الأحد، 28 أبريل 2013

مفيش عنوان ...

الحقيقة اللي بندوّر عليها مش موجودة ، لان مفيش حقيقة ، واصلاً ليه ندوّر علي الحقيقة ، ليه مندوّرش علي الاحقيقة ؟ ؛ ليه شاغلين نفسنا طول الوقت بالحق والضلال ؟ الخير والشر ؟ ، الحلال والحرام ؟ ، لما ممكن يكونو شوية مُسميّات زائفة ابتدعناها عشان نشغل نفسنا بصراع وضميرنا يصحي من الوقت للتاني ! ؛
الفضلاء والاخلاقيين ؟ السادة المُحترمين ؟
دول شخصيات اسطورية بنسمع عنهم لكن غير موجودين في واقعنا ! ، نفس الشخصيات اللي بتألّف طول الوقت قصص اسطورية عنهم وبتحكيلنا من وقت للتاني عن مثاليتهم هي نفس الشخصيات اللي بتنادي من وقت للتاني لانماط واساليب حياتية بيسموها الفطرة السليمة وسنة الحياة وغيرها من التسميات البرجوازية اللي مش بفهما ! ، مُجرد ارادة لحياة منصهرة مع الواقع المشئوم اللي بنعيشه ، رفض لواقع مختلف ، هما عايزين الكون كله يكون علي حسب صورتهم الخاصة ، كنوع من التبجيل لفضائلهم المزيفة ، مجرد كبرياء .

زي الحب كدا ! ، مفيش حقيقة للحب ، لان مفيش حُب ، مهو ممكن يكون حاجة من الحاجات اللي بيضحكو علينا بيها طول الوقت ، شغل تنمية بشرية يعني ! ، شوية لعب بالافاظ والمُسميّات ، مجرد ثقافة معينة بيمرروها لينا طول الوقت عشان نحس اننا عايشين ، يمكن يكون كلمة بتتقال في الافلام والاغاني عشان يقدرو يبيعو اكتر ويجيبو فلوس اكتر ، زي الجنس بالظبط ! دايماً بيحطوهولنا في الافلام ، عشان الناس بتحب الجنس ، فيزيد عدد المتفرجين علي الافلام دي ، جنس الكتروني علي شاشة ، عشان المحروم منه ينبسط ، هي مجرد تجارة مش اكتر ، زي اغاني سعد الصغيّر وبوسي سمير واوكا وارتيجا ، زي افلام السُبكي ، زي تمثيل محمد سعد ومحمد رمضان ، زي المهرجانات ، زي كلام كتير عن الحب في اغاني تامر حسني وعمرو دياب وحماقي ، مهو كُله بيصُب في قالب واحد ، الفلوس !

الحقيقة الوحيدة اللي اقدر اقولكو عليها : ان الفلوس والشهوة هما اللي بيحركونا ! ، متبعي الشهوات هم الناجون الوحيدون دنيوياً ، كونو مثلهم ، هي دي الفضائل الوحيدة الباقية واللي لها جمهور ! ، بس سيبونا احنا اللي بنحلم بواقع مُختلف نكون زي ما احنا عايزين وهنفضل مُتمردين علي واقعكم دا ....ووداعاً للانسانية !


السبت، 27 أبريل 2013

ملامح واقع من العفن ..الجزء الاول

في البداية اود ان الفت انتباه القاريء الي ان ما ستقرأه في هذا المقال ما هو إلا وجهة نظر كاتبها ، فأنا لا اريد ان اكرر عليك ما قرأته في كتاب او مقال سابق ، انما احاول ان أُلَخِص خبرتي الصغيرة في هذه الدنيا  ، لاشك ان مع مرور السنين قد تتغيّر لديَّ بعض المفاهيم وتخلتف وجهة نظري تلك ، ولكن حتي الآن سأتحدث عن كل ما ادركته خلال تجربتي الشخصية  ...

ما احاول ان اتناوله في هذا المقال هو حقيقة الدُنيا والواقع الذي نعيش فيه بتفكير مُجرد ، ومن خلال تجربتي الشخصية ، وبتجرد كامل من ديني وانتمائاتي السياسية والعرقية ، في باديء الامر هي محاولة ليس اكثر ومعظم ما ستقرأه ما هو إلا فرضيات تحتمل الصواب والخطأ وهي دعوة للرجوع الي اصل الامور التي غابت في زماننا..

ما هي الدُنيا ؟ :

ماذا بعد يا صديقي ؟ لست مُقتنع بما قلته لي ، حتماً هنالك خيارٌ آخر ، لا اشعر بالسعادة إطلاقاً في هذا الإطار المحتوم الذي تحاول اقناعي به ، من قال لك انه ليس بمقدورنا عمل اي شيء آخر؟ وان ما يحدث حولنا من خراء ليس إلا ما يسميه الناس سُنّة الحياة ومن قال ان علينا الانقياد لتلك السُنة ؟ ومن قال انها سنة الحياة اصلاً !؟ ، ان الانسان لا يُمكن ان يُحكم بقوانين او نظريات او إحتمالات ؛

ما حدث أن حزب ابليس في الارض ان سمحت لي ان أٌطلق عليهم ذلك الاسم ، ذلك الحزب من الحكومات والسياسيين والرأسماليين وباحثي الشهرة والمال واصحاب الفكر العنصري الصهيوني ومعتنقي الديانات المتطرفة وبعض الجماعات السرية المتطرفة التي تمولهم وغيرهم من الذين يبغونها عوجاً وأُلئك الذين يريدون اكثر لهم واقل لغيرهم ..
هؤلاء قررو في العصر الحديث الذي نعيش فيه عمل خطة جريئة ، يحاولو من خلالها التحكّم في جميع سبل الحياة والمعلومات التي تصل الينا ، وبناءٌ عليها صنعو إطار مُعين بمساعدة وسائل الاعلام ، فيمرر هذا التيار افكاره الينا يومياً في التلفاز ، وذلك كله حتي لا يحدث التغيير الذي يخافونه ، حتي نسير في ذلك الإطار الذي صنعته وسائل إعلامهم التي مرروها إلينا تلفازهم فنظن نحن انه لا مفر ولا سبيل آخر افضل منه ، إطار يُبقي علينا مساجين في وهم الماديات والشهوات البهيمة الحيوانية ، ننشغل بجمع المال والبحث عن الماديات فلا نجد وقت فراغ نحاسب فيه انفسنا ونحاول تغيير واقعنا ..
ولكن ما يُخيفهم هو العقل الحُر ، ليس ذلك الانسان سجين عقله الذي يحاولون صناعته ، يعلمون جيداً انهم لن يستطيعو التحكم في ارادته ، إرادته الحُرة ، لن يستطيعو العبث بحياة الحُر وإرادته ، فلقد خلقها الله حُرة مستقلة ، نفخ الله في الانسان من روحه ، واعطاه الارادة الحرة "ارادة اله" ..لذلك قررو ان يمررو الينا مباديء الغوغائية والفوضي وإنشاء جيل جديد في حب الاباحة والمخدرات..
احد طرق التحكم في العالم والتحكم في الاقتصاد والاموال هي التحكم في عقول البشر ، ان يجعلو الناس موهومون بأشياءٌ فُرضت عليهم حتي يظلو نيام ، كل ما يمرر الينا من الابتذال الاعلامي والعهر الفني ما هو إلا لتقبل نوع معين من الافكار ونمط محدد في الحياة فلا يستقيظ الناس ...

لا تضحك يا صديقي ربما كنت احد المهوسين بنظريات المؤامرة ، او ربما كان عقلك الباطن غير مُهيء لسماع الحقيقة ، ربما كانت هي محض نكتة سمجة وما من حقيقة اصلاً ، لماذا نبحث عن الحقيقة ؟ ، لماذا لا نبحث عن الاحقيقة او الضلال ؟ ، لما لا تعتبرها حكاية مُسلية تصدّقها او تُكذّبها ؟ ، ربما كان علي الاستيقاظ من وهم المؤامرات تلك وان اذهب الي الاستجمام في احدي الشواطيء احتسي النبيذ الاحمر مع فتاة حسناء وانسي كل ذلك...

ولكن دعني اولاً اشير اليك ببعض القصص ..وبعض الافكار التي استخلصتها من رحلتي في الدُنيا  ...

ذات مرة جلس رجل وحده وقد امتليء قلبه حزن وإكتئاب فإقتربت من كل الحيوانات وقالت له "ما يزعجك ؟ ما يحزنك؟ " انه لمن المزعج لنا رُأيتك حزينٌ هكذا ! سلنا ما شئت نعطك إياه ، فقال الرجل " اريد ان يكون لي نظر جيد " فأعطاه الصقر نظره ، فقال الرجل "اريد ان اكون قوي" فأعطاه الفهد قوته ، فقال الرجل " اريد ان اعرف اسرار الارض " فقالت له الافعي "سأريك إياها " ، هكذا استمر الحال مع كل الحيوانات ، وبعدها امتلك كل الهبات التي يمكنه ان يأخذها من الحيوانات ، ثم رحل ..

قالت البومة للحيوانات : "هكذا يمتلك الانسان الكثير ويمكنه فعل الكثير من الاشياء"

فردت عليها الغزالة : "نعم هو يمتلك كل ما يحتاجه هو لن يشعر بالحزن مرة اخري"

فقالت البومة : "لا" ، "لقد رأيت فجوة في داخل الانسان ، عميقة بعمق الجوع الذي لن يستطيع اشباعه ، وهذه الفجوة وراء حزنه ورغباته وشهواته ، سيستمر بالاخذ والاخذ الي ان يأتي وقت يقول فيه العالم : "لقد انتهيت ليس هناك المزيد لاعطيه إياك"

ما الدُنيا الي وهم مادي ! ، الدنيا هي لهو ولعب يُبعدنا عن حقيقة ما ، ما الحقيقة المؤكدة في هذه الدنيا اكثر من الموت !؟ ، الموت اكثر صدقاً من وهم الحب المغطي بالشهوات والتقلبات العاطفية ، اكثر صدقاً من الجنس والمال ! ، اكثر صدقاً من السيارات الباهظة الثمن ، اكثر صدقاً من القصور والفيلات الفارهة ! ؛

دعك من كل ما يحدث حولك وانماط الحياة المُزيفة التي يمررونها الينا وكإنها ثقافة او معايير مجتمع ، دعك من الفجوة التي بداخلك وإسأل نفسك في تأمل وتفكير : هل يمكنني الحصول علي الدُنيا ؟ ، احدي معاني جذر كلمة الدنيا : هي ان تحاول الوصول الي شيءٌ لا تستطيع الحصول عليه ابداً ، ألا تذكر اليوم الذي حلمت فيه بالحصول علي تلك السيارة ؟ ، هل تتذكر اليوم الذي طالما حلمت به وهو الحصول علي تلك الوظيفة الراقية ؟ ، هل تتذكر يوم جلست تدعو ربك وقعدت تعمل وتعمل حتي تستطيع الحصول علي ما تريد ؟ هل تتذكر ذلك المنزل الذي طالما تمنيته ؟ ، هل تتذكر المحمول الجديد هذا ؟ هل تتذكر وانت صغير بعدما جلست تتمني الحصول علي لعبة ال playstation او احدي الالعاب التي كنت تتمناها ؟ هل تظن ان ذلك الاحساس محض شعور ب "ملل" ، هل يقول لك مدربي التنمية البشرية ان المُتعة في الرحلة وليس في الحصول علي الشيء ؟ ، هل يقولون لك ان جمال الدُنيا في الاهداف ؟ ضع اكبر كم من الاهداف وكلما حصلت علي هدفك اكتب لنفسك هدف اخر حتي تستطيع السعي وراءه وامتلاكه هو ايضاً ؟ ، هل يملؤن دماغك بتلك الافكار التي دائماً ما تجعلك تحاول وتحاول وتحاول حتي تسئم المحاولة ، حتي سئمت البحث عن الماديات والسعي وراء امتلاك الرغبات ؟ في رحلة غير منتهية من الاماني؟

فقط حاول ان تتذكر ما حدث بعد اول مرة حَصُلت فيها علي شيءٌ ما دائما ما كنت تحلم يوماً بإمتلاكه ، الم تلقه جانباً في عدم اهتمام ؟ الم تقل لك والدتك وانت صغير "عزيزي هذا يحدث فقط بسبب ما يسمي "فرحة الحاجة الجديدة"! ، حاول ان تتذكر ما الذي شعرت به ..

هذه حقيقة الدُنيا انك لن تستطيع الحصول عليها ابداً وكلما حصلت علي شيءٌ فيها لا تشبع ابداً ، كالمال والسيارات والقصور والبيوت والشاليهات ! والفتيات الفاتنات التي طالما اشتهيتهُن يا عزيزي ! ، والشبان الذين طالما اشتهيتيهِن يا عزيزتي ! ؛

لاشك ان اكثر الاشخاص مللاً هو ذلك الشخص الذي دائما ما يحدثني عن تلك السيارة الباهظة الثمن وذلك الاب توب والموبايل الجديد وذاك القصر الكبير ، دائما ما اشعر بالملل الشديد وانا اتحدث معه فهو في كل احاديثه دائما ما يذكرني بوهمه ، عند السير معه دائما ما يشير بإصبعه "انظر يا صديقي الي هذه السيارة " هل تعلم كم ثمنها ؟! "انظر يا صديقي الي هذا البيت" هل تعلم كم دفع من يسكن هنا من الالوف؟ ، وكأن محور الدنيا هو الماديات ! ...

ولا شك ايضاً ان الشخص الذي اتحدث عنه الآن هو اكثر الاشخاص غضباً وسخريتاً ورفضاً لما يقرأه الآن فهو ليس إلا "عبد للتكنولوجيا" لا يعبد اله سوي التكنولوجيا ، يوماً بعد يوم سيظل يطارد التكنولوجيا التي اصبحت من سمات عصرنا الحديث ، فقط اقرأ في التاريخ او ارجع الي اصل الامور ستعلم ان تلك الوسائل الترفيهية ما هي إلا خدعة لإستعبادك ، خدعة للاخذ من ساعات عُمرك ، وسائل الاعلام لها الدور الاكبر في تحفيزنا علي مُطاردة تلك الماديات من احدث السيارات والموبايلات واجمل العقارات ، حتي ان تحدث شخص عن عدم رغبته في مطاردة تلك الاشياء ، نعتوه بالكسل وعدم الطموح .

اليس من المُفترض إمتلاك موبايل لمجرد التحدّث الي اهلك واصدقائك ؟ ما الفائدة من شراء موبايل باهظ الثمن ؟ ما الفائدة من تحديث موبايلك سنوياً ؟ ، وهل السيارة وسيلة مواصلات ؟ ام من المفترض ان تصبح السيارة وسيلة تستعبدك لتأخذ اكثر من ساعات عمرك سعياً وراء تحديثها او إمتلاك احدث موديلاتها الفارهة والباهظة الثمن ؟

في زمنٍ ما كانت هناكَ قريةٌ تعيشُ علي صيد الاسماك ، تمتلك البيوت المُطلّة علي البحر ، يجلس اهل القرية يصطادون قوت يومهم نهاراً ، ثم يجلسون ليلاً يتجمعون في حُب ومودة وأُلفة يتسامرون ، فجاء شخص من خارج تلك القرية ليقيم معهم بضعة ايام فإستضافوه ، ظل ذلك الرجل الغريب ينظر اليهم في مكر وينظر الي ما هم فيه من سعادة في حقد ، فجلس معهم ليلاً وهم يتسامرون كعادتهم ، فسألهم "كم عدد ساعات عملكم اليومية ؟ كم ساعة تجلسون لتصطادون ؟

رد عليه فرد من اهل القرية نحن نجلس نصطاد ساعتين يومياً وهذا يكفي لإطعام اهل القرية جميعاً ليوم واحد ، فقال لهم في مكر كما يفكر الشخص الرأسمالي المعاصر "لم لا تصطادو اكثر من حاجتكم اليومية ؟ ، لم لا تصطادو لمدة 3 او 4 ساعات مثلاً ؟ ، فقالو له لم ذلك؟ كل ما يكفي لإطعام القرية بأكملها هو ساعتين عمل فقط لكل فرد ؟ ، فقال لهم حتي "تصدرون ما يفيض من حاجتكم وبذلك تكسبون مالاً اكثر ، قالو له "وماذا بعد ذلك؟" ، قال تمتلكون مراكب اكبر ، قالو له "وماذا بعد ذلك؟" ، قال تمتلكون رأس مال ضخم فتشترون بيوت اكبر وتقيمون في قري افضل ،  قالو له "وماذا بعد ذلك؟" ، قال : تمتلكون الكثير من المال والبيوت والمراكب فتجلسون مع بعضكم البعض وانتم تشعرون بالسعادة لما حققتموه واكتسبتموه ، فضحكو وقالو نحن جميعاً نمتلك البيوت والمراكب والمطعم والملبس ونجلس كل يوم نتجمع ليلاً نتسامر ! ونشعر بالسعادة !!"

قال رسول الاسلام محمد صلي الله عليه وسلّم "لو كان لابن آدم واديان من ذهب لأحب أن يكون له ثالث ولا يملأ فاه إلا التراب"  انظر حولك ماذا يطارد الناس في هذا الحياة ؟ ، ألا يطاردون المال والشهرة والمنصب والجاه والجنس والمخدرات واحدث السيارات ؟ ..هل تظن انك ستشعر بالسعادة لو حققت كل ذلك ؟ ، هل سترضي ؟ ؛

هناك تجربة يمكنك تجربتها علي نفسك لتصل الي حقيقتك : هل لديك سيارة ؟ كم ثمنها ؟ 100 الف ؟ ألا تتمني غيرها ؟ هل اذا امتلكت سيارة احلامك لو كانت مثلاً بمليون ؟ هل تظن انك ستشبع ؟ بل ستبغي سيارة بمليونان ! ، ألازلت تظن انها متطلبات الحياة والمظهر ؟ ألازلت تظن ان هذه سنة الحياة ؟ ألا تريد ان تعترف بالفجوة التي في داخلك ؟

في زمانٌ ما وَجد ثلاثةُ رجال ثلاث صناديق كبيرة من الذهب ، ففرحو وقالو لبعضهم هيا بنا نقسمهم ولنغنم بالسعادة الابدية ، فقال احدهم فليذهب احدكم فيائتنا بالطعام حتي نأكل وبعد ذلك نحملهم موجهاً كلامه الي كلا الرجلين ، فذهب احدهم وبقِيّ اثنان ، قال الاثنين الي بعضهم البعض لمَ لا نقتل صاحبنا عندما يرجع ونأخذ الثلاثة صناديق لنا وحدنا ؟ ، فإتفقو علي فعل ذلك حتي جاء صاحبهم فقتلوه بعد ان اكلو الطعام ، وبعد ان اكلو الطعام اكتشفو ان صاحبهم هو الاخر قد تآمر عليهم ووضع السم في الطعام حتي ينفرد بالكنز وحدة ، ومات الثلاثة ..

لماذا نستثمر اموالنا كلها في الحصول علي اموال اكثر وشهرة اكثر وسيارات اكثر وقصور اكثر ، لماذا لا نستثمرها في ابداعنا ؟ ، او علي ارواحنا ؟ ، ألسنا من جسد وروح ؟ ، قال لي احد اتباع المادية اننا جئنا الي هذه الدُنيا "عشان ننبسط" ! . وان مفهومي عن ما يسميه "الانبساط" خاطيء ، واننا سنشعر بالسعادة ونفعل ما نريد في حياتنا الدُنيا ثم نموت .. اي عبث هذا ؟ وهل امسك احدنا بالدنيا قبل ؟ هل امتلكها ؟ هل تعلم كيف ستتركنا الدنيا ؟ انظر الي احدي القري او البيوت المهجورة انظر الي القبور لتعلم ..

مصطلح "الانبساط" اي السعادة هو مصطلح واهي ، السعادة هي عرض لحظي مؤقت ، السعادة ليست دائمة ولا يمكنك الحصول عليها شئت ام ابيت ! ، كلما شاهدت فيلم ويل سميث "البحث عن السعادة" اضحك كثيراً لما يقدمونه للناس ولمفهوم صانعي الفيلم عن السعادة رغم الدرامية الشديدة ، لقد قالها نجيب الريحاني في احدي افلامه "ليست السعادة في البحث عن الرغبات المادية ولا في شهوة حيوانيةٌ بهيمية ، هذا عصر المنطق ظهرت البلاد التي تدعو الي العلمانية وفصل الدين ، لا وجود للحكمة بعد الآن ..شاع الفساد والفوضي وليس هنالك العدالة ..هذا زمانٌ يقال فيه "الدنيا هي الحقيقة والاخرة او الحياة الاخري او اياً كان ما ينتظرنا بعد الموت هو وهم ، تجد تلك النداءات المادية كثيرة في يومنا هذا ، "كن سعيداً لا تقلق يا صديقي" تلك هي رسالة الابتزال الفني من الافلام والاغاني وكتب التنمية البشرية الآن ، لابد من وجود حياة اخري بعد هذه الحياة ، اليس في الدنيا الكثير من الفساد والظلم ؟ ، وفي النقيض تجد ان الكواكب والذرات والطبيعة محكومة بنظام وبشكل متناسق يوحي بأنه لا وجود للعبث في الوجود وانما العبث من فعل ايدينا ، اليس ذلك دليلاً علي انه لابد من وجود حياة عادلة اخري او يومٌ يحاسب فيه الظالم وترد فيه المظالم ؟ ، هل رأيت الارض يوماً قط تخرج عن مسارها ؟ ..

الحقيقة اننا مقبلون علي الاخرة اكثر فأكثر يوم بعد يوم نقبل علي الموت ، ولسنا مستقلين بذاتنا ووجودنا علي هذا الكوكب ، وكل ما نحاول فعله حيال تلك الحقيقة هو تعاطي المُخدرات والغرق في الشهوات التي تُبعدنا عن الواقع ، ومما يساعدنا علي ذلك بعض الابتزال الفني ! حتي نشعر بالسعادة الكاذبة المزيفة..

الانسان كائن تعيس في الدُنيا ، جئنا الي هذه الدُنيا في صراع بين الخير والشر كما في القرآن "لقد خلقنا الانسان في كبد" ، وايضاً ذُكرَ عن السعادة في القرآن "وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُواْ فَفِي الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ إِلاَّ مَا شَاء رَبُّكَ عَطَاء غَيْرَ مَجْذُوذٍ"

ولم ترد في القرآن السعادة مطلقا او حال "سعدوا" قط غير في تلك الاية ..

صناعة النجم "الايدول" :

تجد اليوم ممثل او مغني يلبس بشكل معيّن او يقص شعره بطريقة ما ، فيقلده معظم الشباب ، وكذلك الممثلات والمغنيات ، يقلدهم البنات في طريقة لبسهم وطريقة مشيتهم وكلامهم واسلوبهم المايع ظناً منهم انهم بذلك اكثر انوثة، ..هؤلاء الشباب والبنات فارغون من الداخل ، يتلقون المعايير الجمالية من مظهر واسلوب حياة وطريقة كلام وتصرفات عن طريق التلفاز والمجلات وافلام السينما...وبذلك تختلف المعايير المجتمعية تماماً ...فيظن الشاب او البنت ان الجمال الحقيقي هو فقط الذي يراه في التلفاز او ما يراه من نجوم السينما والكليبات "من ميكياج وصدر سيليكون وملابس براقة وشفاه منتفخة واسلوب وطريقة في الكلام والمشي " ...وينسون تكوين معاييرهم الجمالية التي تلائمهم  ...فإذا قال التلفاز اليوم "ان الفتاة النحيفة اكثر جمالاً من الفتاة السمينة" فهم يصدقون ، وبذلك يفرض المُجتمع علي الفتاة ان تكون نحيفة او يكون مثلاً صدرها كبير وشفاهها منتفخة حتي تكون اكثر اثارة وجمال من الاخريات ، وحتي يتقبلها الجنس الاخر ويراها جميلة او مثيرة ، مثال علي ذلك ان من يتابع الفن والتاريخ القديم سيعلم ان المجتمعات كانت قديماً تظن ان المرأة الاكثر وزناً اجمل ....

لا شك ان جميع معاييرنا الجمالية والاخلاقية مشوّهة بسبب وسائل الاعلام  ، فهذا الاعلام موجه لتيار فكري مُعين ، ذلك الفكر واضح للبعض ، فيعلمون اللعبة التي يتم ممارستها علينا يومياً ، وغائب عن البعض فيصدق كل ما يمرر الينا عبر التلفاز ، فهذا الاعلام يجيد فن التحكم في العقول ، التحكم في كل ما يفكر فيه الناس ، الناس حالياً ميتون عقلياً فيما يتعلق بالنقد والتفكير المنظم ووجهات النظر فيتقلبون كل ما يجدونه من معلومات في وسائل الاعلام علي انه مُسلّمات ، فأصبح الناس لهم وجهات نظر وافكار مُصنّعة ، الناس حُرمت من ادراكهم للحقيقة ، حتي قال الرسول محمد عليه الصلاة والسلام ان في اخر الزمان اسعد الناس هو لكع بن لكع بمعني الشخص التافه ليس له نسب او عِرض وليس له قيمة كما نري اليوم من المشاهير غير المثقفين وبعضهم حتي غير متعلمين ، معظمهم لا يقدم فن ولا ثقافة وحتي هم غير موهوبون ، يقدمون فقط العادات الخاطئة والفطرة الفاسدة والعري ، هؤلاء المطربين المزيفين ونجوم السينما والفن المُبتذل والعاهرات هم حثالة المجتمعات البشرية ، فتجدنا نهرول ورائهم وتجد كل يوم مقابلة تلفزيونية عن ادق تفاصيل حياتهم فتجدنا نلبس مثلهم ، اشعر كما لو كنا نعبدهم ونصنع منهم آلهة ونعظّم فيهم ، فمن المعروف لدي الواعين ، من هو الفنان الحق ومن هو الاستعراضي مقدم العهر الابتذال ، ولكنهم الآن اصحاب النفوذ والثروة وهُم السعداء كما قال النبي محمد عليه الصلاة والسلام ، ولا حاجة للتحدث عن من يقلدون ويقدسون اولئك المطربين والفنانين الزائفين مقدمي الفن المُبتذل ، هؤلاء المُقدسين لاحسي مؤخرات المشاهير ولاعبي كرة القدم نجدهم كثيراً في مُجتمعاتنا وفي اصدقائنا ، هم فقط اشخاص فارغون من الداخل لا يمتلكو شخصية مستقلة لذلك يحبون ان يتخفون في مظهر اولئك المشاهيير لا يملكون حقيقة او افكار ومباديء داخلية ، اذا استخدم احدنا عقله لعَلِم ان ذلك الشخص الغير موهوب لا يكتب اغانيه بنفسه ولا يقدم اي نوع من انواع الفن الحقيقي ، وانه فقط مجرد آداة في يد شركات الانتاج ، سيعلم انه شخص عادي جداً كانت له الجرأة علي الإقدام علي الشهرة بشكل يبيع فيه ضميره الفني ان وُجِدَ ! ، مع مساعدة الحظ او سلطة ما يصبح من المشاهيير ، ضح "كام كلمة حُب علي كام رقصة وكام واحدة قالعة ، مبروك انتا بقيت فنان" ، هذه اصبحت ثقافتنا التي يمررها الينا التلفاز لصناعة تلك المعايير المُجتمعية ، التلفاز هو من يُنجّم هؤلاء وهو من يقنعنا بتقبلهم وبتقبّل سخفاتهم ، بل ويفرضهم علينا في مجتمعاتنا بإسم "فنانين" ، نحن نعيش في واقع مصطنع ليس اكثر ، التعليم ليس تعليم والدين ليس دين ، كل معلوماتنا تم تصنيعها في مصانع الاعلام ونحن نقبل الحقائق التي تحملها المواد الاعلامية وكإنها قانون الهي مُحكم ...

التعليم والجنس  :

 الحياة في القرن ال21 ليست إلا حياة مصطنعة ، فلسفة مصطنعة ، ثقافات واهية وهشة ومجتمعات مزيفة ، دين غير حقيقي نحمله عبر شاشات التلفاز فضلاً عن المساجد والكتب والبحث الذاتي ، دين وثقافة بالوراثة ، والناس نيام حتي اذا ماتو انتبهو ، فقط تصفح الانترنت لتعلم ان 70% من المحتوي الذي يتم تحميله يومياً من نصيب شركات صناعة الجنس والاباحة ، معظم ما يتم تحميله يومياً من شبكة الانترنت هو "محتوي جنسي" ، الحياة المصطنعة تلك حولتهم الي مخلوقات مثيرة للشفقة يشبعون غرائزهم امام اجهزة الكترونية ، العيب ليس فيهم فأين حق ممارسة الجنس ؟ ، أصبح دين الكهنوت وثقافة العيب تُحرّم علي الشاب والفتاة حق ممارسة الجنس ، والمعايير المجتمعية المزيفة تُأُخر سن الزواج ، وتصعبها بل تجعلها مستحيلة ، بجانب ثقافة التلفاز ، وبعض الكلمات المُحبطة مثل "هل انت قادر علي ان تتحمل المسئولية؟" ، ممارسة الجنس طقس اجتماعي طبيعي جداً يتم بين الذكر والأنثى ، فما العيب في ممارسة الجنس فضلاً عن التحرش وممارسة ما يسموه بالعادة السرية وما اسميه انا "إمتاع النفس" ، اين هذا الدين الزائف من الواقع ؟ ولماذا اولئك الداعين اليه لا يجدون حلولاً بديلة لكل ما يحرمونه ؟ ، فمن المعروف في عرف الحقوق الانسانية والدينية ان الرجال والنساء الذين يتجاوزون سن البلوغ لهم كل الحق في التزاوج وتكوين الأسر وفي الإسلام تعد ممارسة الجنس تقرّبًا إلى الله "قالوا يا رسول الله أيأتي أحدنا شهوته ويكون له فيها أجرٌ قال أرأيتم لو وضعها في حرام أكان عليه وزْرٌ، فكذلك إذا وضعها في الحلال كان له أجر" ؛

إذن الجنس حق لكل شاب أدرك البلوغ وكل مجتمع يرتضي أسلوبًا للتواصل بين الذكر والأنثى، فما الإطار الذي يفترض للشاب المصري او العربي ممارسة الجنس من خلاله بدلا من أن يلجأ لسلوكيات مريضة كالتحرش أو إدمان المواقع الإباحية؟ ،

فهناك مجتمعات تمارس الجنس داخل إطار مؤسسة الزواج، ومجتمعات تمارسه خارج إطار مؤسسة الزواج، ومجتمعات لا يمارس شبابها الجنس أصلاً مثل مجتمعنا المصري والعربي العابد لنظرة الناس والمظاهر ، ففي أوروبا مثلاً تستقل الفتاة عن أسرتها وتمارس الجنس بشكل طبيعي بعد سن ال 18 ولكن معاييرنا الدينية تمنعنا من فعل ذلك ، وهذا ما ارتضاه الله لنا كمسلمين ، فكانت هناك فكرة الزواج المبكر وكانت الفتاة المصرية التي تتجاوز العشرين دون زواج تعد عانسًا ولكن معاييرنا المجتمعية الآن تسمي ذلك تخلفاً ورجعية ، اما الان كيف تمارس الشابة المصرية غير المنحلة وغير متخلفة "المتزوجة مبكراً" الجنس؟ ، فالزواج مستحيل والزنا محرّم.. والنتيجة انتقال الجنس من خانة الغرائز والاحتياجات الي خانة العيب والحرام ، واصبح في عقل المجتمع هوس بالجنس في الخفاء ، فاكثر الشعوب هوساً بالجنس هي الشعوب المحرومة منه ، ولاستحالة الاستقلال المادي اصبح الشباب  عالة علي آبائهم وامهاتهم والفتيات يبحثن عن عريس لا يأتي ، فالعذر الوحيد لكونك عالة هو أنك تتعلم،  فالشاب يدرك البلوغ ثم تظل حاجته الأساسية مكبوتة عشر سنوات كاملة لحين ينتهي من التعليم ، فحق العمل مسلوب، وبالتالي حق الاستقلال المادي ، لو رجعنا لاصل الامور لسئلت نفسك هل من المُلزم ان اذهب الي مدرسة لإتعلّم ؟ ما فائدة الورقة المسماه بالشهادة ؟ لماذا لا نذهب الي مكتبة ؟ او توّفر لنا الدولة دراسة اكاديمية مُحددة متخصصة لمدة عام او ثلاثة اعوام في التخصص الذي تريد ، هل هناك قانون نزل من السماء يقول "ان سن التعليم 21 سنة" ! وان مدة الدراسة 8 اشهر ؟ ، هل تعلم كم الاموال المصروفة علي تعليمك ؟ هل تعلم انه كان من الممكن ان تصرفها علي نفسك وعلي حلمك وطموحك ؟ ولكن كل ما يمنعك هي تلك الورقة "الشهادة" ، فعبادة نظرة الناس والمظهر هي الحافز وراء انتظارك للحصول علي الشهادة حتي ولو لم تتعلم شيئاً ، وانما ليقال عليك متعلم " دكتور او مُهندس" والمصيبة الكبري فيما يسميه المُجتمع "بكليات القمّة" ، فأصبح المُجتهد هو من يدخلها والفاشل هو من لا يدخلها ، وليس الراغب فيها والغير راغب فيها هو من يدخلها كأي دولة اخري ، فمثلاً ان حصلت علي مجموع دراسي كبير وكنت تريد ان تدخل كلية يدخلها اصحاب المجاميع الصغيرة ، يظل يعاتبك اهلك واصدقائك ، وهل تريد ان تهدر مجموعك من اجل حلمك او شغفك في كلية ما "لا عليك ان حب هندسة او طب بالعافية دي بتجيب فلوس كويسة وكمان هيتقال عليك دكتور او مهندس" فيُصدّم الشاب بالواقع عندما يجد نفسه يعمل عمل لا يحبه وبمرتب ليس كما كان متوقع ، انها فقط المظاهر ، لا بالعكس ان المُحصلة بالسالب ، لك ان تتخيل كم النجاحات التي يمكنك تحقيقها لولا انك قاعد حالياً بتشيل الخرا الذي كانو بيملوئونه في عقلك طوال السنين الماضية في التعليم والتحّكم الفكري الذي يمارسونه عليك طوال الوقت في جامعتك ومدرستك ، قالدكتور نصف اله كتابه قرآن مُنزّل ، تحكم في العقول بيسبب الغباء ، التعليم هدفه ليس التعلّم الان ، هو موجود لمجرد تضييع سنين عمر الفرد وتشكّيل تفكيره بقالب مُعين غير حُر لايقاف ابداعك وتكوين افكار موجهة لسياسات مُعينة ، ولاهدار طاقتك ، هي مجرد فكرة لاستنساخ عقول البشر ، حتي لا يخرجو عن القطيع ، واذا خرجت عن القطيع لضايقت الرأسماليين واصحاب النفوذ وعطلتهم عن اخد المزيد من اموالك ، ولحركت طاقتك تجاه مناقشة سياسات بلادك والبلاد الاخري وهو ما لا يردونه ، ان كل ما يحدث من انظمة تعليمية وسياسية وصحية واجتماعية وغيرها هو فقط لتحويلك الي آلة غير قادرة علي فعل الكثير ، فقط للتحكم فيك عن طريق "لقمة عيشك" ، يبدأ بمكان في جامعة ما ، ثم وظيفة ، ثم الموت كآلة ، وبإستخدام وسائل الاعلام ، تكون لديك فكرة ان مستقبلك مربوط بمجموع الثانوية العامة ووظيفتك وتصبح كالترس في المكنة غير قادر علي فعل الكثير ، وتترك ابداعك وشغفك وحلمك مربوط بأنظمة تعليمية ، وغير قادر علي اكتشاف نفسك ومواهبك ، فالمدى الزمني للعملية التعليمية المصري ينفق نصف عمره في التعليم والنصف الآخر في نسيان ما تعلمه ، الحشو وتكرار المعلومات الدراسية هو من سمات الانظمة التعليمية ، كل هذا يحدث حولنا حتي نصبح دولة تابعة لدولة اخري ، ولا تصبح دولة مستقلة خوفاً علي السياسات العالمية
 ____________________________________________________________

ملامح واقع من العفن ... الجزء الثاني : يناقش الدين العنصري الزائف الذي يمررونه الينا ، وبعض الافكار الوجودية عن الخلق ، ونقد للفكر الاحادي وكتاب ريتشارد دوكانز "وهم الاله" ، وهناك ايضاً مناقشة لبعض الافكار البسيطة عن نظرية التطور ونظرية الانفجار العظيم وعدم تعارضها مع الدين الاسلامي ... 

الاثنين، 22 أبريل 2013

قائمتي لاعظم افلام السينما التي شاهدتها من حيث العمق الفلسفي ...

قائمتي لاعظم افلام السينما التي شاهدتها من حيث العمق الفلسفي من وجهة نظري المتواضعة ..

1 - 2006 Children of men

في عالم من الفوضي ، يتنبأ المُخرج بطريقة فلسفية كيف ستكون نهاية هذا الكوكب وهذه المرة ليست بتجسيد الاهوال والطريقة المعهودة لبعض الافلام التي دائماً ما تثير ضحكي كفيلم 2012 مثلاً او تلك الافلام التي تعتمد علي الخدع البصرية ، ولكن عن طريق وصف شكل هذا الكوكب التعيس وماحل عليه بسبب العنف المُتزايد والفساد والتخريب والعنصرية والطبقية ، وكيف حوّل اليأس ذلك الثائر الي شخص لا مُبالي يبيع قضيته ، وفي نفس الوقت بمجرد امل بسيط من مخلوق صغير غاب عن الكوكب لفترة ، استطاع هذا المخلوق ان يغيّر مسار الصراع ويحرك القلوب الصدئة ويوقظ الانسانية فيهم واعطاهم الامل في الحياة ...
وقد اخترته في المقدمة لان له عمق فني بجانب العمق الفلسفي ..
http://www.imdb.com/title/tt0206634

2 -  1994 The Shawshank Redemption

هذا الفيلم يتحدث عن الحرية ، عن الروح الحرة ، كيف للروح الحرة ان تعيش في سجن ، وبدلاً من ان تشعر باليأس والتقييد ،  تنثر الحرية حولها ، كيف لاندي السجين المظلوم ان يُعلّم اصدقائه السجناء ان الموسيقي هي الامل الذي يحرك قلبه وان بعض الطيور مهما حاولت ان تسجنها فهي حرة سواء كانت داخل سجن او خارجه ...
http://www.imdb.com/title/tt0111161/

3- 2005 Match point

اذا ذكرت الفلسفة فلابد ان نذكر افلام وكتابات وودي الان ! ، هذا من الاعظم الافلام علي الاطلاق بالنسبة لي ، هو فيلمي المُفضل ، لا يمكنني ان اصف الملحمة الوجودية التي يناقشها هذا المُخرج العظيم في افلامه وخاصتاً هذا الفيلم ..كيف للخير ان يتجسد ويولد من الشر وتلبس به ، خوف الانسان من المجهول هو ما دفعه للخوف بالاعتراف بتدبير الاله او ما اراد ان يسميه المخرج الحظ ! ، لان الانسان دائماً لا يريد ان يعترف ان هناك جزء كبير في حياته ليس له تحكم فيه ...
http://www.imdb.com/title/tt0416320/

4 - 1994 Pulp Fiction

قصص صغيرة فيها عبرة كبيرة ، اولئك الذين يبحثون عن قيمة لحياتهم والئك الذين يعيشون حياتهم في ضلال ، هكذا الصراع في هذا السيناريو العظيم الحائز علي جائزة الاوسكار ...
http://www.imdb.com/title/tt0110912

5 - cloud atlas 2012

تاريخ البشر مترابط بشكل عظيم ، لابد ان هناك حكيم مُدبر لتلك الحياة وتفاصيلها ، اخطائنا تؤثر علي المُستقبل وعلي مسار التاريخ
نحن البشر نقع في نفس الاخطاء ولا نتعلم من اسلافنا ؛
الحالة الثورية والفلسفة الضمنية اهم مميزات هذا الفيلم
http://www.imdb.com/title/tt1371111

6 - 2012  life of pi

اذا اردت ان تؤمن بوجود اله ورب يرعي هذا الكون فأنت حر وهذا من حقك ، اذا اردت دليل مادي علي وجوده فأنت لا تريد الي الضلال ، تجلي الذات الالهية يظهر في تأثيره علي من يريد ، تأثيره واضح ، دليل وجوده واضح ، فقط انصت الي صوت الفطرة عندما يناديك ، ولا تشغل بالك بسفسطة وجدل العقل ،
معاني الانسانية في هذا الفيلم من اهم ما يميزه ، فلسفة النظرة للاله مُختلفة في تلك الرواية العظيمة ، لاشك انه من افضل الافلام علي الاطلاق ، ومن اكثر ما يميزه هو العمق الفني ايضاً ! ..
http://www.imdb.com/title/tt0454876

7 - 2002 Cidade de Deus

صراع وجودي بين الخير والشر يتجسد في مدينة صغيرة بالبرازيل
http://www.imdb.com/title/tt0317248

8 - لي لي

فيلم قصير يناقش قضية دينية ووجودية من ناحية فلسفية بطولة عمرو واكد
http://www.imdb.com/title/tt0379354/

9- taxi driver 1972

اكثر ما يعجبني في هذا الفيلم هو نظرته لحقيقة المرأة وعفن المجتمع ..فيلمي المفضل علي الاطلاق
http://www.imdb.com/title/tt0075314/

10 - the prestige 2006

كل واحد منا يلعب دوره الخاص علي مسرح الحياة ، عظمة الفكرة في عظمة الخدعة ، كلما استغرقت اكثر في لعب دورك واخفاء مهاراتك كلما ازدت عظمة امام اعين الناس ...فلسفة عميقة جداً للمخرج العظيم كريستوفار نولان
http://www.imdb.com/title/tt0482571

11- ثرثرة فوق النيل

اللي يردموه يرجعو تاني يسفلتوه واللي يسفلتوه يرجعو تاني يهدوه ..مرة سلك الكهرباء ..مرة مواسير المية ..مرة المجاري ! يا مجاري في الدنيا يا مجاري ! ..طب ماكانو فحتو مرة واحدة ..
ليس هناك وصف اعمق من هذا الوصف لما يحدث حولنا من آفات المجتمع
http://www.imdb.com/title/tt0356117/

12- 1973 Mean Streets

حي ايطالي يعبر عن فترة فساد ويناقش صراع العصابات في سيناريو عظيم
http://www.imdb.com/title/tt0070379

13 - الكيت كات

عندما نتحدث عن الابداع المصري فالنتحدث اكثر عن داوود عبد السيد ...
http://www.imdb.com/title/tt0102223/

14 - Eternal Sunshine of the Spotless Mind 2004

اذا اردت ان تفهم معني العلاقات والحب فعليك بمشاهدة هذا التحليل الفني لارقي المشاعر الانسانية
http://www.imdb.com/title/tt0338013

15 - A Clockwork Orange 1971

اليكس في محاولة لاكتشاف نفسه ..ومخرج الفيلم ستانلي كوبرك في محاولة لاعادة صياغة قوانين نيتشه الفلسفية عن الخير والشر
http://www.imdb.com/title/tt0066921/

Notre Jour Viendra 2010 - 16

في حي فرنسي محاولة للهروب من الواقع  بسخرية وعبثية وتمرد علي انماط المجتمعات ..تحقيق للحلم الذي طالما ارادوه ..
http://www.imdb.com/title/tt1651328/

17 -  لعبة الست

في قلب القاهرة اثناء الحرب العالمية الثانية يلتقي حسن مع لعبة ويتبادلان الحب !معاني فلسفية عميقة عن المال والحب والسعادة
نجيب الريجاني وكفي !
http://www.imdb.com/title/tt0038689/
-------------------------------------------------------
القائمة لم تنتهي بعد ..يتبع ...

في الحي ..

الفصل الاول:


عم سيد ..

عم سيد جارنا المجنون هو ذلك الكهل الذي جلس اهالي الحي يسردون القَصَصَ عن كفاحة امام النظام البائد وامام جبروت امن الدولة وانه كان يمتلك عقل طبيعي ولكن امن الدولة استخدمت الكهرباء في تعذيبه حتي فقد عقله واصبح يمشي في الشوارع يتمتم بألفاظ غير مفهومة بعضها غني بالحكمة والبعض الاخر ربما كان لغز للبعض او انه في الحقيقة مجرد تراهات من وحي خيال عم سيد ، من الملحوظ لديَّ ان عم سيد ليس برجل خَِرف وحسب ، بل هو مجنون ! وما ادراك ما الجنون ، كلما نظرت اليه علمت انه ليس بالمجنون العادي ، فعندما يشاهده الاطفال من بعيد يهرعون وراءه في حُب وصراخ وفرحه ، وعندما ينظر اليه اهالي الحي في شفقة ! ويقولون "انظر لقد فقد عقله " ، انظر انا اليه في سعادة  ، لاني اعلم جيداً ، ان وراء هذا الجنون عظمةٌ ما وقصة لا يعلمها جميع المارة وجميع من يعرفونه ، وانا ايضاً لا اعلمها ولكني الاحظ آثارها من بعيد ، اشعر بأنه ليس كشخص عادي ، فهو ذلك الكهل الذي طالما حاول ان يحافظ علي طفولته بداخله ، فهو يبدو سعيداً جداً بإنجذاب الاطفال اليه ، وانظر الي عينيه واكاد اقرأ سعادة وذكاء لا يقرأه الكثيرين ، يبدو انه يحاول ممارسة روح الطفولة وحكمة الشيوخ بطريقة مستترة فلم يجد سوي ان يُظهر علي نفسه علامات فقدان العقل او الجنون ، يبدو انه مر برحلة حزينة اخذ فيها الزمن منه طفولته واخذت منه الدُنيا السعادة والاحلام التي كان يتمناها ..
هذا الرجل يثير دهشتي دائماً بلبسه وطريقة سيره وتلك التراهات التي تخرج من فمه ، وما يؤكد كلامي اكثر انه في اغلب الاوقات يبدو طبيعياً ، واوقات اخري يقولون "جاتلو الحالة" ، هي ليست حالة ! ، بل هي اسلوب حياة من التضحية الكاملة من اجل ذلك الدور الذي يؤديه في مسرحية الحياة .
اعلم ذلك الاسلوب في الحياة جيداً واتقنه اشد الاتقان . عندما ابدو كلشخص الامُبالي الفاقد والمتبلد للمشاعر ، الغير مُهتم بما يحدث حوله .
___________________________________________________________

الفصل التاني:


فيرونيكا...

فيرونيكا عزيزتي الفاتنة ذات الشعر الاحمر والبشرة البيضاء المليئة بالنمش ، عليكِ ان تفهي ما يدور ببالي فأنا ابدو كمُسن عاطفياً وفكرياً وليس جسدياً ، انا لست مُستعداً لعلاقة جادة علي الاطلاق وانتي لازلتِ صغيرة وامامك عُمر طويل ، انتي لا تفهمي معني الحُب الحقيقي ، لا تنجرفي بعيداً ، نحن نمضي وقت رائع ولكنك صغيرة وانا لا اريد منكِ ان تنسي ذلك ، سوف تقابلين فيما بعد الكثير من الشباب الرائعين ، انا فقط اريدك الآن ان تتمتعي بحسي الفكاهي واسلوبي الجنسي المذهل ، لكن لا تنسي ابداً ان لديكِ حياة كاملة ، لا لا يا عزيزتي انا اُكن كل المشاعر لكِ ، لا تفهميني بشكل خاطيء ، ولكن ما احاول ان اقوله انه لا يجب ان تعلقين مع شخص واحد وانت في هذه السن ، اعلم ان هذا يبدو ساحر بالنسبة لكِ ، يبدو شهواني في الاصل وهو شيء جميل رغم ذلك ، طالما اننا بعيداً عن انظار المجتمع فيمكننا ان نحطم ارقام قياسية ولكن هذا ليس بالامر الجيد اعتقد ! ، يجب ان تفكري بي وكأني تحويلة في طريق حياتك ، مجرد "مرحلة لطيفة في عمرك وهتعدي" ، لذا ارتدي ملابسِك وهيا لتذهبي الي بيتك ، لا يا عزيزتي ! ، اريد منكِ البقاء ولكني لا اريد ان تعتادي علي ذلك ، لانه في البداية تبقين هنا ليلة ، ثم ليلتين ، وثَمَّ تقيمين هنا ! ..هي ليست فكرة سيئة بالنسبة لكِ ولكنها ليست بالامر الجيد ، فأنا صعب المراس ، غذاً سنذهب الي السينما وسأُريكِ فيلم بحيرة فيرونيكا ، اتفقنا ؟
_____________________________________________________________

يتبع ..في فصل اخر مع شخصية اخري "هشام القهوجي"  ..

الاثنين، 15 أبريل 2013

في نقد بعض الطرق الدعوية لما يسمي بالعقيدة السلفية ...


"اختار طريق الله قبل ان تختاره رغم انفك"

هكذا كان ينصحني احد السلفيين ويدعوني الي الله ..
http://www.youtube.com/watch?v=VveTtpKlolg

حابب اوضح نقطة بس ، قبل مدخل في الموضوع .
اولها ان الموضوع دا بسيط جداً واسلوبه مش قوي وكتبته في عُجالة ..

تاني حاجة حابب اوضحها :

ان انا كنت كاره لفترة معينة "فكرة الدين" ، مش الاسلام ، لا الدين بصورة عامة ، اي دين ، وكاره فكرة الاله ، وكاره افعاله ومتمرد عليها ، وليه يكون في ثواب وعقاب ، وليه اصلا اعبد اله ، وايه اللي جابني هنا ، انا مجتش هنا باختياري ، انا جيت هنا زي ما الشيخ بيقول "رغم انفي" ، وبعبد اله "رغم انفي" والاله دا بيبتليك وبيأذيك وعايزك تطيعه "رغم انفك" ويقولك دا اختبار !..بس في الاخر يقولك "انا بحبك" !! ، طب انا لا عايز احب ولا اتحب ، مفيش حب "رغم انف حد" ، طبعا اللي وصلني للفكرة دي "امثال الشيخ يعقوب" ..

  • في شيخ قالّي وانا صغيّر لما سألته هو ليه الغرب الكافر بيتمتع ببلد جميلة وحرية ورقي وتقدّم وحقوق ادمية وكمان رفاهية وعندو ابسط انواع الحياة الكريمة من وشقة وعربية وبنت حلوة واحنا كعرب لأ مع اننا مُسلمين ؟ ..قالي اصل انتا ليك الاخرة وهما ليهم الدنيا وربنا مزودهم في طغيانهم وبيبتليك عشان بيحبك ، عد الي شرع الله وهو هيحققلك امنياتك وبلدنا هتتقدم. بإختصار يعني "الكلام اللي كلنا حافظينه بتاع احنا تأخرنا بسبب تركنا لشرع الله وكثرة المعاصي ، هو مش بس كرهني في الله بعد وقت كبير من التفكير والخلوة وخلاني ابص لله سبحانه وتعالي علي انه مارد سحري في مصباح علاء الدين كل همي منه اني ازاي اقرّب منه عشان انجو دنيوياً واخروياً واحقق امنياتي الشهوانية في الدنيا وفي الجنة ومش بس خلّاني اترك كل العلوم الدنيوية واتطرق للعلوم الشرعية والدينية فقط مع ان جميع الديانات حثت علي العلم والاسلام اكتر دين كرّم العلماء ودا اكبر سبب لاحترام العالم لدين الاسلام عشان مش بيعارض العلم  ،
    مصطفي محمود قال "لو في اتنين بيغرقو ، واحد منهم غير مؤمن بالله والتاني مؤمن بالله ، اللي هينجو منهم هو اللي بيعرف يعوم مش اللي المؤمن بالله اكتر ! ، هو  للاسف خلاني سنتين بحاول ابقي زي الغرب الكافر واخرّج الله من حياتي عشان كنت فاكر ان دا الحل للانبساط الروحي قبل الجسدي لاني كنت مؤمن ان مع وجود الله في حياتك في جزء كبير في حياتك انتا مش متحكم فيه وهتشعر بعدم الامان ولما تخرجه من حياتك هتقدر تتحكم فيه ومش هيبتليك ولا هيعذبك تاني لانه ساعتها مش هيكون "بيحبك" تفكيري كان علي قدي ! لامؤاخذة ..وطبعا انا شاب حالي من حال كتير من الشباب المسلم مش كل همه الدنيا وبيفكر في الاخرة عشان التربية الدينية اللي اتربتها وبالتالي انا علي مستوي من الوعي والتديّن والعقيدة.. بس دا كان الاستجابة الطبيعية للانسان الحر في تفكيره اني افكر بالطريقة دي..دا غير انه ميعرفش ان فيه عدد مش قليل ابداً من المسلمين واصحاب الديانات السماوية الاخري في البلاد اللي بيقول عليها كافرة دا غير بقي ياعم الشيخ ليه النظرة العنصرية دي للناس دي ؟ .. التفكير العقائدي والديني بتاعنا سيء جداً ، فكرتنا عن الاله خاطئة تماماً !

"انا عارف ان كلامي مستفز للبعض"..

الاله اللي انا بتكلم عنه دا "الههم هما" ، اله الكهنوت ، مش الهي انا
عرفوني معني الاله بالكره وبالعافية والغصب واني لازم احبه واعبده بالعافية . فكرة الدين بقت مرتبطة عندي بالدقن والجلابية مفيش طريقة تانية ، كنت بقعد اقول ماشي ماشي الاله دا هيهديني وهبقي زيهم في يوم من الايام وهلبس الجلابية وابقي مؤمن !! المشكلة اني لما كنت بشوف افعال الناس دي من رجعية وعنف وجهل وكسل واعتماد علي السلف وعدم تطوير العلوم الشرعية ولا الدينية وتخلف بمعني الكلمة وطبعاً مش كلهم ، دا غير الحاجات اللي بعيدة عن المنطق اصلا والعقل ويرجع يقولك اعبد الهك بالتفكير !!، كنت فعلا بقول لو هو دا الدين والايمان "انا مش عايز دين"، مش عايز اعبد اله  ، انا عايز ادخل جهنم ، وكنت بقول "اهي دنيا اعيشها واعمل اللي انا عايزه فيها" وادخل جهنم مش فارق ، عقلي كان علي قدي "اعذروني"

  جوا كل واحد حب للي خلقه "الفطرة" احنا اصلا منفوخين من روح اللي خلقنا ، احنا مفطورين اصلا علي حب اللي خلقنا ، وهو اداك ارادة حرة ، وحملت الحرية ، هو دا الاعجاز في الانسان ، انه عندو ارادة اله ، وانه ذو ارادة حرة ، ممكن تفكر بالله ، ممكن تعصيه ! . رغم انه هو اللي خلقك وانعم عليك ولكن اداك الارادة دي .

كنت خايف وتايه ومكسور وناديته ، لقيته هداني لطريقه ، الاله الرحيم الغفور الكريم ، الاله اللي انا اعرفو وبحبه هو الله سبحانه وتعالي ، مش اله الكهنة ، مش اله رغم انفي !...


اللي انا عايز اقوله من كل الكلام اللي فات دا "ان اللي فهمتو من الشيخ السلفي "ان انتا ياتربي دقنك وتبعد عن السجاير والمتبرجات !" وتلبس الجلابية ياتدخل النار ..باختيارك ولو مخترتش ومشيت في سكة تانية لا هتدخلها رغم انفك ..النار دي سكة اي حد مش من الناس دي ..
هل دا معناه اني عايز تبرج وسجاير ؟ ..لأ ..
هل دا معناه ان اي واحد بدقن وجلابية وحش ، لأ دي حرية شخصية طبعا ، ودول اهلي وجيراني وانا بحبهم ..
بص للموضوع من فوق وسيبك من الحاجات دي "الشكليات"...
محدش يستغرب من كم الملحدين اللي ظهر موضة اليومين دول او حتي مش موضة عن اقتناع لان مفيش بدائل مُقنعة وعلمية غير الفكر دا حالياً لما رأوه من المُتشددين واصحاب الديانات ، طول ما في ناس بتفكر بالشكل اللي محمد حسين يعقوب وامثاله بيفكرو بيه هيفضلو يكترو ، وطبعاً لهم كامل الاحترام والحرية في العقيدة والايمان والتديّن .

المشكلة ان السلفيين واصحاب الفكر الاسلامي المُتشدد بتحرّم الموسيقي والفن الهادف ، بتحرّم اي حاجة ليها علاقة بالانسانية او بالطبيعة البشرية ، بس الدين بالنسبالهم هو اكل الرز بلبن مع نساء احلهم الله لنا "اربعة" وتربية الدقن والجلابية والغطرة ...
مصطفي محمود قال " اننا كلنا واحد ..كلنا عايزين حاجة واحدة ، الفنان عايز الجمال ، السياسي عايز العدل ، الفيلسوف عايز الحقيقة
كلها اسماء لله "الحق العدل الجميل" هو دا الايمان ! مش "رغم انفي" .
لكن هما قالو "احنا بتوع الدين ، هما قالو هتروحلو رغم انفك ، هما حجزو جنة عرضها السماوات والارض ليهم هما بس ..

حاول تفهم دينك بنفسك ، متخلكش تافه ، التافه هو الشخص اللي فاضي من جواه وعشان هو فاضي ومعندوش مباديء ولا افكار ولا حابب يفكر هو بيملي نفسو بأي حاجة هو بيمشي زي الخروف بالظبط ، انا مش هبقي تافه وهفضل اكتب واهاجم الناس دي ، انا مسميهم "سارقي دين الاله"
الفلسفة علمتني افهم الحقيقة ، فهمت ان الاسلام دا حال "تسليم" تسليم لله ، الدين دا اسلوب حياة ، ومش المقصود منها شريعة وفرائض ، تسليم لله مش رغم انفي لا عشان انا عايزه ، عشان هو جميل ، عشان هو احلي من اي دنيا واحلي من اي شهوة ، بس انتا دور عليه جواك وحواليك ، ساعتها تبقي سلملتلو مش "رغم انفك"

خليك واثق فنفسك واكتب وهاجم وعبر عن اللي جواك وافتكر ان التافهين
دول واثقين في نفسهم زيادة عن اللزوم وانتا خايف ومتقوقع ومهزوز لمجرد انك بتحاول انك تفكر او متبقاش تافه زيهم او "المصطلح المشهور يعني متبقاش "خروف" ..

قريت لعبد الرزاق الجبران

النبي يجعل الدين قربانا للانسان.. الكهنة يجعلون الانسان قربانا للدين..
النبي يبحث عن الانسان في الدين.. الكاهن يبحث عن احجار معبده في الدين
النبي يختم نبوته.. الكهنة يختمون النبي.
الكاهن يقبل عبادة واحدة اسمها الدين.
النبي يدخل كل المعابد.. الكاهن لا يدخل الا معبده, فقط .
.. المساجد تنتظر عبدا يصلي في كنيسة؟. أم مازال الله بعيدا عن المسجد؟.. مثلما تاهت الكنيسة عنه..
بناء الكاهن، يواري نبيه.
بقي البناء وضاع الانبياء..

ملحوظة اختلافي مع الشيخ يعقوب او العقيدة السلفية فكري وليس شخصي ولهم كامل الاحترم
  • انا مش مؤمن بالمنهج السلفي تماماً وممكن لو واحد من اعلام الازهر ناظر احد اعلام السلفية يقدر يهدم معظم افكارها ..وكمان انا مش هحصر نفسي بأي منهج ولا اي مذهب من الاربعة ، لانها اجتهادات بشرية وليست وحي..السلفية ليست الفهم الصحيح للإسلام ..هي مُجرد مذهب يُحترم اشد الاحترام ..ومُجرد فهم مُعيّن للاسلام..والسلفيين علي خُلق عظيم ..وهم يحاولون التشبه بالصحابة والنبي واتباع السلف الصالح ودا بحترمه اوي فيهم ..مش من ناحية دينية لكن من ناحية تمسكهم بعادات النبي والصحابة رغم ان بعضهم لا يواكب العصر..مواكبة العصر مش كلمة عيب  ، انا متأكد جداً ان السلف الصالح لو كانو عايشين بينا دلوقتي كانو خلصو كل علوم الدنيا والدين في وقتنا الحالي ..وكانو هيبقو اشد الناس مواكبة للعصر والعلوم الدنيوية ..

    لكن لو تكلمنا علي الاسلام وسائر الديانات بفلسفة ارضية لا علاقة لها بالغيبيات  ، هنلاقي ان اي دين سماوي واقصد بكلمة سماوي ال 3 ديانات المشهورة انها سماوية وهي الاسلام والمسيحية او النصارنية واليهودية ..جاءو ليتممو المناسك والشعائر ..والاسلام مثله كمثل سائر الأديان السماوية وكافة الفلسفات الأرضية التي وضعت نتيجة جهد بشري حقيقي غرضها الأرتقاء والتطور بالبشر....مش معني كدة اني بنزّل من قدر الاسلام ، الاسلام دين مُحكم والقران مُنزل بوحي من الله علي رسوله ، ولا بقلل من الديانات الاخري كل اللي اقصده هو اني اوضح مفهومي عن دين .

    انا دلوقتي بتكلم بوجه عام مش بحاول اعرف اي دين هو الحق واي دين فيهم الواجب اتباعه للتقرّب الي الله بشكل صحيح ، لان الموضوع دا مش شاغلني ، علاقتي بربي في نظري مش محتاجة لفلسفة دينية واحكام وشعائر رغم ان تلك العلاقة من الممكن إلا تصح بدون الفقه والعلوم الدينية ، خلينا نتفق علي الاصطلاح من كتاب فن التأسلم - لسعيد رفعت ان معظم من تحدث بأسم الدين مدعي أن ما هو إنساني ..هو أيضًا مقدس و فوق الجدال والجدل ، وأن عدم الأخذ به يخرج المرء من الملة بما يستتبعه من أستتابته أو تطبيق الحد(العقاب)عليه ، والنتيجة هنا معروفة ، أشخاص يتظاهرون بالورع و التدين لتحقيق مأرب ذاتية، وكل من تسول له نفسه عرقلة خططهم يكون عرضة للحساب ، والحساب سماوي ، لا جدال فيه مع النص ، هؤلاء يغلقون باب الاجتهاد، وينادون بما جاء به السلف ، ويتناسون أنهم بهذا يحجرون علي حق الخلف في التفكير والتدبر ، فكلانا اعلم بأمور دنياه ،
    وهم بهذا يتجاهلون حقيقة راسخة مفادها،أن الأسلام دين بلا وصي أو شيخ او كهنوت، فالإسلام هو القرآن الكريم وصحيح السنة المحمدية ..أما الفقه بكل تفقهه المختلف في مختلف مناحي الحياة فهو اجتهادات بشرية تتعارض مع بعضها البعض ، كان الأختلاف فيها لحكمة أرتضاها الله و سنها ليكون الدين للرعية يسر لا عسر


    ------------------------
بالنسبة للي عايز يعرف اجابة الاسئلة الوجودية دي ...

ليه يكون في ثواب وعقاب؟ ..وليه اصلا اعبد اله ؟ ..وايه اللي جابني هنا ؟ ..انا مجتش هنا باختياري؟ ..انا جيت هنا زي ما الشيخ بيقول "رغم انفي" ..وبعبد اله "رغم انفي" والاله دا بيبتليك وبيأذيك وعايزك تسمع كلامه "رغم انفك" ويقولك دا اختبار !

انا هعمل موضوع في الفلسفة الوجودية خد منين سنين طويلة وبحث في كتب كتير عشان اعرف الاقي اجابات للاسئلة دي ! ..هي كلها فرضيات من وحي خيالي بعضها يستند الي ادلة فلسفية وادلة علمية والبعض الاخر لأ ...كله بتفكير مُجرد عشان اللي مش مُقتنع ميعيبش عليا..وطبعاً الموضوع مش هيكون اسلوبه ضعيف في الكتابة ولا افكاره سطحية زي ما انا كتبت الموضوع دا في استعجال "عذراً" ..وهيكون فيه ردي ونقدي لكتاب ريتشارد دوكنز "وهم الاله" ...

السبت، 13 أبريل 2013

لا تخرج قبل ان تقول سبحان الله !



ازاي تعجب المواطن العربي؟

اكتب احاديث وادعية وآيات قرآنية علي حسابك علي اي نوع من انواع مواقع التواصل الاجتماعي ، وطبعاً الكلام دا مش المفروض انه يكون في الصلاة ولا في خلوة ! ، لأ طبعاً ! علي الفيس بوك وامام الجميع لان اهم حاجة الناس تعرف قد ايه انتا مُتدين ، عشان يزداد اعجابهم بيك وعشان يُقال عليك مُحترم ، زي ما كايروكي قالوها "عيش للناس"
مستني ايه من شركة زي كوكاكولا و vocal زي امير عيد وباند كوميرشيال زي كايروكي وكلمات اغنية بالاعتماد علي مُفردات التنمية البشرية غير انها تخرّج كلمة بالمعني السطحي دا "عيش للناس" !! ، ال Mix دا لازم يخرّج اغنية مُبتذلة زي دي !!

 او انك تغيّر صورة البروفايل بتاعك وتخليها مُصحف ، حتي يعرف كل من يدخل البروفايل وكأنه مثلا يري علامة او اشارة "احترس صاحب هذا البروفايل يندرج تحت تصنيف مُعيّن" وهو "المُتدّين" ، كأنك بتقول لكل اصدقائك علي فكرة "انا مُتديّن"....
 عامتاً مش هتكلم في التصنيفات المُضحكة دي لاني اتكلمت عنها مُسبقاً ، هذه التسميّات لا تدل الي علي جهل شامل بكل مفاهيم الدين والانسان ، لان كل انسان بطبعه فاجر ومُتديّن ، والفكرة في الانسان هو انه ازاي يقدر يرجّح الكفة اللي عايزها..

مثلاً عمرك حسيت انك لما بتكتب الاحاديث والادعية والآيات القرآنية دي عندك علي الفيس بوك وطول الوقت بتعملها شير في الهوا وتنشر الكلمات العظيمة دي بدون ما تحسها ، انك كدا فعلياً بتقلل من معني الكلام دا ، ظناً منك انك بتقوم بنشر الدين الاسلامي علي الفيس بوك ! اي وسيلة ساذجة تلك لنشر الاسلام او كلام النبي مُحمد ! ،
ايضاً هو مش المفروض انك لما تعوز تدعو الله وتسأله المغفرة او الرحمة مثلاً ، يكون في خلوة ومن القلب وبصدق ! ، مش المفروض الاحاديث والآيات القرآنية تُقرأ في خلوة وفي تفكُّر وتدبّر لمعانيها ! ، ليه بتخلّي علاقتك بالله يشارك فيها آلاف الاصدقاء!  معملتش حساب ان النفس بتحب الرياء مثلاً ؟

وبرضو متنساش تنشر "صوّر لإسم "الله" علي ثمرة البطاطس او الطماطم ولا تخرج قبل ان تقول سبحان الله ! ...والمُضحك في الامر ان كلمة سبحان الله هنا مش علي الاعجاز في خلق الثمرة بعد التأمل في خلقها ، لا طبعاً الاعجاز هنا في انك تشوف اسم "الله" مكتوب علي الثمرة !!!! ..
فعلياً دا استهزاء بالله عز وجل ! وبآياته ، انك تترك التدّبر والتأمل في اعجازه وقدرته علي خلق مثل تلك الثمرة وخلق الظروف الاولي لنشأتها وترّكز علي الاسم المكتوب علي الثمرة ! ، فعلياً المُعجزة هي في خلق ثمرة البطاطس او الطماطم وتوفير الظروف المُلائمة لهما ، وانها من بذرة تتحول الي ثمرة وليست المُعجزة في انك تري اسم الله علي تلك الثمرة ! ....
لا اعتقد ان الله سبحانه وتعالي يحتاج ان يبرّهن علي وجوده بهذه الطريقة الساذجة ! ..

وانشر صوّر لسُحب قررت انها ترسم إسم النبي مُحمد عليه الصلاة والسلام ، ولما قررت تعمل كدا مكتبتوش بالانجليزي ولا اي لُغة تانية مثلاً ، لأ دايما المُعجزات مخصوصة للمواطن العربي ! ...

كأنك مش شايف آثار الله الموجودة حولك !! ، مش شايف اعجازه !! ، مش شايف خلقه !! ، محتاج لدليل او إثبات ، مش بتتدبّر في السيمفونية الكونية والتناغم اللي فيها من طبيعة وزرع وثمار ، لأ كل اللي شايفه واللي يهمك هو الاسم المحفور علي البطاطس او الطماطم بفعل فاعل ، كأنك مش مؤمن بيه ومحتاج لدليل مادي قاطع علي وجوده !

انشرها بقدر حبك للنبي فإن لم تنشرها فأعلم ان ذنوبك هي ما منعتك ! ودي اسهل عباره عشان تخلّي عدد زوّار صفحتك يزيدو ، تجارة الدين حتي في مواقع التواصل الاجتماعي ، هي تجارة بكلام النبي وحبه من اجل الحصول علي اكبر عدد من ال likes وزوّار لموضوع او صفحة مُعينة ...

انا كل يوم بقعد علي الفيس بوك واقول  "ازاي بني ادم ومش بيفكّر ؟ " لا تخرج قبل ان تقول سبحان الله !"

الجمعة، 12 أبريل 2013

المعني الفلسفي وراء "كُسمك" ..نصف فلسفي ، نصف ساخر ..

لاشك انك تقدر تيجي علي اي مواطن عربي في حقوقه او حرياته او انسانيته او آدميته ، اي شيء يخطر علي بالك يمكنك ان تسلبه اياه ولا يهتم ويقف موقف سلبي جداً ، إلا "العضو التناسلي لامه واخته وبالمثل كُتبه المقدسة ودور عبادته والشخصيات والاشياء التي تُعبر عن دينه " ، ليس هنالك مُشكلة في الغضب للدين والشرف والعِرض بل والدفاع عنهم بكل قوة ، إذن اين المُشكلة ؟ ، المُشكلة انه يمكنك ان تمسس بكل سوء انسانية المواطن العربي التي كرمها الله علي دينه وكرمها علي كعبته نفسها ، وتجده لا يغضب ، ايضاً يمكنك ان تسيء الي كرامته ولا يهتم ، او تُكبّل حريته وإرادته الحرة التي وهبها الله إياه ولا يثور لذلك ، ولكن فقط ان ذكرت الدين او دور العبادة والكتب المُقدسة في اي موقف او محادثة سواء بقصد او دون قصد يحتج ويهيج ويصيح ويحتشد الي الشارع ، بل ويقتل من اجلها ، الحقيقة ان الله فضّل الانسان علي الدين والشرائع ، بل تحقيق الانسانية هي الدين ذاته ، ان كنت تظن ان المواطن العربي يغار علي دينه فيمارس العنف والقتل من اجله لانه مُتديّن ولانه يُدرك المعني الحقيقي وراء الاديان ، فلماذا اكثر الشعوب سباً للديانات هو نحن المصريون والعرب ؟ ، فقط انزل الشارع واسمع كلمة "دين امك / ابوك " في اي وقت واي مكان ؛ وكيف يقتل المواطن العربي المسلم المتعصّب من أجل كلمة لا إله إلا الله "شيعي او مسيحي او غيره من المنتمين للعقائد الاخري" ؟ او بالمثل يُكن المسيحي المتعصّب والشيعي نفس العداوة تجاه المُسلم ، رغم التعارض الصريح بين قول لا إله إلا الله وذلك الفعل وبين حقيقة الدين ، وللتأكيد علي مضمون الفقرة السابقة نقلا عن د.شرين الالفي "اذا سألك رجل غير مسلم هذا السؤال (ما هو الاسلام؟)...اعتقد ان اى مسلم يُسئل هذا السؤال سيرد بتلقائيه (الاسلام هو ان تشهد انه لا اله الا الله وان محمدا رسول الله )ولكن هل هذا كل شئ؟..وما المعنى الحقيقى لهذه الجمله؟ فالاسلام ليس مجموعه معقدة من كتب الفقه والمساجد وليس قائمه لا تنتهى من الحلال والحرام ولكنه ببساطه كل شئ جميل وطيب وكل شئ يعمر الحياه بالحب وفى نفس الوقت هو كل شئ يدافع عن الحق ويحارب الباطل ,فالرسول صلى الله عليه وسلم عندما قال عن حزب الفضول لو دعيت اليه فى الاسلام لاجبت كان يعنى انه يقف مع الحق والفضيله ايا كانت حتى لو كان المتفقون عليها كفاراً او مشركين.
وعندما افتى مجموعه من الصحابه رجلا منهم ان يغتسل من الجنابه وفى رأسه جرح فمات الرجل قال لهم قتلتم صاحبكم ، لانهم فهموا الاسلام على انه طقوس دينيه وتغافلوا عن ان هذه الطقوس انما شرعت لمصلحه المسلم فان تعارضت معها كانت معارضه للاسلام نفسه" ، الاسلام ببساطة هو كل شئ فاضل وضد كل رزيلة ، وهو الفطرة التى فطرنا الله عليها ، فمن الممكن ان يفهم اى انسان ليس بعالم فى الفقه ما هو الصواب وماهو الخطأ ومما يدل على ذلك قول سيد الخلق ( الحلال بين والحرام بين) وقوله ايضا (استفت قلبك).

ولذلك تحقيق الاسلام في المجتمع يأتي بتحقيق الانسانية واتمام مكارم الاخلاق....

كانت الجاهلية بأصنامها ..فالأصنام في حقيقتها ليس الإ الأشياء دون معنى .وبالتالي؛المعبد بلا معنى ليس إلا صنما، والتدين بدونه ليس إلا وثنيه ..هذا ما نفهمه عن الأنبياء،والذي خلاصته ؛أكثر خروجا عن المعنى يعني أكثر خروجا عن الحقيقة ...-عبد الرزاق جبران-

هذه المُقدمة ليست دعوة للاستخفاف بالالفاظ التي تسيء الي الاديان او ذكرها بسوء ، بل كان عليّ استخدامها قبل ان ادخل فيما وراء ذكر العضو التناسلي للام ...وذلك بربط ذلك المثال السابق الذي يعبر عن ذلك المعيار المزدوج لدي الشعوب العربية تجاه الدين بذلك المعيار المزدوج الآخر تجاه الشرف ..محوري إزدواجية المعايير لدي المواطن العربي يكمن في الشرف والدين ..ولذلك اردت ان اوضح الازدواجية في الدين قياساً علي الازدواجية في الشرف ...

هناك وسيلة للسب في المجتمعات المتخلفة لاتدل إلا على مدى التخلف والانحدار الفكري والثقافي ..
فيستخدم العامة من الناس وسيلة سب مُضحكة وانا شخصياً افضل استخدامها كثيراً عندما اسب لانها مثيرة للضحك بالنسبة لي ، فعندما يريد احدهم ان يسب الاخر فلا يستخدم عبارات تنقص من معني الرجولة لديه او الفاظ مُسيئة لانسانيته لا بل أنه يقول للآخر "عضو أمك التناسلي ! " اقصد "كُسمك" وهذه تعتبر وسيلة سب ! ، رغم أنها لا تصف الآخر بأي صفة سيئة او تسيء الي رجولته او اخلاقه ، هو فقط يقول له أن والدته لديها عضو تناسلي !! وهل والدة الذي يسب هذا لا تمتلك عضو تناسلي مثلاً ؟

اعتقد انه من المُفترض ان يرد أحدهم للآخر بهذا الرد "ما كُل الستات اللي في العالم عندهم عضو تناسلي ولا هي امي بس اللي عندها ؟؟"
او مثلاً شتيمة مثل "يابن المتناكة" وتعني انه قد تم مُضاجعة امك ، فلماذا لا يرد احدهم ويقول "نحن جميعاً ولاد متناكة !" كيف جئنا الي الدُنيا في نظر من يستخدم هذه الشتيمة ؟ ..وغالباً ارد مُتهكما علي هذه الشتيمة عندما اسمعها بهذا الرد ، وعندما اريد ان ازيد جرعة الاستقزاز ، فأحاول استفزاز المشاعر الدينية المغلوطة لذلك الشخص فأقول له "كُلنا كذلك عدا سيدنا المسيح" ، فيتنهي الامر بتكفيري او محاولة لقتلي من شدة الغضب ...

يبدو كلامي مُضحك بالنسبة اليكم فهي كوميديا سوداء في الحقيقة  ، فهذا يعكس مدى ضحالة ثقافة المجتمع ونظرته الغريبة للأنثى نظرة دونية عنصرية لدرجة أن يكون عضو الأنثى التناسلي وسيلة سب !! ، لاشك ان مفهوم الشرف لدينا مغلوط ايضاً كالمفهوم الحقيقي للدين الذي تحدثت عنه في البداية .
 الشرف ليس له علاقة بالعضو التناسلي ، الشرف له علاقة بالعقل والقلب ، فإن كانت المرأة تملك الحياء الفكري "العقلي" وتمتلك الحياء والعفة في قلبها فذلك يدل علي انها امرأة عفيفة وشريفة وستحافظ علي شرف عائلتها وزوجها ، وليس المظهر ولا غشاء بكراتها هو مايجعلها تحافظ علي شرفها وشرف عائلتها وزوجها، يمكنها ان تلبس لباس يجعلها في نظركم "خضرا شريفة" وفي نفس الوقت هي ليست عفيفة القلب ، وترتكب جميع الاشياء التي منعها المُجتمع والاسرة عنها في الخفاء ومن وراء ظهوركم ، واظن ان اكثرنا لاحظ ذلك مؤخراً في مُجتمعاتنا ولا حاجة لذكر امثلة ، من يربط الشرف بغشاء بكارة كالذي يربط دينه بحجر او معبد او كتاب ..


التي لا تمنح جسدها إلا بحب تبقى عذراء مهما حل بجسدها..تلك أشرف بألف مرة من تلك التي منحت بكارتها بإسم الزواج لأجل حسب أو مال،غير حبها و ذاتها.
                                - عبد الرزاق الجبران -



الأربعاء، 10 أبريل 2013

ان الكذب ليضاجعنا ...

الكدب بقي ثقافة مُجتمع ، محدش بيصدق ، احنا كُلنا بنكدب ، الدكتور في الجامعة بيكدب علينا لما بيقول انه بيقدم علم وهو كل همه المرتب وانه يبيع الكتاب ، مش انه يخرج شباب مُتعلم واعي ومُثقف بيفكر برة الصندوق ويقدر في يوم يفيد بلده ويقدم ما ينفع البشرية ، المُدرس بيكدب علينا لما يقول انه خايف علي مصلحتنا وهو خايف علي فلوس الدرس ، النظام التعليمي كله كدب في كدب من اول المدرسة للجامعة ، مضيعة للوقت والفلوس ، بيوقفوك عن ابداعك ، كل غرضهم انهم يتحكو فينا وفي عقولنا ، كل غرضهم مننا اننا ننصهر في قوالب مع مُجتمع ودولة تتميز بأن كل افرادها علي نفس الشاكلة بحيث انهم يصبحو غير قادرين علي التفكير بحرية او حتي علي امتلاك تفكير نقدي حر ، فبيغروك طول الوقت انك تدخل في اطار تعليمي تخرج منه تخش اطار وظيفي لحد مكل طاقتك وابداعك ومجهودك يهدر في لا شيء ، فيقدرو يعبثو بينا زي مهما عايزين ويطبقو السياسات التي لا تمثلنا بل تمثل رجال اعمالهم ورجال سياساتهم ، فيقدرو يملو علينا اوامرهم واسلوب الحياة اللي هما ارتضوه لينا ، ومنقدرش ندافع عن حقوقنا وحرياتنا لانهم ماسكينا من ايدينا اللي بتوجعنا ومُتحكمين في لقمة عيشنا ،

ايضاً الاب اللي بيعلم ابنو الصدق هو اول واحد بيكدب عليه لما بيقولو انو بيحبه وهو مش عايز يوفر ولو نص ساعة من يومه يقعد معاه فيها ، والزوجين ايضاً بيكدبو علي بعض طول الوقت عشان المظهر الاجتماعي والعيال اللي خلفوهم ! ..
ورجل الدين بيكدب علينا طول الوقت بيدعونا لتوحيد الله وهو بيشرك الشهرة والمال بالله ، بيدعونا لعبادة الله وهو بيعبد المال والمصالح والسلطان ، حتي شهر العبادة رمضان ! كلو كدب في كدب ، بالرغم من انه المفروض يكون شهر العبادة والصيام والامتناع عن الاكل وعن شهوات الدُينا ، انا مش بشوف فيه غير المسلسلات والطواجن والمخللات والمقبلات والولائم والحلويات ، فبنلاقي ان اكتر شهر في السنة يتم فيه استهلاك الطعام ويتم فيه تبذيره هو شهر الصيام !! ،

احنا بنكدب لحظة ما بنصحا من النوم لحد ماننام ،واكتر حد بنكدب عليه هو "احنا" احنا بنكدب علي نفسنا ، بمجرد مبتصحي من النوم وتقول صباح الخير لكل االي بتتمنالهم الخير وكل اللي بتتمانلهم الشر علي سبيل العادة فقط ، بمجرد ماحد يسألك ازيك تقولو الحمدلله وانتا مش حاسس بيها في قلبك ، بمجرد متقول انا "كويس او بخير" وانتا مش كويس ولا تعرف حاجة عن الخير ، وبمجرد متتصل بحد وتقعد تقوله ابقي اسأل واديني اهو بتصل بيك وبسأل عليك وبعدها علطول تسألو علي حاجة او تبتدي تلقي عليه طلبك او الخدمة اللي عايزها منه ؛
حتي بنكدب من غير مننطق بكلمة واحدة ، بنكدب في مظهرنا وبنغيّر حقيقتنا ، بمجرد ميكون عندك 60 سنة وصابغ شعرك اسود عشان تخفي تقدُم السن ، او انك تسرح تسريحة تخلي سنك اصغر او البروكة اللي بتحطها او طقم السنان او البدلة الغالية واللبس الغالي اللي تحته ملابس داخلية غير نظيفة اوعطور غالية مع عدم اهتمام بالنظافة الشخصية ؛
وطبعاً اكبر نصيب من الكدب للانثي بلا شك !!!!
مجرد ما بتصحي وترمي علي وشها البوية قصدي البودرة اللي بتخلي بشرتها افتح او "البيبي ليس" اللي بتخلي شعرها انعم او طلاء الاظافر اللي تحتيه قذارة ومشدات البطن اللي تحتها ترهلات والبرا اللي بيكبّر الصدر والسيليكون والمكياج اللي بيغطي التجاعيد والبشرة الخشنة والكحل والماسكارا والرموش الصناعية والعدسات الملونة والهاي هيلز اللي بيخليكي اطول ؛ طبعاً لان معظمنا فاضي من جوة فبيضطر يملأ نفسه بشخصية مزيفة لاننا عصر صناعة النجوم المُزيفة ، نتفرج علي النجم في التيليفزيون ونقلده ونعيش الدور اللي هو عايشه علينا ، كله تزييف في تزييف ، وكدب في كدب ؛
كل دا ولسة محدش فتح فمه بكلمة  .

بقينا نكدب بإسم الحب والجواز برضو عشان نجد مُبرر شريف لممارسة الجنس ، الجواز دلوقتي ! مفرقش حاجة عن جواز المُتعة او الصحوبية ، مهو اصلاً هما بيتجوز ليه ؟ مش عشان يقومو بالعملية الفيسيولوجية دي ؟! ولا انتو فاكرين انهم عايزين يخلفو ولاد ويربوهم احلي تربية ويكوّنو اسرة متكاملة نافعة للمجتمع وعلي قيم ومباديء واخلاق عظمية ! وينفعو العالم والبشرية والدين ، ويخرجو من تحت ايديهم علماء او موهوبين ! ، لا طبعاً ، دول بيتجوز عشان الجنس وعشان الفلوس وعشان دي سنة الحياة وعشان مينفعش ابقي عانس وعشان اكمل نص ديني ! ..

بغض النظر عن الجواز خلينا في الاتنين اللي بيقعدو مع بعض ساعات علي التيليفون او علي الكافيه او في الجامعة بإسم الحب والعشق هما بس لقو مُخدر عاطفي اسمو الصحوبية بيخرجو بيه من الواقع وبيخلو الوقت يمر بشكل اسرع .. بتسهري تكلميه ف التليفون فوق الخمس ساعات عشان تاني يوم تقولي لصاحبتك " فضلنا نتكلم لحد النهار ما طلع" نوع مشهور اوي من انواع الكدب والاهتمام بالمظاهر اكتر من صدق المشاعر  ..
ومنهم اللي بيوهمو انفسهم بالحب وكل الكلام المعسول عشان مكسوفين يقولو لبعض الحقيقة وهي "السرير طبعاً" ...
فيها ايه لما تكون العلاقة جنسية بحتة بينهُم ، من رأيي دا افضل بكتير من تشوية اسمي المعاني اللي زي "الجواز والحب !" ، ليه الكدب والتزييف ؟
ليه لازم تضحكي عليه وانتي كل اللي بتحبيه فيه منظرِك قدام صحابِك وهو بيحب يتفشخر بيكي قدام صُحابه !
 او برضو انك تكوني كل اللي بتحبيه فيه مظهرُه وهو كل اللي بيحبو فيكي جمالِك !؟
بحس ان الحُب اصبح فقط من اجل المظهر العام والهيئة ..مظهر من مظاهر النجاح ..بيجرو وراه عشان يبانو ناجحين مش شرط يكون صادق ..اللي هو انا في علاقة حب ومع انثي "جميلة" وناجح وبشتغل شغلانة كويسة ...علي اساس انه جانب من جوانب الحياه لازم تثبت نفسك فيه وانك برضو مش قليل .. وكل ما كانت اللي هترتبط بيها شكلها حلو كل ما نجاحك هيزيد وحب الناس وإعجابهم بيك هيكبر ..
ليه بتضحكي عليه وتقوليلُه "بحبك" وعايزة اتجوزك وانتي عايزة فلوسُه او مش عايزة تكوني عانس او عندك كبت جنسي مش عارفة توديه فين ؟ وانتا ليه لازم تضحك عليها وتقولها "بحبِك وعايز اتجوزِك" وانتا كل اللي عايزه هو غرضك الجنسي منها مش اكتر ؟

ولا كدب وتزييف الواقع اللي بنشوفه يومياً من التنمية البشرية اللي مالية الاعلانات والسينما والاغاني والكتب ، مجرد تجارة بآلام ومآسي الناس "تُجّار الكلام" ، التنمية البشرية بإختصار هي ازاي تضحك علي الناس وتخليهم يضحكو علي نفسهم ويوهمو نفسهم بالسعادة حتي لو كانو مش مبسوطين في حياتهم ..
ليه تضحك علي نفسك وتقعد تسمع كلام بيقولك "كن ايجابياً" او "لا تشعر بالحزن مطلقاً" او "لا تري السلبيات" ،
ايه الخراء اللي بيقدموه للناس دا ، انتا لما تكون مش مبسوط لازم تحس بكدا ..لما تتألم لازم تحس بألمك ، لما تكون غير سعيد لازم تشعر بعدم السعادة ، لما تشوف السلبي متنفضش وتقول انا بشوف نص الكُباية المليان ! ، ثقافة خاطئة تماماً في رأيي ، انتا لازم تحس بالتعاسة دا انذار ليك ان في شيء خاطيء لازم تصلحه في حياتك ، الالم الجسدي والنفسي لازم تحسه ، انذار ليك انك غير سليم جسدياً او نفسياً ومحتاج لعلاج ، شوف السلبي عشان تغيرُه ، حس بالالم والخزن والتعاسة والكآبة لانك لازم تحس بيهم ، انا حاولت اعيش بنفس منطقهم دا لفترة شعرت اني مش عايش ! ، ايه الفايدة اني محسش بالخوف والحزن والقلق واليأس والالم والتعاسة ! ، لازم احس بيهم ، لازم اتقبل الواقع مضحكش علي نفسي ، ولازم اغيّر من نفسي ولازم انتصر علي كل دا ، لازم اوصل ضعفي بقوة الله ، لازم اعيش بنور الله وسط الظلام الحائم حولي ..
حملات الخداع والكلمات الكدابة اللي بتقدمها كايروكي وغيرهم ولا الشركات اللي بيديرها رجال الاعمال الخنازير زي بيبسي وكوكاكولا وشيبسي وفودافون واتصالات وموبينيل والشعارات الفارغة اللي كل المقصود منها الحصول علي الاموال ، بيتاجرو باحلامنا ومشاعرنا من اجل الحصول علي اموالنا بس احنا مش واخدين بالنا ، كُلهم بيكدبو علينا ، بيعيشونا في وهم غير الواقع فقط عشان يقدرو مستمرين في جمع الاموال ..والدليل علي اللي بقولو وهو مثال بسيط انه بيجبلك مثلاً لعيبة الكورة وهما بيشربو المياة الغازية بالرغم ان الحقيقة اللي محدش يعرفها انهم ممنوعين منها كرياضيين كبار لان ضررها علي الصحة كبير !  ..

كل حاجة حوالينا كدب ، لاننا اللي بنكدب علي انفسنا طول الوقت ، ولاننا بنتقبل الكدب ظناً انه اسهل واقصر طريق للوصول لسعادة او غرض مزيّف .

لازم نلاقي قارب نجاه ننجو بيه من كل الكدب اللي حوالينا ، لازم نوصل للحقيقة ، مفيش حقيقة غير الله ، الله هو الحق ، الدُنيا كلها وهم في وهم ، كلها كدب وغش  ، لازم كل واحد فينا يكون نفسه ، يملأ نفسه ، ويعترف ويحب حقيقته ، لازم نبحث عن الفطرة السليمة ونتبعها ،

نبحث عن النور الالهي ونمشي وراه ...


------------------------------------------------------------------------------
ملحوطة : لا احاول اختزال علم التنمية البشرية في الفقرة الصغيرة اللي اتكلمت فيها عنه ، دا مُجرد مثال صغيّر اوي لا هيقدم ولا هيأخر ، اعلم ان التنمية البشرية لها فروع كثيرة وفي شتي المجالات ، بس كنت بحاول انتقد بإختصار تُجّار الكلام اللي في المجال دا

الثلاثاء، 9 أبريل 2013

في نقد مُحن الانثي المصرية وبعض قوالب المجتمع المصري ..


"كلام قهاوي ليس له علاقة بمنطق او فلسفة وقد لا يمس الواقع بصلة هو من وحي خيال الكاتب"
مُجرد هزيّ المقصود به السخرية من انماط مُعينة وتصرفات في مُجتمعنا ، خاصتاً تصرفات من بعض بنات مصر ! ..



- معظم الفلاسفة والادباء والشعراء والموسيقيين العظماء والمُفكرين والعلماء فاشخين المرأة ؛
المُشكلة ان الايام بتثبتلي دا ساعة ورا ساعة .

بعد سنتين من الفشخ ومضاجعة الافكار وبكل برود وعدم وجود اي مظاهر لانسانيتها بتنادي، بتقول تعالي ! ، انتا ليه عامل نفسك مش شايفني ! ، شر ما بعده شر ، كإنها "انسان آلي" معندوش اي مشاعر وبتتكلم كإن مفيش حاجة حصلت ..
ولسة بتضحك بسخرية ومرقعة علي كل حاجة مُهتم بيها وبتقلل من كل حاجة كنت منشغل بيها عنها، لانها عمرها موفرت اي نوع من انواع الاشباع والارضاء لاي حاجة غير لنفسها ، وعمرها مهتمت غير بشكلها..
ودلوقتي بتقلل من المسرح اللي في يوم من الايام بحلم امتلكه ..بضحكة صفرا ووقفة مايعة ..

هذا هو الجحود بعينه ..

انا معاك يا نيتشه صدقت لما قلت "ان خطيئة الرب هي المرأة"

- من سن المُراهقة وانا ملاحظ ان البنت المصرية لما بيكون عندها 15-16 سنة وتبتدي تُدرك انها جميلة شوية او اجمل من صحباتها وفي اهتمام زايد بيها "طبعاً دا في مُجتمعنا الشرقي فقط بيبقي فيه الاهتمام دا" لاننا مُجتمع سطحي، فبالتالي بتحس انها اصبحت جذابة في نظر المُجتمع وكفا ! ، فبتسيب اي شكل من اشكال تطوير الذات ، ومبتهتمش بثقافتها ولا شخصيتها ولا دماغها ولا حتي نفسها ، كل اللي بتبقي مُهتمة بيه جمالها ومنظرها قدام الناس وازاي تعجب اكبر كم من الشباب او الرجالة "اظن بتلاحظه دا في لبس بنات كتير" او انها ترضي نفسها وتشبع لذتها ،.بس هي مش مُدركة مثلا ان الله اعارها من جماله لفترة مؤقتة ولما الزمن ياخد الجمال دا مش هيتبقي لها غير شخصيتها ونفسها اللي "عفنت" من قلة الاهتمام بيها .
مش متخيل نفسي ابقي بنت وكل اللي اعرفهم عايزيني ومصاحبني عشان انا "مُزة" فيتفشخرو بيا قدام صحابهم وقدام الناس ،
زي اللعبة اللي في ايد الطفل ، يزهق مني ويرميني لما يشوف واحدة اجمل مني .


- بس الحقيقة الفتاة المصرية  لها طابع خاص في المُحن يميزها عن اي فتاة في العالم ؛
هفسرلكو الموضوع دا من نظرتي الفلسفية ؛

البنت المصرية زي مقلت بتتولد بيبقي قدامها اختيارين يأما بتشوف نفسها جميلة زيادة وشرحت دا في الفقرة السابقة ، يأما بتشوف الجميلة زيادة حولها اهتمام زيادة فبتضطر انها تلجأ لشوية اساليب عشان تلفت الانتباه ويبقي حولها اهتمام زيادة هية كمان
وطبعاً لان الاسرة والبيت والاخ مفيش اهتمام منهم وبتشوف اخوها بيرجع متأخر وبيعمل اللي هو عايزه وهي محصورة في نطاق انها بنت وشرف العيلة وكمان نطاق آخر وهو الواجبات منزلية من مساعدة الام في الترويق والطبخ والمواعين ...
"ودا غالباً لان الشاب مننا مش المفروض انه يروق اوضته ولا يغسل طبقه مثلاً ! "

فبتضطر تلجأ الي اساليب حياة شديدة المُحن ..

اولهم : المرقعة والمياصة وهو اسلوب خاص في الاستلواح وهز الوسط للفت الانظار بالكات ووك وشد انتباه اكبر عدد من الشباب التعبان ..

تاني نوع : هو النوع الخالص من اللبونة ودا اُجزم ان اي بنت بتُجيده لما تعوز انها توصل او تحصُل علي اي حاجة في الدُنيا نفسها فيها..

تالت نوع : النوع الاخير وهو "اسلوب السوحنيكة" بيخليها بتتسهوّك وبتددلع طول الوقت وتقول كلام حنين يخليها تصعب عليك مع الاستمرار والتكرار والالحاح الشديد في توصيل فكرة "انها بنت ناس" "وانها مُحترمة" وبطرق مُفتعلة ومُتكلفة وبوّش غير وشها ودا غالباً بيجيب نتيجتين "يأما عريس يأما بوي فريند" وغالباً اللي بيقع فيه خبرته بتبقي قليلة في كشف الوش المستخبي وبيبقي عند الشاب بعض المفاهيم الخاطئة والغير صحيحة حول الاحترام وخلط لمفاهيم الشرف وهي طبعاً بتلعب علي النُقطة دي  ..

