الاثنين، 22 أبريل 2013

في الحي ..

الفصل الاول:


عم سيد ..

عم سيد جارنا المجنون هو ذلك الكهل الذي جلس اهالي الحي يسردون القَصَصَ عن كفاحة امام النظام البائد وامام جبروت امن الدولة وانه كان يمتلك عقل طبيعي ولكن امن الدولة استخدمت الكهرباء في تعذيبه حتي فقد عقله واصبح يمشي في الشوارع يتمتم بألفاظ غير مفهومة بعضها غني بالحكمة والبعض الاخر ربما كان لغز للبعض او انه في الحقيقة مجرد تراهات من وحي خيال عم سيد ، من الملحوظ لديَّ ان عم سيد ليس برجل خَِرف وحسب ، بل هو مجنون ! وما ادراك ما الجنون ، كلما نظرت اليه علمت انه ليس بالمجنون العادي ، فعندما يشاهده الاطفال من بعيد يهرعون وراءه في حُب وصراخ وفرحه ، وعندما ينظر اليه اهالي الحي في شفقة ! ويقولون "انظر لقد فقد عقله " ، انظر انا اليه في سعادة  ، لاني اعلم جيداً ، ان وراء هذا الجنون عظمةٌ ما وقصة لا يعلمها جميع المارة وجميع من يعرفونه ، وانا ايضاً لا اعلمها ولكني الاحظ آثارها من بعيد ، اشعر بأنه ليس كشخص عادي ، فهو ذلك الكهل الذي طالما حاول ان يحافظ علي طفولته بداخله ، فهو يبدو سعيداً جداً بإنجذاب الاطفال اليه ، وانظر الي عينيه واكاد اقرأ سعادة وذكاء لا يقرأه الكثيرين ، يبدو انه يحاول ممارسة روح الطفولة وحكمة الشيوخ بطريقة مستترة فلم يجد سوي ان يُظهر علي نفسه علامات فقدان العقل او الجنون ، يبدو انه مر برحلة حزينة اخذ فيها الزمن منه طفولته واخذت منه الدُنيا السعادة والاحلام التي كان يتمناها ..
هذا الرجل يثير دهشتي دائماً بلبسه وطريقة سيره وتلك التراهات التي تخرج من فمه ، وما يؤكد كلامي اكثر انه في اغلب الاوقات يبدو طبيعياً ، واوقات اخري يقولون "جاتلو الحالة" ، هي ليست حالة ! ، بل هي اسلوب حياة من التضحية الكاملة من اجل ذلك الدور الذي يؤديه في مسرحية الحياة .
اعلم ذلك الاسلوب في الحياة جيداً واتقنه اشد الاتقان . عندما ابدو كلشخص الامُبالي الفاقد والمتبلد للمشاعر ، الغير مُهتم بما يحدث حوله .
___________________________________________________________

الفصل التاني:


فيرونيكا...

فيرونيكا عزيزتي الفاتنة ذات الشعر الاحمر والبشرة البيضاء المليئة بالنمش ، عليكِ ان تفهي ما يدور ببالي فأنا ابدو كمُسن عاطفياً وفكرياً وليس جسدياً ، انا لست مُستعداً لعلاقة جادة علي الاطلاق وانتي لازلتِ صغيرة وامامك عُمر طويل ، انتي لا تفهمي معني الحُب الحقيقي ، لا تنجرفي بعيداً ، نحن نمضي وقت رائع ولكنك صغيرة وانا لا اريد منكِ ان تنسي ذلك ، سوف تقابلين فيما بعد الكثير من الشباب الرائعين ، انا فقط اريدك الآن ان تتمتعي بحسي الفكاهي واسلوبي الجنسي المذهل ، لكن لا تنسي ابداً ان لديكِ حياة كاملة ، لا لا يا عزيزتي انا اُكن كل المشاعر لكِ ، لا تفهميني بشكل خاطيء ، ولكن ما احاول ان اقوله انه لا يجب ان تعلقين مع شخص واحد وانت في هذه السن ، اعلم ان هذا يبدو ساحر بالنسبة لكِ ، يبدو شهواني في الاصل وهو شيء جميل رغم ذلك ، طالما اننا بعيداً عن انظار المجتمع فيمكننا ان نحطم ارقام قياسية ولكن هذا ليس بالامر الجيد اعتقد ! ، يجب ان تفكري بي وكأني تحويلة في طريق حياتك ، مجرد "مرحلة لطيفة في عمرك وهتعدي" ، لذا ارتدي ملابسِك وهيا لتذهبي الي بيتك ، لا يا عزيزتي ! ، اريد منكِ البقاء ولكني لا اريد ان تعتادي علي ذلك ، لانه في البداية تبقين هنا ليلة ، ثم ليلتين ، وثَمَّ تقيمين هنا ! ..هي ليست فكرة سيئة بالنسبة لكِ ولكنها ليست بالامر الجيد ، فأنا صعب المراس ، غذاً سنذهب الي السينما وسأُريكِ فيلم بحيرة فيرونيكا ، اتفقنا ؟
_____________________________________________________________

يتبع ..في فصل اخر مع شخصية اخري "هشام القهوجي"  ..

ليست هناك تعليقات: