتسعي انك يكون ليك خطة معينة او حياة معينة هتعيشها ..وتمشي في الطريق دا لحد ما توصله وتحققه ..

حتي لو علي المدي القريب قررت انك دلوقتي حالاً تغيّر من بكرة بدل ما هتفضل قاعد علي الاب توب طول اليوم ..لأ هتقوم بإتصالاتك تظبط خروجة حلوة ..او تقابل حد بتحبه ..او تعمل حاجة حلوة ..الخ ..

يعني لازم من الآخر خطة و"action" وشوية صبر ..

تاني حاجة لازم تشيلها من دماغك " ان فيه حاجة هتتغيّر ، وان فيه حد سهران بقي بيدبرلك حاجة فشيخة هتبسطك " وانك مستني اما تيجي الحاجة دي..دي تمسحها تماماً وتستبدلها بأن الحياة "بنت وسخة ، غير عادلة ، صعبة " ..

وقصادها انا هكون "إيجابي ، قوي ، هرضي باللي مقسوملي او بمعني ادق "بإختياراتي وعواقبها" ..هغيّر ..وهتغيّر ..هنتزع حقي ..هنتزع لحظاتي السعيدة بنفسي ..هنبسط ..وهظبط نفسي ..هكون زي ما انا شايف نفسي في مخيلتي ..هعيش الحياة اللي بحلم بيها ..

ومعنديش وقت اضيعه في كلام نصابي التنمية البشرية ، وكلام تُجار الدين ، وكلام صاحبتي ميرفت اللي بتحط صور مكتوب فيها "عريسك القادم هشقلبلِك حياتِك " .. واكثر لحظات الانثي سعادة لما حد يحط الخاتم في ....

اسف في صُباعِك

__

اما الفقرة دي بقي لميرفت واصحابها :

 بُصي بقي ما اهو انتي تقولي لميرفت ..من الآخر "يا تختاري " ..يا تستني بابا وماما يختارو - والمجتمع يختار - ولو مختارتيش اي حاجة ...دا هو في حد ذاته إختيار - اختيار اسمه "إنِك ارتضيتي لنفسك ما إختارته لِك الظروف" ..

اختاري انِك تغيّري ..إختاري انك يكون ليكي كيان ..اختاري انك متكونيش اقصي طموحاتك عريس ..إختاري انك تختاري عريسك مش عشان شقة وعربية ..مش عشان الماديات ..

___

نسيبنا من ميرفت وصحابها ونرجع لموضوعنا وخلاصة القول : غيّر واتغيّر ... متتصدمش لو عرفت انك لوحدك في الكون دا ...اه حط أملك في ربنا لما تكون ماشي وفقاً لخطة ..لما تقع تدعيه ..ولما تفشل تدعيه انه يوقفك علي رجلك تاني ..في حاجة صعبة وجهتك لازم هتحتاجله..ولكن متعتمدش علي كلام زي "ربنا هيعملك وربنا هيسويلك" ..ممكن توسّع مفهومك لله سبحانه وتعالي عن كدا كمان ..رغم ان دا مش مفهوم خاطيء ..ولكن في عبادة أرقي من دي شوية قايمة علي الحُب لمجرد الحُب وليس المصلحة..أعرف عنها بنفسك انا مش واعظ ديني ..

انا فتحت موضوع زي دا لاني بسمع كلام  ناس تقولك "ياعم دي مصر مذكروة في القرآن ، عمرها ما هتقع ، ياعم دي مصر بلد كبيرة ربنا مش هيسبها ابداً " والكلمات اللي زي دي اللي جابتنا ورا وخلتنا كلنا متواكلين ..رغم ان بحالنا دا أُجزم بنسبة 100 % اننا بنحفر مقبرة كبيرة لينا إسمها "مصر" ..وهتسحبنا كُلنا واحد ورا التاني جواها ...






الأحد، 27 أكتوبر 2013

صاحبتي ...

حد سأل نفسه ، لما يعوز يخرج مع البنت اللي بيحبها ممكن يقول لأهله ايه ؟ ..

عندنا مشكلة كبيرة في التسميات ..ولكن فيه مُشكلة جاي اتكلم عنها مخصوص لها علاقة بالتسميات سيجدها البعض تافهة رغم انها مُشكلة بنواجهها في حياتنا اليومية ...

وهي : ايه التسمية الصحيحة في مجتمعاتنا ل "علاقة الحُب بين اي كائنين ذكر وانثي خلقهم ربنا " ؟ ..اقصد يعني ان لما ذكر يحب انثي ..حتي لو مفيش بينهم اي حاجة رسمية ..ساعتها نسميهم ايه ؟ ..

بغض النظر عن اللي هيجي دلوقتي يقول اترضاها لاختك ، لامك ، لخالتك ..فأنا حابب اني متكلمش من المنظور دا حالياً لاني فسرته قبل كدا ..ولكن هتكلم من منظور آخر وبُعد آخر ممكن يكون مُضحك شوية لدي البعض ، وهيفتكرو كلامي هنا غرضه السخرية ..


- فيه فكرة دايماً بتطرح نفسها وهي ان  : "اي مجتمع بيوظف او بيسمي اي إطار له دَخل بالعلاقات تحت تسميات وشروط وقيود مجتمعية ..


- مثلاً بإختصار وبدون تعريف علمي او تطويل : علاقة ذكر بذكر تربطهم بعض الاشياء المشتركة كانت إسمها صديق ..وانثي بأنثي كانت صديقة ..وبعض المجتمعات حتي سمّت واعترفت بعلاقة ما بين ذكر وأنثي تربطهم بعض الاشياء المشتركة بدون إرتباط عاطفي او حب او جنس وفي إطار مُعيّن سموها بردو صداقة ...زي ما هنا بنقول عليها "زميل ، زميلة" اللي غالباً أغلب افراد مجتمعنا مش بيسمحو بيها غير في إطار الشغل..وفي الاخر هية إسمها صداقة بس بنهرب بردو من التسمية دي..

عندنا مشاكل كتير مع التسميات ...

اما اللي انا جاي اتكلم فيه النهاردة هو  "لما ذكر بيرتبط بأنثي إرتباط عاطفي قائم علي علاقة حُب" ، بالتالي في اي مجتمع متحضر اوجدو للعلاقة دي تسمية واقرو بيها واحترموها ، لا قالو عليها عيب ولا حرام ...وبالتالي لو الذكر والانثي دول مرتبطين رسمياً سموهم "مخطوبين " ، لو عُقد قرانهم "سموهم متزوجين" ..ولو هما مجرد بيحبو بعض بدون اي رسميات فهما هناك سموهم "جريل فريند ، وبوي فريند" ..

وهي دي النقطة اللي جاي اتكلم فيها النهاردة "الجيرل فيريند والبوي فريند" ..

ليه احنا معندناش في اوساط مجتمعية كثيرة فكرة الجيرل فريند والبوي فريند رغم انها فارضة نفسها بالقوة..ولكن بعض الناس بتستعيبها ، وبعضهم بيشوفوها علاقة سيس ..وبعضهم بيقولو عليها حرام وعيب ...

اصل اغلب ال Couples دلوقتي مش زي زمان ، زمان الاكثرية ممكن كانو حابين يتسلو او كان فيه فكرة موجودة اسمها التسلية وانك تضحك علي بنت وتجرها للرذيلة ... ..اما دلوقتي الموضوع اختلف .. في نسبة كبيرة من الشباب مش متضطر يتسلي ولا يضحكو علي بنات الناس ، لان الشاب دلوقتي المثقف الواعي عارف انه ممكن يدخل في علاقة اسمها casual من غير إرتباط رسمي والبنت تبقي عارفة كدا "علاقة قائمة علي التسلية إرتضاها الطرفين" عادي جداً بتحصل ...فبالتالي علاقة الحُب  هتكون في طريقها للنجاح اليومين الجايين دول من رأيي ، خاصةً لما نفهم فكرة العلاقة ال casual دي كويس .. وانا شخصياً اعرف كذا ذكر وانثي ارتبطو ببعض رسمياً عن حب بعد علاقة حُب غير رسمية دامت طويلاً ...

المُشكلة هنا بقي اننا معندناش تسمية للعلاقة بين الذكر والانثي القائمة علي ارتباط عاطفي قائم علي الحُب ارتضاه الطرفين ...
والمُشكلة الاكبر اننا مينفعش نعدي الموضوع كدا ونتغاضي عنه لانه اصبح واقع ..
وهنا هنواجه مشكلة كبيرة ..

بفرض انا دلوقتي بحب بنت هرتبط بيها رسمياً ، وحبيت اقول لعيلتي اني خارج مع البنت اللي بحبها وهما عارفينها وعارفين اهلها ..واهل البنت بردو عارفنّي ، والعلاقي دي محترمة ...بس ملهاش صفة رسمية ..ساعتها اقولهم ايه ؟ ...اقولهم خارج مع صاحبتي ؟ ..طبعاً دا لا يجوز ...لان عادتاً البنت مش بترضي يتقال عليها في مجتمعنا " صاحبتي ، البت بتاعتي ، اللي ماشي معاها" ..لان التسميات دي كلها سفيهة إلي حداً ما ، وبتسفّه العلاقة الروحية الراقية القائمة علي الحُب ..

بعض الافراد اللي بيحبو بعض وبينهم علاقة ولكن غير رسمية ..بيلجئو لإستخدام "خطيبتي او مثلاً تسمية اخري زي "احنا قاريتن فاتحتنا" ..مبدئياً خطيبتي دي لا تجوز علي الاطلاق في الحالة دي وهتحطك في مشاكل مُحرجة هتكلم عنها لاحقاً ..
ولذلك احنا محتاجين لما يكون فيه علاقة بين اي ذكر وانثي حبو بعض في المجتمع دا ، اننا نُقر ونعترف بالعلاقة دي ونجد لها تسمية صحيحة تليق بالطرفين ومتسفهش ولا تقلل من اي طرف فيها ...

شكلكو مش فاهمين انا برمي لأيه ، ولذلك هبسطهالكم :

يعني من الاخر انا عايز زي ما دول الغرب اقرو ان انتا ممكن تكون وسط عيلتك ، صحابك ، شغلك ، في مكان رسمي او غير رسمي ، مع ناس علاقتك بيهم سطحية او رسمية او حميمة ..في الاخر والاول تقدر تقول يا جماعة اعرفكم ب " my girlfriends " ...وهما يحترمو دا جداً ويقدروه ومفيش اي حَرج  ..بمعني انا داخل علاقة مع البنت دي وبحاول اخليها تنجح ، هتساعدوني ، ولا هتقرفوني في عيشتي ؟ ...

احنا كمان محتاجين نقول بالفُم المليان حاجة زي دي وتق وسط عيلتك او صحابك او اياً كان تقول :
 يا جماعة اعرفكم علي "وهنا نجد تسمية مُناسبة زي جيرلفريند " عشان منضطرش نهرب من تسمية زي "صاحبتي ، صاحبي" ...وترجع تقول عليها خطيبتي ..ويجي شخص زنخ يقولك ايه دا انتو اتخطبطو امتي ؟ ..فيتفهم في الاخر من منظورهم الضيق انها البنت اللي انتا ماشي معاها ، ولا مرافقها ، ولا مصاحبها ...

المُشكلة مُشكلة تسميات  ...والموضوع اصبح مُحرج .محتاج يتسن ويُقر بيه في مجتمعاتنا ، بحيث ميبقاش في حَرج لما تُشير علي الشخص "اللي بتحبه"  ...

إلا لو المجتمع مستعد يقضيها بنفس الوتيرة الساذجة بتاعة احنا مجتمع شرقي ومش هينفع نقر بحاجة زي دي ، لأ نخليها سر ..

نسيت اقول ان المجتمع فعلياً هيبتدي يرفض فكرة الشاب اللي بيضحك علي بنت او البنت اللي دايرة علي حل شعرها لما فعلاً يقر بالعلاقة دي كنوع من التأديب للطرفين والإلتزام والمسئولية تجاه بعض ..بدل ما احنا بنشجع دلوقتي علي إفشال العلاقة دي ...

شكراً ...

للتوثيق 4 ...وهم الخدمة العسكرية ..

انا عايز اقول كلمة في زوري من زمان ، وبأجلها من وقت للتاني ..عشان عارف انها مش هتتفهم صح وسط العراك السياسي اللي بيحصل ، وعارف انها هتتفهم عكس ما انا عايز احطها في مكانها الصحيح ..

عماتاً انا لقيت وسيلة اعبر بيها عن اللي عايز اقوله ..بس محتاج من اللي هيقرأ الكلام دا انه يعمل الكام خطوة دول :
اولها انه ينسي الصراع السياسي الحادث حالياً ، ينسي حتي الثورة ...ينسي السيسي ورابعة ..ينسي جو نظريات المؤامرة ..

يعتبر كل دا محصلش ..يعتبر ويحط في دماغه بس اني مواطن مصري عادي جداً ...شاء القدر انه يخلص جامعة ويتخصي عليه فيما يسمي بالخدمة العسكرية ..

وانا بقي رايح اقدم الخدمة العسكرية اول حاجة هفكر فيها واللي دايماً كانت اتقالتلي واتربيت عليها من وانا صغيّر ..ان الجيش للرجالة ، الجيش هيعلمك الرجولة ، الجيش إلتزام ، الجيش ادب ..

طبعاً انا هكون متحمس جداً لحاجات زي دي ، وعايز ادخل الجيش ، عشان اخدم بلدي اللي عمرها ما خدمتني ، واديها من عرقي ودمي رغم ان هية عمرها ما ادتني ، بس طبعاً مش هنحسبها بالطريقة دي ، دي في الاخر بلدي وانا بموت في ترابها ومستعد اضحي عشانها ..

وعشان كدا انا فخور اني جندي هيؤدي خدمته العسكرية ويدافع عن تراب البلد ..وطبعاً هكون متحمس عشان اتعلم الرجولة والالتزام اللي كلموني عنهم طول الوقت ...قال يعني انا محتاج حد يعلمني الحاجات دي ، وقال ايه كمان انا محتاج مؤسسة تعلمني الالتزام والرجولة ..

ماعلينا ..

بتبتدي تقدم ورقك وتشوف حالك وتمشي في إجراءات الجيش ..

اول حاجة بتلاقيها ان انتا لا بتخدم بلدك ولا بلدك بتخدمك علي الاطلاق ...
تاني حاجة بتلاقيها انك لا بتتعلم نظام وإلتزام ولا اصلاً فيه نظام وإلتزام في المؤسسة دي..بالعكس انتا بتتفشخ في بيروقراطية وإهمال وغباء إداري إلي اقصي درجة ..

بتتعامل بأسلوب شبه غير آدمي ملوش علاقة علي فكرة بتربية ولا إلتزام ورجولة ..هو له علاقة ان الموظف ولا الصول اللي في المعسكر طلعان دين امه في كوم اختام واوراق لازم يخلصها قبل ما يمشي ...

وتاني حاجة انك بتتعلم كويس يعني إيه جهل وتعريص وعشوائية وعدم نظام وفساد ..بتتعلم يعني ايه احنا في بلد في سنة 2013 ولسة منعرفش حاجة عن اي نظام إداري حديث بيستخدم والعياذ بالله اي انظمة لها علاقة بالتكونولجيا الادراية الحديثة ولا اي حاجة من الكُفر وقلة الادب دي ..

وانتا هناك لسة مدخلتش حتي الجيش ، كل دا بتخلص ورقك بس ..هتفهم المعني الحرفي لكلمة بيروقراطية وتخلف عقلي وإداري ...

وبتلعن وتسب اليوم اللي ابوك دخل فيه علي امك عشان جابك في بلد زي دي ..وبتلعن ابوك ذات نفسه عشان ضحك عليك بكام كلمة وسمعك كام اغنية ونشيد وطني ..

رايح هناك زي ما تكون راسم علي وشك علم مصر ، وبتحلم بأحداث حرب اكتوبر ..وشايف فيلم الطريق إلي إيلات في مُخيلتك ..

بتتخليل انك هتكون جزء من منظومة "خير اجناد الارض" ، وفي الاخر هتعرف انك جزء من منظومة "تسلم الايادي" ..

هتشم ريحة الزعيم المعرص جمال عبد الناصر في كل مكان هتكون فيه وانتا جوا ...وللاسف الريحة دي مش هتيجي علي هوا اي بني آدم "حُر" ومش عبد ..

مش بس كدا دا انتا هتمر حرفياً " بأسوأ تجربة في حياتك " ..
وهتضطر تاخد معاك ورقة مكتوب فيها اسماء الناس اللي بتحبهم ، واهدافك وافكارك" ..عشان انتا عارف انك داخل مكان هينسوك فيه اسمك وهيحولوك فيه لآلة متبرمجة ..

هتحس بالوحشة والضعف مش لانك مش راجل ، ومش لانك مش مجتهد ولا ملتزم ..لأ ..لانك مش موافق انك تكون جزء من الفساد اللي جوا المنظومة دي ..ولانك يعيني عندك شوية وعي زيادة قارفينك في عيشتك ..

وتفضل تبص في وشوش الناس ، التعيسة ، البائسة ، اللي شبعت خرا ..لا حول ليهم ولا قوة وتسأل نفسك "هو حد بيخدم بلده ووشه عامل كدا ؟ "..

حتي اكتر حاجة انتا كنت فخور بيها في بلدك ، طلعت كدب ..طلعت اكبر منظومة فاسدة في بلدك ..طلعت منظومة عشوائية ماشية بالبركة ..ماشية بالتعريص زيها زي اي حاجة في البلد ..طلعت فساد في فساد ..

ابعدوني عن اي معركة سياسية ارجوكم ..ولكن الابعاد هنا تمس المنظومة الفاسدة ذات نفسها ..

____

عفواً خدمتي العسكرية ، طلعتي وهم زي اي وهم من افلام هوليود اللي عشت فيها ...

عشت في اوهامِك وسط خيالات لا تمس الحقيقة ..

والواقع اقبح ....

الجمعة، 4 أكتوبر 2013

للتوثيق (3) :- 30 يوم من العُزلة ..

تعرضت خلال هذه السنة للكثير من المشاكل والضغوطات النفسية ، قادتني إلي تغيرات فكرية وجسدية عميقة ، اعتقد ان ما يميّز العبد لله ، انه لا يستسلم بسهولة ..

ولذلك وبعد نفاذ كل الخيارات وكل المحاولات للنجاة من تلك الازمات والاضطرابات النفسية ، مع ملاحظة استمرار تغيّر حالتي بوجه عام للاسوء ، لم يتبقي لي سوي ان اطبق علي نفسي "نظام او حمية ما" ..

هي ليست حمية غذائية ، وانما هي عبارة عن نظام روتيني عبثي يمكنني تشكيله يومياً علي حسب مزاجي ، ولكنه يتضمن إطار روتيني لا يمكن الخروج عنه ..

مثلاً : يتضمن اليوم الواحد خلال هذا الشهر علي عدة اوامر او انظمة لابد تنفيذها ، ولا يهم متي يتم تنفيذها او كيف يتم تنفيذها وانما المهم ان تُنفّذ..وهذا ما يجعل الامر روتيني وعبثي في نفس الوقت ..

الحقيقة انها ليست المرة الاولي التي اطبق فيها علي نفسي حمية من هذا النوع ، من يرجع للارشيف بالمدونة إلي شهر مارس 2013 ..سيجد مقال بتاريخ الاتنين 18 مارس يسمي "فلسفة الاكتئاب" ، وسيعلم اني طبقت ذلك النظام علي نفسي قبلاً ...
كان تفسيري وقتها لحالة الاكتئاب التي اعيشها اني اتعبت نفسي كثيراً واجهدتها في محاولاتي البائسة لتحقيق ما أريده ، ساعياً بجِد إلي الوصول إلي ما ارتضيته لنفسي كفنان ...إذ كان عليًّ ان آخذ قسط من الراحة بسبب تعرضي للطاقة الملوثة والسلبية التي كنت في إختلاط شبه دائم بها ، وتعرضي لعدة انماط بشرية هدّامة منهم  "كارهي النجاح والإختلاف حتي وان كان الإختلاف فكري ليس إلا ، والمدافعين عن المنظومة بكل سلبياتها والنمط المعيشي الذي لا يرضي طموحي ورسالتي ، وبالطبع الآلات البشرية التي كانت تنتقدني وتحاول هدمي وزرع اليأس بداخلي"...
فقررت ساعتها ان اعزل نفسي عن كل شيء وعنهم بالتأكيد ..وابتعدت عن مواقع التواصل الاجتماعي - حتي التلفاز والراديو ...وكأني اعيش في قوقعة منعزلة عن العالم هذا ..وقتها قد قررت ان اعيش تلك الحالة لمدة اسبوع فقط ...وكانت عبارة عن إنعزال تام عن الواقع - والسباحة في الخيال والاوهام الجميلة ..

وبعد اسبوع شعرت بتحسن شديد ، بعد ان غطست في الروايات وكتب الفلسفة والتراث والصوفية والتاريخ الروماني وغيرها من الكتب التي تثير فضولي - والمزيكا والسينما بالطبع  - وبعض التمشيات في شوارع مصر القديمة ...

ولكن المصيبة التي حلّت عليًّ ان كل تلك الاشياء اصبحت معتادة بعد هذا الاسبوع من الانعزال ، وكنت لا ادرك ذلك ، فبعد هذا الاسبوع اصبحت اغوص في الروايات وكتب الفلسفة والمزيكا ومغيبات العقل كلها بشكل شبه يومي !! ...
وبعد عام من الضغوطات ، تراكمت المشاكل والاضرابات النفسية - وانا هارب من الواقع لا اوجهه - وفجأة كان عليًّ ان اواجه كل ما تركته وراء ظهري - بدلاً من الهروب عنه بالروايات والمزيكا وغيره من الاشياء تلك ...مما تسبب لي في أزمة نفسية ، ومادية ، وجسدية ..

يتحتم علي الآن ان اواجه جميع مشاكلي وازماتي واضراباتي ولا اهرب منها ...
وبعد ان اصبح واقعي خيالاً خلال تلك الاشهر التي قضيتها بعد هذا الاسبوع من العزلة ...

اصبح مُلزماً عليًّ الآن ان انخرط في الواقع ، ان اكون اكثر واقعية ، ان اعالج المشاكل التي تركتها وتراكمت عليّ ، ان انتبه لما فاتني ، وها انا احاول الآن ان اعيش 30 يوم اخرون من العزلة ..ولكن العزلة هنا ليست عزلة عن الواقع كما فعلت قبلاً ..وانما عزلة عن الخيال ..

قررت ان اعيش 30 يوم في عزلة عن الاصدقاء ومواقع التواصل الاجتماعي والروايات والكتابة الشبه يومية - بينما احاول الآن ان اعيش في خدمة كل الواجبات الروتينية التي هي بالطبع بالنسبة لي غير مقنعة ومقيدة ، والتي طالما كنت اتهرب من تأديتها وكان عليًّ ان اتمّها خلال هذا العام ولكني تركتها تتراكم...المصالح الحكومية ، والتجنيد وما إلي ذلك من تلك الاشياء التي يجب إتمامها "كعبد" للمنظومة الفاشية تلك ...


يمكنك تسمية ذلك "فوز بجولة جديدة لصالح المنظومة والمجتمع والواقع العفن" الذي انا في حالة حرب شبه دائمة معه ..ولكني اعتقد انه مُعسكر ليس إلا ...لإعادة تأهيلي كي استطيع مواجهة الواقع العفن هذا ...
احاول الآن اكتساب بعض المهارات المهنية والتعليمية وغيرها التي تسمح لي بالولوج إلي عالم الماديات هذا ولكن دون التأثر به ، ودخولي سوق العمل فقط من اجل مساعدتي في تحقيق اهداف تخدم رسالتي وتخدم فنّي ، وذلك بعد التعثّر المادي الذي اواجهه الآن ...واحاول حالياً ان اجد فرصة عمل روتينية إنتهازية ، وان اترك العمل بالفن مؤقتاً ..كما اني حاولت الابتعاد عن الكتابة والتدوين خلال هذا الشهر ، ولكني فشلت ..

كنت اتمني في هذه اللحظات ان اجد شخص بجانبي يخفف عني قليلاً ولكني اعلم جيداً ان ذلك سيكون مصدر تعاسة بالنسبة له وعليَّ ان اخوض معركتي وحيداً وان التحف بالصلابة والقوة ...

علي اية حال لا بأس بذلك كله ...فلابد للفنان الذي اتخد عمله في الفن ، من اجل الفن ، وللفن فقط وليس سعياً وراء الكسب ..
لابد له في مصر ان يكدح ويطلع تلاتة دين ام اللي جبوه ! ..

واللهم اعنا علي الازمات النفسية المُقبلة ...وخلصنا من هذه الازمة النفسية الحالية والتعثرات المادية ...

________

الصورة المُدرجة  الفنان الكاريكاتيري "أنديل" ...

وقفة مع الاشياء ...

علمتني وحدتي ان "العالم لا يهتم لأحد " ..
علمني إكتئابي ان "لا اهتم للعالم " ..
علمني حُزني ان اكتب ..
علمتني اللحظات السعيدة ان إغتنمها في افضل صورة فهي غير باقية ، قليلاً ما تأتي ، سريعاً ما تختفي ..
علمتني امي ان اعيش في ذُعر ..
علمتني المصالح الحكومية ان "نهاية هذه البلد لن تكون سعيدة علي الإطلاق وان القادم اسود غامق "
علمتني مدرستي ان اكون غبي ..
علمتني جامعتي ان اكون اغبي ..
علمني وطني ان الوطنية هي اقبح الصفات ..
علمني فنّي ان احيا او احاول"البقاء حياً" ...

إلي متي صمت الإله ؟ ..
لماذا لا يستجيب لندائاتي ؟ - لماذا لا يستجيب لصلواتي ؟ ..
 هل هو مشغول بعالم آخر خلقه في ستة أيام ؟ ..

كل هذا الالم ، كل هذه المعاناة ، كل هذا العذاب ...
عَلَى مَرْأىً وَمَسْمَعٍ مِنَ الإله ، وملائكته ، وشياطينه ..

ولا شيء ...سوي الصمت ..



الأربعاء، 2 أكتوبر 2013

مصر مصرتني - إعادة نشر - مختارات شهر مارس ..

اعجز عن تفسير التاقض الذي اشعر به في داخلي..تارة تجدني امسك مصحفاً وتارة تجدني امسك كأساً  ..نبهني الكثير من اصدقائي الي انه يجب عليّ ان احاول الاستقرار علي جهة  ..والثبات علي ضفة او طريق واحد ..ونعتني بعضهم بالتلوّن والتناقض والتذبذت والتردد ..وانا اثق فيهم فأنا أعلم مدي حُبهم لي..بعيداً عن اولئك المزايدين سواء من المتدينين المنافقين او من الفجرة التافهين اصحاب العقول التي تحركها الشهوة ..كلٌ منهم في محاولة ان ينال مني ويلتف حولي ليجدني علي الوجه الذي يعجبه ..وان وجدني علي وجه لا يعجبه- يظل ينتقدني..وكأني مصدر تسلية شخصية له - لماذا لا يرضي بي كما انا وحسب.. مع ذلك لم اعد اهتم لهم ..ولكني دائما كنت احاول ان افهم نفسي .. ولمَ هذا التناقض الذي بداخلي ؟..كنت اجلس اليوم في مقهي اشرب القهوة واقرأ احدي الروايات وكنت اراقب حركة المارة ..فوجدت فتاة كاملة الانوثة والاثارة ..فكنت ادقق في النظر اليها وهي تمشي بدلع ومرقعة وكأنها تتمايل مع الرياح محاولةً بنجاح مغازلة الناظرين ولفت الانتباه - بهذه الكات ووك ..فظللت انظر اليها من اسفل قدميها حتي اعلي رأسها ..عندما نظرت اليها من اسفل كانت مأنتمة مع عمرو دياب وكلما ارتفعت لقيتها مأنتمة مع عمرو خالد ..تناقض عجيب بين الانوثة ومحاولة اثارة الناظرين كالقطة الدلوعة وبين ما تلبسه علي رأسها من باب التدين وكدهوّن ..وهذا احدي اساليب التناقض الشديد...دعكم منها ، هذا ليس كل ما رأيت من تناقض ، فبعد ان مرّت تلك الفتاة المثيرة - فما لبثت في محاولة لان ابعد نظري عنها حتي فوجئت بفتاة اخري لم ولن ولع ولجلج اجد في رجولتها احداً قط ..اسف علي النظرة العنصرية تلك ..ولكن ما احاول لفت الانتباه له انها كانت لا تهتم بأنوثتها اطلاقاً ولا تراعيها بل كانت تفتقر الي النظافة الشخصية حتي ! - ونظافة الملبس ايضاً ..ما هذا التناقض الغريب في هذه البلد المحروس "مِصر" ! ..

بعدها قررت ان اذهب الي المنزل وسط ضجيج وعشوائية وازعاج كما اعتدت فظللت اسب والعن اليوم اللي جابني في البلد دي - بالاضافة طبعاً إلي اللون الذي لا اري سواه في شوارع القاهرة نهاراً - وهو اللون الاصفر الباهت - لا اعلم ما سببه - هل التراب ام العوادم وعدم النظافة البيئية والتلوث البصري ؟ - لا اعلم - كل ما اعلمه اني مُنذ ولدت وانا أري هذا اللون نهاراً - فهذا اللون مزعج بشدة بالنسبة إليّ..
وبعد عدة امتار وقد اقتربت من منزلي وجدت نسيم جميل - واحسست بالهدوء والسكينة - وقابلت الكثير من المعارف والاصحاب كبار السن وصغار السن ممن يذهبون الي الجامعة او الشغل وكانو كعادة المصريين يقابلونك بحميمية شديدة "ايه ياحُس - ! ازاك أحُسني ! ايه يا شقيق رايح فين؟" ..من الصعب ان يعاملك الناس هنا في مِصر بأسلوب "جاد" - ولكن هذه هي ميزة تلك البلد "العِشريّة" ...

شعرت حينها بشعور غريب ...شعرت بدفيء وبرود ..ضجر وإستياء من البلد وسعادة في نفس الوقت وشوق وحُب لها ! ..ما هذا العبث ! ما هذا التناقض وكأن نفسي المتناقضة تحاول ان تجد لي مُبرر لتناقضي وتخبرني اني فقط اتأقلم مع طبيعة البلد المصرية ..واني مصري اصيل ..

- التناقض الذي بداخلي يعبّر عن عدم انتمائي لأي شيء غير هذه البلد..بحثي عن الحرية يحُثُ عليَّ بالتمرد علي كل الاشياء التي تحاول سرقة مصريتي مني ..انا مصري ..انا فقط انتمي لنفسي ..انتمي للبشرية والحياة ....ولمصر...شأني كشأن الكثر من شباب مصر ..يفكرون بحرية تامة - محاولين البحث عن الحرية في تلك البلد وفك القيود المجتمعية والدينية الغير صحيحة والغير مُقنعة بالنسبة لهم - ولذلك كثيراً ما يقعون في التناقض - الذي هو من سمات البلد - ومن سمات الشخصية المصرية" ..

الاحرار يولدون في هذه البلد ، يورثون الحرية فيها ويورّثونها لاجيالٍ لاحقة - حتي وإن لم يحصلو عليها - قرأت مقولة في معناها انه "ليس شرطاً ان تكون حراً حتي تحلم بالحرية - فأغلب كتابات المساجين عن الحرية"  ..

نحن ابناء هذه البلد ، نعيش من اجل مصريتنا - نحاول البحث عن الحرية التي طالما مارسنا الحُب معها في مخيلاتنا وافئدتنا ..

الثورة !

هذه مجرد بداية فحسب !

الثورة تتغذي وتستمد طاقتها من "مصريتنا" ...نحن شعب جيناته تعرف معني الثورة والحرية جيداً - ولذلك نبحث عن حريتنا منذ ولادتنا - نمارس الحرية المصحوبة بالتمرد والتناقض- في حُب مصر ...


الثلاثاء، 1 أكتوبر 2013

ذهان مصاحب للحشيش لا مؤاخذة ..

يارب إبعدني عن الكتابة والتصوير ! ، عالجني من "الهوس بالفن" ، كرّهني في السينما ...تلك اشياء تغزّي حزني ، ترادف وحدتي   ، وانا الصراحة تعبان ..

انا تعبت من الحاجات اللي نفسي فيها وعمري ما هاخدها ، وانا مدرك كويس اني عمري ما هخدها ..
تعبت من الوحدة ...طريقي مُظلم وملييء بالوحدة ...وعشان كدا انا حابب اتغيّر !

سوف اكون نمطي ، وغير متحرر ، سوف اكون آلة - لا تشعر ولا تفكر ، سوف افعل كما يفعلون بالظبط ، سوف اعمل في احدي الشركات الكُبري ، بمرتب كبير ، سوف اكون مواطن صالح ، وطني ، نافع للمجتمع والناس ، ,وربما سأصبح يوماً ما "معرص كبير" ، طبعاً دا مستوي عالي يصعب الوصول إليه ، ومحتاج مثابرة وجِد وإلحاح شديد في إثبات تعريصك ، مش هقدر اوصله دلوقتي ، ولكن هحتاج لوقت ، بس ربنا هيكرم ..

اصل الفن دلوقتي مبيجبش همه... ربنا بتاع المجتهدين ، وانا قررت ابقي من المجتهدين ...

ربنا بيحب المعرصين ، والكدابين ، والغشاشين ، والمنافقين ، واصحاب الثروات ، والمنتفعين ، والانتهازيين ، والتافهين ..ولذلك هما "كبار واصحاب نفوذ وسلطة"  في هذه الدنيا..

وفي نفس الوقت بيشتم فيهم في قرآنه ..

ولكنه بيكره الصادقين ، والمتحررين ، واصحاب الرسالات...ولذلك هما معذبين في دنيته ، وملهمش قيمة ...

اكتر الناس اللي ربنا بيكرههم بقي هما المتحررين دول ، لان ربنا اصلاً ضد التحرر ، لازم يقيّدك ، هو عارف مصلحتك اكتر منك ، عارف انك لو أُطلق صراحك هتبعد عنه...

كمان هما السبب في الخراب ، هما اللي عايزين يغيّرو العالم ..شايفين كل حاجة سودا ...
وطبعاً دا بيبيّت المواطن البسيط زعلان ...واهم حاجة نفسية المواطن ...
هو اصلاً ربنا ضد الحرية ، ضد الثورة ..

بس ازاي ؟ ..

دا قرآنه كُله ثورة ! ..

دا عشان اعبده لازم اتحرر من كل القيود ، لازم مكنش عبد غير له ..

لازم انا غلطان ! ..

اه حقيقي انا غلطان ..

هو تقريباً مش مسئول عن كل العبث دا ..

هو مش مسئول عن اي حاجة بتحصل هنا ، هو بيتفرج علينا من بعيد ..في صمت ..

لا لا هو مش بيحب المعرصين ، والكدابين ، والغشاشين ، والمنافقين ..
ولا المنتفعين واصحاب الثروات والرأسمالين والتافهين ..انا كنت غلطان ..

الناس هية اللي بتحبهم ...وعشان كدا هما خلوهم في المقدمة دايماً ..

وقررو انهم يبقو في مؤخرتهم ، محشورين فيها ، لحد ما هيفطصو ..

طيب الناس ازاي تحب اللي بيستعبدوهم ، وبيسلبو اقل حقوقهم ؟ ..

اكيد مش الناس اللي تسببو في هذا العبث ...

اومال مين المسئول عن العبث وغياب العدل ...

اكيد انا ! ..

انا اللي دماغي تعبانة ..

انا اللي شايف العالم الجميل دا وحش ، وشايف الواقع اللطيف دا وحش ، وشايف المنظومة العالمية الجميلة دي وحشة ، التعليم زي الفُل ...وكمان الشغل ، الشغل هنا جميل ، مفيش اجمل من انك تشتغل عشان الفلوس ..
ولا الفن ! والوسط الفني ......دول فعلاً بيقدمو فن هادف ..حياة الانسان المعاصر جميلة يا جماعة ، مفيش احسن من انك تكون آلة ، او عبد للماديات ...او معرص كبير ..دي كلها مناصب حلوة بس انا مش واخد بالي ...

لأ - لابد ان انا السبب ، انا اللي ظلمت الناس ، وظلمت ربنا ..

يا جماعة ربنا والناس ملهمش غير بعض ...

ربنا بيقف جنبهم ، لما يحتاجوه ...

طب لما بحتاجه انا ؟ ..

بيسكت ..

ايوا بيسكت ..

محدش يستغرب من السكوت دا ! - دا اكبر دليل علي ألوهية ربنا ..

اصل الموضوع بسيط ، انا شخصياً ممكن ابقي إله ..

يعني هو الإله بيعمل ايه ؟ ..

عايز تبقي إله ، اقعد في مكان واختفي فيه ، واكتب كتاب ..قول للناس فيه عن جنتك ونارك وملايكتك ..
واقعد ساكت ...متعملش اي حاجة ...اتفرج علي العالم وهو بيتحرق ..

صحيح انا غلطت تاني ، العالم مش بيتحرق ، الناس هية اللي بتحرقه ، عشان المتدينين ميزعلوش مني بس ..

واه صحيح ، دا الناس مش هية اللي بتحرقه ، دا امثالي اللي عايزين يحرقوه بأفكاري المتحررة المتعفنة دي ..عشان المعرصين والانتهازيين والرأسماليين ميزعلوش مني هما كمان ..دول لهم دور كبير في المجتمع ولازم نحترمهم ..دول بيقدمو اللي انا معرفتش اقدمه انا وامثالي ... دول يا جماعة فاتحين بيوت - فاتحين شركات كُبري - وعِمالة وغيره - ومالين بفلوسهم البنوك - بينعشو الاقتصاد - دول ملهمي النجاح لكثير من الناس - دول مواطنين صالحين ووطنين ...مش يائسين وتعبانين زيي كدا ...

اما انا بقي هلبس الحرية اللي بدوّر عليها وبنادي بيها "في مؤخرتي"  ..واسكت ..معرفش ليه حسيت ان مؤخرة لايقة علي الفونت ال Bold اكتر من طيز ..

الفلوس هي الاله الحقيقي للكون - بس محدش عايز يعترف بكدا ...عشان خايفين نقول اننا بنعبد حتة ورقة ..زي الجاهلية بالظبط ما كانت بتعبد صنم ..

لكن ! ..

احنا بقي متعلمين ، ومثئفين ، ومفتحين ...








الجمعة، 27 سبتمبر 2013

اكثر ما يقلقني في هذا العالم ..

اكثر ما يقلقني في هذا العالم المُفجع المثير للذُعر ...

انني لا أعرف لمَ جئت ؟ ، كيف أرحل من هُنا ؟ ، وكيف اتخلص من أزمتي الوجودية ؟ ، هل اصدق كتب الدجّالين من اقصي وَهنُ جمهورية افلاطون الغابرة حتي أدني عدمية نيتشه".. ام اصدق توراة الشيخوخة الملبّدة بالضغينة وإنجيل الرازحون في الإنخطاف الزائف وقرآن الوهم الاخلاقي المتبلّد ؟ ...

هل اصدق نفسي ام اصدق تلك الآلات البشرية ؟ ، هل اتحول إلي آلة مثلهم ام اتحرر إلي وهمي ؟ ..
متي النهاية ؟ ، كيف لي أن أُقابل الرحيم ؟ ، وماذا سأقول له ؟ ، ما الحُجج التي يمكنني ان اتفوّه بها وقت حسابي ؟ ..

هل اقول له اني كنت نائم طوال الوقت لا ادري بما يجري حولي ؟ ، ام اقول له انّي قضيت السنين الطوال مسطولاً ...مُصمتاً بالمعاناة من الداخل ! ..غيّبت عقلي لكي لا اشعر ؟ ..

هل يكفي ان اقول له اني افنيت اثنان وعشرون سنة من عمري في سماع المزيكا وقراءة الكُتب والتديُّن بالفن ؟ ..هل اقول له اني كنت اقتل تلك اللحظات التعيسة التي تمر عليَّ ها هنا بالإبتسامة البائسة وتلك النباتات .. في محاولاتٍ زائفة للوصول إلي الإنتشاء واللذة وقتل الشعور والالم ؟ ..

هل اقول اني كنت اعبث واتمرد طوال تلك الفترة ؟ ...
هل اقول "ظننت اني هُنا عن طريق الخطأ ؟" ..
هل اقول اني انتظرت طويلاً حتي يحترق هذا العالم بكل ما فيه ؟ ...

ماذا لو قُلت اني لم اجد الراحة يوماً ؟ ..
او اني لم اجد الحُب ؟ ، لم اجد الطمأنينة ؟ ، لم اجد السلام ؟ ..هل يشفع هذا السخف كله ؟ ..
او اني لم اجد اللمسة التي تشفي صدري او الحنان الذي يسمح لنور الامل بالتغلغل إلي داخلي وتفريغ المعاناة بإشباعٍ لطيف ممزوجِ برائحة الحريم ! ..

ماذا لو صرخت في تلك التماثيل التي احيا معها "بأني لم اجد لفنّي عليّ سبيل" ..
او همست في آذانٍ لا تسمع وقولت "احتاج إلي شخص اتحدّث معه ، او ان أصمت معه" ...

هل ينفع كل هذا الضعف مع ذو القوة ؟ ..

ماذا لو قُلت ان

اكثر ما يتعبني محاولاتهم بإستماتة في ان أصبح آلة مثلهم ، ان امتثل إلي قوانينهم المُكبّلة المُجحفة ...كل هذا لكي

لا اشعر ...لا اعقل...لا أُحب..لا أُفكّر...وكأنها اشياءٍ ممنوعة ..

لكي ابحث عن معني في اللا معني ..انتمي للخفاء والواقع "الاصفر باهت" ..كما لو كنت مضطراً ان اخالط التروس البشرية ..ان انخرط في طاحونة جمع الاموال ...ان اسقط باحثاً عن سعادة واهية ، وإستقرارٍ مثقوبٍ بقضيبي ...ان اواجه اللغط الحادث حولي في ممارسة رياضة الجنس ...في إشباع زينة التكاثر ...

كما لو كنت لا شيء ..أعيشُ في إذعان الإرتياب ...احاول التكيّف علي الاستيطان المادي ...وان ألهث وراء الموت ..
ان افحم قلبي بالقسوة ..واطعمه الجمود والشهوة ...

ماذا لو ظللت انتظر تجليات ربي ؟ ونفحاته ؟ ...انتظر رحماته ...

عندها سوف اموت ظمآناً بالحسرة ...وبسُخرية القدر ...






اللوحة الفنية "المَذْعُورون" للرسّام العظيم جيرالد سكارف ...

الثلاثاء، 24 سبتمبر 2013

نبذة بسيطة عن الزواج في مجتمعاتنا - المُسمي بالشرعي - "فقهية وجودية" ..


افشل مؤسستين في مجتمعنا هذا - هما "التعليم والزواج ...مما أدي إلي فشل مجتمع بأكمله...ذلك بأن كلاهما مرتبط بالمرأة ..وقد ناقشت من قبل كيف ان المرأة هي وعاء المجتمع ، ان فسدت ، فسد المجتمع ، والعكس صحيح " ولا حاجة لي بإعادة شرح تلك النظرية ...

ايضاً لن أتحدث في السياسة ..ولن اتحدث عن فساد الحُكّام ...إن كان التعليم هو مسئولية الدولة ...فالزواج مسئولية الافراد والمجتمع...وفساد مؤسسة الزواج لا يقع علي عاتق الدولة او الحكومة وانما علي ما أظن - علي عاتق افراد المجتمع الغير أخلاقي ذاك ..

لماذا أغلب الشباب لا يريدون الزواج ؟ ، ولماذا فكرة الزواج في مجتمعاتنا فاشلة تماماً ؟ ..
لان العلاقة بين الرجل والمرأة تحدد طبيعة الزواج وانواعه ...بعض الشباب لا يريد ان يسخر من عقله ، او "يضحك علي نفسه" بالتعبير الدارج ...

المجتمع جعل الوحدة الزوجية قائمة علي الوحدة الطقوسية فحسب ، لم تكن مشكلة المجتمع في إنهم جاهلين وانما لا دينيين ...ولا اخلاقيين ..

المُصيبة هي انهم اتعبو أنفسهم كثيراً في دراسة أصول الفقه للزواج ، وايضاً الصور الطقوسية للزواج ...واهتمو بال"نيش" ، بال"شبكة" ، بال"مهر" ، بال"جهاز" وما إلي ذلك من المقيّدات الشكلية التي تدل علي ضحالة فكر أهل الزوج والزوجة والمجتمع أجمع ...ولكنهم لم يفكروا يوماً في أن يتعلمو أهم مؤسس للوحدة الروحية وهو الحُب ..

مما يُلزم علي الاب والام الابتعاد تماماً عن "قرار الزواج" ويتركوه للأبناء - مجرد تدخلهم في تفاصيل شكلية لا يتم الزواج إلا بها كافياً لطردهم من ناصية الزواج ، بل اكثر من ذلك ، ينبغي ان يُشدد عليهم ببعض القوانين المُلزمة ، بحيث ان من يربط تلك الاشياء التافهة بزواج "قلبان " او "جماع عاشقان" ..يُسجن او يُفرض عليه عقوبة قانونية...نتيجة لإفساده مؤسسة وجودية مُهمة "الزواج" ..

الحقيقة ان المُشكلة ليست دينية ولا مادية وانما افراد المُجتمع هم من يلهثون وراء الماديات والشكليات اللا أخلاقية تلك  ..أرجوك دعني أشرح لك لما انا قاسي بهذا الشكل علي الآباء والامهات ..
______

لم تكن المسألة في الزواج ابداً في تأدية طقس معيّن "من كتب كتاب ، فرح ، شبكة ، دخلة ، معازيم " وما إلي ذلك من المظاهر التي تزعجني بشدة ..جعلتني اكره حضور حفلات الزفاف...الاصل في إجتماع زوجين هو ان يكون "زواجهم" ذلك يُخصب شيئاً في وجودهم ، "ما اقصده بالوجود هو عالم الانسان وحياته" ... اقصد ان الزواج شرطه التوّحد كالذي نراه في الطبيعة ...ينبغي ان يكون مبني علي "إنسجام ، وتوأمة" وليس مبني علي "مصلحة سواء جنسية او مادية" ..

وإن لم يحمل تلك الصفات فينبغي ألا يسمّي زواجاً علي الإطلاق مهما عقد قرانهما "مأذوناً او اقر المجتمع بزواجهم ، ومهما حضر زفافهما الآلاف ..حتي وإن قام بإلتقاط "صور" زفافهما امهر مصور ..وابتكر لهما اجود الحركات في "جلسة التصوير" ..

العلاقة بينهما لا أخلاقية ، غير شرعية أمام الله ...فهي علاقة اجتماع أجساد فحسب ..بينما ان كانت العلاقة تُكمّل وجودهما وتزيد تناغمهما مُحالة إلي القلب ... عن طريق ما يعرفه القلب ويدرك لغته جيداً وهو "الحُب" ، تلك العلاقة ان كانت قائمة علي الحُب الافلاطوني وليس علي حُب المظاهر والشكليات ، تصنع مؤسسة صغيرة او مجتمع صغير ناجح داخل مجتمع كبير فهما يسميّان بالزوجين حتي وإن رفض المجتمع والناس والمأذون والمصوّر والنيش وطاقم الجيلي زواجهما ...وفي تلك الحالة سيكون مأذونهما هو طبيعة العلاقة من مودّة والإنسجام والتناغم ، ويكون زفافهما هو حبهما ..

ان كنت تسأل "كيف لي أن احكم علي "الزواج" في مجتمعنا بأنه غير شرعي ؟" فدعني اولاً أتحدّث عن الاوعية الثقافية للزواج بإختلاف أشكالها :

- النوع الذي تحدثت عنه القائم علي الحُب هو ما أسميه بزواج العشق ، وهو وحده الذي يوصل إلي وحدة وجود بين رجل ومرأة ، حيث يتحول به الاثنين إلي واحد ، ويتعلّق به وجودهما ...يكمّلان اهدافهما الحياتية معاً ، ويبنيان مؤسستيهما الناجحة والقادرة علي تغيير العالم اجمع إلي الافضل او إنبات ثمرة قادرة علي إحداث ذلك التغيير المنشود..وحتي إن لم يستطع هذين الزوجين بأن يُقيما زفافاً ، بسبب تقاليد مجتمعية مُكبّلة ، وصعوبات ما في الزواج ...وحتي إذا لم يأذن بزواجهما مأذوناً ..فهما زوجيّن شرعيّين من رأيي ، هذا ما أُسميه عقد قلب وليس حُلية ومهر..ولا حاجة لمأذون او آباء وامهات ومعازيم ...