- ولاني بكره التسميّات المتخلفة بتاعة المُجتمع المريض اللي احنا عايشين فيه ، وهو مريض لان معظمنا مر بمرحلة الثانوية العامة ومرحلة المدرسة والتأهيل للجامعة ، بعضكم هيقولي ايه علاقة التعليم والثانوية العامة بالمرض ، عماتاً اللي ميعرفش هبقي اكتب موضوع مخصوص عن المرض النفسي اللي سببته لنا المدرسة والثانوية العامة ، ولحد مكتب فيه خدوني علي قد عقلي ،
كل اللي بحاول اقولو اني نفسي تفهمو ان مفيش حاجة اسمها مُحترم وصايع او مُحترمة وعاهرة ، مفيش حاجة اسمها متدين وبايظ ، مفيش حاجة اسمها شاطر وفاشل ، مفيش حاجة اسمها نضيف وابن ناس او متسوّل ؛ كلها قوالب خرجنا بيها من ثقافة البيت المصري الضئيلة جداً والثانوية العامة والمدرسة ، إلا من رحم ربي .
اي انسان ممكن يمثّل اي دور اياً كان ويعيش الدور دا عشان هو عايز يبقي كدا ويتقال عليه كدا ، الفكرة مش في الظاهر الفكرة في الكفة اللي راجحة ، احنا كُلنا جوانا الحاجات دي ..
الافضل انك تسيب الناس في حالها ومتحوطهاش في قوالب ، انك تتقبل اي حد زي مهو ، عشان يظهر قدامك علي حقيقته ، مش يتضطر يظهرلك بوش او مظهر مُعين عشان تتقبله ..
انتو اللي بتساعدو علي النفاق وازدواجية المعايير وانتو اكتر شعب بيشتكي منها وبيتريق عليها ..

- نفسي مسمعش الكلام دا تاني "دي مش مُحجبة بس محترمة او دي مُحجبة بس مش معقدة ، دا بيشرب سجاير وحشيش بس محترم مش صايع ، غلبان وعلي قد حاله بس ابن ناس ، دبلوم او تجارة بس شاطر وناجح ، دا مش بيصلّي بس مُتدين واخلاقه حلوة ، بيصلّي بس بيكلّم بنات ومنافق"

- نفسي الاخوة المُتدينين يدركو حاجة واحدة "ان حرية التديّن مكفولة" وايضاً حرية الدعوة الي الله مكفولة ..ادعو الي الله كيفما شئتم واتركو من اراد ألا يتدين او يؤمن بما تقولون وشأنه ، عُلماء وشيوخ الدين فاكرين نفسهم عايشين في جمهورية النبي او في المدينة الفاضلة بتاعت افلاطون ، عايشين في عالم موازي للعالم بتاعنا "عالم مثالي" ، هل كان يعلم النبي الغيب ؟ ، لماذا لا تأمنو بتطوير الدين ؟ان كان دين سلفكم او السلفية هي الفهم الصحيح للاسلام فلماذا لا تأتوننا بدين سهل التطبيق في الواقع ، لماذا دينكم صعب علينا ولا يستوعبه ولا تشربه الاجيال الجديدة ، هل جاء دينكم ليتحكم فينا وفي عقولنا ؟ هل المقصود او مُراد الله هو ان يعذبنا في الدُنيا ليدخلنا جنته ؟

ملحوظة : هذا مُجرد مقال هزلي ولنا كامل الاحترام والتقدير للانثي المصرية !

الاثنين، 1 أبريل 2013

الانثي المصرية


ليست محاولة مني للهجوم علي ستات وبنات مصر ، ايضاً ليست محاولة لتغيير هويتنا المصرية ، او دعوة لتحرر المرأة بشكل لا يتماشي مع عاداتنا وتقاليدنا ، انا شاب من منطقة شعبية وفاهم كل ما يتعلق بمفهوم العفة والشرف ، وكيف يُنظر للبنت في مجتمعنا ، انا فقط متعاطف مع ما يحدث لهم ، انا نفسي مش متخيّل لو كنت بنت في مُجتمعنا المريض دا ، ! كنت هعمل ايه ؟ ياتري كنت هنتحر ؟ ياتري كنت هكتئب ومنزلش من البيت ؟ ياتري كنت هقدر اصمد ضد المُجتمع دا واحارب عشان حقوقي واكون اقوي ؟ .
مش متخيّل اني انزل من بيتنا يقولو انتي ايه اللي بينزلك من البيت ، ولو اتأخرت او شافوني مع واحد يظنو بي الظنون ، او ملبسش حجاب يقولو عليا مش محترمة ، او البس حجاب ولبس محتشم يقولو عليا معقدة ؛
ولما تشوف ازدواجية في المعايير زي مثلاً بنت بتقول انا مش بسلّم علي ولاد غير صاحبي او مثلاً بنت مُحجبة بس كل همّها تعرف كل شباب جامعتها ، او انها تقدر توقع في حبها اكبر كم من الشباب ، بترجع تهاجم البنت .
ولكن الحقيقة الافعال دي من البنت هي مُجرّد نتيجة لخلل في المجتمع - الفكرة كلها ان المرأة وعاء المُجتمع ، لو المُجتمع مُبتذّل ، عاداته سيئة وسلوك وافعال الناس فيه غير حضارية ، ثقافته ضحلة ، ثقافته لا تتعدي الجرايد اليومية ! ، هتلاقي انعكاس لكل دا علي المرأة هتلاقيها شخصية مبتذلة تافهة ملهاش اي قيمة .

   عماتاً دي مجرد دعوة للبنت او الست المصرية عشان تفوق ، دي لو كانت عندها إرادة انها تفوق ! ، تفوق من المعايير المزدوجة والمرقعة اللي عايشة بيها ، تفوق من فكرة انها عايشة كآلة جنسية او خدامة  - او ان كل هواياتها لم الشباب حولها او ازاي ترضي  نفسها ، او إن كل إهتمامتها تكون بجمالها الخارجي فقط - تخرج من حفرة بتكون عايشة فيها بأسلوب حياة يسمحلها فقط بإن كل تفكيرها يكون في كيفية البحث والايقاع بالعريس وكيفية إسقاط تهمة العانس من علي أكتافها والدخول الي حياة الجواز ظناً منها ان الراجل دا اخر احلامها واخر طموحها ومفيش حاجة تقدر تحصل عليها في الدنيا احسن من كدة ، بس هي متعرفش ان الحياة اكبر من عريس واكبر من الجواز - وهي متعرفش ايضاً انها المفروض نص المُجتمع ، وعلي أكتافها مسئولية بناءه والمُشاركه في جوانبه .

- معظم شباب مصر اصبحو مؤخراً متعقدين من بنات مصر ، وانا بتكلم عن الشباب الواعي والمُثقف ، مش بتكلم عن شباب سيس كل تفكيره انه يصطاد البنت او يقف علي الناصية يعاكسها ، بتكلّم عن نوع ارقي شوية من الشباب ، وله نظرة وهدف وطموح ونفسه في انثي تشاركه وتبقي علي قدر من المسئولية وتساعده ويساعدها علي تحقيق اهدافه واهدافها .

لكن الشاب المثقف حالياً نظرته للمرأة المصرية كإنها ملهاش وجود او زي ما تكون علبة كُشري بالنسباله ، مجرد اكلة شعبية سوقية جداً قيمتها مش كبيرة وهي مجرد مصدر تسلية او إشباع للشهوة فقط ، اصبح عنده نظرة سلبية للمرأة خالية من الاحترام وبقي يقول مش هتجوّز ومش عايز اتجوّز ولو اتجوّزت مش هتجوّز مصرية ، لانه طبعاً شايف معايير خاطئة تماماً للزواج ، وخارج الهدف اللي المفروض تتكون بيه مؤسسة الزواج ، بقي يشوف المتجوزين مش متجوزين ، بقي يشوف البنت بتحب فلوسه ، بتحب شكله ، بتحب دماغه ، بتحب منظرها وهي معاه ، بقي يشوف مراته متجوزاه عشان يصرف عليها سد خانة مش اكتر ، ضل راجل ولا ضل حيطة ،  لكن عمره ما شافها بتحبه ، عمرها مشاركته في اي حاجة ولا اهتمت بيه ، بقت كل فكرتها عنه انه الراجل اللي "هيستتها" ويخليها مش عانس ولذلك هي بتضطر تمثل انها مُهتمة بيه وبتحبه ، لان مفيش خيار تاني قدامها .

-عشان كدة البنت لازم تسأل نفسها الاسئلة دي :

انا عايزة من نفسي ايه ؟ انا ايه اللي بيرضيني ؟

انا ايه تصوّري للهدف اللي انا اتخلقت عشانه ؟ انا ايه تصوري للدنيا وغايتها وحكمة وجودي فيها ؟

انا ايه الخطوط الحمراء بالنسبالي ؟ ايه نظرتي للصواب والخطاً ؟

ايه معاييري ؟ ايه الحدود اللي هقف عندها في طلبي للذة ؟ وهل عندي حدود اصلاً ؟

طيب انا بخاف من ايه ؟ طيب انا بخاف اصلاً ؟

ايه الشيء اللي بحسب له الف حساب ؟

لو كان الشيء دا هو راحتها ولذتها واكلها وشربها ولبسها ومظهرها وتأثيرها علي الناس، فهي واقفة عند نفسها ،  مش هتتخطي اكتر من نفسها وهتفضل كدة "كائن كل همه اللبس والعطور والدلع والمرقعة ومحاولة لم اكبر كم من الشباب المعجب حواليها وكل همها تسمع كلام حلو عن لبسها وقد ايه هي جميلة ، طبعاً دا كُله قبل الجواز ، وبعد الجواز آلة جنسية وخدامة وارنبة وبعد كدة تنتظر الموت في إكتئاب وتفضل تندب حياتها وماضيها وعيشتها في حزن .

انا عارف ان مجتمعنا السبب هو اللي مهّمِش البنت والست المصرية مش عايز يخرجهم برة المطبخ والبيت بس دا مش معناه الاستسلام بالشكل دا .

العبي مازيكا ، مارسي هواية ، اشتغلي شغلانة بتحبيها ، اكتبي ، اتكلمي ، غيّري ، اعملي اي حاجة لها قيمة دا انتي روح الدنيا ، دا انتي السبب واصل الوجود .

 انتي الحياة ، سيبك من ال بوي فريند ولا العريس ، هيجي هيجي ، هيجي الشخص الصح لو كنتي في المكان الصح ، واحد بيقدرك وبيقدر اهدافك وبيتعامل معاكي ك"انثي" مش كل همه يتفشخر بيكي قدام صحابه او ياخد غرضه الجنسي منك ! .

بس دا هيحصل لو انتي بقيتي "نفسكِ" وعايزة تعمليِ حاجة لها قيمة ، وبقيتي مُستقلة بذاتِك ومبِتخليش حد يتحكم فيكيِ ، احترمي نفسِك وقدري ذاتِك ، حاربي عشان حقوقِك .
_______________________________

- نادراً لما تلاقى بنت بتقرأ او بتعمل حاجة ايجابية او لها اي قيمة  ، حتى شغلها مجرد مرحلة انتقالية من الجامعة للعريس او بمعني اخر هي مُجرد بتوسع دايرة البحث عن رجل.

- بنات اوروبا تحس انهم جدعان بغض النظر عن معاييرها الغربية مش بنتكلم دلوقتي في النقطة اللي تمس الشرف والحياء في مجتماعاتنا ! ، مش هنتكلم في غشاء بكارة ، ولاحقاً هقولكم ان العفة مش غشاء بكارة زي ما إحنا فاكرين - بس تحس ان البنت الاوربية منهم تفوت ف الصخر و تسافر و تروح و تيجى و تشتغل و تسكن لوحدها - اما عندنا البنت المصرية عندها غباء اجتماعي الي حداً ما ومبتعرفش تتصرف ، تحتاس لو اتوكلت لها مسؤلية ، مبتعرفش تعتمد علي نفسها بشكل كبير - لانها اتعوّدت علي كدا .

-عشان كدة نظرتي للبنت الاوربية كانت دايما نظرة مثالية سواء الجمال الداخلي زي ما اتكلمت عنه فوق او الجمال الخارجي ، والجمال الخارجي بالنسبالي مقصدش بيه الملامح علي الإطلاق ولكن اقصد بيه الانوثة مش الطفولة والمياعة زي البنت المصرية ، البنت الاوروبية يعني رقة وفَهم للحدود وهي اللي بتضع الحدود دي ومبتسمحش لحد يتخطاها سواء كانت الحدود دي هية مجرد لمسة او فقد عذرية ، المهم انها حطت حدود مُعيّنة ومباديء اعتنقتها ، احلي ما فيها فهمها لكونها انثي ، دايماً تحس انها مُستقلة بذاتها مش كل حاجة بابي ومامي مش كل حاجة هشوف صحابي بيعملو ايه واعمل زيهم ، او كل خوفها وهمها الناس هتقول عليا ايه .

طبعاً في بنات مصريّة فيها صفات جميلة ، وتكاد تكون اكثر ثقافة ووعي وجمال داخلي وخارجي من البنت الاوروبية ، ولكن انا بتكلم عن شريحة كبيرة اوي في مجتمعنا ومش محتاج حد يقولي بس علي فكرة في بنات مصرية مُختلفة ، انا مش مُغيّب عن الواقع .

المُشكلة ابعادها كبيرة اوي  ، ولها علاقة بالمجتمع والاصدقاء والبيت والتربية والاهل والاخ - والزواج اللي بقي صعب اليومين دول ؛
انا مش بنفي ان الرجالة والشباب لهم دور كبير في ان الانثي المصرية تبقي بالشكل السطحي دا - مش بنفي ان شريحة كبيرة من الشباب اصبحو اكثر سطحية - مش بنفي التحرشات والنظرات الدونية للبنت والست في مجتمعنا - ولكن البنت لازم تتحمل العبء ولازم تحارب عشان حقوقها لو حاسة ان لها حقوق ، لو حاسة ان حياتها ذات قيمة ، لو حاسة انها إنسانة ، اما لو ستاتنا وبناتناعاجبهم اللي هما فيه دا ومستسهلينه - مش فاهمين انا بقول ايه ! - دا بقي موضوع تاني ، وخطورته اكبر واكبر . ودي تبقي مُصيبة .

hosny ahmed