- النوع الثاني وهو الاغلب في مجتمعاتنا هو ما أسميه بزواج الحاجة "النمطي" : وهو يؤدي إلي معني وظيفي تدبيري ، وهو يجمع ما بين السكن الجنسي والنفسي  ، ولكنه يؤذي بشدة معني روّحي قيّم موجود في "زواج العشق"..ايضاً هو عُبارة عن ضغط مجتمعي لكلا الرجل والمرأة ..ونوع من النمط الحياتي الذي نعيش فيه ...ومن دوافعه : خوف المرأة من ان يُطلق عليها إسم عانس ، ولجوء الرجل إلي حياة واهية تسمي بحياة الإستقرار ..وفي هذه الحالة اعتقد انه هروب من تحقيق بعض الاهداف والاحلام الدنيوية لكلا الجنسيّن ...فدائماً عندما تتحدث إلي احد المتزوجيين بشكل نمطي تجدهم يحدثونك عن أحلامهم السابقة واهدافهم الدنيوية التي تركوها من أجل الزواج والاولاد ، وكأن الزواج هو المهرب الوحيد من يأس تحقيق الاحلام في هذا المجتمع ...

- والنوع الثالث موجود يسمي المتعة والميسار دون علمٍ منا : يكون في تلبية حاجة جسدية إرتضاها الطرفين "كالسكن الجنسي" ...وهدفه عدم تعثّر الذات في كبتها الجنسي ..وهو إحدي حلول الشباب للحصول علي حقهم في ممارسة الجنس ..العرب قديماً اسموه سفاح ..لانك تسفح ماءك فحسب ..ماء علي ماء ليس إلا ..للأسف تشرعه اغلب المذاهب ...وانا اسميه بالدعارة المقننة....لانه ليس إلا ابتغاء جمال انثي ، حباً في جمالها ، وإبتغاء مال رجل ، حباً في ماله ، غير قائم علي الحُب والمودة والرحمة ، وتلك ادني انواع العلاقات ...ومما يساعد عليها هم الاهل للاسف ..في وهم التعفف ..وقتل العنوسة ...

- كما ان هنالك بعض الانواع للعلاقات الغير قائمة علي الزواج قد تكون اشبه بالنوع السابق ولكنها مرفوضة في مجتمعاتنا ولكن مقبولة في المجتمعات الاكثر إنفتاحاً وهي ان تكون العلاقة بين الرجل والمرأة قائمة علي الإعجاب ..وقد تكون مبنية علي شهوة الحب في بعض الحالات ، ولكن بدون زواج شرعي اقصد زواج قلبي ، كالنوع الاول..يأخذ طرفا العلاقة حاجتهما الجنسية بدون خداع ...

إذاً المسألة ليست في حضور المجتمع والناس ، وليست في حضور المأذون ، وليست في حضور النيش او غيابه ، ليست ايضاً في شبكة وشقة وعفش ومهر ، ليست في كلمة بابا وكلمة ماما ......

وإنما هي إختيار قائم علي حضور المعني او عدم حضوره ، ما هو معني الزواج  ..وما هو هدفه  ..هدف ومعني يحيلان الزواج إلي العشق ..مقيّداً الجسد بشعور جمالي بين الطرفين ..في علاقة حميمة تلمس الروحيّن مع الجسديّن ..

ايماناً مني بفلسفة جورج سنتاينا في ان القيم تعود إلي الاس الجمالي ، فإن طبيعة العلاقة هي التي تحدد ما إذا كانت تسند قلبك وتنوّر روحك ..

عندها يمكنك تحديد معني الزواج ..طالما هو قائم علي التوّحد الروحي حتي وإن ذاق التراجيديا والتعثّر المادي ، العشق اصلاً بدون تراجيديا لا يمكن ان يبلغ قيمته الوجودية والحياتية ..

- اري العلاقة القائمة علي الحُب الذي وصل إلي حد العشق اكثر شرعية لانها دائماً ما توصل إلي فكرة الإندماج مع المتعالي لكارل ياسبرز ، كي يكون موجوداً حقيقياً ، او لأجل إنجاز وجوده ..فما لا يقوم علي الحُب يكون مبتذلاً وعدمياً ...فالاتحاد الجنسي دون حُب هو إتحاد زائف اسميه في شريعتي بالزنا - يؤثر بالسلب علي وجود الرجل والمرأة بل والعالم كله ..وهو ما نريد ان ننتهي إليه في عدم شرعية الزواج الذي يقوم عليه ..

لاتحاد مع المتعالي يمكن ان يوصلك إلي الله ، الجميل ..وهنا أسمي قيمة وجودية في هذا العالم ، في تلك العلاقة القائمة علي القيّم الجمالية... تصل بك إلي الاتحاد مع المتعالي والتي قد تؤدي إلي فهم اعمق لله ومراده ..

خُلاصة الامر ان الزواج القائم علي المال ، والكبت الجنسي ، والمسكن ، والخوف من المجتمع ، والخوف من كلمة عانس ..هو زواج غير أخلاقي غير شرعي ...

الواحد هو الحُب ..اللانهائي هو الحب ..نُفخ فينا من الحُب ...لماذا لا نُحيل زواجنا إلي الحُب فقط ؟ ...



الاثنين، 23 سبتمبر 2013

الحلال والحرام - فقهيّة وجودية ...


لنتحدث قليلاً عن الحلال والحرام ...

كنت اجلس كعادتي في احدي المقاهي وسألني احد الاصدقاء "هية المزيكا حرام ياحُسني ؟" ..

السؤال في تكوينه خاطيء تماماً ، والأوّلي ان يكون "هية المزيكا حلال ؟" ...
هذه البداية قد تكون نهاية لهذا المقال ، اذا استطعت فقط ان تستنبط "المقصود" من السؤال الثاني ...وبذلك لا تحتاج إلي قراءة الباقي ..

____________

لندخل إلي الموضوع ، مبدئياً كلامي لن يعجب اثنان ، المتديّن وبديهياً لن يقبل هذا النمط الفكري البتة ، وسيأتي بألف دليل ودليل ليثبت حجته ...وايضاً من يكره الفلسفة فسيجد الكلام كله "مجعلص" .....وانا لا اجد ادني مُشكلة معهم ، بل علي العكس ...احترم آراءهم ...لانني لا اكتب بحثاً عن صواب او خطأ الافكار المطروحة ...وانما فقط احاول طرح موضوع حسّاس كهذا للنقاش العام من باب الخروج من تلك الدائرة المُغلقة التي طالما قيّدتنا ...ومحاولة لإعادة صياغة بعض الافكار المتوارثة بحكم التقاليد الدينية والمجتمعية ..

كما ان السؤال عن حرمانية شيء جميل "كالمزيكا والفن" يثير غضبي جداً ...

لنترك مسألة ما اذا كانت "المزيكا" حرام ام حلال ، ولندخل بعمق في ما هو أعمق من ذلك "الحلال والحرام" نفسه ..

سوف نناقش الحلال والحرام من الناحية الوجودية الاسلامية ...والتي بالطبع تقع بموازاتها "ان الشريعة التي لا تمنح الانسان شيئاً ، فإنها ليست حقيقة" ...وان تلك النظرة الدينيه تحيل الشريعة إلي محددات ثلاث وهي "الخير والحق والجمال" ..

كل ما هو خير ، وحق ، وجميل ..هو بالطبع شرعي ...وكل ما هو شر ، باطل ،و قبيح هو غير شرعي ...

ما يمّيز الفقه الوجودي او النظرة الوجودية للنصوص الدينية عن الفقه التقليدي الذي لا يعترف سوي بال"نصوص" ، ان الفقه الوجودي يحيل مسئلة الحلال والحرام إلي الوجود ..وما يحال إلي الوجود يُحال ايضاً إلي القلب ...اذ يمكنك عن طريق القلب ان تميّز المحددات الثلاث التي ذكرتها ..وبذلك تحيل ما هو شرعي إلي قلبك ...وتترك الامر في تقييم الفعل في قبحه او جماله رجوعاً إلي مفردة الوجود او إلي الطبيعة ودلالتها ..وهو ما يعطي لهذا المفهوم منزلة الاس المعرفي في التشريع ...سواء في الحلال والحرام او بديلهما ...لذا كانت آيتنا في الفقه الوجودي هي "أفمن يخلق كمن لا يخلق" المعتمدة علي الوجود ..وليس آية الفقه التقليدي المعتمدة علي المعرفة "هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون" ..

ما احاول ان اشير إليه في مقارنة الفقهين الوجودي والتقليدي المعتمدين علي الآيتين التي ذكرتهما ... ان ما يحقق الوجود هو "شرعي" ، وليس ما يؤكده النص ..لان المعرفة في الاية الثانية لدي الكهنوت... والمعرفة هنا هي النص لا غير ..
ما يميّز الوجودي انه حياتي ، لانتمائة لغوياً للارض والانسان وحياته ..وهو يحدد علاقة الانسان بالمحيط المسمي "الحياة" ...
بمعني اسهل "ان ما يحقق الوجود فهو قريب للانسان ، وما يسلبه منه بعيداً عنه  ..كما انه بعيداً ايضاً عن النص وهذا ما سأشرحه في الفقرة التالية :

نجد ان النبي لا يعود إلي نصاً ما ـ قانونه انسانوي - نصه هو وجوده ..وهذا ما جعل فعله يمثّل نصاً بذاته يتخذه رجال الدين من بعده قانوناً ..لذا تجد ان النبي كان يصدر في قيمه الكُبري "افعاله التي تعد نصوصاً الآن" بدون تدخل من الله ..وانما ذاته تكفيه ...ولذلك فهو لا ينطق عن الهوي ..اذ ان كل افعال النبي كانت إنسانوية ووجودية يحيلها إلي قلبه وبالتالي فهي بطبيعة الحال محالة إلي الله وكأنه ينطق عنه ...قد تختلف معي في هذه الفقرة ومضمونها وكيف اني أحلت افعال النبي إلي مقاصد الله ..ما اقصده ان النبي يفعل كل ما هو يحقق ذات الانسانية وليس ما يحقق ذات الله ، لان الله لا يحتاج إلي ان يحقق ذاته بنا او بالنبي ..وذلك ما سيتم شرحه لاحقاً ...

المُهم في هذا كله اننا نأخذ أحكامنا عن النبي ، ولكن النبي نفسه لم يفعل ذلك عن أحد ..وهذه قمة الوجودية ...بحيث تكون قاعدته الاساسية في التشريع هي ان كل ما لا يمنح وصالاً للمعني سواء افعال ، ظواهر ، مواقف ، فنون ..فهو قبيح عدمي ..وكل قبيح في شرعة النبي هو حرام ...لذلك فإن الاحكام التي لا تحقق معني وجودي للذات ولا تحقق وجوداً ولا تؤثر بشكل اكمل واجمل في الانسانية ، فهي فطرياً باطلة حتي لو وُجد ألف نص ونص ...لان النبي ونصوصه جاءو لاجل ذلك المعني الوجودي للذات وتكاملها ...وتشابهاً بالإله ...

بمعني ان الانسان بالوجود يتكامل ، كما ان الامر المُجدي للذات هو حلال مهما قال رجل الدين ومسجده بحرمانيته ...
ويمكننا قياساً علي ذلك ان نستعير عن منطق المدرسة التعبيرية في "الفن" مقولة "علينا ان ننسي كل القوانين ، روحنا وحدها الانعكاس الحقيقي للعالم" ...

________

تحليل وتحريم الفعل والشريعة بوجه اعم عند بعض المذاهب ورجال الدين ليس إلا قانوناً للحرمة والحرام والتحريم... هذا ما اسميه بالشريعة الكهنوتية والفقه التقليدي ...كانت الاصالة معهم في التشريع هي التحريم او قائمة علي الحرمة ...عكس اصل النص الذي يقولون به نقلياً عن النبي في حديثه " كل شيء لك حلال حتي تعرف انه حرام" ..ايضاً في نص اخر "واحل إليكم اكثر ما حرّم عليكم " ...

 ان الحلال والحرام او الشريعة ليست سوطاً او قيداً او سجناً ...ليست مُتعلقاً إلهياً، فهي لا ترتبط كما نظن بالله وألوهيته ...وانما متعلقاً إنسانياً ...يرتبط بالانسان وانسانيته ...لا يريد الله ان يخلق عبيداً وانما أحراراً يعبدوه ، لا يريد الله ان يكون إلهاً بالانسان ..فهو غني عن كل ذلك ...فوجوده أصيل مُطلق وانما نحن من نستمد وجودنا المؤقت من وجوده الاصيل ...

طاعة الله بالنسبة للنبي تكون في خلق الله  .. وعصيانه ايضاً يكون فيهم ..كما كانت بديهية المتصوّفة تقول "ما يخدم الخلق يخدم الحق" ...او ما يخدم الناس يخدم الله ...وهو الامر الذي قلبه رجال الدين للاسف ...

رجال الدين والمجتمع جعلو الله ملكا وسيداً ، يعاقب ويهب الانسان ، ينتقم ويأخذ المعاصي التي يقترفها الانسان بشكل شخصي وهو ليس حقيقة نسبةً إلي إولهية الله ، بينما النبي يري الانسان ابن الله ..فالحرام في حرم الذات وليس من حرم الكُتب والنصوص ...الحرام ليس متعلقاً بذات الله ولكنه متعلقاً بذات الانسان وتحقيق انسانيته ونجاته ...وهذا ما جعلني اقول في بداية مقالي ان " النبي كان يصدر في قيمه الكُبري "افعاله التي تعد نصوصاً الآن بدون تدخل من الله" ...عدم تدّخل الله هنا بالمعني الضمني وليس الحرفي ...

فكل ما يعتدي علي الانسان وانسانيته وقيّمها فهو حرام ، وليس ما يتعدي علي النصوص او ما لا يناسبها ..وايضاً ليس ما يخالف آراء رجال الدين ..ذلك بأن النبي جعل الحرام الديني هو نفسه الحرام الانسانوي وليس الحرام الكهنوتي المعبأ بالطقوس فقط ..ففي شرعة النبي كل تعدي علي الناس هو تعدي علي الله ..بل الله يقيّد حرامه بحرام الناس ، وكأن الله تابع للانسانية ...وليس كما يراه رجال الدين وكما تفرض علينا تقاليد المجتمعات الدينية المتوارثة فهم يدّعون ان الله إلها جبّاراً منتقماً ينكل بعبده ويجعله نداً له ، وفي مضمون العلاقة الموروثة بين الانسان وبين الله نفهم ان أُلوهية الله لا تتحق سوي بالانسانية ، وهذا خاطيء تماماً ولا يجوز ، بينما المعركة والصراع الدنيوي بين الحق والباطل ليس معركته سبحانه وهو في غني عنه اصلاً ، وهذا يزيد الله عظمة ، بل ان صح التعبير فإن عظمة الله مُطلقة لا تزيد كما بالطبع لا تنقص ، وانما المعركة معركة إنسان وتحقيق انسانية ، لا يحرّم الله شيئاً او يسميه معصية إلا لان فيه ضرر علي الانسان وليس علي الله بالطبع ..ومن يتعمّق ويمعن النظر في المحرّمات التي حرّمها الله علينا سيجد انها كلها ليست جميلة كما اوحي إلينا عن طريق تقاليد المجتمع ورجال دينه ...كل المحرمات كالفضلات المكسوّة بقشرة ذهبية ...تجد في باطنها "فضلات وقاذورات" وتراها من بعيد ذهباً ..من ينظر بعمق سيجد ان ما زيّنه الشيطان له من حرام ليس إلا "قاذورات تهدم وجوده وتهين وتعبث بذاته وكيانه ..كل ما يؤدي إلي تدني الذات هو حرام من الله ...ولذلك الاحكام الدينية احكام إرشادية خاصة بمصالح الإنسان وليس مصالح الله كما يظن رجال الدين وكما يترجمون نصوصهم ...

وكأن معركة الانسان هنا في الارض تدور حول تحقيق ذات الله ، وهذا لا يصح ..بل المعركة هنا هي تحقيق ذات الانسان في الآية "ومن يتعدي حدود الله فقد ظلم نفسه" ....فالله في شرائع انبياءه ينبهنا عما يليق وما لا يليق بحرم ذواتنا وإنسانيتنا ...حرمة الانسان اهم عند الله من حرمة الكعبة وهي بيته ..في هذا يمكننا استنتاج ان الكعبة كممثل للإله في الارض هي ليست بأهمية الانسان بالنسبة لله ...

وهذا ما يحقق صحة النظرية "كل ما لا يحقق وجوداً فهو عدمي وحرام" ..

________________________________

من لم يفهم ما اشرت إليه في كلامي فلن يستطيع تحديد حرمانية او حلال بعض الاشياء كالفن والموسيقي ...
وهنا سألجيء إلي إستخدام أسلوب اكثر بساطة ، اذا وضعنا شيء كالموسيقي تحت المجهر الفقهي الوجودي الاسلامي الذي شرحته ...سنجد ان شأنها كشأن كل الافعال...ليست حراماً مطلقاً وليست حلالاً مطلقاً ...وعن طريق تطبيق النظرية المشروحة سابقاً يمكنك وضع الموسيقي والفن في مكانها الصحيح والشرعي ...

وللتوضيح اكثر وأكثر :

هل موسيقي بيتهوفن الكافر كما يطلق عليه البعض تحقق وجودك وترتقي بروحك وتجد فيها الجمال الذي يحبه الله ؟ ...
هل فن سعد الصغير المطرب الشعبي او تامر حسني وكلاهما مسلميّن تحقق ذاتك وتبنيها ام تهدمها ؟ ...

اذا استطعت الرد علي تلك الاسئلة فيمكنك ان تلجأ إلي قلبك ولا تحتاج إلي نصوص واحاديث نبوية تم العبث بها بشكل كهنوتي لتصبح اشياء تخالف حقيقة وجودية في القرآن ....

اصبحت اشعر الآن بأن رجل الدين الاسلامي يقول لنا :

انت مُسلم ! ، إذاً كل ما هو خارج مسجدي هذا فهو حرام ، كل ما هو جميل ويشغل عن الله فهو ايضاً حرام ، كل شيء حرام حتي يثبت انه حلال ، وقد نسي ان الله في الانسان وفي الجمال وفي الطبيعة ...او كما يسميه البعض وحدة الوجود والموجودات ...
لا يمكننا الاستعانة بمثل تلك النظرية او النظرة السابقة لإختلافها مع نصوص صريحة في القرآن ولكنها كفيلة بهدم قوانين كهنوتية فرضتها علينا الشريعة التقليدية الجامدة والفاقدة للمنظور الوجودي ...
_____

وهنا قد نصل إلي آخر سؤال : هل يحقق الفن والموسيقي المحددات الثلاث التي ذكرتها ؟ ...الخير والحق والجمال ...بالاستعانة بالاس البديهي "الوجود" ..وبإحالة الاجابة إلي القلب ...ستعلم ان الموسيقي هي شأنها كشأن اي شيء لم يتم ذكره في القرآن بشكل صريح ..فهو بالطبع حلال حتي تجد منه ما يخالف "الوجود" وما يفسد الذات الانسانية ...

اظن اننا جميعاً نعلم ما هو الفن الحقيقي الذي يحقق ذواتنا ويُشير إلي الجمال وما يهدم ذواتنا ويحقق القبح ويُشير إلي الماديات والشهرة والمال ....

او بمعني ابسط يخرج من فم النبي وقد جعل الله كلماته بسيطة ذات عمق كبير "استفتي قلبك" او كما قال "عليه الصلاة والسلام " ...

الأحد، 22 سبتمبر 2013

التبلّد اسوأ من الموت ...

لو ان هنالك لمسة يُمسح بها علي الصدر ، فتمحي آلامي كلها...
لو ان هنالك أُم ، تُساندني ولا تزرع الخوف بداخلي..او حبيبة تفهم بلا كلام ..
لو أن هنالك إله خيّرني بين شهوة حقيقيّة وحبه ورحمته المُطلقة ؟ ..
لو أن هنالك إراده روح أصلية تُحيل الكثرة إلي البساطة ؟ ...

كيف لنا ان نتعايش وسط دُنيا تشُدنا إلي قبور بروحٍ تنازعُ الجسدَ في السُلطة ...ألم ! .. شعور ،ترك ندبة في القلب لا تختفي ولا تُرمّم...هل ينازعني جسدي لكي ابقي مُعلقاً بين وهم الشهوات وإرادة الروح النقية ؟ ...ألم تكتفي نزعة الوجدان العقلاني بالتسلل إلي مفاهيم متوارثة غير صلبة قبل ان تتفتّت إلي اشياء اكثر سواداً وخداعاً ؟ ...مثل اوهامي ! ..

ألن تتجرأ الروح علي رفع جسد مُستعبِد لها في بحرٍ من الشهوات إلا حين يكُف علي ان يريد ؟ ...بين خطيئة يزداد سريانها في الروح أكثر فأكثر ...تُشعل البُعد عن مالكِها ومن بيده ان يرحمها ..

التكيُف ، خطيئة الانسان الاولي ...اذ كان عليه حقاً في باديء الامر أن يرفض الانخراط في ما ليس له به علم ولا قدرة ...قد جهِل بمعرفة ان روحه تمتزج هنا أي إمتزاج حتي وإن كان غير منضبط وتقليدي ذابل ...

في حين أن المرأة اصبحت ممنوعة مرغوبة ، وإن لم تكن - فهي مُجرد حلوي ...وإن لم تكن ...فهي كاملة الانوثة والمعني في الخفاء تخشي تلويث روحها في عالم قبيح  او وجود اكثر قُبحاً من تلك الشيوخوخة الحضارية ....ملبّدة بالغرائز الفارغة لا حول لها حتي تُشير إلي مكان إنكسار قلبها ...

ألا تزال هي الاخري اكثراً تعثراً وترنحاً من أزماتي الوجودية ؟ ، هل هذا الصُراخ صادر من صدر مليئ بآلام كالتي أفوز بها يوماً بعد يوم ..

انا حقاً فائز بائس ...

ألم فاق الكلمات والمفردات ...فاق المعاني والتسميات ...حُزن أشد قسوة من ذات العقاب به...في عالم برابرة بمعني الكلمة المتخلفة كلها ...
قتحاول بخطو متردد ان تزهق روحك او تعرج إلي ما لا ينبغي لها ان تبلغه قبل أوانها ..امّا الآن ! ، فاكثر ما لا يسر حاله ، هو النفس السامية الشامخة ...ذلك الانسان النبيل المتحضر الذي اصبح في إنقراض ...

امّا فضيلتنا فهي تتجسد في قانون غابة ، فضيلتنا الوحيدة هي ان يحظي المرء بأفضل عقاب من معاناة ابدية وعذاب روحي علي ما له من فضائل اكثر سمواً ...

اكثر ما يقلقني ، ان الصراع هذا قد يؤول إلي صراع وحوش برية لا تعقل ولا تشعر ، فحين تطيل النظر إلي المادية الطاغية ـ تطيل هي ايضاً النظر إليك ...الافعال الطالحة استوت بالافعال الصالحة ، لكن لِمَ يُجازَ بالذات الشخص الذي اذاقنا الصالح بعقاب ؟ ...
سقت العبودية الاحلام سِمّاً ...وقالت اقطن فيها كيف ما تكون مسمومةً كانت او اكثر موتاً ...فإن أردت حلماً ، اصبحت عبداً ، وإن أردت حرية ، طالك وهم الواقع ...

كيف لنا ألا نشطح بأفعالنا ونخرج ما بداخلنا من مآسي في صورة ثورة لنشر السلام والحرية ..كموعظة قديمة بدون تكّلف أخلاقي ، فقط ما يقودنا هي فطرتنا ، وإرادة روح أصيلة ..

كيف لحزني ألا يرفق به من بيده الرفق ؟ ...اليس الحُب الفطري الخفي الذي بداخلي نوراً علي صفات العشق العالية نادر وإستثنائي ؟ ..



الثلاثاء، 17 سبتمبر 2013

ما قبل النوم ..


أجلس في غرفتي المُظلمة ، اكتب ! ..كلما زادت كآبتي ، زادت كتاباتي - العلاقة حميمة - الكآبة تغذّي الكتابة علي ما أعتقد ..

اكتب في الظلام ...الغرفة ليست مُظلمة بطبيعة الحال - اقصد هي لا تفتقد لمصدر ضوء ، وإنما انا من إخترتُ ان أُظلمها - لتضفي بعضاً من التصاهر للحالة التي بداخلي - لا ينبعث النور سوي من هذا الجهاز الذي اكتب من خلاله كلماتي - مؤخراً لا اكتب بخط يدي كما أعتدت من قبل في السنين الاولي للكتابة - ربما لانني لم اعد احب خطّي الفوضوي ذاك ، هو يذكّرني بنفسي الفوضوية ، ولكن الكتابة كانت افضل طعماً بخط يدي - وانا جالس في إحدي "قهاوي المحروسة القديمة" - او وانا جالس في المواصلات ، اتابع سلوك المارة - اكاد أري ملامح الغرفة بصعوبة - ولكني لا أحتاج إلي الرؤية - وإنما إلي التوّحد مع مصدر النور المنفرد في الغرفة - كنوع من العزل عن الواقع الخارجي - كل ما استطيع رؤيته الآن هو أناملي وحروف - ومروحة كلاسيكية حصلت عليها مؤخراً - وهي اقدم مروحة في المنزل - كنت امتلك مروحة حديثة ولكنها رفضت كثيراً ان تكون في غرفتي - وظلت تتذمر من حين لآخر - رغم وجود شبيهاتها في كل غرفة من المنزل ، يبدو وأن المروحة الكلاسيكية القديمة تلك تعرف طريقها ـ وكأنها تعرف انها اعز من أن تكون في مخزن بيتنا ، فشعرت بأنها تنتمي للغرفة ولصاحب الغرفة - وانه لن يكون هناك من أحن عليها غير فنّان يعشق كل قديم ...

تقف المروحة بجانب هذا الكيبورد الاسود القديم امامي ذو شكل لا يسُر الناظرين - والماوس ذو الزر الايمن الثقيل - مما يجعل الانتقال إلي بعض الصفحات وعمل بعض التغييرات والاوامر أصعب - وذلك الدولاب الخشبي الفاقد للروح والمعني - وهذا السرير الذي لا يمكنني أن اصفه بشيء سوي انه غير مُريح مما يضطرني إلي النوم في غرفة أخي الاكثر كآبة وعتمة - وتلك الكاميرا الحزينة من قلّة الإستخدام في طرف الغرفة - وكأن المكان كله في حالة شبه حُزن دائم - ملامح المكان كلها عتيقة وحزينة - كما لو كانت شابة جميلة قد شاخت ودار عليها الزمن .. اظن انها مفتقدة لروح طيبة ولذلك هي حزينة ! ...روح ابي ...

ولكن لماذا اكتب الآن ؟ ، ولمن أكتب ؟ ، وفي ماذا اكتب ؟ ...الغريب في الامر اني اكتب دائماً منذ طفولتي ولكني لم اتمني ان اكون كاتباً قط ...يبدو ان الامر مختلف معي قليلاً ..ان الشخص الذي يكتب للكتابة ..

أُكتب يا حُسني ، أكتب بحق الحُزن المختزن فيك ، اُكتب لنفسك ...
اكتب لنفسي لتخربها انه في يوم السابع عشر من أغسطس عام ألفين وثلاثة عشر - في تمام الساعة الواحدة بعد منتصف الليل - الآن اشعر بالضعف واليأس والوحدة والكثير من الحُزن ، أنطفأ نور الشغف الذي كان يضيء باطني ، فأردت في نفس اليوم وفي نفس اللحظة بعد عام كامل أن أكتب عن نفسي - فلربما كنت في مكان بعيد يلمس روحي ويملأ نفسي بالحياة ، مكان أمارس فيه شغفي الدائم بالفن والموسيقي والسينما ، ربما كنت هناك اكثر سعادة من وجودي الآن في غرفتي تلك التي يسقيها الظلام باليأس - وكتاباتي التي تغذيها الكآبة بحزني ، ربما بعد فوات عام كامل أكون في محنة او ضيق او أحاط بي إبتلاءٌ ما - وفي تلك اللحظة التي اقرأ ما اكتبه الآن أكون اشترفت من كأس رحمة إلهي وأشكره ..وتستنير روحي ببعضٍ من الامل ...بأني في مكان جديد وبداية جديد .. اقابل أناس جدد  .. 

اكتب لمن يقرأ فربما تلمس الكلمات روحه وهذا كافي بالنسبة لي ...

انا حزين لانني بعيد عن حلمي ، بعيد عن شغفي - ابدو مكتوف الايدي - غير مُبالٍ ، كمن قَنِت من رحمة ربه ..في عالم مادي لا يكترث بالجمال ، لا يكترث بالاحلام والطموحات ، لا يكترث بالفنون - لا يكترث سوي بالمادة ...لا يُساعد إلا بجعلك آلة او ترس في مكنة "عشان 5 جنيهات زيادة" ...لم يقدم سوي الإبتذال - لا يُمجد سوي الآلات البشرية واشباه الفنّانين عابدي الشهرة والمال - وطبعاً اصحاب الكروش  ...

انا حزين لاني أعلم جيداً الآن اني لن أعيش إحدي قصص الحُب التي اقرئها في الروايات - اقصد لن احب حتي كما في الواقع ، لن أحب اصلاً ... وكيف عرفت ؟ - انا أعلم فحسب - أُدرك ذلك الآن جيداً والدرس كل مرة اقسي من سابقه - عليَّ الإعتراف بأني لا ينبغي لي أن أُحب ، إلهي في السماء لا ينبغي له أن ينام - وانا عبده في الأرض لا ينبغي لي أن أُحب ....اتمني لو ان هناك تفسير ابسط ! ...

انا حزين ونفسي مُرهقة - بالرغم من انها لا تزال يافعة وطموحة ومليئة بالطاقات ، تمتلك الكثير لتقدمه إلي هذا العالم القبيح - أكلها الماضي ، اه من الماضي ! - لماذا اغرق في بحر الذكريات كل يوم - ولماذا لا اتذكر شيئاً من ذكرياتي السعيدة ؟ - أشعر وكأن ذكرياتي الحزينة قد طفت علي سطح بحر الذكريات الخاص بي - مما يجعلها اقرب للتفكير فيها وتذكّرُها ، اشعر بوجود قطع من الزجاج في رأسي وصدري من الحيرة والألم ...

هل كان يعلم الاله قبل ان يرتقي بروح أبي منذ عامين إلي مكان بعيد - ان غيابه في عالمي المُعقّد يجعله اكثر تقعيداً ..غيابه عني الآن وانا في امس الحاجة له هو "ضعف ، ألم ، إنكسار" وكأني بلا ظهر او عجوز بلا عكاز ...هل كان يعلم وقع ذلك في نفسي قبل تدبيره ؟ ، هل يعلم ان تربيي في الصِغر بعيداً عنه قد تُسبب الخلل والعذاب النفسي مدا الحياة - هل كان يريد أن يعذبني ؟..هل يُدير الدُنيا بشكل يسمح لي فقط بالايمان والتسليم له ولا يسمح بنفاذ رحمته لي ؟ ...

ما بال أولئك الذين اخبروني بأن موت أبي بهذه الطريقة كان رحمة له - الم يكن هنالك طريقة افضل واكثر عدلاً واقل ألما وعذاباً لنفاذ رحمة الإله إليه ؟ - رحمة الإله مستترة في عذابه ! لابد ان رحمته كبيرة كعذابه الكبير ! ...هل كان يُريد ان ينكل به وإياي اشد انوع العذاب النفسي والجسدي ليرحمنا بعد ذلك ؟ ..هل رؤية الحياة تنحدر ويتسلل مكانها الموت في شخص تحبه يوماً بعد يوم ولحظة بعد لحظة - فتشعر بمقدار كل لحظة من الالم والشقاء في قلبك كما لو كانت تكويه وتغلق عليه أبوابه الطيبة فلا يدخله ما يبحث عنه من عدل وسلام محتفظةً بالآلام واحزان بداخله ..

أسوأ ما في الامر لحظة غض بصرك عنه ، لحظة الصمم وسط نداءآته المليئة بالالم - فتتمني ان يموت ويرتاح من رحمة الإله ..ألم يكن هنالك شيئاً اقل صعوبة من رأيته وهو يذبل وينكسر وانا أذبل وانكسر معه ..
كيف كل هذا ولي إله رحيم ؟ ..كيف ولي إله حكيم ؟ - هنالك اشياء لا نفهمها ! - ربما كانت كل تلك الآلام ليست من تدبير الاله كما تزعمين يا نفسي المُتديّنة - وإنما حياتنا من صُنعنا نحن البشر - نحن من نرسمها ....

ولهذا تملأ روحي حسرة وتبدأ الافكار المتناقضة والاسئلة الخالية من الردود والإجابات الشافية ! ...
هل انا مسئول عن حزني هذا ؟ - لماذا لا أستطيع ان أكتب مكانه سعادة ؟ ...

ولماذا لا أشعر بالملل ككل الناس ؟ - لماذا لا أمِل ابداً - لماذا لا تملأ حياتي الفراغ كباقي الناس ؟ ..لماذا لا استيقظ يوماً بأشعر بأني مللت وبحاجة إلي تجديد ؟ ....هنا في غرفتي تبدو أيامي كحلم أضييء بشموع طموحاتي لتغيير هذا العالم القبيح ..ثم أنطفأ نوره بوحدتي وحزني ..إلي متي طاحونة الذكريات التي تطحن معها قلبي وروحي ؟ ...

سأكف عن الكتابة الآن ، تحتشد الافكار في رأسي وتُثقِل الذكريات المؤلمة علي افكاري فلا تندسل بسهولة ...

للتوثيق 2 - بداية ملامح التمرد - الجزء الاول ..


التمرد علي الدين :

طيب حابب انسخ كام رأي وفكرة كتبتهم زمان - واصحح المسار عشان المُتابعين للمدونة اللي ممكن اكون أثرت عليهم بالافكار والآراء اللي كنت بكتبها - غالباً انا مؤمن حالياً ان المُشكلة مش في الدين - المُشكلة في فهم الدين - المُشكلة في تقديس النصوص وتقديس آراء دينية - وايضاً تقديس شديد "لرجال الدين " - واعذروني لان الموضوع مش صلب فكرياً وغير مدعوم بالادلة - رغم انه يتحدث في موضوع شائك - وانا تارك كل الاشياء دي للقاريء عشان هو اللي يبحث بنفسه ويستدل ...

حابب اتكلم عن تجربة شخصية كانت خلتني اتجه للفكر الاديني في الفترة الاخيرة - لاني لقيت ان أغلب إهتماماتي دخلتني في دايرة مُغلقة من الحرام والإلحاد والكفر والغلط والعيب - وبالذات الفن او الفلسفة وهما اكتر حاجتين بتستهويهم نفسي ، واكتر حاجتين بيتقال عليهم حرام وسط البيت المُحافظ اللي اتربيت فيه والمنطقة الشعبية اللي محاط بأفكار سكانها - واللي كان مُتحرر فيهم كان بيقول شُبهات فتجنبها افضل ..

 وبالنسبة للفلسفة - معظم الآراء الدينية كانت بتكفّر وبتنزدق الفلاسفة ، وبتحرّم القراية في الفلسفة - ومعظم اصدقائي المُتدينين كانو بينتقدوني لما عرفو اني ممكن اكون مهتم شوية بالفلسفة لانها كُفر وإلحاد في نظرهم - ولما كنت أقرأ فيها اكتر كنت احبها اكتر- لانها بتفتح عيني علي حاجات - وبتفهمني ميكانيكا الكون والوجود - صحيح كانت ساعات او في الاغلب بتخرب في دماغي لو معنديش عقيدة ومباديء دينية وإيمانية قوية - وكانت بتحوّلني إلي صايع فكري او ضايع فكري - ولكن المُشكلة كانت اني ساعتها حسيت ان الدين مُكبّل ومُقيّد ، ولان عقلي حُر ، فمكنتش احب اتقيّد بحاجة عشان حاجة ، حتي لو صح - او اتقيّد بحاجة مش مُقنعة...والحقيقة والغلطة اني كنت بحسبها بشكل خاطيء ..بدل ما أعرف عن ديني ، بورثه ..بدل ما افهم عنه - بسمع عنه - بدل ما أحاول اكتشف الصح والغلط بنفسي ، بحاول آخد خبرات جاهزة لغيري واطبقها عليا - ظناً مني ان الخبرات دي ممكن تنطبق علي نفسي - وفي الاخر كنت اتجهت اني ارفض الدين ككل ، وكنت معتقد اني ممكن اعبد الله بدون دين ..

ولكن خلال الفترة دي اتردد علي سمعي آيات زي :

 - رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّم ُهُمْ الْكِتَابَ وَالْحِكْمةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ...
- يُؤْتِي الْحِكْمَة َ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَة َ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُوْلُوا الْأَلْبَابِ ..

هي الفلسفة ايه غير "علم الحكمة !" ...اللفظ اليوناني فيلوسوفيا ، بمعنى محبة الحكمة أو طلب المعرفة ...التفكير في التفكير ..التفكير في طبيعة التفكير - والتأمل والتدبر ...ومحاولة الإجابة عن الأسئلة الأساسية التي يطرحها الوجود والكون...

الحكمة ! ، التفكير ، المعرفة ، التأمل ! ...

قريت الآية دي :

الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم ويتفكرون فى خلق السماوات والارض ربنا ما خلقت هذا باطلا سبحانك فقنا عذاب النار" ..

وكنت بتسائل منين مينفعش افكر عشان خايفين عليا اشت بتفكيري ومنين فيه آيات في القرآن كتير اوي بتنتهي ب :

كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ " ...

إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُون "

مَنْ نُعَمِّرْهُ نُنَكِّسْهُ فِي الْخَلْقِ أَفَلَا يَعْقِلُونَ

أَفَلَا يُبْصِرُونَ ...

كل دا ولسة بيقولو الفلسفة حرام ! ، طبعاً كان المُتدينين بيقولو اني مينفعش افسّر القرآن علي كيفي كدا ، وهما صح ، ولكن المُتدينين بيقدّسو آراء علماء - والحقيقة ان المصدر وهو القرآن موجود بين إيدهم ولكن هما مش بيقروه بتدبر - زي ما المصدر نفسه قالهم ..بيكسلو وبستسهلو...قطيع من الخرفان بلا عقل - بيشوفو ان الامان في انهم يمشوا ورا "شخص" ويتبعو منهجه الفكري بدون تدبّر ..بدون ما يعرفو اذا كان منهجه ملائم لهم ولا لأ ..

مثلاً يقدّسو رأي بن تيمية ولا بن الجوزي ولا بن القيّم ..بيقدّسو نصوص لاحاديث تتعارض تعارض صريح مع مصدر السنة اللي هوة القرآن ...

قياساً علي حالتي في حُبي للفلسفة ، ليا صديق "انتيم" في نفس الفترة اللي كنت ابتديت اتجه للفلسفة هو كان استهواه فكرة علم النفس وال Nlp ولكنه وجد بعض الآراء الدينية لما يسمو بعلماء دين بيحرمو العلم دا ..المُصيبة انهم بيقولو عليهم علماء وكمان بيقولو عليهم غير متشددين ...الشيوخ دول كانو قالو ان ال NLP وعلم النفس بتخرب في العقل وبتفكك عقيدة المُسلم ...الحقيقة سواء الفلسفة او ال NLP او علم النفس او اي علم من علوم الانسان اللي بيحرموها او الفنون...هية فعلاً بتفكك العقيدة وبتهدمها - بس عقيدتهم هما ! - مش العقيدة الإسلامية ...عقيدة احفظ ، عقيدة خلّي دينك موروث - عقيدة اعتنق التقليدي والمؤّكد - عقيدة هذا ما وجدنا عليه آباءنا وامهاتنا ...

موضوع العلماء الغير متشددين اللي طالع جديد دا هو فنكوش الحقيقة - لان معظم الشيوخ المتشددين والغير متشددين مُتّبعين نفس النهج والمصدر ولكن مع إختلاف الطريقة في تمرير الافكار الرجعية  ...
________

كان اول صدام ليا مع الشيوخ والمجتمع الديني او المُحافظ ، انه بيعتبر الفن "قلة ادب - قلة حياء" - والحقيقة العيب مش عليهم - العيب علي الوسط الفنّي بتاعنا - مليان اشباه فنانين - عابدي شهرة ومال ...

ولكن مكنش هاممني كل دا - كان هاممني ان في آية في القرآن بتقول ان الله جميل يحب الجمال ...وهاممني ايضاً ان الطبيعة لاحظت انها مصنوعة بجمال وإتقان - مش مصنوعة وبس - ومش مصنوعة بتأدية الغرض - دا شيء كان مُحيّر جداً ..

مثلاً المرأة مخلوقة بجمال غريب ! - كنت بقعد افكر بالساعات في جسمها - في جماله في إتقانه ..
ولا اللذة الجنسية - ولا التذوّق - ولا الشم - كلها حاجات جميلة جداً - لما كنت بشوف صُنع البشر وصنع الخالق - بعرف ان الخالق جميل وبيحب الجمال - الخالق مش بس بيخلق عشان الغرض او الاستفادة - لأ دا ايضاً بيخليك تستطعم - تحس - تشعر بالنشوة ، مش الاولي انه كان يخليك تاكل وخلاص لما تحس بالجوع ؟ - طيب ليه خلّاك تستطعم - مش الاولي انه يخليك تتكاثر حتي تحافظ علي بقائك ؟ - طيب ليه بيحسسك بالنشوة الجنسية واللذة الجنسية ؟ - صُنعه ملوش مثيل ...

دايماً كنت برجع لآية ان الله جميل يحب الجمال - لما كنت بفسرها علي إنها "دعوة للفن" - لان الفن ايه غير جمال - وان الله مُحب للتصوير والمزيكا والرسم والنحت ...

كانو بيقولو انتا بتفسر القرآن علي كيفك ، انتا متعرفش آراء السلف والاحاديث اللي بتقول ان النحت والتصوير والمزيكا والتصوير كلها حرام ، ومضاهاه لله في الخلق - انتا مقرتش حديث المعازف "الحديث دا ضعيف عماتاً" زي كل احاديثهم اللي في الفن - زي كل شيوخ السلف اللي ماشيين وراهم - كلهم ضعفاء فكرياً - طبعاً مكنش ينفع اقولهم ان في حاجات زي الجمال والحُب والتفكير مش محتاجة لنصوص دينية - محتاجة للرجوع إلي وجهة نظر وجودية إسلامية - ولكن كان النقاش بينتهي بكلام زي "جبت التفسير دا منين ؟" - هات اسم العالم - اقولو طيب والعالم دا اشمعني هو اللي بيفسّر - قالولي لأ دا دارس - دارس ايه ؟ - فقه وشريعة واحاديث وإلخ - محبتش حد يعجّزني - قولت ادرس فقه وشريعة - لاني مش كسلان زيهم هسمع رأي العالم وآخد بيه وشكراً علي كدا - وبالفعل ابتديت احضر دروس الفقه - ولكنها كانت مملة بالنسبالي - بتدور حوالين اربع ائمة - والشيخ يقعد يقولك "رأي كل عالم فيهم" وانتا المفروض تاخد بيه وتدرسه - ولكني الصراحة كنت بردو عندي شغف اكتر اني اعرف عن المصدر - مش عن الائمة "ملحوظة : وبردو للامانة عرفت اني كنت مع الشيخ الغلط لان حالياً في علماء دين بجد للي عنده شغف يتعلم عن دينه" ...وهنا اول صدام بيني وبين الدين - لاني مكنتش اعرف ان الدين ملوش علاقة بالاشخاص - لان المجتمع اوحي ليا ان الائمة والعلماء هما الدين - اني مينفعش اخرج عن الائمة - لان هما حبل الوصال الديني  - او بينهم وبين النبي رابطة قوية وبالتالي بينهم وبين الله رابطة قوية - وبالتالي رأيهم هو رأي الله ...

مش بس كدا ، كان فيه تقديس لتلامذة الائمة والعلماء - وتلامذة التلامذة - وهكذا - لحد ما اصبحت فيه عقيدة تسمي بالسلف الصالح - مثلاً كنت أسأل عن رأي ديني فأجد الاجابة فيها نوع من الشتدد اروح اسمع داعية إسلامي زي معز ولا عمرو خالد - كانو ينهوني عن دا جداً - ليه لانه غير مؤهل للإفتاء - طيب دا دارس شريعة وفقه - يقولو ولكنه لم يتتلمذ علي ايدي شيوخ وعلماء السلف ..

طيب يعني ايه الفرق ما بين داعية إسلامي وسطي وشيخ سلفي ؟ - ايه الفرق بين مُعز وحسين يعقوب مثلاً ..كانو يقولو انتا مينفعش تقارن - كأنك بتقارن كفتجي بمُهندس ...الشيخ يعقوب تتلمذ علي أيد مشايخ - مثل ابن العثيمين والالباني ...

المُصيبة ان الالباني دا سمعتلو موقف بغض النظر عن السيرة الذاتية - انه كان لما بيتطلب منه تحقيق شخصية - مكنش بيرضي يعمل بطاقة لانه هيتصوّر - فكان لما يعدي في مطار يتصل بأربعة شهود من أهله يشهدو عليه انه هو الالباني ..

وعايزني انا بحب التصوير والسينما اني اسمع لشيخ تتلمذ علي إيد راجل زي دا ! مع احترامي للراجل وتلميذه ...بس الموضوع كان مرفوض بالنسبالي - فكان الاولي ساعتها اني ارفض الدين ...انا فنان هي دي شغلتي وهو دا شغفي قبل ميكون شُغلتي.. انتا بتشوف مكان قديم وبتقول عليه مفهوش حاجة تتعمل فيه والناس مش عجباك وبيئة ...انا بشوف نوستالجيا وبحب استطعم الاماكن ..انتا بتشوف عُري...انا بشوف جمال التفاصيل...انتا بتقول حرام..انا بقول فن وجمال وبوصل لله عن طريق الجمال لانه جميل يحب الجمال.. وبشوف روح الله في كل شيء جميل..انتا بتبصله علي انه تضيع وقت وتسلية ..انا ببصله علي انه ارتقاء بالروح والعقل...ونشوة روحية واحساس ميتوصفش ..كنت عايز احب الحياة محبش الدنيا..احب الناس والطبيعة والجمال لانهم من روح الله ومن جمال الله..احب الحياة عشان احب الاخرة مش عشان احب الدنيا - وعشان مموتش واعيش عشان وهم الدُنيا ...

ولذلك كان فيه نبرة جوايا ابتدت تقول - ليه إلهي عايز يعذبني ؟ - ليه يحرقني في النار عشان بحب السينما والتصوير والموسيقي - ليه يعذبني عشان بقرأ في الفلسفة ؟ - ليه يعذبني عشان مش مربي دقني زي صُحابي المُتدينين ؟ ...

ولكن بعد كدا وصلت للإجابة - كنت مؤمن ان النار اتخلقت عشان العدل والحق - عشان واحد زي هتلر مسئول عن قتل وتعذيب وحرق 100 مليون إنسان وحتي في النهاية هرب مُنتحر - هرب من مسئولية افعاله بالانتحار - لذلك مكنش لازم عقابه علي افعاله يعدّي بالسهولة دي - كان لازم تكونله نار او عالم آخر يلقي فيه حسابه ..

النار اتخلقت عشان جانكيز خان - عشان هتلر -عشان شارون - عشان الجبابرة اللي حرمونا من السلام - عشان كل القتلة - عشان كل الفسدة والظلمة - وكمان عشان اشباه الفنانين اللي كل همهم جمع الفلوس وإفساد الزوق العام وأخلاق الشباب والمُجتمع - عشان مُغنية بتخون صوتها اللي الله وهبها إياه من اجل شركة إنتاج - وعشان ممثلة بتخون الجمال والجسد اللي اعطاها الله لها من اجل الشهرة والمال - وعشان مُخرج ولا مُنتج وضعو مشاهد جنس وعُري غير مُبرَر - خادش لحياء الصغار والكبار - افسدو معاني روحية مثل الجنس والحُب وجعلوها شوانية بهيمية حيوانية - من اجل مبيعات اكثر لافلامهم ...

ولم تُخلق النار عشان انا بحب أقرأ في الفلسفة - ولا عشان بعشق الفنون والسينما والتصوير - ولا عشان انتا عايز تتعلم NLP - ولا عشان انتي بتحبي المزيكا والرقص ...

ولا عشان قريت ان غاية النبي لم تكن تربية اللحى والحجاب والمساجد لتشير الى الله, وانما تربيةُ قلوبٍ تشير الى الانسان.. فليس الله هو مشكلة الوجود.. الانسان هو مشكلته...النبي لا يكون لديه الفرد مسلما بجعله في قلب المسجد، وانما بجعله في قلب الانسانية.
وان التدين في وعي الرسول هو كيف تغدوا انسانيا في الشارع، وليس كهنوتيا في المعبد.. الله لا يريد معبدا يُعبد به، وانما يريد انسانا يُحرر به..

ولا عشان قولت عبارة مثل (همُّ الله عباده وليس عبادته).. النبي أُرسلَ لنصرة بلال وليس لنصرة الله.. في الحديث القدسي؛ (يابن آدم لم أخْلُقُك لأربح عليك، وإنما خلقتك لتربح علي)... أن الله متدين بالانسان، أكثر من تدين الانسان بالله.. سيما ان هذا التدين للانسان بالله هو تدين اعتباري، صورته الحقيقية هو التدين بالانسانية كقيم، وليس بالالوهية كمعبد..

النار مش عشان آراء دينية مختلفة مع عقيدتك الموروثة - والجنة مش عشان صليت وصُمت وسمعت كلام شيوخ سلفك الصالح -
انتا لو تخليك في حالك ، تبطل تقارن بين حالك وحال غيرك ، تعترف بحرية الدين والمعتقد وحرية الرأي ، تعترف بثقافة الخصوصية ، تبطل تكفرني وانا ابطل اخرفنك ... ساعتها بس هنعيش في سلام ..




الاثنين، 16 سبتمبر 2013

أسفار تكوين العبث والحكمة - آراء وافكار من وحي ال "يكاد" ..

(1) ...

- هما ليه بيبضنو علينا كدا ؟
-عشان انتا مصري ..
-اه صحيح ، من امتي بنسأل اسئلة زي دي !

(2) ...

“الواحد بقت تصرفاتُه تدل انه عايش لوحده ولنفسه بس ، مش همه حد ، مش مُهتم لحد ولا فارق معاه حد ، مش عايز حاجة من حد ، مش عايز يسمع صوت غير صوته ..”

(3) ..

مش هبطّل وحِدة ، انا بشعُر معاها بالأُلفة والامان اكتر من اي مخلوق علي الارض - كمان هية مُخلصة ليا اوي ...

(4) ...

شعور بكراهية التواجد مع بني ادمين ونبذ جميع الأشياء سواء كانت مادية او روحانية - والميل للوحدة والمزيكا مصحوب بمعرفة ألاسباب وعدم رغبة في التغلب عليها ..

(5) ...

انا فنّان بوهيمي يفعمل ما يحلو له ، يمشي وحيداً ، يموت وحيداً ويبعثُ وحيداً …

(6) ...

“فاكر انتا الكوباية اللي كنت عايزني اشوف نصها المليان ….اتكسرت ..
فاكر انتا بقي اللبن المسكوب اللي كنت مش عايزني ابكي عليه …اهو كان في الكوباية اللي اتكسرت …”

(7) ..

“اتذكر حيناً ممارسة الحب على سطح البحيرة المتجمدة ، السحابة التي كتبنا عليها ” فاك ذا وورلد ” ، واللحن الذي كتبناه سوياً يا شرموطتّي المُفضلة" ..نلبس عباءات التُراب ونَعوم - ثُم تعزفين لي علي البيانو اثناء إحتسائي للشاي بالنعناع علي قَصص أحلامك الجنسية ونهديك الممتلئين بالحُب ..

(8) ...

إنني لن أكتشف قوة روحي العظمى إلا من خلال تدمير ذاتي ، كوني ” نكرة .. لا يعبأ أحد بحياتي أو موتي” …أريد أن أدمر كل شئ جميل لم أنله قط ، أن أقتل السمك الذي لن أستطيع أن آكله ، أن أحرق متحف اللوفر ، أن أمسح مؤخرتي بلوحة موناليزا ، أريد للعالم كله أن يبلغ الحضيض” …انا نتاج غير اخلاقي من تهميش المُجتمع الفاشي هذا لي …انا وكل الذين يطلق عليهم المُجتمع “متطرفين ، لا اخلاقيين ، فاشلين” …نحن الذين نغسل غسيلك ونطهو طعامك ونقدم لك العشاء .. نحن أطفال التاريخ المتوسطون الذين ربانا جهاز التلفزيون وقال لنا إننا سنصبح مليونيرات ونجوم سينما وموسيقى ، لكن هذا لن يحدث ، ونحن الآن نستوعب هذه الحقيقة ….تصور لو أننا نظمنا إضرابا ورفض الجميع العمل حتى يتم توزيع ثروات العالم بالقسطاس …تصوّر لو اننا قررنا ان نتمرد ونكسر ..ونخرب ونحرق ….لو قررنا ان نهدم هذا العالم حتي سمواته السبع الطِباق ..نحن لا نريد ان نكون فضلات هذا التاريخ  ”المُهمشين” ، لا تعبأ بهم حتى الآلهة ، إن جذب اهتمام الإله بنا عبر الشر قد يكون أفضل من ألا ننال ذلك الاهتمام على الإطلاق …فلتسقط كل المُجتمعات …يسقط العالم كُله …تسقط سماواته وآلهته وملائكته…يسقط اي شيء وكل شيء …

(9) ...

وتظل المرأة محور التعاسة الاذلي حيث وجودها في حياتك يترك الفوضي تتسلل إلي كيانك - مصحوباً بمحاولاتها الدائمة لإحباط تناغم السيمفونية الخاصة بك والعبث بعواطفك - كما ان عدم وجودها ايضاً هو نشاز - وكأن حياتك فاقدة للروح والمعني - كالسيمفونية بدون المايسترو ...

(10) ..

انا محتاج لضبط إيقاع ..

(11) ..

الواحد كل مبيكبر بيُدرك حقيقة واحدة بس هي الموت ..ومش بيتغيّر فيه اي حاجة غير ان فجوة الاكتئاب والحزن جواه بتكبر يوم بعد يوم ..

(12) ..

انا عندي ارادة اله ...انا الارض كلها ملكي واتخلقت عشاني ..انا اتمّيزت بالحرية .. حياتي لها قيمة ..انا بشرية في حجم انسان ! ..

(13) ..

انا مش مجنون !! …انتو اللي نمطيين ..وبتمثلو علي بعض طول الوقت - وعندكو ازدواجية في المعايير - واللي بيحركو هي الشهوة - عايشين كما الزومبي - حافظين مش فاهمين - عايزين تكونو خرفان في قطيع - عايزين تحسو بأمان مزيف - خايفين تسألو او تعرفو - خايفين من التغيير والغير المألوف بالنسبالكو حرام و كفر ، والحرام بالنسبالكو لو مألوف يبقي حلال - والحرية بالنسبالكو ابتذال ..انا مش مجنون انا انسان حر وعايز احس وعايز احلم طول الوقت واعيش "الحياة" - دي حياة !! ..فاهمين يعني ايه حياة ؟؟؟

(14) ..

انا حاسس بيك في كل نفس بطلعه ..حاسس بوجودك وبقربك ليا..انتا اقرب ليا من اي حد ومن اي فكرة  ..علطول حاسس انك شايفني ومهتم بيا ..علطول بفكر فيك في كل حاجة بعملها ..الاحساس دا مش مطمني ..يمكن عشان انا بعصيك ..يمكن لو كنت عايش في طاعتك كنت اتطمنت اكتر ..

(15) ..

المشكلة اني كان بقالي كتير اوي محستش بحاجة زي دي ..مش مهم خالص بالنسبالي اللي بيحصّل او  اللي هتقوليه ..المهم اني حسيت ..شكرا ..

(16) ..

بتهاجم القدر لأنك مش لاقى غيره تكلمه

(17) ..

هو انتا ليه بعيد عني ؟ ..ممكن انا اللي ببعد عنك ..بس انتا سايبني اغرق..وانتا عارف اني  محتاجلك ..كمان ماهو مفيش حد تاني اتكلم معاه ..وانتا عارف اني حاسس بالوحدة - وعلطول ساكت ومش عايز تساعدني ..

(18) ..

أنا مش لاقي نفسي ، أنا مش عارف أتعلق بروحي علشان أفكر أحب ..

(19) ..

“مش بقولك ابعد عن الخيّال والوحدة اللي انتا عايش فيهم انا عارف ان همّا احلي حاجة بالنسبالك بتحس بالامان معاهم ..مفيش مشكلة انك تخّلي وحدتك معاك بس علي الاقل يكون في حد جنبك…انا بعمل كدة متقلقش” ..

(20) ...

“مش بفضّل اتجوز بنت مصرية ، ياجماعة اصل انا عندي نزعة شرقية ، والبنت المصرية مُتهمة في شرفها ، اصل المجتمع ضاجعها بكل الاوضاع …”

(21) ..

احنا الا اخلاقيين - العالم دا يخصّنا - وفيه عليّنا أنْ نَخافْ ونُحب - العالم الذي لا يُري ولا يُسمع او يكاد - عالم الامر الدقيق والاذعان الدقيق - عالم ال"يكاد" من كل ناحية - عالم المعقّد والمُزلق والمسنّن والحنون ، عالمنا دا مُحصّن خير تحصين ضد مفترج عليظ وفضول ملحاح - احنا بنتسربل نسيجاً فشخياً من الواجبات لا يمكن ان نخلعه - احنا "ابو الواجب" ..من وقت للتاني بنحاول نرقص في أغلالنا وبين سيوفنا - صح !..اما في الاعمّ كلّ ما لمصيرنا من قسوة خفيّة سيزداد ... ولكن ، مهما حصل لنا لن نفعل ما يفعلون : فإن الناس بتاعة "علي ما يبدو" والمغفلين هيقولو ضدنا "هؤلاء بلا واجب" . إن ال "علي ما يبدو" والمغفلين هم اعدائنا ، هما ضدنا ابداً ..عظيم عظيم ! ...

(22) ..

احنا اللي بنحاول نفهم ميكانيكا العالم ، ميكانيكا الاله ، يارتني كنت مُجرد user كل همه يفهم ازاي يحرّك العربية ، مش يفهم الموتور بيشتغل ازاي.

(23) ..

لابد ان وجودي غلطة ما ، لابد كنت تلبس كاندوم يا والدي في تلك الليلة المشؤمة ...

(24) ..

لِمَ لا يفلح الحُب مع البعض ؟ ..ام انهم خُلِقو بذواتٍ مُختلفة ...لمَ لا يفلح الحُب معي ؟ ..ام اني ابن وسخة ..مثلاً !! ..

(25) ..

وانا افوق ليه  !! خلّيني متقوقع في صومعتي ...

(26) ..

الاسي دفين ، ولذلك ان اردت إستبداله بلحظات سعيدة فعليّ ان ادور حوالين عمود إنارة بسرعة الضوء وساعتها مش هيحصل اي حاجة غير اني هشوف حلمة طيزي ..

(27)..

حلمة الطيز هي شيء واهي لا يمكن رؤيته ومحاولة الحصول عليه اشبه بمحاولة الحصول علي لبن العصفور ..

(28) ..

لا اري غير القُبح حولي ...اخرجوني من هذا العالم ..

(29) ..

عارفة اجمل حاجة فيكي ايه ؟ ...انِك مش بتضطريني اقول اي حاجة طول ما احنا قاعدين ...بفضل اسمعِك بس ...

(30) ...

نحن عالقون في الحياة ولا نعلم شيئاً عن العدم ، ولكن ربما كان اي مكان غير هذا الذي نعيش فيه افضل نسبياً ..

(31) ..

في هذه اللحظة یصدف اني في المقهى وحیدا بأوراقي وبؤسي، احدهما یغذي الاخر ..

(32) ..

عايز تبقي إله ؟ ، بسيطة اختفي ومتعملش اي حاجة ، يعني هو الاله بيعمل حاجة ؟ ...

(33) ..

أرأيت من اتخذ الهه هواه ؟ ، اهو الشخص دا فاهم العالم المادي القبيح صح ..

(34) ..

المال هو الإله الحقيقي لكوكب الارض ...

(35) ...

يعني ايه آله ؟ ..يعني يكون بإيده خلاصك بس مستني عليك شوية تتعذب عشان يرحمك في الاخر وهذا منطق الآلهة ..

(36) ..

لوني باهت وانا بعيد عنّك يا إلهي ..في إيدك خلاصي ! إرحمني ...

(37) ..

لا تُرھق عقلك بتصنیفي ووضعي في قوالب ..صدّقني هتتعب ..

(38) ..

ايها الناس ! الدُنيا ملعونة ! والفلوس ملعونة ! ومن سعي وراؤهما فهو في لعنة ازلية ..ابحثو عن اشياءٌ ذات قيمة ! ، فالتعاسة علي ظهر هذا الكوكب ازلية ، وليس هناك بديل عنها ، ومن اراد ان يسعد فاليبحث عن شيءٌ يخرجه من هذا الواقع التعيس ، فحقيقة الدُنيا الموت ، ووهمُها هو الحب المغطي بالشهوات والتقلبات العاطفية ، اعملو لموتكم قبل حياتكم ...

(39) ..

اعملو اللي تقدرو عليه ياناس - انتم ميتون ميتون لا محالة ! - فإفعلو الاشياء - مبدأ الحياة هو الإنبساط - والإنبساط ليس في الشهوات -  وإنما في البحث عن الوجود الاسمي وتحقيق الذات الدُنيا - حيث هنالك في طريقكك إليهم يُصبح الحُزن كيف .

(40) ..

وكدا كدا من عاش مات ومن صلي مات ومن فَجر مات ...

(41) ..

اتبع الدليل إلي حيث يقودك  ...

(42) ...

جئت إلى الدنیا كي أقول كلمتین : لأ و أحا...

(43) ...

تحيا فلسطين وتونس وفرنسا والاسكندرية ..لابد ان يكون لي نصيب من الايام في هذه البلاد الجميلة ...

(44) ...

الجميلات من كان فيهن عرق فلسطيني فما بالك لو كانت فلسطينيية ابآ عن جد ! ..

(45) ...
القرآن هو السبب الوحيد للاستمرار وسط الواقع اللي ضاجع كل الموجودات والديانات والفلسفات والايمانيات والشرائع - هو الوحيد اللي بسببه ممكن اصدق اننا مش مجرد عبث في عبث وان فيه عدل مُطلق ونظام حق تؤول له الامور في الاخر - بيخليني اصدق كل الخزعبلات اللي بيرميها علينا الشيوخ وكل داعية اسلامي - بيخليني اصدق كل الاشياء اللي يومياً بشوف عكسها - هو الحاجة اللي مخلياني اصدق ان دين الحق الموجود - القرآن الحاجة الوحيدة اللي مخليّاني اصدق فكرة وجود عالم آخر اكثر عدلاً ونظاماً وجمالاً لا تغيب فيه الحقيقة كما هُنا ، بيخليني اصدق كل الخرافات والاساطير اللي طول الوقت بتحاولو تقنعوني بيها ..

(46) ...
انا في امس الحاجة لاي حاجة ..

(47) ...

عشان مفيش اي سبب لوجودك ..

(48) ...

البشرية تواجه خديعة التسميات ...

(49) ...

شوية مشاعر يا بشر ..استخدمو قلوبكم ولو لوهلة ..

(50) ...

مزيكا الفلويد الزهري "إنقاذ" ولكن ليس الآن يا احبتي - يفضل ان تسمعها بعد ام كلثوم ..

(51) ...
وتبدأ الطقوس بتاعتي من كوب الشاي خمسينة بالنعناع وصوت باجور الجاز علي انغام ام كلثوم والغرق في خيالات الماضي ..وذلك فيه خلاص من هم الدنيا ..

(52) ...

ولكم في المزيكا حياةُ يا أولي الألباب ..

(53) ...

نفسي اسمع باخ او موتسارت في توك توك او اقدر اتكلم عن نظرية التطور في خطبة جمعة  ...

(54) ...
متبصش لحالي ارجوك ..انا فعلياً بتعذب ...

(55) ...

حدثوني عن الاشياء وليس الحريم ..

(56) ...
الروح مجروحة قصدي مفشوخة ...

(57) ...

يعني لا الصاحي عاجبه حاله ولا النايم عاجبه حاله ...

(58) ...
انا already مُرتبط يا صديقي - انا معجب بنفسي - وبحبها - وبتعشا معاها كل يوم  في مكان رومانسي - بسمّعها رومانسي ومزيكا رومانسي -..يعني مدلعها علي الاخر ...

(59) ...

الفن هو ديني وديني الفن - فإسلام وجهي إليك يا فن ..

(60) ..
الحُب والحلم والثورة اشياء غير ممنوعة ....


الأحد، 15 سبتمبر 2013

للتوثيق 2 - ألغاز عقلي يدور في فلكها الآن - عن تحقيق أحلامي "هذا المقال ليس في التنمية البشرية" ...

بمناسبة تالت فشل واجهته في حياتي - حبيت اوثق الالغاز اللي عقلي بيدور في فلكها الآن - للفائدة العامة وانا اثق ان الموضوع ممكن يكون مفيد للبعض - والموضوع باللغة العامية ، وهو عن تجربتي الشخصية في الفشل بس بعيداً عن التنميّة البشرية وابراهيم الفقي ورواد تجارة الكلام هؤلاء  ..
طيب بالنسبة للاسئلة اللي دايماً بتتسأل عشان اللي عايزين يشبعو فضولهم :
ليه مش هتكلم عن مرحلة اول فشل واجهته ؟ ، لاني مكنتش بدوّن ساعتها ودي كانت في بداية سن الادراك وكمان كنت لسة خارج من ثانوية عامة طازة بدماغ قرد مضحوك عليه بنصايح الاهل والمجتمع - طيب وليه مش هتكلم عن مرحلة تاني فشل بردو ؟ ، لاني already كتبت عنها بإيجاز في مكان ما سواء علي المدونة هنا او علي الفيس بوك ، بس مش فاكر - طيب ممكن اتكلم عن مرحلة فشل رابعة لو حصلت ؟ ، دا اكيد ....

بس يارب اكتب عن مرحلة نجاح قبلها ، لان مؤخرتي من كتر الخوازيق هتنطق وتتكلم وتصرخ ...

____________________________

بعد شدّت السطر اللي فوق دي المفاجأة اني مش هتكلم عن ماهية تالت فشل واجهته ، انا هتكلم عن الالغاز اللي كانت مُصاحبة للفشل ومراحل التطوّر الذاتي بعده - عامتاً انا من الناس اللي بتنبسط بالفشل وبتكتئب في نفس الوقت - محدش يسأل ازاي ..
المراحل دي كانت بالترتيب من اليمين للشمال عُبارة عن : مش عايز اعيش < مينفعش اموت < هعيش وانا مبضون بس هصبر < مقدميش غير اني اعيش مبسوط < يا احقق ذاتي واحلامي يا أموت < انا لازم اكيّف العالم علي كيفي ....

تفسير لغز المراحل اللي فوق هكتبه قدامك دلوقتي ولكن لازم تعرفو اني الآن في مرحلة من مراحل تطور الذات والنهج والافكار :

- حسيت مع اول خبطة مؤلمة في حياتي وكانت غالباً في بداية سن الادراك - اني مش عايز اعيش في عالم قذر زي دا ، عالم كتبت فيه مُجلدات في كل الحاجات المؤلمة والمحزنة والمسببة للكآبة ، وكتبت ورقة واحدة بس في الحاجات اللي ممكن تبسطني ، وكام سطر في اللي بالفعل استمتعت فيهم وحسيت بالسعادة - طيب ليه الكآبة دي ؟ ، انا مش إنسان شقي المفروض ؟ واحسن من ناس كتير ، المُشكلة ان عدم السعادة في حالتي لها مراحلها هي كمان :  اني ملقيش نفسي ، مبقاش نفسي ، معرفش ابقي نفسي ، الاقي نفسي بس معرفش احققها ، الاقي نفسي وابقي نفسي بس اتعب معاها ...

- الخلوة قالتلي بمساعدة مصطفي محمود اني مينفعش اموت او اموّت نفسي وانا المُجتمع والعالم القذر دا مُنتصر عليا لاني مش عايز أموت كافر ، طيب ايه ضمّنك ان اللي بيموّت نفسه بسبب ظروف قاسية انه هيموت كافر ، دايماً لما بفكر بسلبية في حاجة زي الانتحار بقعد اقول لنفسي طيب ما انا قدامي حياة كاملة ، عُمر كامل اضيّعُه ليه في الموت لما ممكن اضيّعُه في الحياة !؟ ، طالما حياتي كدا كدا هتضيع لاني بفكر انتحر واضيعها ، طيب ما انا اعمل اللي بحلم بيه واللي نفسي احققه بكل حرية وهي كدا كدا ضايعة - يعني لو ضيعتها وفشلت احسن ما اني اضيّعها بنفسي قبل ما افشل وقبل ما اجرّب ، وفي الاخر مش هخسر حاجة ، انا خايف من ايه ؟ ، فوصلت ان الافضل اني اعمل اللي تُمليه عليا ارادتي الحُرة واكتشف نفسي في رحلة الدُنيا - الانتحار دا مش لحظة ضعف و بؤس و انكسار - قد ما هو لحظة غطرسة وغرور وإعتزاز بالنفس وتأله و منازعة الله في ربوبيته ، نفاد طاقة و نفاد صبر و نفاد حيلة - بتبقي حرب من نوع مختلف يعلنها الواحد على نفسه وهو فعلاً كُفر لانه نوع من الانفراد بالرأي و الانفراد بالحل و مصادرة جميع الآراء وإنكار أحقية كل وجود آخر غير الذات و إنكار لله و إنكار فضله و اليأس من رحمته و اتهامه في صنعته و في عدله و رفض أياديه ورفض أحكامه و رفض تدخله - عبادة للهوي ، وكفر برحمة الله وديكتاتورية من الانسان المُنتحر ...

- ولذلك وصلت لاني "هعيش مبضون بس هصبر لاني مينفعش اموت" ..وفي الاخر رجعتني للمرحلة السابقة مع زيادة في الكآبة .. 

- فوصلت ان مقدميش غير اني اعيش مبسوط لاني لو عشت مبضون مش هيبقي قدامي غير اني اموّت نفسي ومش هينفع اموّت نفسي لاني هموت كافر ...

- وبالتالي وصلت للمرحلة الحالية ، اللي انا عايش فيها دلوقتي - واللي هية يا احقق ذاتي واحلامي يا اموت ، لاني لو محققتش ذاتي هتضطر اني ارجع لاول Level وصلتلها اللي هية مش عايز اعيش ، بس لو رجعت لأول Level بعد رابع Level ساعتها مش هيبقي قدامي خيارات مفتوحة زي الاول والله اعلم الخيارات المرادي هتبقي عاملة ازاي ، بس غالباً هتكون في صالح الموت مش الحياة ...

-اما اخر حاجة في المكتوبين دول - دي مش هوصلها إلا لو قدرت احقق الهدف السابق - اني لازم اكيّف العالم علي كيفي لاني خلاص حققت ذاتي واهرماتي بس ذاتي واهرماتي - اهرامات ايه ؟ - معلش الإعلان مأثر - المهم ان غالباً بعد تحقيق الذات والحلم ممكن ذاتي تكون مش عارفة تتأقلم مع العالم القذر اللي انا مكنتش عايز اعيش فيه واللي انا مكنش ينفع اموت فيه ، واللي انا مكنش ينفع اعيش وانا مبضون فيه ، واللي مكنش قدامي غير اني اعيش مبسوط فيه ، واللي عشان اعيش مبسوط فيه لازم احقق حلمي - فلازم اكيّف العالم واغيره علي حسب إحتياجاتي - واصنع واقعي المُختلف والملاءم ليا ...

في حاجة كمان مش مكتوبة ودي مرحلة متأخرة بعد كل المراحل وال levels السابقة وهي "اني خلاص غيّرت نفسي ، ناقص اغيّر العالم" - بس حالياً انا عايز اغيّر نفسي بس - وبردو ممكن اغيّر العالم بس مش بالشكل الإيجابي اللي في دماغكم ، اقصد للاسوأ - عايز احرقه ، عايز انتقم منه ، شايفه اسود وملوش علاج وعمره ما هيتحسن - ولذلك اكتشفت اني لحد ما اوصل اني اغيّره فعلاً لمكان احسن - هيكون طول الفترة اللي حاسس فيها بسواد تجاه العالم - استغلال وتكريث اهدافي واحلامي للتمرّد علي العالم دا ، وهدمه بوساخته ، ومحاربة كل وسخ فيه - اما مرحلة تغيير العالم للاحسن ، دي ممكن تتشكل بعدين ، ومعرفش شكلها ايه ، ومعرفش اصلاً هية فعلاً هتتشكل ولا لأ ! - بس بميل اكتر إلي انها فعلاً هتتشكل والسبب هقوله تحت : 

كل اللي اعرفه اني لو مغيّرتش نفسي ، فأنا هالك ...

الاول كنت فاكر اني ممكن اهرب علي المسجد لما افشل واكتئب ، واترهبن واعيش في الصحراء مثلاً ، وبكدا اضمن الحياة التانية ، بس مؤخراً وبعد درس صعب جداً عرفت اني يا احقق احلامي ، يا اموت كافر واضمن عيشة اكثر شقاءاً في الحياة التانية من الحياة الاولي ..
نصيحة ليك حقق ذاتك واهرماتك - الله يخربيت دا إعلان - قصدي حقق ذاتك واحلامك واهدافك الدنيوية عشان هية اللي بتبني اهدافك الاخروية وممكن تكرثها عشانها ، وحالياً اقدر اقولك ان حتي لو شككوك في ان اهدافك الدنيوية هتتعارض مع "دينك واخرتك" - بردو اسعي لاهدافك الدنيوية دي ولا تتركها عشان معتقداتك الدينية ، واضمنلك انها هتكون بتساعدك لتحقيق اهدافك الاخروية ، عشان ميحصلكش اللي حصل معايا وتضطر لو كنت حُر انك ترفض الاخرة \- وتعيش عشان دنيتك - وانتا متعرفش يعني ايه تعيش عشان سجن اسمه دُنيا - دي قصة تانية لوحدها مش هتكلم فيها - لو عقلك مش حُر انتا هتتقيّد بحاجة عشان حاجة حتي لو الحاجة دي "دين" - لو لقيت الدين بيقيّدك عن حلمك او بيقيّدك بوجه عام - بيقعدك في مسجدك وبيخليك تعتزل وتترك تغيير نفسك وتغيير العالم - اعرف انك متدين علي خطأ لان دا هروب من الواقع بشكل سهل ...

لو غيّرت نفسك ثم غيّرت العالم كدا تقدر تكون ضمنت هدفك الاخروي اللي ممكن يجعلك في منزلة جيدة في الحياة التانية وهتكون خدمت دينك وآخرتك بس الشرط النية ...

_________________________

شديت سطر تاني لان المقال انتهي لحد كدا ، بس الفقرة دي للي يعرفوني بشكل شخصي ، هتكلم في اسئلة هتيجي في دماغك او إتهامات هترميها عليا اثناء قراءتك لكل الكلام دا ، بس هتيجي فدماغك لو كنت فضولي فقط وحابب تعرف عن تجربتي المتواضعة اكتر ، اما لو مش حابب او اصلاً متعرفنيش بشكل شخصي - فيُفضل انك تقفل الصفحة دي والموضوع خلص لحد هنا - كمان لو حسيت بتهكّم من دلوقتي او نفسك حساسة بردو اقفل الصفحة ومتقراش الكلام اللي هكتبه تحت هنا :

نبدأ ؟ ..

هيطلع واحد عارف عن حياتي شوية هيقولي يعني انتا سلبي مبتتكلمش عن نجاحاتك وحابب تتكلم عن الفشل بس ، مهو مفيش بني آدم معملش نجاحات - اتكلم عن انك متخرج بتقدير جيّد يا اخي ، عن التصوير ، عن المدوّنة حتي ..

ـ طيب مبدئياً كل نجاحاتي للاسف بعتبرها فشل في حد ذاتها ، الشهادة وكلكو عارفين هي ايه بالنسبالي ، دي اكبر دليل علي فشلي ، اكبر دليل اني استمريت في حاجة عارف انها بتضيّع وقتي ، اوني اتختمت علي قفايا من الانظمة التعليمية المُسببة للغباء الفاشلة دي كلها ، ودا اصلاً سبب اني اواجه فشل في المرحلة دي واني اكتب المقال دا ، بس عارفين ليه قولت في اول المقال اني بحب الفشل - لاني بتعلّم منه - مثلاً اتعلمت درس قاسي وعرفت من الشهادة دي يعني ايه تضييع وقت عشان مضيّعش وقتي في دراسة غير مُفيدة مرة تانية ، واني معملش حاجة مش دارس ابعادها كويس ومش مقتنع بيها بنسبة 100 % ..

- طيب بالنسبة للتصوير ، مش دا نجاح ؟ - اللي يعرفني كويّس هيعرف اني اصلاً عايز ابقي مخرج سينمائي وكاتب ومزيكاتي لو نفع مش مصوّر ، اه انا مُهتم بكل الفنون ولذلك مارست التصوير - لانه مش بعيد عن الاخراج وفي نفس الوقت فن وانا حابه ..

- طيب وليه متجوّزش وتدوّر علي وظيفة بشهادتك الجامعية بمرتب كبير - واغلب اللي شغّالين في مجالك مرتباتهم كويسة - بس في البداية اتعب وخد مرتب صغيّر وبعد كدا يكبّر وهتعلي معاه والجو اللي معظم الكائنات بتميل له ؟ ...

الحقيقة انا اتكلمت مع ناس كتير متجوّزة ، سألتهم اذا كانو مبسوطين بالحياة التي تسمي حياة الاستقرار والزواج بالشكل الغير مبني علي حُب والاهداف المُشتركة والمُساندة - معظمهم بيقولو - والله انا كان نفسي اعمل كذا بس الجواز - والله انا كنت عايزة اعمل كدا بس العيال - والله انا حابب كذا بس مش هينفع عشان اتجوزت خلاص ..

انا شخصياً بحس الجواز دا زي الرهبنة في مجتمعنا طالما مش هنساعد بعض علي تحقيق الاهداف - اهو دا بردو نوع من انواع الهروب - اني افتح بيت واتجوّز عشان العفة والاستقرار وعشان هية متعنّسش - واخلّف واروح اموت ..
ودا غالباً نتيجته بتكون "بُص لابوك وامك شوفهم مكتئبين ازاي ومش بيعملو حاجة غير انهم ينتقدوك وينكدو عليك"  وانتا هتعرف النتيجة ايه ...

مش لازم اعيش عيشة الاغلبية عشان اكون مبسوط - اقرأ القرآن ، الاغلبية في القرآن دايماً علي ضلال ، اكتر الناس في القرآن لا يعلمون ولا يفقهون واكثر الناس لا يؤمنون واكثر الناس لا يعقلون ، ان هم إلا كاأنعام بل هم اضل سبيل ، وقليل من عبادي الشكور ، وعن المؤمنين قليل ماهم ، وإن تطع أكثر من في الأرض يضلوك عن سبيل الله - تحس ان اللي معاه الاغلبية في الدنيا دايماً فايز وناجح سواء سياسياً او فنياً بس في القرآن هو خاسر..

- طيب مفيش مُسكنات للفشل واليأس ؟ ..فيه ممكن لما تحس باليأس تعزل نفسك عن العالم الخارجي والواقع شوية وتعيش مع نفسك تدّيها قهوة وشاي بلبن وعنّاب وكاكاو ، التمشية في الكُربة الصبح بدري قبل الزحمة وانتا بتسمع فلويد وزبلين ، القعدة علي التكعيبة اخر النهار ، وقهوة عم صالح في وسط البلد بليل مع كتاب ، الفُرجة علي فيلم مع صديق مُقرّب او منفرد مع الشوكولا ، الجري الفجر في السقعة ، شرب الشاي بالنعناع وانتا قاعد قدام باجور جاز وبتسمع ام كلثوم ...

- طيب في حد قالّي قبل كدا ان المدوّنة دي نجاح - يعني معرفش مين من بتوع التنمية البشرية اللي فهمه ان الشخص الناجح هو اللي بيمشي بنوتة في إيده او يكتب افكاره في مدوّنة - احب اقوله اديك في الغابة الملونّة - اديك بكل فتوّنة ..

المدونة يا اصدقائي زي النوتة اللي بتمشي بيها في الشارع اللي بتخلي الناس تقول عليك شخص سيكوباتي في مجتمعاتنا - لذلك لا تعتبرها اكثر من شيء يتم فيه تدوين الآراء والافكار - وكفايا الافكار الضلالية بتاعت النوتة والمدوّنة والشخص الناجح بيعمل كذا والفاشل بيعمل كذا - اعمل انتا الكذا دا وانجح بطريقتك - مش شرط تقلّد ....

يعني من الاخر اغلب الحاجات اللي انتا شايفها نجاح هي فشل بالنسبالي وملهاش قيمة ، بس فشل طعمه حلو و اتعلمت منها حاجات كتيرة اوي ، هتساعدني اني انجح بعد كدا ....

بإختصار انا قريت قبل كدا جُملة مكنتش فاهمها كانت بتقول "امتي تحقق حلمك ؟ ، لما ميبقاش قدامك خيار آخر سوي تحقيق حلمك "

ودلوقتي فهمتها وفسرتهالكم كمان ...ادعولي بقي ...
فلتصحبكم السلامة ..